http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف سياحة واستثمار سياحة واستثمار
الصناعات الساحلية التقليدية بين الماضي والحاضر... منتجات تجدد حضورها وأخرى ترتدي عباءة التراث والعراقة
رنا رفعت

تعود اليوم العديد من الحرف والفنون والصناعات التقليدية في منطقة الساحل السوري إلى الظهور مجدداً في الساحة المحلية في قطاعاتها الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية رغم ما يقدمه العصر الحديث من خيارات أكثر تنوعا و شمولية و ربما تعزى الأسباب وراء هذه العودة الى توق الكثيرين وشغفهم بكل ما ينطوي على روح تراثية دافئة تكسر جليد المنتج المعاصر و قوالبه الجاهزة.

و رغم ما شهدته هذه الصناعات و الفنون من تطور و اختلاف بين الماضي و الحاضر إلا أن الكثير منها حافظ بمرور الوقت على نكهته الأصيلة وخاصة أن مختلف هذه الحرف قد استقت موادها الأولية من البيئة المحيطة ليكشف هذا النتاج لاحقا عن حجم الإبداع الفطري و الموهبة الخلاقة لدى الإنسان الساحلي منذ قرون مضت الأمر الذي أثرى العمق الحضاري لهذه البقعة من العالم الامر الذي توءكده الوثائق و المدونات التاريخية.

20110926-150339.jpg

وتؤكد الباحثة التراثية فريال سليمة أن الصناعات الخشبية على أنواعها المختلفة كانت من أعمال الرجال الأساسية في الريف الساحلي و قد برع هؤلاء في هذه الصناعة وعلى رأسها أدوات الزراعة مثل صناعة المحراث والنير ومرج الدراسة وصناعة الأدوات الموسيقية كالربابة والمزمار والطبل بالإضافة إلى الملاعق الخشبية والمغارف و جرن العجين ويستخدم لهذا الغرض أخشاب البيئة المحلية من أشجار السنديان والبلوط والزنزلخت والصنوبر والزيتون.

وتضيف سليمة إنه رغم التطورات الذي شهدته تقنيات الزراعة والصناعة و الفنون إلا أن المهتمين بالجوانب التراثية ما زالوا يسعون لاقتناء كل ما هو عتيق خاصة بالنسبة للأدوات الموسيقية إذ ما زال عدد من صناعها يحتفظ بمهاراته اليدوية الى جانب معداته الحديثة ليظهر هذه المهارات الفريدة بين الفينة والأخرى حسب الطلب خاصة و قد شح الوسط الحرفي اليوم بمهني هذه الصناعات.

وبينت سليمة أن أهل القرية الساحلية امتهنوا كذلك صناعة القصب ولا سيما في القرى القريبة من الأنهار حيث ينمو القصب بكثرة فكانت تنسج السلال بأنواعها و كذلك قناديل الدبق التي تستعمل لحفظ الأعواد المستخدمة في صيد الطيور و استخدموا أيضا أعواد الريحان في القرى الجبلية لصناعة القفف الكبيرة التي يعبأ فيها القمح بعد سلقه و أيضاً السانون حافظات الأواني الزجاجية الكبيرة وقواعد مقالي الفخار والمكبة التي يحفظ الطعام فيها وكانت جميع هذه الصناعات تتم في القرية وتباع في الريف و المدينة على حد سواء.

وليس بعيداً عن هذا ما أظهرته المرأة من براعة في صناعة الأطباق القشية من سوق القمح الطويلة لاستخدامها في الكثير من الأغراض المنزلية إلى جانب صنع الأطباق العميقة المسماة ب الجمامات لوضع الحبوب و الخضار بالإضافة إلى نسج الحصر من قش السعاد وصناعة الأغطية الخاصة بكراسي القش و كان كل من هذه الأغطية يستغرق ما يزيد على شهر لحياكته و استخدامه أو بيعه اضافة إلى القيام بعملية ندف القطن في منزلها و تنجيد مختلف اللحف والفرش والوسائد إلى جانب أعمال التطريز و الخياطة وحياكة الملابس و الأشغال اليدوية و أعمال الإبرة و صناعة الدمى القماشية.

ولم تضن الطبيعة بخيراتها فإذ بدودة القز تتحول لتصبح مصدر رزق و إبداع عندما عمد القرويون الى تربيتها لاستخراج الحرير منتفعين من الوفرة الكبيرة لأشجار التوت و كانت تربية القز تتم في الربيع بعد أن تشترى البيوض من السوق ثم تكبر وتدخل كل منها في دور الشرنقة لتبدأ بإفراز الحرير.

وكانت الدواليب المعدة لاستخراج الحرير حسب الباحثة سليمة تنتشر في العديد من القرى الساحلية حيث يمر هذا العمل بمرحلتين كذلك استخدمت الأنوال في الصناعات النسيجية الأخرى وأبرزها الثياب القطنية التي كان الريفيون يحيكونها من القطن الخام بطرق بسيطة للغاية لصنع الثياب و الشراشف و أغطية الطاولات وأحزمة النسوة والخروج التي توضع على ظهور الدواب بالإضافة إلى البسط المنزلية التي كانت تخاط من بقايا الثياب القديمة بعد قصها إلى مربعات ملونة صغيرة الحجم.

أما السيدة زريفة مراج التي تعمل حتى اليوم في مجال صناعة الحرير فتذكر أنها توارثت هذه المهنة عن أمها و جدتها مؤدة أنه رغم انحسار هذه الصناعة إلا أن الكثيرات ما زلن يسعين لاقتناء المناديل الحريرية ولا سيما السيدات المسنات والمناديل الحريرية تشكل اليوم مظهراً تراثياً أصيلاً يؤشر على خصوبة الحضارة الانسانية في الساحل السوري عموما و اللاذقية خاصة ما يشجع الكثير من النسوة على اقتنائها و الاحتفاظ بها إلا أن الغالبية العظمى تقدمه اليوم كهدية مميزة للضيوف و الزوار والمسافرين.

ومن الحرف التقليدية التي ما زالت العديد من الأسر الريفية في الساحل السوري تعمل بها حتى اليوم صناعة الصابون المنزلي حيث يتم تحضير هذا النوع من الصابون بإستخدام زيت الزيتون أما من الراسب في قعر الأواني التي يحفظ بها على مدار العام أو من بقايا المؤونة السنوية التي لم تعد صالحة للأكل لسبب من الأسباب.

ويقول أبو نسيب نصور أحد صناع الصابون البلدي إنه يكاد لا يجد متسعاً من الوقت اليوم لتلبية طلب الأهالي المتكرر على هذا الصابون موضحاً أنه لا يبيعه إنما يتوجه إلى أصحاب الطلب ممن تراكم لديهم زيت الزيتون القديم و الذي بات غير صالح للأكل فيجلس في ضيافتهم لعدة ساعات يقوم خلالها بتصنيع الصابون البيتي مقابل أجر يتفق عليه مسبقاً.

يؤكد نصور أن هذه المهنة توفر له منذ سنوات طويلة لقمة عيش كريمة إذ يكاد لا يخلو بيت في الساحل السوري من زيت الزيتون ولا بد أن يبقى قدر من هذا الزيت الى الموسم اللاحق و هنا تأتي رزقته عندما يقرر الأهالي الاستفادة من زيوتهم القديمة وتحويلها الى صابون يقولون انه أكثر صحة و جودة من المنتجات المعملية الجاهزة.

ورغم اتساع البدائل التي لم تستطع منافسة المنتج التقليدي المشغول بحرفية عالية وحس مرهف تواصل هذه المهن سيرورتها ويمكن الحصول على جميع هذه المقتنيات التراثية في الأسواق والمحال التراثية ومن الصناع مباشرة ورغم أن استعمالاتها العملية باتت أكثر ندرة إلا أن كثرا يسعون لاقتنائها لتصبح الأطباق و السلال القصبية و القشية و مثلها الأغطية و المفارش و البسط المنسوجة يدويا جزءا من زينة و ديكور أغلب المنازل الحديثة ولا سيما تلك المطعمة بتصميمات معتقة إذ لم تستطع الآلة المعاصرة الارتقاء الى تقليد الكثير من نتاجاتها أو القيام بمهام صناعها.

سانا

0 2011-09-26 | 21:20:24
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024