http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف سياحة واستثمار سياحة واستثمار
سوق ساروجة.. سحر دمشقي في بقعة جغرافية واحدة
باسل أبو شاش - شوكوماكو

وسط إزدحام شارع الثورة بدمشق الشديد والفوضى البصرية التي يعيش فيها، يصعب على المَار فيه تخيل إمكانية وجود منطقة بقلبه تنبض برائحة الماضي وترمز بكل حجر فيها إلى عراقة دمشق وأصالتها.
هو سوق ساروجة المعتَّق بغبار الماضي الغارق في القِدم، والمكسو بعباءة نسجت من خيوط الياسمين الملامس بعطره لكل حجرٍ دخل في تركيبته، مما جعل منه قصيدة حب تُـطرب كل عاشق يطئ بقدمه أرضَ ساروجة.
ساروجة الذي تحول في زمننا الحاضر كبقية الأماكن الدمشقية التاريخية إلى مقصد سياحي وترفيهي، غَدا اليوم بالإضافة إلى ذلك مقصداً لأهالي دمشق على إختلاف أعمارهم وثقافاتهم، وذلك نتيجة لأجوائه المعتقة بروح الماضي وأصالة الحاضر.

 

 

 


وعلى الرغم من التشابه بينه وبين عدد من المناطق الدمشقية التاريخية كباب توما وباب شرقي، إلا أنه تميز عنها جميعاً بسلسلة أمور أكسبته سحراً يصعب إيجاده في مكان أخر، الأمر الذي ربطه بزائريه من خلال حبل سري كان يدفعهم لتكرار زيارتهم على له على الدوام.
فساروجة الذي يتمتع بمساحة تعتبر الأصغر مقارنة بالأحياء الدمشقية القديمة، يمتلك أجواء من الحنينية والإلفة والأمان،جعلت منه محطتاً يلجأ إليها الناس طمعاً بإراحة الأعصاب ونسيان الهموم التي تزودهم بها الحياة، وذلك من خلال إمتاع أنفسهم بطابع ساروجة التاريخي والثقافي الذي صبغ به من قبل زائريه المختلفين أساساً في درجة ثقافتهم ومستوياتهم العلمية والمادية، ففي ساروجة فقط تجد المثقف يجلس إلى جانب الأمي، وأصحاب الدخل المحدود إلى جانب الأغنياء، وهو مايرده زائري ساروجة إلى أجوائه البعيدة عن الطابع التجاري البحت.
ومن الجوانب التي يتميز بها ساروجة، جلساته الثقافية اليومية، حيث يقاوم داخل مقاهي ساروجة وبصورة منتظمة أمسيات ثقافية متنوعه، تتمثل في العروض الموسيقية والغنائية والمسرحية والفنية، فما يمييز هذه العروض جميعاً هو أنها لشبان هوات ومحترفين غير مشهورين يرغبون في تقديم أعمالهم للناس، وذلك بصورة مجانية دون أي مقابل.

 

 


وبالتالي ليس غريباً أن تدخل إلى أحد مقاهي ساروجة لتجد نفسلك وسط عرضٍ لأمسية شعريه أو موسيقية أو أن تجد جدران المقهى وقد تحولت إلى معرض فني لرسومات أحد الشبان الذين وجدوا في جدران المقهى معرضاً لرسوماتهم نتيجة لعدم مقدرتهم على دفع تكاليف المعارض الخاصة.
لكن ونتيجة للصبغة الثقافية التي تتمتع بها ساروجة، فإن الكثر من الشخصيات المستثقفة الراغبة بإضفاء طابع الثقافة على نفسها قد لجئت إليها، ساعيتاً من وراء ذلك إلى فرض نفسها على مجتمع لاتنتمي إليه، فمدَّعِي الثقافة (كما إعتاد زوار ساروجة تسميتهم) جعلوا من أنفسهم أسرى قفص صنعوه بأيديهم، آملين بذلك نسيان  فشلهم الإجتماعي والمهني الذي يعانون منه في حياتهم الخاصة من خلال هالة الثقافة الزائفة التي يخلقونها لأنفسهم داخل ساروجة.

 

 


وبالإضافة إلى ذلك فإن بعض زائري ساروجة لايقصدون بزيارتهم للمكان التعرف على جمالياته، وإنما إضاعة بضع ساعات في مقاهيه، آملين من وراء ذلك الحصول على التسلية والترفيه دون أي إكتراثٍ منهم بمعالمه الثقافية والتاريخية، فساروجة بالنسبة لهم مكان كبقية الأماكن الترفيهية ولايختلف عنها بأي شيئ.
أخيراً فإن كثيراً ممن إلتقى بهم "شوكوماكو" أكدوا على أنه ساروجة بنظرهم ليس مجرد  حجارةٍ مصفوفةٍ بعضها فوق بعض، وإنما هو بمثابة محطة لإنتظار الأمل بالغد المشرق.  
 

 

 

0 2012-03-25 | 22:00:46
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024