أسفرت عمليات التنقيب الأثرية بمحافظة السويداء العام الماضي عن العديد من المكتشفات الجديدة أهمها نسر حجري ومذابح بازلتية تعود إلى الفترة النبطية في موقع تل أحمر ومغارتان طبيعيتان في بلدة شقا الأثرية إضافة إلى مجموعة من اللقى الحجرية والأختام التي تحمل كتابات يونانية.
وقال المهندس وسيم الشعراني رئيس دائرة آثار السويداء.. إن بعثة التنقيب الوطنية عثرت في موقع تل أحمر الذي يبعد 3 كيلومترات عن مدينة السويداء على نسر حجري يعتقد أنه للإله بعلشمين إله السموات وعدة مذابح صغيرة خفانية وبازلتية تعود للفترة النبطية الممتدة بين القرن الأول قبل الميلاد والأول الميلادي.
وأضاف الشعراني ان مكتشفات موقع تل أحمر تضاف إلى المكتشفات التي عثر عليها في مواسم التنقيب السابقة ومن بينها أساسات لمعبد يعود للمرحلة النبطية أقيم على أنقاض معبد قديم يعود للفترة الهلنستية وما قبلها وعدة درجات حجرية منحوتة بالصخر الطبيعي وأرضيات استخدام عائدة للفترة الإسلامية في المغارة الشمالية عثر فيها على جزء من رأس نسر مكسور ما يدل على الاستخدام الإسلامي للموقع وخاصة المغارتان الشرقية والشمالية.
وأشار الشعراني إلى اكتشاف بقايا مدفن حجري في التل المذكور منحوت بالصخر الطبيعي ومذبح كبير منحوت من البازلت يعود إلى فترة ما قبل الرومان يتوضع على رأسه نسر ونصب تزييني يحمل كتابة يونانية مهداة من أحد أبناء السويداء للمعبد إلى جانب مغارة طبيعية تضم 3 مذابح متوسطة إلى صغيرة الحجم منحوتة بصخر الصهارة البركانية.
ولفت رئيس دائرة آثار السويداء إلى أن أعمال التنقيب في موقع منطقة الكوم ببلدة شقا الأثرية كشفت عن مغارتين طبيعيتين كان يستخدمهما الإنسان القديم في فترات لاحقة فيما تم الكشف بموقع تل دبة بريكة الذي يعد أحدى التلال الأثرية الكبيرة في جنوب سورية التي تعود إلى فترة البرونز الوسيط عن عدد من اللقى الحجرية والأختام التي تحمل كتابات يونانية ومجموعة من القوارير الصغيرة تضاف إلى مجموعة من المكتشفات الأثرية في مواسم التنقيب السابقة والتي تعود للفترة الآرامية الواقعة بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد.
وبين الشعراني انه تم ايضا اكتشاف لقى اثرية من القدور والصحون والقصاع والجرار والأباريق والقوارير وكسر الرخام والصوان والقطع المعدنية والخرز والكسر الفخارية التي تعود آنية محلية الصنع تحمل تجسيدا بشريا غير متقن الشكل إلى جانب مجموعة مكتشفات تشمل قصاعا بازلتية كاملة متقنة الصنع من البازلت الناعم وأساسات لجدران أثرية ومجموعة من الأواني الفخارية الكبيرة التي كانت تستخدم سابقا في عملية التخزين.
وأشار الشعراني إلى ان المكتشفات تضمنت أيضا 3 مستودعات متجاورة في القطاع الشرقي من التل تعود للألف الثاني قبل الميلاد إضافة إلى مجموعة من اللقى الفخارية المتنوعة بينها دنان وجرار وقصعات وقدور وقوارير صغيرة وأباريق زيت من النوع الفاخر التي اختصت بها مناطق جنوب سورية وكانت تصدر إلى مصر وتعود حسب المقارنات إلى عصر البرونز القديم والوسيط.
وبين الشعراني أن البعثة العاملة في قرية سيع عثرت خلال الموسم الماضي على كسر مذبح حجري وبقايا كتابتين يونانيتين وعدد من النقود العائدة للفترتين النبطية واليونانية فيما تم العثور في المسرح الصغير بمدينة السويداء على سويات وبقايا جدران محدثة توجد ضمنها كتلة معدنية تحتوي أرقاماً ورموزاً غير واضحة لافتاً إلى اكتشاف كتابات عربية غير منقوطة تعود للفترة الغسانية المسيحية في كنيسة السويداء ظهر فيها بعد طباعتها على ورق خاص اسم السيدة العذراء إضافة إلى العثور على قاعدة قسوس لقنطرة مع إظهار نفق مواز للكنيسة يحتوي حجارة منحوتة تعود لفترة الكنيسة أو أقدم من ذلك.
وأضاف الشعراني إنه تم الكشف خلال موسم التنقيب الماضي في موقع قصر نجمة بمدينة السويداء عن مجموعة من المدافن في المقبرة التي تقع إلى الشمال الشرقي من برج قصر نجمة يحتوي أحدها على كسرة لصحن فخاري يضم كتابات صفائية تعود للقرن الثاني قبل الميلاد والثالث الميلادي إضافة الى العثور في أحد المدافن الذي يعود إلى أواخر الفترة الهلنستية وبداية الفترتين النبطية والرومانية على أكثر من 20 جمجمة موضوعة بجانب أو فوق بعضها وبينها أبنية فخارية مكسورة وسراج فخاري مكتمل إلى جانب مجموعة من الحلي والخرز المتعددة الألوان والمطعمة.
يذكر أنه تم الكشف داخل مقبرة قصر نجمة وهي دائرية الشكل عن عتبة باب وبعض حجارة السقف المهدم المتناثرة بشكل عشوائي إضافة إلى عدد من اللقى من البرونز والفخار
سانا