http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف فن الممكن فن الممكن
«تضامن رمزي» تحت الأرض بحضور كثيف لـ 14 آذار
أحمد محسن
«تضامن رمزي» تحت الأرض بحضور كثيف لـ 14 آذار

في قاعة مظلمة ورطبة، اجتمع ناشطون في قوى 14 آذار، أمس، إضافة إلى ناشطين «متضامنين مع الشعب السوري». وفيما تباينت الآراء لصياغة بيان مشترك باسم جميع الحاضرين، سُجّل انسحاب مبكر للنائب الأسبق فارس سعيد، ومداخلة طويلة للإعلامية مي شدياق

كان النائب الأسبق فارس سعيد من أوائل الواصلين إلى سن الفيل، لحضور اللقاء المخصص «للتضامن مع الشعب السوري». الرجل المعتاد إلقاء خطاب أسبوعي باسم «الأمانة العامة» لقوى 14 آذار، معروفُ بالنسبة إلى جميع الحاضرين. ولذلك، بدا «تهافت» الميكروفونات باتجاهه، فور وصوله، مفهوماً. وسرعان ما انتهت «جولة» المصافحات، والعناقات، التي توّجها سعيد نفسه بعناق حار مع الإعلاميّة مي شدياق. لكن مغادرة نائب جبيل السابق حصلت بلمح البصر. انسحب سعيد بهدوء، مفضّلاً عدم المشاركة في الحوار الذي سبق إطلاق البيان باسم المجتمعين. وتضاربت المعلومات بشأن أسباب رحيله، إلا أن مقرّبين منه قالوا إنه «يريد إفساح المجال للشباب في صياغة البيان». وبعد الانسحاب «الملتبس» لـ«الأمين العام»، طلب المجتمعون من الصحافيين الخروج لنصف ساعة، وعدم حضور «الجلسة المغلقة». وفعلاً، توقفت الكاميرات عن تصوير الطاولة البلاستيكية البيضاء وجالسيها المتضامنين. وبدأت المداخلات داخل قاعة خاصة تحت الأرض، حيث بلغت فيها الرطوبة مبلغاً يصيب ساكنها بالدوار. هي القاعة الوحيدة التي تمكّن المنظّمون من الحصول عليها، بعدما عجزوا عن إقناع 28 فندقاً باستقبالهم.
أبرز المداخلات كانت من شدياق. رفضت الإعلاميّة بحدّة جملة أساسية مذكورة في المسوّدة التي وزّعت على المشاركين. أصرّت على انعدام العلاقة بين «حرية لبنان وحرية سوريا». أكثر من ذلك، طغت اللغة اليمينية المألوفة لبنانياً على تعقيبها، حين أردفت في معرض شرحها «نحنا بحالنا وهني بحالهن». وقفزت فوق هذا الفصل الشوفيني قفزة خاطفة، كأن شيئاً لم يكن، حين أكدت «تضامنها مع الشعب السوري». طبعاً، هذا ليس تشكيكاً في نيّات شدياق «الإنسانية» ولا اتهاماً لها باستثمار الدم السوري لحسابات سياسية. التباين بين وجهة نظرها وأساس اللقاء كان فجّاً. وببساطة، جاءت مداخلتها إعلاناً واضحاً لانعدام التوازن في الخطاب السياسي لـ14 آذار، وخصوصاً في الشق المتعلق بسوريا؛ فشدياق، عن قصد أو من دونه، نعت أحد المفاهيم الأساسية التي وضعها «مهندس» 14 آذار، الصحافي الشهيد سمير قصير، وتبنّتها الحركة السياسية لاحقاً. من ينسى كتاب قصير الشهير «ديموقراطية سوريا واستقلال لبنان: البحث عن ربيع دمشق»؟ ربما سقط هذا الشق الرئيس المكوّن للتجمع الآذاري سهواً من قراءة شدياق الحالية للأحداث الجارية في سوريا. لكن الأمر المؤكد أن قصير لم يسقط من الذاكرة الجماعية بعد. فالبيان الختامي لم يأخذ في الاعتبار أيّاً من ملاحظات شدياق، وحافظ على الجملة كما هي: «حرية لبنان من حرية سوريا».
المداخلات الأخرى كانت أقل حدةً، من دون أن يعني ذلك أن جميعها لاقى ترحيباً. صحيح أن الحاضرين كانوا يصفّقون مرة تلو الأخرى لكل مساجل، لكن ثمة ملاحظات بدت «باهتةً» أكثر من اللازم. إحدى المساجلات، مثلاً، تمنّت حذف كلمة «مقدمة» التي كانت تفصل بين «ربيع بيروت» و«ربيع العرب». جاء ذلك من دون أي إشارة واضحة إلى محمد بو عزيزي، أو الثورة المصرية، أو الموت البحريني المتفاقم. لم يأخذ أحد بملاحظتها، علماً بأن المجتمعين أوضحوا منذ البداية أن هناك بعداً سياسياً لتجمعهم. لم ينفوا ذلك إطلاقاً. وللأسف، بدو فخورين بهذا البعد. وكان هذا البعد بعيداً عن اهتمامات المتضامنين السوريين. فأحد هؤلاء، وهو من أصول كردية، طالب بأن تكون الجملة الواردة للتدليل على هوية الشعب السوري هي «شعب حر» عوضاً من «شعب عربي حر»، وفعلاً استجاب القيّمون على البيان لطلبه، وحذفت كلمة عربي من البيان الختامي. وفي موازاة ذلك، برز تعليق لافت للكاتب والصحافي حازم صاغيّة الذي صوّب اقتراحاً قدمه أحد المساجلين، تمثل في إدراج كلمة «محارق» للتدليل على الأحداث في سوريا، مشيراً إلى أن «التعبير في غير محله، وفيه الكثير من المبالغة وقلة الدقة في الوصف».
في جميع الحالات، وبمعزلٍ عن الأسباب التي أدت إلى الانعقاد في تلك القاعة الحائرة بين الأرض والسماء، فإن شكل التضامن كان هزيلاً، وذلك باعتراف المنظّمين الذين حاولوا تسجيل «انتصار رمزي» بمجرد نجاحهم في عقد لقاء تضامني، علماً بأن ناشطين في المجتمع المدني اللبناني اعتصموا أكثر من مرة في شارع الحمرا، منذ انطلاقة الأحداث في سوريا، من دون صدور أي إشارة عنهم توحي بنقل الموضوع من الجانب الإنساني إلى الجانب السياسي.
وفي الحديث عن السياسة، بدا انزعاج البعض من طغيان بصمات 14 آذار، من اللحظة الأولى، على اللقاء الذي تميّز بحضور أمني كثيف. هكذا، غادرت مجموعة من المثقفين السوريين، لأنهم شعروا «بوجود كثيف لناشطين في 14 آذار»، ولمسوا محاولةً لاستغلال قضيتهم في البازار اللبناني. وهذا برأيهم أسوأ من الموت نفسه. تحدث أحدهم عن امتعاضه من «محاضرة» النائب خالد الضاهر عن «الإنسانية»، مستغرباً «انتفاضة» الساكتين عن كل الظلم الذي لحق بالعمال السوريين في لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

الأخبار اللبناية
0 2011-05-25 | 01:16:23
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024