http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف فن الممكن فن الممكن
طلاس الصغير...نهاية "أسطورة" لم يكتب لها النجاح
طلاس الصغير...نهاية "أسطورة" لم يكتب لها النجاح

لم يكن الملازم اول عبد الرزاق طلاس يدرك ان إنشقاقه عن الجيش العربي السوري، وإنضوائه تحت راية ميليشيا الجيش السوري الحر سيجعل الأضواء مسلطة عليه من كل حدب، وصوب، بسرعة اصبح الرجل قبلة الصحافيين الغربيين الوافدين إلى حمص لتغطية أخبار المعارك بين الجيش السوري، وعناصر المجموعات المسلحة.
في السادس من حزيران 2011 ظهر عبد الرزاق طلاس على قناة الجزيرة القطرية ليعلن إنشقاقه عن الجيش السوري بسبب "إنحرافه عن مبادئه، وعقيدته، وقسمه" كما قال، لكن رحلة إنشقاق الملازم أول لم تبدأ من الصنمين وإنخل وجاسم، ولم يكن سببها ممارسات الجيش السوري كما حاول الإيحاء، بل ان هناك عوامل اخرى حتمت على الرجل الرحيل.
تشير المعلومات إلى ان عبد الرزاق طلاس إلتحق بدورة كلية المشاة بحلب، ومكث هناك نحو شهرين من الزمن حيث كانت الأخبار تصل بالتواتر عن مواجهات عسكرية تجري بين عناصر الجيش، ومجموعات مسلحة، خشي الرجل من إمكانية نقله إلى المناطق الساخنة التي تشهد عمليات عسكرية، فقرر رفقة بعض أصدقائه من الضباط المشاركين في دورة كلية المشاة إعلان إنشقاقهم، والخروج من سورية.
كان عبد الرزاق طلاس من اوائل المنشقين عن الجيش العربي السوري، ولكن حلم الخروج من سورية عكرته رغبة عائلته في البقاء، خصوصا وان الرستن كانت قد إجتاحتها "الإنتفاضة السلمية" منذ شهر نيسان 2011 وتحولت بين ليلة وضحاها إلى إنتفاضة مسلحة، إنكفاء القوات النظامية عن الدخول في معركة مع المجموعات المسلحة في مدينة الرستن بباديء الأمر، ساهم في عودة طلاس عن قراره بالخروج من سورية، وأوجد لديه رغبة مضاعفة في تحقيق أمنية عائلته.
مكث طلاس في مدينة الرستن حوالي ثلاثة أشهر، حيث كانت المدينة في هذه الفترة محج المنشقين، وقبلة المسلحين، عاش الملازم اول المنشق بظلّ النقيب امجد الحميد الذي كان ممسكا بزمام الأمور، لم يستطع طلاس في هذه الفترة فرض كلمته، لأن لا صوت كان يعلو فوق صوت الحميد الآمر الناهي، (والذي قتل بعد ذلك على ايدي رفاق الثورة)، ادرك قريب وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس بأنه لا مناص من مواجهة امجد الحميد في حال أراد الإمساك بزمام القيادة، ولأن الكفة العسكرية لم تكن في صالحه قرر مع حفنة من المسلحين الإرتحال جنوبا نحو حي بابا عمرو الذي كان القيّمون عليه قد أتموا إستعداداتهم لإعلانه حيا محرراً.
تزامن وصول عبد الرزاق طلاس إلى حي بابا عمرو مع دخول الجيش السوري مدينة الرستن التي شهدت معركة عنيفة إنتهت بإنسحاب تكتيكي لمقاتلي الجيش السوري الحر، شعور مزدوج رافق طلاس بعد سقوط مدينته، وإنسحاب المسلحين منها، فرح لهزيمة لواء رجال الله الذي كان يقوده امجد الحميد "المتعالي"، وحزن لمقتل عدد من اصدقاء الطفولة الذين رفضوا الإنتقال معه إلى بابا عمرو.
في بابا عمرو بدأ طلاس رحلته نحو الشهرة حيث عيّن قائدا لكتائب الفاروق، ولكنه سريعا دخل في مواجهة مع احد قادة المجموعات المسلحة بسبب خلاف على تعيين رئيس اركان للكتائب، حسم عبد الرزاق الصراع لمصلحته بعد تدخلات خارجية، وبايع صديقه وليد العبدالله برئاسة الأركان، فأصبح طلاس حاكم الحي الفعلي بمباركة الدول الراعية للمجموعات المسلحة.
الأخبار التي تحدثت مرارا عن مقتله زادت من شهرته شهرة، رغم أنه وبكونه قائدا لكتائب الفاروق كان يكتفي بالتخطيط للمعارك على حد ما يقوله أحد مقاتلي الكتائب، تاركا مهام القيادة الميدانية العسكرية لزميله العبدالله الذي كان متعطشا لتبوأ مركزا قياديا، وعمل على إقناع المسلحين المنضويين تحت قيادته أنه بحال تعرض للإصابة او للقتل فإن ذلك سيسهم في تبخر الثورة، فدفع العبدالله ثمن وفائه لطلاس الذي عينه رئيسا للأركان من جهة، وطموحاته القيادية من جهة أخرى، بعد إصابته في معارك حي بابا عمرو برصاص رشاشات "البي كي سي" النظامية.
مع سقوط حي بابا عمرو بيد الجيش السوري، إنتقل عبد الرزاق إلى حي الخالدية حيث إستمر في منصبه، ولكن بصلاحيات اقل، فإصابة العبدالله الذي كان يعتبر بمثابة همزة الوصل بين طلاس، ومقاتلي الفاروق قللت من تأثير إبن الرستن الذي إضطر إلى المشاركة في التظاهرات التي كان حي الخالدية يشهدها إلى جانب الناشط خالد ابو صلاح من اجل إبقاء قناة التواصل مفتوحة مع الثوار.
"أسطورة" طلاس سرعان ما عرفت تحولا سلبيا إثر إعلان قريبه مناف طلاس إنشقاقه، فسرق نجل وزير الدفاع السابق الأضواء من طلاس الصغير، وتغيّر المشهد كليا فبدل الخروج إعلاميا لإعلان البيانات العسكرية، خرج عبد الرزاق في شريط فيديو الفضيحة الجنسية الذي يظهره مع إحدى الإعلاميات العاملات في قناة العربية.
إنكار طلاس لفيديو الفضيحة الجنسية، وإتهامه الصين بالوقوف خلف فبركته لم تقنع قادته السياسيين في كتائب الفاروق التي أصدرت قرارا بعزل طلاس من منصبه، فأصبح بطل "أسطورة صمود بابا عمرو" كما كان محبوه ينادونه شخصا منبوذا في الثورة السورية، والأنكى ان احدا لم يقف بجانبه سوى وليد العبدالله الذي دفع ثمن صداقته لطلاس غاليا لأنه اصبح غير قادر على المشي او حتى الوقوف دون مساعدة.
بعد قرار عزله من قبل القيادة السياسية لكتائب الفاروق لم يعد يعرف مكان لطلاس الذي ما زال يصر للمقربين منه على ان تسريب الفيديو له هو عملية "إبتزاز حقيرة" قام بها النظام السوري بعدما كان رفض العروض التي قدمت إليه من أجل العودة إلى حضن النظام، ويقول اقارب الرجل عن مستقبله "بعد كل ما حدث مع طلاس، وما قدمه لمصلحة كتائب الفاروق خاصة، والجيش الحر عامة، وطريقة عزله المشينة، لم نعد نستبعد حدوث اي شيء"، فهل يخرج طلاس في يوم قريب ليعلن عودته إلى النظام ردا على الإساءة التي تلقاها من قادته السياسيين.

 

 

 

عربي برس -- جواد الصايغ

0 2012-10-15 | 19:16:38
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024