http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف فن الممكن فن الممكن
ماذا وراء اعتقال رئيس هيئة الأركان التركي السابق

عربي برس

كثير من المواطنين السوريين الغاضبين من سياسة أردوغان العدوانية اتجاه بلدهم توجهوا بنظرهم إلى الجيش التركي من منطلق "عدو عدوك صديقك" وخاصة مع ما يشاع عن خلاف بين الجيش الكمالي والحكومة الإسلامية. وربما أصيب البعض بالخيبة نتيجة محاكمة رئيس هيئة الأركان العامة السابق إلكر باشبوغ. 
في الحقيقة الجيش والحكومة كلاهما حزبا سلطة وليسا حزبي جماهير، ونزاعهما نزاع تقاسم لا نزاع برامج. أي أنهما يتنازعان على مناطق النفوذ ولا يتنازعان على اصلاحات تخدم الفئات المستضعفة؛ فلم يحدث أن سمعنا يوماً أن الجيش ضغط على الحكومة للقيام بتطبيق برنامج اجتماعي ما, أو أن الحكومة طلبت من الجيش تخفيف ضغطه الخانق على الأكراد. 
ولجلاء الالتباس ربما من الحسن التذكير بنقطتين:
1. الجيش التركي عضو في حلف شمال الأطلسي، وهو ثاني أكبر جيش فيه بعد الجيش الأمريكي. وإن التنسيق اللوجستي والأمني والعملاني مع الحلف هو جزء أساسي من بنيته. أيضاً، تربط تركيا علاقة تحالف عسكري مع اسرائيل، وإذا كانت أول رصاصة باتجاه دمشق ستطلق من شمال فلسطين فالرصاصة التالية ستتبعها من غازي عنتاب.
2. أغلب مكتسبات حركة الإسلام السياسي في تركيا قدمها لها الجيش؛ التعليم الديني الالزامي، الإعلام الديني، الجمعيات التي لم تلبث أن تسيست... وعام 1981 الذي حدث فيه الانقلاب العسكري يؤرخ لدى الأصوليين بـ"عام الصحوة الإسلامية" حيث قام الجيش بضرب القوى التقدمية المرشحة لمنافستهم، وفي أقسى ظروف التقييد على الحريات سمح لهم باصدار دورياتهم الأيديولوجية. وذلك بسبب حاجته لبعض الدعم الشعبي من أجل تمرير دستوره الجديد.
يقول أحمد شيق في كتابه "جيش الإمام" الذي صودر وتعرض مؤلفه للسجن بتهمة التخطيط للانقلاب على الحكومة (!): «رغم أن العديد من البنى الإسلامية المنتظمة تحت سقف الجماعات والطرق الدينية تعادي الكمالية من الناحية الأيديولوجية إلا أنها كانت على الدوام تحمي البنية السياسية الموجودة للدولة، ذلك أن كل انقلاب عسكري كان يخدم استراتيجيات هذه الجماعات ويحطم القوى التقدمية والثورية المرشحة لمنافستها»
فالجيش نفسه قاتل الحركات التقدمية والسياسية بالأصولية, وهو إذ يدافع عن نفسه الآن أمام الأصولية لم يقدم بعد ما يثبت تراجعه عن سياساته تلك. أما السبب الأكبر في انتقالهما من التحالف الضمني إلى العداء العلني فهو محاولات الأصوليين التسلل إلى الجيش والأمن والقضاء. والجيش في كل دورة ترفيعات كان يرد بتسريح ضباطه الذين يشتم منهم رائحة أصولية. يقول الباحث نجيب هابليميت أوغلو في كتابه "الخلد" شارحاً أهمية تسلل الأصولية داخل أجهزة الأمن: «السبب الأهم هو امتلاك قوة قضائية ضد القوات المسلحة التركية التي لم يتسللوا إليها بالشكل الكافي. أما تسللهم في العدلية والملكية فهو سيدعم هذه القوة ويسمح بالسيطرة على الدولة من الداخل، أو بعبارة أخرى تسليم الدولة نفسها دون "إراقة دماء"» وهابلميت أوغلو هذا تم اغتياله منذ مدة ليست طويلة، و"لم يعرف" بعد قاتله.

إلكر باشبوغ:
تم استدعاء الجنرال إلكر باشبوغ للتحقيق بتهمة ضرب الديمقراطية والتدبير لعملية إنقلابية. وبحسب الادعاء أنه سمح بتشغيل مزود انترنت، من مقر هيئة الأركان، فيه ما يقارب الخمسين موقعاً معارضاً للحكومة. والقضية ليست جديدة بل تعود لشهر تشرين الثاني من عام 2009 عندما أرسل "مجهول" إلى المحكمة نصّاً يزعم أنه "خطة المزود" التي وضعها الجيش للرد على موجة الاعتقالات الثالثة ضمن ما يعرف بقضية أرغنكون، وهي المنظمة المتهمة بالتحضير للانقلاب على الحكومة, وشمول هذه الاعتقالات لصاحب قناة باء التلفزيونية المعارضة د. محمد هابيرال. ورغم أنه من الصعب التثبت من حقيقة وضع باشبوغ لخطة كهذه أو لا، أو أنه كان يعلم بأمرها، فالثابت أنه هو من أغلق المزود المذكور عندما انكشف الموضوع آنذاك. والنقطة الأخرى العصية على التقبل هي كيف يعتبر اطلاق مواقع معارضة خطة انقلابية؟ العدالة في تركيا عرجاء, تشبه حكومتها, واليوم يقتص الأصوليون من رئيس الأركان مستخدمين ذنباً سبق أن ارتكبوه هم.

العدالة في تركيا
أردوغان علق بطريقة دبلوماسية على خبر اعتقال باشبوغ قائلاً: «لقد بدأت مرحلة حقوقية، وليس من الصحيح أن أبدي راياً، غير أنه زميل عمل لنا خلال سنتين، وكنت أتمنى أن تتم محاكمته من الخارج دون اعتقال. وإن رغبتي ورغبة حزبي هي اتمام ذلك بأسرع وقت ممكن»
أما معاونة رئيس حزب السلام والديمقراطية الكردي كولتان قيشاناق فقد قالت أنه كان يجب أن يكون أردوغان في السجن أيضاً إلى جانب باشبوغ، وأضافت أن هناك وثيقة بتوقيع أردوغان شخصياً تفضح التعاون الوثيق بينهما، وأن الوثيقة أرسلت من هيئة الأركان بالخطأ إلى المحكمة زمن خدمة باشبوغ، وأن المحكمة قرأت جزءاً منها ومن ثم تم ختمها وإعادتها والتعتيم على محتواها. وبحسب قيشاناق فقد وردت في الوثيقة عبارات منسوبة لأردوغان من قبل: لا أريد رؤية الأكراد مطلقاً، أريد القضاء على حزب السلام...
وقد لاحظ باسكين أوران في مقال له بصحيفة راديكال بتاريخ 10/12/2011 المنحدر الخطير الذي تسير فيه عدالة الجمهورية التركية حيث التخفيف الشديد للعقوبات الجنسية والقسوة المبالغ بها في القضايا السياسية. فمنذ فترة قصيرة انتهت جلسات المحكمة التي تنظر في قضية ممارسة 26 مواطنا بالغاً الجنس مع قاصر لم تتجاوز الثالثة أو الرابعة عشر من عمرها, لتخلص إلى نتيجة أنه ليس اغتصاباً وأنه كان يمكن للفتاة أن تضع حداً لهم. بل وإن محكمة الاستئناف صادقت على هذا الحكم، والتفاصيل أكثر إثارة للاشمئزاز بكثير. من جهة أخرى هناك محاكم هزلية بمعنى الكلمة ضد المعارضين، نحن نتحدث عن "عدالة" حكمت على أم لثلاثة أطفال بالسجن سبعة أعوام لمشاركتها في مظاهرة معارضة للحكومة. ألا نلاحظ هنا آثاراً من العقلية الوهابية التكفيرية التي تواجه بأقصى القمع معارضيها وبنفس الوقت لا يوجد في قانون القصاص خاصتها تعريف لجرائم الاغتصاب أو التحرش بقاصر؟
العدالة القاصرة لن ننتظر منها حكماً موضوعياً, ومحاولات باشبوغ اليائسة لتحويله إلى محكمة مسلكية لا جنائية لن تربك خصومه المتمرسين بالتعامل مع أمثال هذه المحاكم.

الأصوليون قاموا بنفس الشيء أيضاً...
قبل فترة قصيرة من تولي يشار بويوك أنيت منصب رئاسة هيئة الأركان ظهرت فجأة مواقع إنترنت تتناوله بالنقد والتجريح لدرجة اتهامه بشتى التهم التي ثبت فيما بعد كذبها, وعلى رأسها الوثائق المزورة التي تزعم أن والده يهودي, وأن قبره موجود في فلسطين المحتلة, وأنه كان عضواً في إحدى المنظمات الصهيونية المسلحة. أثبت الباحث سونير يالتشين، وهو أيضاً قابع في السجن بتهمة التخطيط للانقلاب, أن المواقع هذه كلها تنطلق من جامعة أوتاه الأصولية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تملكها الطريقة النورانية, ورئيسها فتح الله كولن القطب الخفي في الحكومة الحالية .
ليس هذا فحسب بل إن إلكر باشبوغ نفسه تعرض لحملة مشابهة عندما سربت في 21/8/2008 قبل أسبوع من استلامه منصب رئاسة هيئة الأركان، صور له قرب جدار المبكى في القدس المحتلة, وذلك بهدف الحؤول دون استلامه للمنصب. موالوه ردوا بنشر صوره في المسجد الأقصى.

ابحث عن أمريكا
غراهام فولر المسؤول السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط... قال لصحيفة "الجمهورية" التركية ما يلي: «أفكار مصطفى كمال أتاتورك كانت قوية للغاية في عصره. لكن الآن يجب أن تعيد تركيا التفكير بهويتها القومية وتوجهاتها ودورها في العالم وحتى بمكانة الإسلام في الحياة اليومية. إذا توصلت تركيا لايجاد معادلة تجمع الديمقراطية والإسلام فإنها ستحقق ريادة فكرية على إيران وسائر المنطقة العربية، وستصبح نموذج المستقبل» (صحيفة الجمهورية – 26 شباط 1990).
وفولر هو أحد مطلقي تعبير "الإسلام المعتدل" في وسائل الإعلام. وهو لم يكتفي بالتصريح بل لعب دوراً حساساً في صعود "الإسلاموية"، وتفتيت منافسيها وإن كانوا حلفاء الأمس من الجيش الكمالي.
طبعاً ليس من داعٍ للذهاب بعيداً حتى نرى الأثر الأمريكي، يمكن أن نلاحظه واضحاً في قضية باشبوغ إياها... حسناً باشبوغ كان قد بدأ بالتعاون مع الإيرانيين في القضية الكردية، وعملياته كانت تتم بالتنسيق معهم، وهذا يثير حساسية البرزاني. كل من يخرج على النص الأمريكي سيعاقب، ولسان حال أردوغان الآن يقول: من التالي؟

0 2012-01-14 | 21:21:10
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024