http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
الورقة الكردية في العلاقات السورية التركية من التعتيم المقصود الى التقاذف الإعلامي
سومر سلطان

على ضوء التدهور المستمر في العلاقات السورية التركية، حيث يصعب التكهن بالحدود التي رسمها قادة كل من البلدين لوقف تصعيدهم ضد البلد الاخر، فإن الورقة الكردية برزت كإحدى الساحات المحتملة للصراع الطاحن بين القطبين المتناحرين.
وعندما كانت الأزمة السورية في بداياتها لم تستسغ آلة الإعلام الأردوغانية أن تؤذي الصورة التي عملت على تسويقها طويلاً عن رئيس الوزراء القوي الذي يتزعم الشرق الأوسط، ويتمتع بتأثير وفعالية عالية، ويحظى بالجماهيرية بين الشعوب التي تقتدي به وتعتمد نموذجه طموحاً لها... وكان اتهام سورية باستخدام الورقة الكردية سيسيء لهذه الصورة من حيث أن «دولة جارة تمد يدها داخل العمق التركي دونما قدرة على الردع، فأين هي إذن الزعامة المفترضة؟» وعندما قام حزب العمال الكردستاني بعمليته العسكرية المباغتة، والتي ذهب ضحيتها أربعة وعشرون عسكرياً تركياً، حاولت وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية التركيز على الرد الذي كان سيكون حسبما ادعت مزلزلاً، وضربة قاضية. بل إن الصحافي الموالي المخضرم جنكيز تشاندار قال أنها ستكون بداية النهاية لحزب العمال. وبذلك تمت التغطية نوعاً ما على انزلاق النقاشات نحو الدور السوري المفترض. واقتصر الأمر على تلميح بيان مجلس الأمن القومي التركي إلى "الدول التي تدعم الارهاب" دون تحديد هوية هذه الدول أو الدولة.
لكن التطورات المتسارعة في المنطقة العربية، وتشكيل جبهة عربية عريضة معادية لسورية ومسيطرة على جامعة الدول العربية، وبدء الأطراف باستخدام ورقاتها الأخيرة، تزامناً مع انفلات الوضع الكردي جعل وسائل الإعلام الاتابعة لأردوغان تستفيق فوراً على الدور السوري المفترض في دعم عمليات حزب العمال الكردستاني... وفي هذا الاطار، رأى كتّاب الأعمدة المقربون من حزب العدالة في قرار الرئيس الأسد اعطاء الهويات للأكراد السوريين استمالةً للأكراد بهدف استخدامهم في العمق التركي. والبعض فسر انخفاض الوجود الكردي في نشاطات المعارضة السورية بدور ما لمسعود البرزاني. وبالمحصلة بدأت بالظهور جملة من الاتهامات لسورية بدعم حزب العمال الكردستاني. بل بدأت تظهر تسريبات استخباراتية عن العلاقات الحالية بين حزب العمال وسورية، منها أن حزب العمال أرسل رجل دين كردي إلى حلب ليفاوض بعض أركان النظام السوري، وأن الأكراد السوريين توقفوا عن الخروج في المظاهرات بتعليمات من حزب العمال. ولا يستبعد أن تصل هذه التسريبات قريباً إلى حد تقديم "معلومات حول الدعم العسكري المباشر".

 

لكن... ما هي السياسة الحقيقية لحكومة العدالة والتنمية تجاه حزب العمال؟
يبدو التخبط ظاهراً على سياسة حزب العدالة، الذي يغتبر، على ما يبدو، تصعيد حزب العمال أبهظ ما في فاتورة التخلي المفاجئ عن سورية. فمن جهة تفاقمت ظاهرة الاعتقالات الكردية إلى حد غير مسبوق ومن جهة أخرى ظهرت تسريبات عن استكمال المفاوضات مع أوجلان شخصياً.
هل هذه التسريبات عن الاتفاق جزء من الحرب الإعلامية، أو رسالة مبطنة لحزب العمال؟
نشر الصحافي يلدراي أوغور في صحيفة "طرف" الليبرالية الموالية لأردوغان تحقيقاً تحدث فيه عن اتفاق شارف على الاكتمال بين الدولة وحزب العمال الكردستاني (الصحافة الموالية لا تستخدم تعبير "الحكومة" عند الحديث عن المفاوضات مع الأكراد، بل تعبير "الدولة" وذلك حتى لا يتم استثمارها انتخابياً من قبل خصوم أردوغان اليمينيين) وبحسب الخبر لم تبق إلا نقطة خلافية واحدة، عبارة عن تفصيل صغير، وهي عمن سيقوم بالإعلان عن الاتفاق، حيث يصر الأكراد على قيام زعيمهم أوجلان شخصياً بذلك.
الموضوع السوري حاضر في الاتفاق المفترض
بحسب الخبر فهذا الاتفاق قلب الطاولة على استعدادات الحزب للوقوف إلى جانب سلطة حزب البعث في سورية، وخاصة بعد ما سمته الصحيفة "مدَّ الإخوان المسلمين يدهم إلى الأكراد"، لطن هذا التسريب اعتبر في النهاية، رغبة أو رسالة موجهة تهدف إلى ابعاد حزب العمال عن أي تقارب محتمل مع سورية. ولربما هو بحد ذاته عبارة عن مد يد من المعارضة السورية إلى حزب العمال.
بنفس الوقت أخبار عن تواجد مقاتلين من حزب العمال إلى جانب "الشبيحة"
ومؤخراً تم تسريب معلومات عن العثور على وثائق تثبت ارسال أوجلان، بوساطة محاميه، تعليمات بتوجيه 1000 من مقاتلي الحزب إلى سورية، ودعم نظام الرئيس الأسد. كما زعمت نفس المصادر أن أوجلان أرسل رسالة حسن نية إلى الرئيس الأسد شخصياً، نصها كالتالي: «السيد الرئيس بشار الأسد المحترم، لقد تبلغت عبر التلفاز رسالتكم حول أشقائنا الأكراد. وإن أفكاركم حول "حل مشاكل المنطقة بالحوار" مهمة جداً بالنسبة لنا، وهي متفقة وأفكار والدكم. أريد أن أكرر احترامي وتقديري لذكرى حافظ الأسد، وذكرى جميل الأسد» (كانت علاقة صداقة شخصية تربط الراحل جميل الأسد، عم الرئيس بشار الأسد، بعبد الله أوجلان).
صحيفة "طرف" الموالية لأردوغان، نشرت مقالاً للصحافية ياسمين جونغار بعنوان "حزب العمال تحت جناح حزب البعث" زعمت فيه وجود معلومات موثقة تدين تورط مقاتلي حزب العمال الكردستاني بالصراع الداخلي في سورية إلى جانب "الشبيحة" وأن الحزب وقع فريسة الدعاية السورية التي زعمت أن أردوغان متضايق من اعطاء السلطات السورية الأكراد حقوقهم المدنية كاملة، وأن المجلس الانتقالي في اسطنبول أعطى تركيا ضمانات بأنه عند استلامه الحكم سيقوم بالاقتصاص من الأكراد (في الحقيقة فحتى لو كان هناك دعاية رسمية سورية بهذا المعنى فلا يمكن القول أنها ليست صحيحة أبداً).
وعند كتابة هذه السطور كان التسريب الأخير والأخطر يتحدث، نقلاً عن مصادر استخباراتية وأمنية تركية كالعادة، عن إنشاء حزب العمال الكردستاني معسكراً داخل سورية، في بلدة رسوليان في الحسكة، قرب الحدود مع تركيا. وحسب الخبر فإن القيادي في الجناح العسكري باهوز أردال، وهو من أكراد سورية، أصدر تعليماته بإنشاء المعسكر المذكور بسعة 150 مقاتلاً. وأن المعسكر حمل اسم قيادي سقط قتيلاً قبل فترة قصيرة، واسمه رستم جودي.
هذا التسريب هو الأخطر لأنه من النوع الذي سيبنى عليه مواقف سياسية، وسيستخدم إعلامياً، ولربما يصبح حجة لتصرف ما تقوم به الحكومة التركية ضد سورية أو حزب العمال. وهو على كل حال تقرير ضعيف من حيث أنه في النهاية يوضح الهدف من إنشاء المعسكر بـ"التحضير لعمليات الشتاء"، بينما كل المتابعين للشأن الكردي يعلمون أن حزب العمال والجيش التركي على حد سواء يخففان نشاطاتهما شتاءً، لقسوة الطقس في تلك المناطق، ويكثفان عملياتهما المتبادلة ربيعاً فيما صار يعرف بعمليات الربيع. لكن يبدو أن معدي التقرير لا تحتمل أجندتهم الانتظار حتى الربيع كي يعلنوا عن المعسكر المزعوم.
هذا عن التسريبات الإعلامية لكن ما الوضع على أرض الواقع؟.

 

لحال على الأرض أكثر هولاً من التسريبات والأخبار مهما كانت ملفقة؛ فتركيا حاولت التعويض عن عجزها العسكري أمام حزب العمال بعمليات أمنية واعتقالات وحملات تشويه واسعة جداً. وهي لم تستهدف الكوادر العسكرية؛ هي استهدفت الشعب الكردي بسياسييه وأكاديمييه وحقوقييه وناشطي حقوق الإنسان. وحتى رجال الأعمال الأكراد بدأت بتحضير الأرضية القانونية لاستهدافهم من خلال مشروع قانون "تجفيف منابع الارهاب" الذي ترافق (كما اعتدنا لدرجة الضجر!) مع تسريبات عن وجود دلائل على لجوء حزب العمال إلى فرض الدعم المالي على الأثرياء الأكراد (بعض الوسائل وصلت لدرجة نشر صور ما زعمت أنه وصل باستلام المساعدة المادية. أي يريدون أن نصدق أن منظمة مسلحة غير قانونية إذا كانت ستطلب دعماً مادياً فإنها ستقدم بالمقابل وصلاً للمتبرع.
ومن المعتقلين كاتب كردي مرشح لنيل جائزة نوبل هو راغب زاراقولو، والدكتورة في كلية الاقتصاد بجامعة مرمرة بشرى أرسلانلي، و14 محامياً من فريق الدفاع عن أوجلان (بالرغم من أن ارسال أوجلان رسائله وتعليماته عبر محاميه كان من المسلمات، إلا أن العهد الأردوغاني الثاني لم يحتمل ذلك) 39 عضواً في مؤتمر المجتمع الديمقراطي؛ 8 أعضاء في حزب السلام والديمقراطية، وعدد كبير من الإعلاميين والصحافيين وناشطي المجتمع المدني، بحيث وصل عدد المعتقلين المنتظر تقديمهم للمحاكمة ضمن ما يعرف بقضية اتحاد المنظمات الكردستانية إلى ما يقارب الـ 4000، سيظل كل منهم قيد الاعتقال حوالي السنة قبل عرضه أمام المحكمة.
أي أن أردوغان كرر الحيلة الديكتاتورية القديمة في اضعاف الجيش، الذي يتمتع عادة بشخصية قريبة من الاستقلالية، لمصلحة قوى الأمن، التي غالباً ما تكون أكثر طواعية للحاكم. وهو ما سبق أن شاهدناه لدى مبارك وبن علي وسواهما


مراد قره يلان: الأكراد أمام فرصة تاريخية
الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني، والقائد الحالي في ظل وجود أوجلان في السجن أدلى بتصريح، لقناة Roj tv التابعة لحزبه، حلل فيه الوضع الحالي في ظل الأزمة السورية. ومن أهم نقاط التصريح: «بين عامي 1945 و1963 تعاقبت على سورية حكومات عديدة، ولكن الأكراد لم يستفيدوا اطلاقاً من أي منها. الآن هناك فرصة تاريخية؛ الأكراد يمكن أن ينالوا حقوقهم الأساسية، ويعترف بهم كشعب. لكن يجب من أجل ذلك أن يتوحد الأكراد، ويطوروا استراتيجية كردية... يجب ألا يصطف الأكراد فوراً إلى جانب أحد الأطراف، بدلاً من الهجوم يجب أن يقوموا بدفاعهم الذاتي».
بالمحصلة، من يعتقد بأن حزب العمال الكردستاني سيصبح "من الشلة" ليس مصيباً. وإذا كان فرويد تحدث يوماً عن نفسية القطيع في علم النفس الاجتماعي فإن الأكراد عموماً لديهم ميل تقليدي لعكس هذه النظرية؛ يحبون التحليق خارج السرب. ولربما هي رغبة باثبات ذاتهم القومية، وهذا شيء طبيعي إذا علمنا أننا نتحدث عن شعب لم يمتلك دولة قومية خاصة به منذ قرون.
أيضاً أليس من النقاط المحسوبة لحزب العمال أنه، وفي أحلك الظروف التي مرَّ بها، أثناء القطيعة مع سورية، لم يثبت اطلاقاً تعاطيه مع اسرائيل رغم كل المغريات. باهوز أردال صرح آنذاك لصحيفة عربية بأنهم في نفس الخندق مع حزب الله والمقاومة. في حين أن دولاً عربية وغير عربية وتيارات عريضة استجدت الدعم الاسرائيلي ضد سورية والمقاومة

عربي برس

0 2011-11-28 | 01:08:24
 

التعليقات حول الموضوع ( 1 )
متمعن بصراحة
الاكراد دوما كانوا سباقين في نجدة اخوانهم في الدين او الدولة وكانوا يكافوؤن بالغدر بهم ومعاملتهم بعنصرية والان هم يرون الحقيقة ويناضلون مع اشقائهم السوريين لنيلها ولكن لا تلوموهم ازا كانوا متخوفين و حريصين ومتوجسين قليلا فقد نالوا مايكفي من الدروس عبر التاريخ ولن يسمحوا بان يعاملوا كالاوراق بعد الان
18:04:00 , 2011/12/23
سوريا  
القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024