http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
داوود أوغلو و"جوبان راعي الغنم"
داوود أوغلو و"جوبان راعي الغنم"
"إن تركيا أجبرت على قصف قافلة تابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام، التي تعرف باسم داعش، بالرغم من أنها عاقدة العزم على عدم التدخل عسكرياً في سوريا، إلا أن خطر ذلك التنظيم بات قاب قوسين أو أدنى من الحدود التركية".
 
هذا ما صرّح به وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في ميونيخ منذ يومين، لكن واقع الحال يقول إن "داعش" موجودة على الشريط الحدودي تماماً في تل أبيض وجرابلس التي أعلنتها "إمارة إسلامية" منذ أشهر، وكانت قد ذبحت العشرات قبل شهر فيها إثر استعادتها من "الجيش الحر" و"الجبهة الإسلامية"، كما أنها موجودة في أعزاز وتسيطر على كامل الشريط الحدودي إلى الشمال منها؛ فما الذي جدّ حتى تتحسس تركيا "خطر ذلك التنظيم" وتقصف قافلة له وهي في طريقها لاقتحام بلدة الراعي قبل أيام؟
 
فقط لأن الراعي أو "جوبان باي" كما يسمّيها الأتراك هي بلدة ذات أغلبية سكّانية تركمانية وسمّيت على اسم الإرهابي العثماني الذي لم يعرف اسمه الحقيقي سوى أنه راعي غنم يخطف زينة فتيات المنطقة لصالح أسياده.  ولأن تركيا لم تستطع التبرير لعملائها فيها سكوتها ورضاها عن "داعش"، فكانت ضربة "رفع عتب" من أجل إقناع الكتائب الموجودة هناك كـ"محمد الفاتح" و"التوحيد" و"السلاجقة" بأنها تحميهم وتدافع عنهم من جهة، ومن أجل أن تتناغم الضربة مع زيارة أردوغان إلى طهران. لكن الواقع يقول إن "داعش" على مرأى ومسمع الأتراك على كامل الشريط الحدودي، ما عدا المناطق التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب_ وحش".
 
تركيا قصفت وانتهى الأمر، لكن السؤال هو ألم يكن باستطاعتها منع سيطرة "داعش" على الراعي وقد هرب مقاتلوها بأسلحتهم إلى الجانب الآخر من الحدود على عكس ما حصل في جرابلس؟
 
 
إن تصريحات أوغلو المكملة في ميونيخ توضّح أن الزارة أيضاً في ذهنه، واستقبال تركيا لآلاف النازحين التركمان من الراعي هو من أجل أن يقول أوغلو "إن تركيا تنتظر من الأمم المتحدة أن تلعب دوراً رائداً لاستصدار قرار ملزم في ذلك الموضوع الإنساني"، وأضاف مطالباً مجلس الأمن الدولي "إصدار قرار يتيح الوصول إلى جميع المناطق المحاصرة والمنكوبة، بهدف إيصال مساعدات إنسانية عاجلة، وأن يكون القرار ملزماً، وتحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة"، وهو يعرف ما يقول جيداً، وليس بذهنه سوى القرى التي يتواجد فيها تركمان، كالحصن والزارة التي تشتدّ المعارك فيها وهي قاب قوس من دخول الجيش السوري إليها.
 
 
 
يتحدّث أوغلو عن "خطورة" "داعش" بطريقة تعيد إلى الأذهان القصة الشعبية عن "جوبان" أي الراعي التركماني الذي كان يختطف فتيات العرب أيام الدولة العثمانية ويقوم بإهدائهنّ إلى الولاة والقادة العثمانيين الذين حرروه وأقطعوه أملاكاً فأصبح "باي" وأصبح اسمه "جوبان باي" الراعي السيد وسمّيت الراعي باسمه. كان جوبان يخطف الفتيات ويدّعي رعايتهنّ لأن أهالي هؤلاء الفتيات لا يستطيعون رعايتهن، وقد درجت أغنية شعبية شهيرة عن قصّته تناقلتها الأجيال حتى يومنا هذا:
 
"جوبان راعي الغنم
 
جوبان ياراعي
 
تخطف بنات العرب
 
وتصيرْ الهن راعي؟!"
عربي اونلاين
0 2014-02-04 | 17:51:36
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024