http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
صفارة بدء اللعبة بعد سنتين ونصف إحماء
عبدالله علي
صفارة بدء اللعبة بعد سنتين ونصف إحماء
العنوان مقتبس من تعليق ساخر أطلقه أحد الجهاديين السعوديين في سورية (أبو تراب النجدي) على مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد اليوم في القاهرة ودعا في بيانه الختامي إلى "النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة". وأبو تراب النجدي يعتبر بمثابة "مديرية امتحانات" لمعسكرات الجهاديين الشرعية المقامة في بعض المناطق السورية، فهو من يضع أسئلة الامتحانات ويصحح أوراق الإجابة وله مركز مرموق بين تلامذته ، لذلك فإن تعليقه الساخر ينطوي على أهمية خاصة. فهو يشبه القرضاوي وفريقه من علماء المناصحة والسلطان والبترودولار بحكم المباراة الذي يطلق صفارة بدء اللعبة بعد أن تكون اللعبة ربما على وشك الانتهاء، بينما يظن في نفسه أن اللاعبين كانوا يقومون بالإحماء فقط ... أين كان عقل الحكم؟
ورغم أن القرضاوي وفريقه العلمائي كان بمثابة رأس الحربة في الأزمة السورية لجهة الفتاوى المتشددة والتصريحات النارية، إلا أنه تنبغي الإشارة إلى أن أنصار السلفية الجهادية يقضون بتكفيره ويعتبرونه من علماء الإرجاء والجامية، ويتهمونه علناً بأنه لا يفتي إلا بعد أن يتأكد أن الفتوى توافق المشيئة الأميركية السامية.
وهذا ما دفع الجهادي (أبو حسن) إلى القول بأنه يشتم رائحة مؤامرة بعد سماعه أن القرضاوي وفريقه قد أعلنوا النفير والجهاد ويضيف "قبل أيام في عز الملحمة وقتل الأبرياء كانوا لا يريدون رجال للجهاد! ولا يجوز الجهاد إلا بولي أمر والمسلمين يقتلون" ويتساءل أبو حسن قائلاً "هل هناك ترابط سياسي بين الهالة الإعلامية لمعركة القصير ثم إعلان الإنسحاب والإنهزام ثم موقف علماء المسلمين؟".
هل يعني هذا أن أميركا هي وراء صياغة البيان الذي أطلقه القرضاوي وفريقه؟ يجيب أبو حسن بالتأكيد على"أنها سياسة أنظمة دولية أعطت الضوء الأخضر بالتحرك فتحرك من كان ساكتا دهرا وأحداث بورما ليست عنكم ببعيد" وبحسب قوله فإن "العاقل يجب عليه أن يميز ويفقه ما سبب علو نبرة الحدة وإعلان النفير! وهم هم من كان إما ناهيا عنه أو ساكتا أو محاربا له".
وعلى ما يبدو كان صدور هذا البيان (الفلتة) فرصة لا تفوت من قبل أنصار القاعدة وأتباع بن لادن والظواهري للشماتة بالعلماء الذين أصدروه والذين كانوا فيما مضى يحاربون تنظيم القاعدة ويكفرون أتباعه وأنصاره فإذا بهم اليوم ينطقون بنفس الكلمات التي نطق بها بن لادن وما زال ينطق بها خليفته الظواهري. فها هو "الغريب العتيبي" يبوح بهذه الحقيقة ويقول: "الذي قيل في مؤتمر القاهرة قالها قادات تنظيم القاعدة في الأفغان والشيشان واليمن والعراق منذ سنين وسنين". هو إذاً ارتقاء في خطاب الفريق العلمائي إلى مستوى خطاب بن لادن وخليفته الظواهري؟ عليهم بعد هذا المؤتمر أن يرفعوا شعار : كلنا قاعدة، وأن يعيدوا الاعتبار إلى شيخهم الأول أسامة بن لادن ويرفعوا عن تنظيمه تهمة الإرهاب ويسمحوا بتقنين التنظيم في بلدان الخليج باعتباره أصبح التنظيم الأكثر دعماً من رجال الدين في تلك المنطقة.
لا يتفق الجميع طبعاً مع هذا الرأي، إذ يعتقد بعض الجهاديين أن هذا المؤتمر والبيان الصادر عنه طعنة نجلاء في ظهر التيار الجهادي.. كيف؟ يقول الجهادي أبو محمد كشكول: "للأسف الشديد أستُدرج قادة جهاد لـ مؤتمر القاهرة لتحسين صورة المؤتمر القبيحة التي تضم مشايخ وعلماء تلطخت فتاويهم المخزية بدماء المسلمين !!" وتمنى كشكول أن لا يكون ما يحدث هو "مؤامرة القاهرة" لأننا بحسب قوله تعودنا من هؤلاء العلماء على خذلانهم وخيانتهم لقضايا المسلمين والافتاء لصالح أميركا والغرب". ورغم أن الكشكول يتهم العلماء الذين أفتوا في القاهرة بالجهاد ضد سوريا بالخيانة والتبعية لأميركا، إلا أنه لا ينتبه إلى أنه يحارب في الوقت نفسه ضد من تتآمر عليه أميركا والغرب، ولا ندري كيف يستقيم هذا في عقله؟
في النهاية، الجهاديون مجمعون على أن مؤتمر القاهرة عبارة عن مهزلة والبيان الصادر عنه لن يقدم ولن يؤخر، لأن من يريد النفير والجهاد لم يكن ينتظر فتوى من هؤلاء، فالجهاد له مشائخه التي تؤخذ عنهم الفتاوى المتعلقة به وهؤلاء لم يقصروا طوال الأشهر الماضية في إصدار الفتوى تلو الفتوى بينما كان أعضاء الفريق العلمائي بحسب المجاهدين يعمل على قمع فكرة الجهاد، فها هو سيف الاسلام وهو جهادي سعودي يقاتل في سوريا يقول: " يأمرون بسجن المجاهدين ويحكمون عليهم السنين الطوال ويأسرون أهالي المجاهدين والآن يتحدثون عن الجهاد تفْ على لُحاكم ياخونه".
ونختم مع أبي تراب النجدي الذي بدأنا به، إذ يكمل سخريته اللاذعة من المؤتمر والمؤتمرين ويذكر بأن أغلب هؤلاء العلماء هم من هيئة المناصحة التي كانت مهمتها الأساسية نزع فكرة الجهاد من رؤوس المعتقلين السعوديين في سجن حاير بتهمة الانتماء إلى القاعدة، والمناصحة عبارة عن برنامج ضخم أشرف عليه أمراء سعوديون بتوجيه من الولايات المتحدة بعد أحداث 11 أيلول للتقليل من تأثير تنظيم القاعدة وفكره الإرهابي في السعودية، فيقول النجدي: "يعلنون النفير، ويحثون الناس، ثم ينامون ملء جفونهم، ثم إن عاد النافرون والمجاهدون انتظرهم أولئك العلماء في السجون للمناصحة" ويروي النجدي نادرة عن أحد المشائخ دون أن يسميه بأنه "كان يأخذ على الراس ٥٠٠ ريال في المناصحة، فقلّ السجناء وقلت الأموال التي يقبضها، فأفتى بالجهاد؛ لينفر الناس ثم يعودوا، فيسجنوا، فتعود ال٥٠٠ الزرقاء المذهلة".
اللعبة هي هي بين أميركا والمال ولا قواعد أخرى لها .. فاصفروا ما شئتم فاللعبة قد تكون على وشك النهاية وما رأيتموه وعاينتموه لم يكن مجرد إحماء.
عربي برس
0 2013-06-14 | 12:49:26
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024