http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
حزب الله وحماس ...هذه هي اسرار العلاقة بينهما
خضر عواركه
حزب الله وحماس ...هذه هي اسرار العلاقة بينهما

بعد فترة من انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى في كانون الأول من عام 1987 ، أبعدت اسرائيل الى مرج الزهور في لبنان مجموعة من كبار القادة الميدانيين للتحركات الشعبية في فلسطين، وذلك في العام 1992 وكانت أغلبيتهم من حماس والجهاد الاسلامي.
أقام المبعدون في العراء رافضين الدخول الى عمق الاراضي اللبناني وطالبين العودة الى فلسطين، ووجد هؤلاء انفسهم بين حواجز الجيش اللبناني ومواقع جيش لحد العميل والمواقع الاسرائيلية.
في الجبال المشرفة على مرج الزهور كانت مجموعات حزب الله تراقب وترصد وتضرب الاسرائيليين وعملائهم بين فرصة واخرى.
أعمال المقاومة كانت في أوجها، وحزب الله كان في تجربته نموذجا فعالا للمقاومين، وفي الليلة الاولى لوجود المبعدين في مرج الزهور إستفاق هؤلاء على بغال تسعى اليهم بالماء والطعام واللباس والخيم، يجرها مدنيون سرعان ما عرف المبعدون الفلسطينيون أنهم من رجال حزب الله. هكذا نشأ المخيم في مرج الزهور وبقي رجال حزب الله يزودون المبعدين يوميا بما يحتاجونه .
جاءت ذكرى يوم القدس فانقسم المبعدون بين جهاد إسلامي شاركوا في الذكرى بإحتفال في مخيم المبعدين في مرج الزهور، وبين حمساويين رفضوا المشاركة لأن من دعا للذكرى كافر شيعي إسمه الخميني .
عرف رجال حزب الله الذين يقطعون المسافات بين المواقع الاسرائيلية وبين قذائف الدبابات الغادرة بمسألة الخلاف بين الطرفين وبسببه ومع ذلك لم يتوقفوا عن تزويد الحمساويين بما يشاؤون ويحتاجون اليه للبقاء احياء في مرج الزهور. جاء جهادي الى رجال حزب الله الآتين بالمؤونة وقال: اتعرفون ما يصف به هؤلاء الامام الخميني؟ قال المقاومون بماذا؟ فاخبرهم الجهادي (تبين انه عميل للمخابرات المصرية اسمه محمد ابو سمرا على ما تسعفني الذاكرة) يقولون انه شيعي كافر". فقال له المقاومون، ان الامام الخميني ابن الائمة وفكرهم، وائمتنا علمونا ان عقاب من يسيء الينا هو في الاحسان اليه...حينها جاء الشهيد عبد العزيز الرنتيسي الى المتحدث المقاوم وقال له : اعطني جبينك اقبله فوالله انكم اكثر اسلاما منا. 


حزب الله وحماس 
كثرت في الاونة الاخيرة التكهنات حول مآل العلاقة التي تربط حركة حماس بحزب الله، ولعب المخابراتيون بين الطرفين امنيا واعلاميا دون ان يصلوا الى نتجية مفيدة لمخططات الاميركيين والاسرائيليين، على الاقل على جانب المقاومة الاسلامية في لبنان. 
من أجل فهم اي تصرف يقوم به حزب الله في السياسة وخاصة في العلاقة مع اطراف تقاتل الى جانب اعداء المقاومة في لبنان من عملاء اسرائيل واميركا في سورية، مثل اطراف وتيارات معينة داخل حماس التي يخطيء البعض حين ينظر اليها بوصفها تنظيما حديديا وهي ليست كذلك، ففيها المخلص وفيها الوصولي وفيها السلفي وفيها القطبي وفيها المعتدل وفي المتأثر بحزب الله وتجربته وفيها الموصول بحبل سرة قطري الى مصالح اميركا وما عندها من سلطة تمنحها اسرائيل في فلسطين الضفة الى من يدخل تحت سقف اتفاقية اوسلو واخواتها.
لهذا لنفهم العلاقة بين حزب الله وبين تيارات حماس علينا اولا ان نفهم حزب الله وان نفهم حماس. 
بالنسبة لحماس هي تجمّع نشأ بعدما وجدت ان حركة الجهاد الاسلامي الوليدة في الانتفاضة الاولى سحبت من شعبية التيارات الاسلامية بحركيتها الجهادية بينما كانت التيارات الاسلامية في فلسطين المحتلة – المتعددة الولاءات ، نائمة على حرير غض النظر الصهيوني عنها لضرب اليسار. تأسست حماس بقرار اخواني – دولي لحماية مصالح الاخوان في غزة اولا وفي الضفة لاحقا فانتمت اليها تنظيمات منها حركة الاخوان المسلمين الفلسطينية وتنظيمات سلفية واخرى متأثرة بتيارات سنية متعددة منها ما هو مخترق، ولهذا نرى ان وصول الاسرائيليين الى كل القيادات الحمساوية المؤثرة كان امرا سهلا.
اما بالنسبة لحزب الله : 
هو تنظيم نشأ من رحم تنظيمات اسلامية تأثرت بالمرحلة الثقافية التي نشأت على يد السيد محمد باقر الصدر، ثم اكتسب جذرية جهادية من انتصار الثورة الاسلامية في ايران ومن فكر الامام السيد الخميني. لكن كيان حزب الله حاليا يضم العدد الاكبر من المتأثرين بالسيد حسن نصرالله وبخطاباته السياسية، وليس بأي تيار فكري معين وإن كان الجهد الفكري والتثقيفي في الحزب يصوغ انتماء المستجدين اليه ببوتقته الاسلامية الخاصة التي ترى في ايران نموذجا جهاديا وسياسيا يصح التمثل به في انتظار النصر الاكبر المتمثل في ازالة اسرائيل. جوهر حزب الله التنظيمي الحزبي المقاوم لا يزال ابن الحالة الخمينية بامتياز . 
علاقة حزب الله بفلسطين ليست ترفا يقوم به سياسيوه كلاميا ولا اعلاميا، هي في موقع الصلاة من الايمان بالله، وليس في حزب الله مخلصون لقضيتهم الاولى (خدمة الانسان كصنيعة لله وكعلامة على الايمان بالله وتطبيقا لكل ايمان المرء بالاسلام) الا ويعتبرون ان فلسطين والاسلام صنوان. 
مذهبية حزب الله الشيعية طوّعها انصاره في نفوسهم لتصبح دافعا لتضحية تليق بايمانهم بالحسين الشهيد لا بخلفاء وامبراطوريات حاكمة، كما هي حال الاخوان المسلمون والوهابيون على سبيل المثال.
اصل الخمينية ليس الحكم ولا الدولتية ولا الخلافة، اصل الخمينية هزيمة الظلم ونيل الجدارة للانتماء الى مفهوم فلسفي شيعي طوره الخميني ونشرته ادبيات حزب الله وجلساته التثقيفية ، ذاك المفهوم لا "حوريات جنة " فيه ولا احلام باستعادة الاندلس ولا فتوحات ، هي فقط تنحصر في نيل مرتبة اخلاقية سواء بالتربية النفسية او بالتربية الجهادية وعنوانها " جند الامام " . 
المجاهد عندهم ليس هدفه التحول الى امير جماعة بل ان يليق به اسم "جند الامام" والامام هنا ليس الخميني بل المهدي المنتظر.
تأديب النفس عند عناصر حزب الله ينطلق من مفهومهم للانتظار الخاص  بخروج المهدي المنتظر من غيبته التي يؤمنون انها حصلت لغياب الناصر. وهم في انتظاره لكنهم لا يقعدون واليد على الخد، وهذا ما ينسب الفضل فيه للخميني الذي خالف غالبية الفكر الشيعي الانتظاري وطور فكرة الدولة الاسلامية الجائزة حتى في غياب القائد امام العصر – الامام المنتظر، والخميني هو الذي طور نظرية ان جند الامام يسبقون ظهوره بتنظيم انفسهم فيستحقون خروجه في عصرهم، بجهادهم ضد الظالمين وباخلاقهم التي لها عنوان واحد هو خدمة الانسان الذي هو اعلى مرتبة من الاسلام وهنا خلاف عقائدي كبير مع الاخوان المسلمين الساعين الى الحكم باسم العمل لخدمة الاسلام ولو على حساب الانسان . 
من واقع هذه النظرية " جند الامام " ولد حزب الله فكريا ومن ثم عمليا، ولهذا ترى ان الغالب على حزب المقاومة في بدايته ترافق تطور الوحدات القتالية، مع انتشار قيام قيادات الحزب بانشاء المؤسسات الخدمية، لا كمفهوم حركي لنيل تبعية الناس للتنظيم السياسي، بل لتحقيق واجب ديني عقائدي عنوانه " خدمة المستضعفين في الارض". 
النظرية شيء والتطبيق شيء اخر، وسنجد في ايران وفي حزب الله شططا كبيرا وفسادا وطفيليين ولكن عصب الجمهورية الاسلامية هو الحرس الثوري والتيار المرتبط بالمرشد علي الخامنئي ، وعصب حزب الله هو المقاومة المرتبطة بفكر الاستشهاد الحسيني، وكلا الجوهرين واحد في بقائه وثباته على فكر الخميني الذي يمكننا كعرب ان ننتقد ما نشاء في فكره وفي ممارسته للحكم باسلوبه الجذري في كل تفصيل، لكننا حتى لو كنا مغرضين لن نستطيع ان نخفي فضل الرجل على الصراع العربي الاسرائيلي الذي كان مائلا بفضل العرب واستسلامهم لمصلحة اسرائيل فحوّل الامام الراحل دولته الاسلامية وزناً في صالح فلسطين وضد اميركا واسرائيل . 
حزب الله يربي عناصره على خدمة الناس، ومن لم يؤدبه الحزب تؤدبه الدماء الاستشهادية، التضحية بوصفها ناصعة بلا فئوية لا تجري بعنوان الربح الكلي بتضحية جزئية من افراد، ففي وجدان المنتمين الحقيقيين الى حزب الله يمثل دعاء السيد الشهيد عباس الموسوي غاية مناهم وهو القائل حين كان امينا عاما لحزب الله " اللهم قطعني اربا اربا في سبيلك" . 
حزب الله هذا هو من يتعاطى مع حماس ومع غيرها، ولهذا المفهوم يعود سبب تضييع حزب الله لمكاسب دنيوية وسياسية كان يمكن له تحقيقها لانصاره في الدولة اللبنانية وعلى حساب تيارات تنافسه دون ان ينافسها داخليا، ولهذا يناور الحزب بكل شيء ويضحي بكل شيء ويتنازل عن الكثير فقط لاجل تأمين افضل الظروف لحفظ المقاومة التي تمثل لهم نقاء الايمان. 
من هنا فان المسؤول عن العلاقة مع حماس في حزب الله ليس افرادا بل فكر، وما دامت حماس تيارات سياسية عدة ، فيها المنتمي  لوصولية تمر بقطر الى مصالحة مع اميركا ، وفيها المقاوم الثائر المخلص الرافض ، فان حزب الله سيحافظ على مصالح حماس كما لو كانت مصالحه لاجل مصلحة التيار المخلص للمقاومة فيها ، حتى وبعضها يقاتله في القصير ويعتدي عليه في لبنان وسورية امنيا  عسكريا. 
حماس تقاتل بشكل غير رسمي في سورية مع عملاء اسرائيل واميركا وضد الجيش السوري وحزب الله . وحزب الله في الوقت عينه يواصل دعم حماس، وهناك  من يؤكد و يقول ان حزب الله لم يوقف ابدا  شحن الاسلحة النوعية الى حماس في الضفة وفي غزة . مفارقة جدلية لعلاقة غير مفهومة حتى للبعض في حماس.

عربي برس

0 2013-05-29 | 20:17:36
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024