http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
ما هي أهداف التفجيرات الإجرامية في دمشق..؟
راسم العبيدات
ما هي أهداف التفجيرات الإجرامية في دمشق..؟

من الواضح جداً أن عصابات الإجرام والقتل والإرهاب، ومن يقف خلفها من جماعات الفكر الوهابي التكفيري، والخونة والمتآمرين في "قطرائيل" ذات التاريخ العريق في التآمر والسلوك المشين بحق الأمة والشعب العربي، وكذلك الحالمين بإعادة إمبراطوريتهم التتريكية على حساب جثث شعبنا وخيراته وثرواته، والسيطرة على جغرافيته، وكذلك جماعات الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين)، والذين تكشّف دورهم الخياني مبكراً في التآمر على المشروع القومي العربي، والعمل بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة من أجل إنهائه وتفكيكه، وهذه المصالح والأهداف التقت مع المصالح الأمريكية والاستعمارية الغربية وإسرائيل، في استهداف الدول المركزية العربية الثلاث، التي يتوقف على مصيرها، مصير الأمة العربية بأكملها، ألا وهي العراق التي يجري تدميرها وتفكيكها بشكل ممنهج ومنظم بعد احتلالها وإغراقها في الحروب المذهبية والطائفية والقبلية والعشائرية، وسورية التي تتعرّض لحرب كونية مصغرة تشارك فيها عصابات مجرمة وإرهابية محلية وعربية وإقليمية ودولية، تدعمها وتساندها مادياً وعسكرياً ولوجستياً واستخبارياً، قوى عربية وإقليمية ودولية، وهي تستهدف سورية كدولة وجيش وسلطة ومؤسسات، وجغرافيا ومواقف، حيث إنه على مصير المعركة في سورية يتوقف الكثير من المعادلات والتطورات والتغيرات والتداعيات في المنطقة، إما لجهة تعزيز النفوذ والمصالح الاستعمارية الغربية والأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وإقامة ما يسمّى بالشرق الأوسط الكبير، أو تراجع وانحسار النفوذ الأمريكي والغربي الاستعماري والصهيوني في المنطقة، وبما يعنيه من تغير في المعادلات القائمة، نحو التحسن الكبير في ميزان القوى لصالح قوى ومعسكر المقاومة (إيران- سورية- حزب الله- المقاومة الفلسطينية والعربية)، وكذلك حالة الفوضى الحاصلة الآن في مصر، بسبب سياسات جماعة الإخوان المسلمين، التي فصّلت دستوراً لشعب مصر على مقاساتها، وتريد أخونة الدولة والمجتمع، والهيمنة والسيطرة على كل مفاصل الحياة والسلطة في مصر، وهي صاحبة فكر إقصائي وانغلاقي يختزل مصر بكل عظمتها وتاريخها ونضالاتها وتضحياتها في جماعة الإخوان المسلمين، تجار الدين وعشاق السلطة بأي ثمن.

واليوم عندما يضرب الإرهاب في سورية، وفي أشد المناطق اكتظاظاً بالسكان، يثبت أولاً مدى وحشية ولا إنسانية تلك العصابات المجرمة، والتي ليس لها هدف سوى تنفيذ أجندات مشبوهة وعميلة، ألا وهي تدمير سورية كدولة ومؤسسات وسلطة وجيش وتفكيكها جغرافياً خدمة لمشاريع مشبوهة، بحيث تصبح سورية دولة فاشلة كالصومال وليبيا ولا تستطيع أن تشكل خطراً في المنطقة على المشاريع الاستعمارية ودولة الاحتلال الصهيوني لمئة عام قادمة، وكذلك تلك التفجيرات الإجرامية والإرهابية، هي ليست عامل قوة لتلك العصابات المجرمة، بل إن فشلها الميداني، هي ومن يقف خلفها من قوى مأجورة عربية وإقليمية تمدها بالمال والسلاح والخزان البشري التكفيري والإجرامي في تحقيق أي انتصارات ميدانية، بعد الأحاديث المضلّلة والخادعة والمغرقة في الزيف والكذب عن تحقيق انتصارات في معارك حلب ودمشق وحمص ودرعا وغيرها، تلك الإدعاءات الكاذبة التي ثبت أن الجيش العربي السوري ومعه الشعب السوري الملتفين حول النظام دفاعاً عن سورية شعباً وأرضاً ونظاماً وجيشاً وموقفاً، يحققان انتصارات كبرى على تلك العصابات المأجورة والمجرمة، هو الذي يدفعها إلى القيام بتلك العمليات الإجرامية، حيث تعتقد أن حالة الفوضى الناتجة عن تلك العمليات الإجرامية، قد تدفع الشعب السوري إلى "الثورة" على النظام السوري أو التخلي عنه، أو يريدون كذلك من تلك التفجيرات، أن تشكل عامل ضغط على النظام من أجل تغيير وتليين مواقفه تجاه مطالب تلك العصابات المجرمة، في أي حوار سياسي قادم كمخرج وحل للأزمة السورية.

النظام في سورية والشعب السوري قالا كلمتهما بشكل واضح وصريح، أنهما مع الحوار مع كل القوى الوطنية التي تريد لسورية أن تحفظ وحدة أراضيها ومواقفها وكرامتها وثباتها على مواقفها الوطنية والعروبية، وأنه لا حوار أو مفاوضات خارج إطار ما طرحه الرئيس بشار الأسد من مبادرة سياسية كمخرج وحل للأزمة.

ومن هنا فإن تلك العمليات التفجيرية والإجرامية لن تنجح في زعزعة استقرار سورية وثقة الشعب السوري بالجيش والنظام وقدرتهما على اجتثاث هذا الإرهاب الدموي من جذوره، وعلى الجيش والنظام أن يجتثوا هذا الإرهاب من جذوره، مهما كلف الثمن وسرعة إنهاء هذه الحرب التي تستنزف سورية ومقدراتها وجيشها، ولا أخال أن تكاليف إعمار سورية، ستكون باهظة أكثر من ما يفرضه عليها الإرهاب عليها من حرب استنزافية مدمرة.

الآن كل الثوريين والتقدميين العرب مدعوون أكثر من أي وقت مضى للوقوف إلى جانب سورية، سورية بما تمثله من حصن وقلعة لقوى المقاومة والممانعة، وحملها لواء مشروع العروبة والقومية، سورية التي بقيت ثابتة على مواقفها وممسكة بمبادئها وقيمها، ولم تتخلَ عن العرب في أي معركة، بل دفعت ثمناً باهظاً لقاء صمودها وثباتها، حيث لم تنجح كل الضغوط والعقوبات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية، وحملة الإرهاب والترهيب والتهديدات الأمريكية والاتهامات لها بقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ودعم ما يسمّى بقوى الإرهاب "المقاومة" اللبنانية والفلسطينية والعلاقة الإستراتيجية مع إيران في أن تبدل أو تغيّر مواقف سورية أو تحالفاتها وعلاقاتها، ولم تخذل كل من احتضنتهم ووفرت لهم الإقامة والحماية والوجود والحركة، في الوقت الذي رأينا كيف أن هناك بعض القوى في سبيل مصالحها ورؤيتها السياسية، سرعان ما غيّرت وبدلت مواقفها وتحالفاتها، وبما يثبت أنها غير مبدئية ولا أمينة لا على مواقف أو مصير شعب وقضية ونضال، بل حبها للسلطة والمال، يجعلها تبدل وتغيّر ليس فقط لونها وجلدها، بل مبادئها ومواقفها.

أنا على ثقة تامة بأن سورية ستنتصر وستخرج من محنتها أقوى وأكثر عزة وعنفواناً، وسيندحر وينهزم المشروع المعادي، مهما مارس من إرهاب وإجرام، والمطلوب فقط الصمود والثبات على الموقف.

جهينة نيوز

0 2013-02-22 | 20:14:20
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024