http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
الرستن وبيت طلاس والشرارة الأولى
مفيد الديك

قبيل وصول ثورة "الربيع العربي" إلى المدينة التابعة لمحافظة حمص، لم يكن أهالي الرستن يتوقعون أن تشهد مدينهم أعنف المعارك بين الجيش العربي السوري، وميليشيا الجيش السوري الحر، الرستناويون(كما يطلق على أهالي الرستن)، عاشوا في ظل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس لفترة طويلة، رغم أن والد الضابط، ورجل الأعمال بنى لنفسه قصرا فارها بعيداً عن ابناء مدينته.
إعتمد ابناء الرستن على الزراعة في معيشتهم، وإستفادوا من خصوبة أرضهم، ولكن شيئاً كبيرا حدث بعد صعود نجم مصطفى طلاس، وتبؤه وزارة الدفاع، فهجر قسم كبير منهم الزراعة متوجهين نحو الوظائف الحكومية، وتحديدا العسكرية منها حتى أضحى كل شاب رستناوي متعلم مشروع ضابط، ووزيراً للدفاع في نظر عائلته في فترات لاحقة.
 

المدينة الثائرة(حالياً)...محج لطالبي العلم(سابقاً)


في الرستن أيضا حملة شهادات تعليمية يعدّون بالآلاف، والفضل في ذلك يعود إلى النهضة الثقافية التي تربعت على ركام النهضة الزراعية، والرستن التي يبلغ عدد سكانها حوالي مئة الف نسمة يوجد فيها خمس مدارس إعدادية، وأربع مدارس ثانوية هي (الثانوية العامة للذكور-ثانوية الشهيد مصطفى الحاج علي)، والثانوية العامة للإناث (الشهيد محمود الحمود)، الثانوية الصناعية (الشهيد محمد تيسير فرزات) ، والثانوية الشرعية، وساعد وجود جامعة البعث في المنطقة الوسطى على زيادة عدد الطلبة الجامعيين في المدينة.


المكان الآمن لإنشقاق الضباط...بشهادة الديرية


يتفاخر ابناء المدينة المحسوبين على المعارضة السورية، بأنهم جاهروا في حمل السلاح منذ شهر نيسان 2011، متحدين بذلك السلطة التي لم تواجههم في باديء الأمر، تاركة حل الموضوع لوجهاء المدينة، وهؤلاء لم يتمكنوا من إقناع المقاتلين بوجوب إلقاء السلاح، لتزيد الفجوة شيئا، فشيئاً بين الطرفين(المسلحين، والجيش السوري).
الفخر لا يقتصر على حمل السلاح وحده بحسب المعارضين الرستناويين الذين يجعلون محدثهم يتخيل "أنهم أول من أطلق فتيل الثورة، يجيبونك وبشيء من الإستعلاء "الرستن شكلت أرضا خصبة لإنشقاق الضباط، وعدد كبير منهم آتى إلى هنا ليعلن إنشقاقه، والسبب يعود إلى شعوره بالأمان، وإسألوا الملازم اول ابو عرب(وليد العبدالله) لتتأكدوا عن صدقية ما نقوله، فهو أبى ان يعلن إنشقاقه من محافظة دير الزور التي ينتمي إليها خشية إقدام أهل قريته على تسليمه للجيش الأسدي، وفضل القدوم إلينا ليعلن إنضمامه إلى الجيش الحر".

كلام مغرور يستعين بسيطرة المجموعات المسلحة على قول ما يريدون باسم الرستن التي ينتمي إليها نائب وزير الدفاع الحالي طلال طلاس وهو والد الشهيد مناف الذي قتله التكفيريون غيلة وغدرا. كما إن لآل طلاس وللمدينة أبناء في الجيش العربي السوري يبلغ تعدادهم الف وخمسمئة ضابط عامل لم ينشق منهم إلا اربعة وخمسون ضابطا أشهرهم عبد الرزاق وأما اغلب المنشقين فلم يقاتلوا تحت راية الثورة بل جلسوا في بيوتهم أو فروا إلى الأردن وتركيا


أول التظاهرات السلمية ...تحطيم تمثال وحرق مراكز أمنية


يشير أحد المعارضين  في الرستن إلى أن "التظاهرات التي شهدتها المدينة لم تكن تشبه نظيراتها في المدن السورية، لأننا نتميز بالرجولة والكرم والشهامة والقسوة، والإقدام، وهالنا ما حدث في بانياس ودرعا، لذلك قررنا ان نوجه رسالة لهم أي (الأمن) وفحواها نحن هنا، بداية حطمنا تمثال الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي كان يتربع مدخل الرستن الجنوبي في ما كان يعرف بقاعدة المجد القتالي، من ثم إتجهنا إلى مقر الامن العسكري الملاصق للجسر الصغير في الرستن، وأحرقناه، وتم قطع الاوتستراد الدولي عند جسر الرستن الكبير وتم احراق مقر حزب البعث في شارع الثورة، واحراق مقر الامن السياسي في آن واحد".
إنشقاق ضباط الرستن


 "شهدت عددا من انشقاقات الضباط ، ولعل ابرزها كان إنشقاق الملازم اول عبد الرزاق طلاس الذي أصبح قائدا لكتائب الفاروق التي قاتلت في حمص، وتحديدا في حي الخالدية، بالإضافة إلى طلاس برز من المنشقين الكثر إياد الديك الذي تشير بعض التقارير إلى انه أصبح قائد المسلحين في الرستن بعد مقتل قائد لواء جند الله النقيب أمجد الحميد الذي قتل على يد مجموعة وهابية تابعة لـ"جماعة النصرة " التي هالها الكلام الصادر عن الحميد الذي لوّح وقتها بضرب كل من يحاول تشويه صورة الثورة ".
 

أولى المعارك بين الجيش السوري وميليشيا الجيش الحر.


يروي لنا المعارض  الذي إمتشق سلاحه منذ إندلاع الأزمة "أن الجيش الحر إستطاع السيطرة على أجزاء كبيرة من الرستن في شهر أيلول، ما دفع الجيش الأسدي ليشن حملة عسكرية عنيفة على المدينة الثائرة، بدأت العملية يوم السادس والعشرين من شهر ايلول حيث أرسلت تعزيزات عسكريَّة إلى مدينة الرستن، وتحديداً إلى محيط مبنى الأمن العسكري فيها، وفي ساعات الصَباح الأولى من يوم الثلاثاء 27 ايلول نفذ انتشارٌ أمنيٌّ كثيف في مدينة الرستن، وتم تطويقها من جهة الغرب، ثمَّ سُرعان ما حاصرَ الجيش المدينة كافة الجهات وبدأ عمليَّة اقتحامها مُستخدماً الآليات العسكرية الثقيلة من الجهات الأربع. و بلغت القوات العسكرية "حيّ بسنكو" في وسط المدينة بسرعة فائقة تحتَ غطاءِ قصف عنيف بالدبابات أدى إلى اشتعال النيران في العديد من بيوت حيّ "الرستن الفوقاني" الذي يُمثل واحداً من الحيَّين رئيسيين في المدينة"، مضيفاً" إستمرت المعارك الطاحنة بيننا وبينهم حوالي اربعة ايام، وفي صبيحة اليوم الأول من شهر تشرين أول بدأ الجيش السوري يَتجه إلى حسم المعركة بعد نفاذ ذخيرة المقاتلين، وإستشهاد ععد كبير من رفاقنا، فاستقدمَ إلى مدينة الرستن تعزيزات يَبلغ قوامها 250 آلية عسكرية ما بين مدرَّعات ودبابات، وتمكن بها من بسط سيطرته على 80% من مساحة المدينة، واستمرَّت بعدها الاشتباكات بين المنشقين وجنود الجيش حتى مساء ذاك اليوم حيث أعلن الجيش السوري الحرُّ انسحابه من مدينة الرستن لأسباب تكتيكيَّة[ بعد خمسة أيام من الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة، تاركاً الجيش السوري يَجتاح ما تبقى منها دون مقاومة، والذي سُرعان ما أعلن عن سيطرته على وَسط المدينة والقضاء بالكامل على "المجموعات الإرهابية المسلحة".


معركة الرستن الحالية


يقول أحد قادة الكتائب التابعة للجيش الحر "أن المعركة الحالية التي تدور رحاها على ارض الرستن ستمثل منعطفا هاما لمصير الثورة، فإما نصمد، وننتصر فتنتصر معنا الثورة، وإما ننهزم فيُعلن حينئذ أن على الثورة السلام، لأننا أول من أطلق شرار الكفاح المسلح ضد هذا النظام، وسار خلفنا الآلاف لذلك من المستبعد إذا قدر الله، وإنهزمنا أن يستطيع إخوتنا في المناطق الأخرى الثائرة الإستمرار في العزم والإرادة نفسها"، متابعاَ" ظروف المعركة السابقة مع الأسديين كانت أفضل، فاليوم جن جنونهم وبدأوا يمرسوا سياسة الأرض المحروقة، مدينتا ومعاقلنا تقصف بالمقاتلات الحربية، والمدافع الثقيلة، جرحانا في المشافي نحاول معالجتهم بأبسط أنواع الأدوية، وقسم كبير منهم لم يعد قادرا على العودة إلى ساحات القتال، النظام حشد مئات الدبابات لإقتحام الرستن، والألاف الجنود، ونحن نقاتل باللحم الحي، وبالإرادة، والعزيمة، لأننا متيقنين أنه في حال لحقت بنا الهزيمة فإن النظام سيجثم على صدورنا لعشرات السنين القادمة".


أين عبد الرزاق طلاس؟


وفي رده على سؤال حول موقع قائد كتائب الفاروق من المعارك التي جرت، وتجري في مدينته يقول القائد العسكري لأحد سرايا الجيش الحر في الرستن" عبد الرزاق طلاس أثبت جدارة قل نظيرها في المعارك التي خاضها، ولكن للأسف لم يشارك في المعارك التي جرت في الرستن، وفضّل البقاء بعيدا ًفي أحياء حمص، وتحديدا بابا عمرو، والخالدية، والقرابيص، ونسمع بين الحين، والآخر بان طلاس أُغرم بفتاة سرقت قلبه في حي بابا عمرو، وأقسم لها أنه لن يتركها، لذلك شارك في الدفاع عن بابا عمرو حتى سقوطه، ومنذ عدة أيام حاولنا التواصل معه لحثه على العودة، إلا أننا لم نتلقي أي جواب منه، وهذا ما جعل نظرتنا تتغير إليه، بعدما كنا نعتبره ثائرا يحتذى بأمثاله".

عربي برس

0 2012-07-25 | 08:01:47
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024