http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
الـحـرب الكــونيـة علـى سـوريــة وادارتها

ما يجري اليوم في سورية هو حرب كونية بامتياز وبلا أدنى شك فبنظرة تأملية على ما يجري وبتحليل منطقي للأحداث القائمة نجد أن ما أطلقناه من تسمية لهذه الحرب هو حقيقة واقعة لنحاول أن نقوم بدراسة موجزة لما يحصل الآن في سورية كي نتبين حقيقة وصدقية هذه المقولة.

1- عندما يتحالف عدد كبير من دول العالم الامبريالية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية (33 دولة) للعدوان على بلد واحد ومحدد.

2- عندما يكون الهدف الإستراتيجي لهذا التحالف القضاء على هذا البلد وتمزيقه بكل الوسائط والأسلحة الممكنة.

3- عندما تستخدم منابر الأمم المتحدة كافة لتأليب الرأي العام العالمي وتجييشه ضد تلك الدولة.

4- عندما تستخدم مئات الأقنية الفضائية الإعلامية والمراكز الإلكترونية ومئات الصحف والمجلات العالمية لتضليل شعوب العالم وزعزعة الثقة في هذا البلد بين الشعب والدولة.

5- عندما تقيم حصاراً اقتصادياً وعالمياً وتفرض عقوبات اقتصادية لإركاع وتجويع شعب هذا البلد.

6- عندما تجند وتشرك العديد من المنظمات الإرهابية المسلحة لضرب الكيان الداخلي لهذا البلد وتمزيقه.

7- وأخيراً عندما تستنفر أعتى الجيوش كحلف الناتو وتحضره للقضاء على هذا البلد وتدميره.

عندها ماذا نسمي هذه الحرب وبما نصفها؟ أليست حرباً كونية بكل معنى الكلمة، دعونا نسقط هذا التحليل على ما يجري في سورية وعلى أرض الواقع :
سنجد أن الدول التي تشارك في هذه الحرب بشكل أو بآخر هي: الولايات المتحدة الأميركية - فرنسا - بريطانيا - ألمانيا والقسم الأعظم من الدول الأوروبية - تركيا - إسرائيل - السعودية - قطر - ومعظم الدول العربية الأخرى. كما تشارك فيها منظمات إرهابية مثل: القاعدة - منظمات سلفية إسلامية - تنظيم الإخوان المسلمين - ميليشيات مسلحة مثل تيار المستقبل - حزب القوات اللبنانية - حزب التحرير اللبناني إضافة إلى جيش من المرتزقة من دول مختلفة - ومجموعات مسلحة من السوريين الذين باعوا أنفسهم إلى الشيطان.

كما أننا سنلاحظ أن الولايات المتحدة الأميركية سخرت الأمم المتحدة بكل هيئاتها ومنظماتها لشرعنة مخططاتها وأهدافها للنيل من سورية وتأليب المجتمع الدولي ضدها.

كما أننا نرى أن حرباً إعلامية بكافة أبعادها قوامها مئات الأقنية الفضائية عربية وغربية ومئات الصحف والمجلات والمراكز الإلكترونية في العالم تشن هجوماً مسعوراً على سورية هدفها التضليل وإشعال نار الفتنة وضرب الروح المعنوية لدى الشعب.

كما طبق على هذا البلد عقوبات اقتصادية تشمل كل أنواع العقوبات وعلى جميع المستويات والتي تمس وبشكل مباشر قوت المواطن السوري وحياته اليومية وقد شارك في هذا الحصار الاقتصادي جميع الدول المنضوية تحت راية هذا الحلف.

وأخيراً نجد أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد تكفل بأن يكون القوة الضاربة الرئيسية لهذه الحرب عندما يطلب منه ذلك وقد تم إعداد الخطط والسيناريوهات اللازمة للقضاء على سورية.

بعد كل هذا نستطيع أن نقول: إن حرباً كونية قد أعدت من قبل الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها لتدمير سورية وتفتيتها خدمة لإسرائيل وتأمين المصالح الغربية في المنطقة العربية.

والآن سوف ننتقل لدراسة طبيعة ونوعية هذه الحرب المعلنة على سورية وسننشرها على ثلاثة أجزاء متتالية.

الجزء الأول ويضم التعريف بإدارة الحرب وأهدافها والمخططين لها ومن الأذرع الرئيسية والأدوات المنفذة لهذه الحرب. ويضم الجزء الثاني أشكالها وأنواعها السياسية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية.

أما الجزء الثالث فسوف نستعرض فيه مراحل التنفيذ والخطط والسيناريوهات المتوقعة وتضم أربع مراحل (أ – ب - ج - د)

أولاً: إدارة الحرب :
تتكون من الولايات المتحدة الأميركية زعيمة الشر في العالم وعضوية فرنسا وبريطانيا ويمكن للإدارة الاستعانة بمن تشاء من الدول والأشخاص.

1- أهدافها :
تأمين سلامة إسرائيل والحفاظ على أمنها وكيانها وتحقيق المصالح الإمبريالية في منطقة الشرق الأوسط والسيطرة على ثرواتها، من خلال عزلة سورية عن الخريطة السياسية وليس إسقاط النظام وحسب كما يدعي البعض، أي العمل على تشظي الدولة السورية إلى عدة كيانات طائفية ومذهبية وعرقية تحكمها بعض الزعامات التقليدية والدينية وتكون تابعة للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ما يسمح للدول الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا من الإطباق بالكامل على دول المشرق العربي وبسط نفوذها والسيطرة على مقدراتها وعلى رأسها النفط العربي.

ويجب ألا ننسى أن أميركا وإسرائيل تخططان وبشكل متواز لما يحصل في سورية لضرب إيران وإخراجها من المعادلة في منطقة الشرق الأوسط. وكسر شوكة حزب اللـه في لبنان.

2- المخططون والموجهون :

منذ الحادي عشر من أيلول وتفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك بدأت الإدارة الأميركية بالتخطيط لإخضاع العالم والسيطرة عليه بعد أن استطاعت تفكيك الاتحاد السوفييتي وأصبحت القطب الأوحد في العالم، تحت ذريعة الحرب على الإرهاب ونظرية الحرب الاستباقية. فبدأت بأفغانستان ثم تحولت إلى العراق الشقيق حيث احتلته وقضت على كل مكوناته وقتلت وهجرت الملايين من أبنائه، وكانت الخطة التالية للبنتاغون هو احتلال سورية، حيث جاء كولن باول وزير الخارجية الأميركية آنذاك حاملاً معه شروط الإذعان والتي تفرض على سورية الاستسلام للإدارة الأميركية والخضوع لمشيئتها. فالتقى الرئيس بشار الأسد وطلب منه الموافقة على تنفيذ عدد من الإملاءات الاستفزازية وهي :
قطع العلاقات وفك الارتباط مع إيران.

إيقاف دعم المقاومة الفلسطينية وحزب اللـه على مختلف الصعد.
إقصاء القيادات الفلسطينية المسلحة (حماس، الجهاد) عن سورية.
القبول بمعاهدة سلام (الاستسلام) مع إسرائيل تنهي الصراع العربي الإسرائيلي وإلى الأبد.

فكان رد الرئيس بشار الأسد رداً حازماً وحاسماً ومدوياً بأن سورية ترفض أي إملاءات خارجية تمس سيادتها ومن أي جهة كانت. وسورية لا تركع إلا لله.

من هنا كانت البداية، وبناء على هذا الموقف بدأت الإدارة الأميركية تضمر الشر لسورية وتخطط لعملية مشابهة لما جرى في العراق، لكن الوضع الذي استجد للقوات الأميركية هناك بعد الاحتلال من المقاومة العراقية الباسلة المدعومة من سورية والذي أدى إلى إنهاك قواها أجهض فكرة الحرب على سورية في تلك الفترة والتروي في هذه العملية وانتظار الظرف الأنسب للنيل منها.

في عام 2005 تم اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني ففكرت أميركا بتلفيق تهمة الاغتيال إلى سورية والمتمثلة برئيسها بشار الأسد فشكلت محكمة دولية لهذا الغرض تكون جسراً للعبور إلى سورية تحت وطأة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة ضد أي بلد يرفض الانصياع لمقررات مجلس الأمن، فتصدت سورية لهذا المخطط المفضوح وأفشلته بحنكتها السياسية.

وفي عام 2006 أعادت محاولتها للولوج إلى سورية عن طريق لبنان خاصرتها الرخوة وذلك بإقصاء حزب اللـه من المواجهة ليسهل السيطرة على لبنان ثم الضغط على سورية والتأثير عليها، ما يسمح بالقضاء على النظام الحكم فيها لذلك أوعزت أميركا إلى إسرائيل لتتكفل بهذه المهمة وقد دعمتها بأحدث الأسلحة وعززت دفاعاتها الجوية ومع ذلك فقد خاب أمل أميركا عندما فشلت إسرائيل فشلاً ذريعاً في اختراق الحدود اللبنانية بفضل المقاومة اللبنانية التي يقودها حزب الله.

بعد ذلك بدأ مسلسل الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن فعملت الولايات المتحدة الأميركية كل ما بوسعها وما زالت للدخول على خط هذه الثورات وتغيير مسارها بما يضمن مصالحها ومصالح الغرب وإسرائيل، وقد نجحت في سياستها هذه وما زالت مستمرة في عزمها لاستكمال ما سموه الربيع العربي ليزهر في باقي الأقطار العربية قتلاً وتدميراً.

في هذا الوقت وجدت أميركا أن الظرف المناسب قد تحقق وآن الأوان لتصفية حساباتها مع سورية، فبدأت تحشد كل قوى الظلام في العالم لتنفيذ مخططها الإجرامي الرامي إلى تدمير سورية وتقسيمها وسوف نستعرض هذا المخطط (المؤامرة) بكل أبعاده لاحقاً.
3- الأذرع الرئيسية المنفذة :
أ- حلف شمال الأطلسي (الناتو)

تم التخطيط لهذا الحلف بأن يقوم بنفس المهمة التي كلف بها في ليبيا من خلال فرض حظر جوي وإقامة منطقة عازلة والتدخل العسكري المباشر عند اللزوم وتطبيق هذا السيناريو على سورية بما يتناسب مع الواقع السياسي والجغرافي في المنطقة على أن ينفذ هذا المخطط تحت مظلة الأمم المتحدة. فاستفز هذا الحلف وبدأ يعد الخطط القتالية للمهام التي تتوكل إليه بدءاً من مهمة الحظر الجوي على الأجواء السورية انطلاقاً من تركيا التي هي عضو في هذا الحلف، ثم الانتقال إلى أعمال قتالية مفتعلة على الحدود مع العراق والأردن ولبنان وتركيا أو جزء منها لإقامة ما يسمى المنطقة العازلة يتمركز فيها ما يسمى الجيش الحر على أن يتم دعمه بالمال والسلاح والمقاتلين أيضاً وعند الضرورة يمكن إنزال قوات من جنسيات مختلفة لتأمين السيطرة الكاملة ثم الانتقال إلى الداخل السوري لضربه وإسقاط النظام.

لكن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها لم تستطع تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يسمح بتطبيق هذا المخطط بسبب حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه كل من روسيا والصين ضد هذا المشروع فكان صفعة قوية لدول استكبار غير متوقعة فصدمت وهزمت هذه الدول ثم أعادت الكرة مرة أخرى ولم تفلح أيضاً هكذا أخفق مخطط التدخل العسكري في سورية.

ب - تركيا :
الدولة الصديقة والشقيقة المجاورة لسورية شمالاً وعلى امتداد ثمانمئة كيلومتر والتي كان يربطها مع سورية أكثر من خمسين اتفاقية متنوعة في المجال الاقتصادي والسياسي والإداري. قررت الانصياع للقرار الأميركي المعادي لسورية وبليلة وضحاها قلبت ظهر المجن رأساً على عقب فبدأت باستضافة الإخوان المسلمين وتنظيم مؤتمرات لهم على أرضها للتآمر على سورية، ثم أعلن من هناك ما يسمى مجلس اسطنبول السوري ليكون نواة للتحرك باتجاه سورية والانقضاض عليها بدعم ورعاية تركية وأوروبية.

بعد ذلك بدأت بتجميع المسلحين من سوريين وعرب وأجانب من جنسيات مختلفة على حدودها مع سورية وإقامة المعسكرات التدريبية لهؤلاء وتأمينهم بالمال والسلاح والعتاد إضافة إلى مخيمات لإقامة النازحين السوريين المفترض هروبهم من سورية أي أنشأت هذه المخيمات مسبقاً ولم يكن فيها أي شخص.

ثم تطور العمل المسلح وأعلن ما يسمى الجيش السوري الحر الذي يضم هذه العصابات وبعض العسكريين الفارين من سورية ثم بدؤوا يقومون بعمليات تسلل إلى الداخل السوري وتنفيذ أعمال إرهابية إجرامية بحق المواطنين السوريين وعناصر الأمن والجيش.

من هنا بدأ الدور التركي بزعامة أردوغان يأخذ أبعاده العدوانية تجاه سورية ناهيك عن التصريحات اليومية من تهديد ووعيد من القيادة التركية تجاه النظام السوري. إضافة إلى ذلك وضعت تركيا نفسها رهن إشارة الولايات المتحدة لتكون منطلقا لقوات حلف الناتو عندما يتطلب الأمر ذلك.

ج - قطر :
الإمارة (العملاقة) التي لا تتجاوز مساحتها ولا عدد سكانها أحد أحياء دمشق. فبئس الإمارة وبئس الأمير الذي كان يلهث وراء بشار الأسد وكان جل هم الأمير أن يسوقه الرئيس الأسد في الدبلوماسية العالمية من خلال مرافقته له في تحركاته بين عواصم العالم.

عندما قررت الولايات المتحدة تنفيذ مخططها تجاه سورية كان لا بد من ممول لهذه الحرب القذرة فوجدت ضالتها في أمير قطر (فاستزلته) لمصلحة هذه الحرب على أن يتكفل بمعظم نفقاتها من مال وسلاح وعتاد إضافة إلى تسخير قناة الجزيرة الفضائية لتكون رأس الرمح في الحرب الإعلامية المتوقعة. فلم يتوان هذا الأمير عن تلبية رغبات وأوامر الإدارة الأميركية شاكراً لها هذا التكليف والتشريف الذي منحته له. وبسرعة قياسية انقلب على معلمه بشار الأسد كما انقلب على والده سابقاً وأصبح العدو اللدود لسورية دون أي مسوّغ لذلك.

وهكذا ارتمى في أحضان أميركا والغرب وإسرائيل. فبدأ يضخ مئات المليارات في أتون هذه الحرب الظالمة ومن أموال الشعب القطري وسخرها في تمويل وتسليح العصابات الإرهابية وفي شراء الذمم لشخصيات معروفة سياسياً أو دينياً وفي كم أفواه بعض الدول المستضعفة. وأبلغ دليل على ذلك عندما اشترى رئاسة الجامعة العربية لوزراء الخارجية العرب من دولة (محمود عباس) وهيمن عليها بالسوط الأميركي من جهة وبالدولار من جهة أخرى. وهكذا حقق الحمدان القطريان أحلامهما المكبوتة بأن يصبحا مشهورين في السلك الدبلوماسي العالمي.

لم يقف الأمير الغطري عند هذا الحد فأوعز إلى قناته الفضائية أن تسخر كل إمكانياتها الإعلامية في شن حرب إعلامية ونفسية على النظام القائم في سورية عمادها التضليل وتزوير الحقائق وشعارها التحريض المذهبي وخلق الفتنة الطائفية.

وبذلك تكون قطر قد دخلت هذه الحرب من أوسع أبوابها.
4 - أدوات التنفيذ :

أ - جماعة الإخوان المسلمين داخل سورية وخارجها
الإخوان المسلمون تنظيم إرهابي تكفيري معاد للتوجهات القومية والعربية وللحركات الثورية العلمانية في جميع أنحاء الوطن العربي وهم على استعداد للتعامل مع الشيطان لتحقيق أهدافهم المتشددة وهم أبعد ما يكون عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ولكنهم يلبسون ثياب الإسلام المزيف لتحقيق أغراضهم والوصول إلى عقول المسلمين الساذجين كان للإخوان المسلمين جولات تآمرية على سورية في العقود المنصرمة وكان آخرها في الثمانينيات من القرن الماضي حيث قاموا بأعمال إرهابية وإجرامية وعاثوا فساداً وتخريباً يشابه ما يقومون به اليوم في هذا البلد. مبدؤهم لا حياة لأي شخص يعارض نهجهم وسياستهم من أي دين كان أو طائفة أو مذهب حتى ولو كان من مذهبهم، وشعارهم الإبادة والتشنيع وسفك الدماء ولا يردعهم أي رادع ديني أو أخلاقي أو إنساني بل يحللون ما حرمه الله. وهم حسب اعتقادهم الصفوة من البشر التي يجب أن تبقى أما الآخرون فإما أن يدينوا لهم بالولاء وإما القتل.

الآن في سورية هم أساس الحراك الإرهابي القائم وأدواته الإجرامية التي تقوم بأعمال القتل والإبادة والخطف واغتصاب النساء والسطو على الممتلكات الخاصة والعامة وتعمل على تخريب البنى التحتية للوطن وتدمير موارد الطاقة (وقود - غاز - كهرباء) واستنزاف الإمكانات الاقتصادية والبشرية للبلد.

ينفذون أعمالهم المسلحة على شكل مجموعات صغيرة تنتشر في بعض أحياء المدن وبعض المناطق الريفية داخل القطر، وفي الخارج يتجمعون في مناطق محددة من الحدود يتأهبون للدخول للمشاركة في أعمال العنف الجارية في سورية.

ب - مجلس اسطنبول أو ما يسمى (المجلس الوطني السوري)
بتوجيه أميركي وتمويل قطري واستقطاب تركي تلاقت مجموعة من السوريين المعادين للنهج الوطني في سورية والمتسكعين في شوارع ومقاهي بعض العواصم الأوروبية والأميركية ويعيشون على أعتاب المسؤولين في هذه الدول. لتشكل مجلساً تآمرياً في تركيا يكون رافعة للحراك المسلح في سورية فأعطيت الأوامر لهؤلاء الأذناب ممن يسمون المعارضة السورية بالتوجه إلى مدينة اسطنبول في تركيا لعقد مؤتمر لهم يكون بداية الانطلاق للمخطط التآمري على سورية ومنطلقاً للأعمال الإرهابية المسلحة فيها. على غرار المجلس الوطني الليبي.

يضم هذا المجلس أشخاصاً غير متجانسين في أفكارهم وعقائدهم، فمنهم (الإخونجي) ومنهم السلفي المتطرف ومنهم العلماني ولكنهم جميعاً متفقون على نهج العمالة والخيانة وعلى إسقاط النظام في سورية، وهم الآن في نهجهم هذا يقفون بخندق واحد مع الامبريالية والصهيونية وقد صرحوا بذلك علناً وعلى لسان رئيس مجلسهم غليون حيث أعرب عن أمله - إذا استلمت الحكم في سورية - أن يقطع علاقته بإيران وحزب اللـه وحماس ويقيم علاقات ودية مع إسرائيل ويحل قضية الجولان بالمفاوضات. هذا الكلام هو عبارة عن تقديم أوراق اعتماد للإدارة الأميركية طالما كان ديدنها دائماً وأبدا هذه المطالب من سورية.

أما الآن فإن مجلس اسطنبول يعمل بكل إمكانياته بالتنسيق مع ما سمي «الجيش الحر» على إدارة الأعمال المسلحة الإرهابية داخل القطر وفي معسكرات التدريب للعصابات المسلحة على الحدود التركية السورية وبدعم سياسي ومالي وعسكري من مختلف الدول المتآمرة. ويخطط لاحتلال قطاع من الأراضي السورية المحاذية لتركيا واعتبارها منطقة عازلة تكون منطلقا لأعمالهم التخريبية وهذا ما سيسمح لقوات حلف الناتو بالتدخل العسكري تحت شعار حماية المدنيين السوريين وفرض حظر جوي على الأجواء السورية لتطبيق السيناريو الليبي.

ج - مجموعات المرتزقة من الخارج :
من هؤلاء المرتزقة ومن أين قدموا؟ إنهم عناصر مأجورة يعملون لحساب من يدفع أكثر وقد أتوا من مناطق مختلفة من العالم فمنهم الليبي والسعودي والخليجي والأفغاني وغيرهم، هدفهم كسب المال ويزعمون أنهم جاؤا لنصرة إخوانهم السوريين.

تكفل أمير قطر بتمويلهم وتسليحهم يساعده في ذلك السعوديون، ويقوم بتدريبهم وتجهيزهم ضباط من حلف الناتو، ويتم تجميعهم في مناطق حدودية متعددة (تركيا، لبنان، الأردن...) ومنها يتسلل هؤلاء إلى العمق السوري لتنفيذ أعمال إرهابية وتخريبية ضد المدنيين والعسكريين وتدمير البنى التحتية للدولة.

د - مجموعات من تنظيم القاعدة:
من المعروف بأن تنظيم القاعدة من اشد التنظيمات التكفيرية إرهابا في العالم وينتشر في معظم الدول العربية والإسلامية وله نفس المبادئ والأهداف التي يؤمن بها الإخوان المسلمين ولكنهم أكثر شراسة وأشد إرهاباً. وخلال العقود المنصرمة نفذت القاعدة أعمالاً تخريبية وإجرامية في عدد من الدول مثل: السعودية - العراق - اليمن - الجزائر - أفغانستان - لبنان - سورية. ولكنهم لم يقتربوا يوماً من إسرائيل عدوة العرب والمسلمين ولم يقدموا على أي عمل مسلح ضدها ولا حتى بالكلمة وهذا ما يؤكد أن لا دين لهم ولا مذهب ولا عقيدة فتارة نجد أن تنظيم القاعدة يحارب الشيوعية ويتعاون مع الأميركان وتارة أخرى يحارب الأميركان ويقف مع دول إسلامية والآن يتعاون مع أميركا وإسرائيل في ضرب سورية والقيام بأعمال إرهابية فيها، فبعد وقوع الأحداث في سورية أعلن الظواهري رئيس تنظيم القاعدة نيته الدخول على خط الهجمة الامبريالية العالمية التي تشن على سورية فبدأ التنسيق مع المخابرات المركزية الأميركية وأمير قطر وسعد الحريري رئيس تيار المستقبل وبعض الزعماء السلفيين لإرسال مجموعات إرهابية مسلحة إلى سورية لتقاتل إلى جانب تلك العصابات المسلحة داخل القطر وخارجه وهذا ما حدث بالفعل حيث تسللت مجموعات من عناصر القاعدة إلى سورية عبر الحدود من تركيا ولبنان والعراق وقامت بأعمال إرهابية في عدد من المدن والمناطق السورية وكان أهمها وأخطرها ما أقدمت عليه من تفجيرات بواسطة السيارات المفخخة في كل من دمشق وحلب والتي أسفرت عن استشهاد وجرح المئات من المواطنين السوريين والعسكريين وتخريب وتدمير عدد من المباني والمنشآت الوطنية وما زالت هذه المجموعات تمارس جميع أنواع العنف من سفك للدم السوري إلى استنزاف لمقدرات هذا البلد.
هـ - المجموعات السلفية والتكفيرية والميليشيات اللبنانية:
تتكون هذه المجموعات من فئات سلفية متطرفة وأحزاب تكفيرية وميليشيات مسلحة توافدت من أقطار عدة وتجمع معظمها في شمال لبنان القريب من سورية وتضم هذه المجموعات في صفوفها كل من تيار المستقبل بزعامة الحريري وحزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وحزب التحرير التكفيري وعدد من مشايخ الدين السلفيين المتطرفين وأعوانهم ومعظمهم من السعودية ودول الخليج وبدؤوا بالتجييش ضد سورية في مدينة طرابلس والقرى المحاذية للحدود معها فنظموا التظاهرات والاعتصامات المؤيدة والداعمة للإرهابيين الذين يقومون بالقتل والتخريب داخل سورية وعملوا على تنظيم كوادر مسلحة وتدريبها ثم إرسالها عبر الحدود لدعم ومساندة تلك العصابات المجرمة التي تعيث فسادا في البلد وتجهيز أماكن لاستقبال وإيواء الفارين من سورية، يتم تمويل هذه المجموعات وتسليحها من قبل السعودية وقطر وسعد الحريري وبعض الأمراء الخليجيين. ويشرف على تدريبهم ضباط وجنود من الوحدات الخاصة الفرنسية وعناصر من الاستخبارات الدولية، فالغاية الأساسية لكل هذه الأعمال هو السعي لإقامة رأس جسر بين لبنان وسورية يسمح بعبور المسلحين من وإلى البلدين وربما لاحقاً إقامة منطقة عازلة تكون منطلقاً للهجوم على سورية.

و - مجموعات من الشباب السوري المضلل والخارج عن القانون:
يمكن تقسيم هذه المجموعات إلى عدة فئات متنوعة من حيث التكوين والنوعية والأسلوب.

فئة الشباب ذات النعرة الطائفية القذرة التي تربوا عليها منذ نشأتهم وليس بالضرورة أن ينتموا إلى أي تنظيم سياسي أو حزبي وجاهزون لحمل السلاح ضد أي طائفة أخرى. هدفهم إسقاط النظام القائم وبأي شكل من الأشكال ومهما كان الثمن وليس لديهم أي رؤية لمستقبل هذا الوطن بعد سقوطه.

فئة الفارين من وجه العدالة أو من الخدمة الإلزامية والمهربون ومتعاطو المخدرات فهم من حثالة المجتمع همهم الأول جمع المال بأي شكل ولو أدى إلى قتل الآخرين فكيف إذا وجدت لهم البيئة الحاضنة والتي تؤمن المال والسلاح والمخدرات مقابل تنفيذ بعض المهام الإجرامية والتخريبية عندها لن يكون لديهم أي مانع رادع للقيام بأعمال إرهابية من بطش وتقتيل وتنكيل ومن سلب ونهب واغتصاب أعراض الناس ومن خطف وتشريد للآمنين في بيوتهم.
فئة المراهقين من الفتيان المضللين، هؤلاء المراهقون المغرر بهم هم الكادر الأساسي للمظاهرات المعادية للنظام في بعض المدن والأحياء وليس لديهم أي أفكار أو أهداف سياسية سوى رفع شعر إسقاط النظام، يتأثرون بتوجيهات بعض رجال الدين التكفيريين ويأتمرون بأوامر قادة العصابات المسلحة ويحصلون على بعض المبالغ المالية البسيطة على كل تظاهرة، وغالباً ما يندس بينهم بعض المسلحين بهدف إطلاق النار على العناصر الأمنية القريبة منهم وعلى المتظاهرين أيضاً وخلق جو من الشغب والفوضى واتهام رجال الأمن بإطلاق النار على هؤلاء الفتيان وقد وقع نتيجة هذا الأسلوب عشرات الضحايا واتهمت الدولة بقتلهم، هؤلاء الشباب هم ضحية للمتآمرين وتجار الدم والفتن.

فئة القياديين لهذه المجموعات: وهم الفئة الأخطر والفئة الضالة والمضلِلة التي تحمل أهدافاً خبيثة وأفكاراً شريرة لتخريب عقول هؤلاء الشباب وأخذهم إلى التهلكة والضياع لديهم أضغاث أحلام أن يتقلدوا زمام الأمور في هذا البلد فمنهم من يخطط ليصبح أميراً أو قائداً أو مسؤولاً كبيراً. يتم تأمينهم بالمال والسلاح من جهات خارجية مختلفة ومعظمها من دول الخليج وبعض الدول الغربية وحتى إسرائيل وكل جماعة من هؤلاء القياديين يدين بالولاء للجهة التي تموله وتدعمه. وهذه الفئة هي التي تدير أعمالاً إرهابية مسلحة في كل المناطق التي توجد فيها.

ز - المعارضة السورية في الداخل والخارج:
إنهم فئة من السوريين الذين يقيمون داخل القطر أو خارجه، يعارضون النظام الحاكم في سورية في سياساته وتوجهاته الوطنية والقومية ولكن علينا أن نميز بين فئة وأخرى من هذه المعارضة. هناك من يدعو للإصلاح وتغيير السياسة المتبعة بشكل ديمقراطي ومحاربة الفساد بكل أشكاله لبناء مجتمع سياسي تعددي يسمح بتحقيق قدر كاف من الحريات لأفراد المجتمع دون اللجوء إلى أي جهة خارجية أو الاستقواء بأي قوى عسكرية مهما كان مصدرها.

وهناك فئة أخرى من المعارضة ذات أهداف وتوجهات شيطانية مخطط لها من الخارج ليس هدفها إسقاط النظام فحسب بل القضاء على سورية بأي ثمن.

وعندما بدأ الحراك الشعبي المطالب بالإصلاحات لبناء مجتمع ديمقراطي حر، استجابت الدولة لهذه المطالب وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد وأسرعت مسيرة الإصلاح وأصدرت المراسيم الناظمة والتي تصب في خانة التطوير والتحديث حتى إن توجهات الدولة نحو هذا المسار تقدمت على مطالب الجماهير والمعارضة الوطنية وهدأ هذا الحراك حين تبين عزم الدولة على تبني مشروع الإصلاح الوطني.
أما الفئة الأخرى من المعارضة اللاوطنية في الداخل أو الخارج فأسفرت عن وجهها البغيض لتبدأ حراكاً مسلحاً إرهابياً لضرب مسيرة الإصلاح لتحقيق الأجندات الخارجية المرسومة لها بالتنسيق مع كل الجهات الرامية إلى ضرب سورية وتفتيتها وقد حاول النظام التعامل معها بشكل ديمقراطي فدعاها للحوار وتغليب المصلحة الوطنية والمشاركة في مسيرة البناء والتحديث ولكنها رفضت وبشكل قاطع كل الدعوات التي وجهت إليها محلياً ودولياً.

وما زالت تسير في غيها وتعيث فساداً في هذا البلد دون أي رادع وطني أو أخلاقي أو إنساني.

ح - مجموعة ما يسمى الجيش الحر:
قرر مجلس اسطنبول وبتوجيهات من أسياده تشكيل مجموعة مسلحة تكون لها صفة شرعية ورسمية أمام العالم وأطلقوا عليها اسم الجيش الحر ويتكون من بعض العسكريين السوريين الفارين الذين لا يتجاوز عددهم العشرات إضافة إلى عدد من المسلحين والمطلوبين من جنسية سورية أو جنسيات مختلفة يتم تمويلهم وتسليحهم وتدريبهم في تركيا ثم القيام بأعمال إرهابية داخل القطر وقد عين احدهم برتبة عقيد قائداً لهذا الجيش ولكن في الواقع هذا الجيش عبارة عن عصابات مسلحة إجرامية تعيث فساداً في أي مكان تحل فيه من قتل وتدمير وإبادة وخطف واغتصاب دون أي وازع أو رادع.

من خلال ما تقدم نستطيع القول إن جميع هذه الأدوات المنفذة في الداخل أو الخارج تعمل لحساب المشروع الأميركي الصهيوني مهما اختلفت في أسلوبها وارتباطها وجنسياتها فهدفها النهائي ضرب سورية وتفتيت

دام برس

0 2012-06-08 | 16:13:54
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024