http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
ماذا يفعل الجيش الحر في حي الخالدية بحمص؟
رفاء المصري
على وقع أصوات الرصاص والقناصة المجهولين التقت لجنة المراقبين العرب أهالي حي الخالدية في حمص ، لقاء لجنة المراقبين مع الأهالي تم  داخل منزل أحد شيوخ الخالدية، ما يعكس حقيقة الدور الذي يلعبه رجال دين في المدينة ، فمنهم من يمكن تسميته بالشيخ الذي " تأبط شرا "، ومنهم من يوصف هنا بـ"حلال المشاكل".
انهمك المراقبون الثلاثة بتدوين إفادات الاهالي، ويمكن هنا تسجيل مشكلة مهنية في عمل المراقبين، فهم يفتقرون الى وسيلة للتدقيق في إدعاءات من يلتقون بهم، وتسجيل الافادات صوتا وصورة واحيانا كتابة لا يقدم دليلا كافيا على مزاعم قد تكون صحيحة وقد تكون مبالغ بها إن لم نقل كاذبة. هذا الأمر ينطبق على عمل اللجنة هنا في الخالدية الخارجة عن سلطة الدولة (يسيطر عليها المسلحون) وينطبق ايضا على عمل اللجنة حين تلتقي الموالين.
  رجال الخالدية ونسائها أغرقوا المندوبين بكم من صور وأسماء ضحايا ومعتقلي المنطقة، توافد الأهالي نحو منزل الشيخ كان منظما ومدروسا ، ما يعكس وجود عقل مفكر خلف كل كلمة قيلت للجنة.
وقدمت النساء للمراقبين شكاوىً حول أحبة قتلوا، وآخرين معتقلين، ومنهن من ناشدت اللجنة كشف مصير ولد او زوج لا تعرف عنه شيئا.
 
 
 إحدى السيدات قالت بأن ولدها "محمد بلال السقا" قتل  بنيران قناصة واضافت: كان في  داره ولم يكن مقاتلا(...)
 سيدة أخرى روت قصة مرعبة عن  زوجها محمد حربة المعتقل منذ شهر، وهي تزعم انه  تعرض للتعذيب وفقد ساقه داخل السجن. وهو امر قال أحد المراقبين بأن المرأة لم تقدم دليلا عليه ولكنه هو أيضا لا يملك دليل نفيه. لذا سيكون عليه طرح الاسم على السلطات السورية، لتبيان حقيقة وضع الرجل والتهم الموجهة اليه.
 
 
 
 
 
رجل باكٍ تقدم من اللجنة وقال أن أخاه "زياد ناصر" كان قد إعتقل على أحد الحواجز الأمنية منذ ثلاثة أيام وسُلم بعدها لعائلته  جثة هامدة ليلة دخول المراقبين إلى الخالدية.
(عربي برس إتصلت بمراجع اهلية من الطرفين في المدينة ) وسألت عن ظروف مقتل الشاب وقيل لنا اكثر من رواية ولكنها تجمع كلها على ان لا شهود على إعتقاله، وايضا أكدت مصادر في الخالدية ان الشاب كان مدنيا ولم يحمل السلاح يوما.
هذه المزاعم التي لا يمكن التثبت منها على الفور سمع افظع منها اعضاء اللجنة في حي الزاهرة الموالي للسلطات، هناك تحدثت النسوة عن احبة اختطفوا وعادت جثثهم اشلاء، فتيات فقدن الأمن والأمان بعد تعرضهن للخطف ولم يعدن الى منازلهن الا بعد ان دفع اهاليهن عبر وسطاء (اغلبهم رجال دين) فدية للخاطفين. عمليات القتل على الهوية الطائفية تبدو أمرا معترفا به هنا، مارسه المسلحون الأكثر تشددا دينيا في الاحياء المنتفضة أولا . ويقال هنا بأن هذا الأمر جرى لدفع الأحياء الموالية الى الضغط على السلطات لاطلاق سراح معتقلين .
 في المقابل ينكر المعارضون مسألة القتل على الهوية ويقولون أن بعض من مارس  القتل فقدوا فردا من عائلاتهم خلال التظاهرات، فقاموا بالانتقام بدافع الغضب من مواطنين موالين يظن أنهم "عواينية"  اي مواطنين مشكوك بأنهم مخبرين لاجهزة الأمن.
قصص القتل والخطف  والقنص متشابهة، والألم المنتشر في المدينة لا يفرق بين موال ومعارض، وكل منهم يتهم الطرف الآخر بارتكاب فظائع يمكن الاستماع الى الكثير منها عند الطرفين، ولكن امرا واحدا هو الثابت، السلطات في المدينة تحارب مسلحين يحاربونها بقسوة والضحايا دوما هم المواطنين، المتظاهرين اصناف والاشاعات توحدهم والثورة اصبحت تسلية مفيدة وتجارة مربحة للبعض وسبيلا لتحقيق زعامة شعبية لم تظهر بعد بشكل واضح  في المناطق المضطربة خوفا من منافسة المسلحين على كار يعتبرونه ملكا لهم .  
البعض يرى ان من واجب السلطة حفظ النظام وقتال المسلحين، ولكن للمسلحين وجهة نظر. يقولون ان الأمور تبدأ بالقمع وتنتهي بتبرير حمل السلاح لحماية المتظاهرين....التظاهرات إنتهت مهمتها  هنا يقول البعض ولم يبقى الا السلاح وحامليه.
من النادر ان ترى صفا منتظما في الاحياء الفقيرة، ولكن  النساء داخل بيت الشيخ وقفن بصبر وصولا الى  الدرج المؤدي إلى منزله.  أصوات نواح وبكاء كان  تصدرعن امرأة في الاربعين ، كانت تبكي إبنها المعتقل "محمد حسون" .
لا تعرف عنه شيئا منةذ ثلاث شهور، والمعلومة الوحيدة التي وصلتها أنه موجود  في أحد سجون حمص. ابنها الاصغر مصاب بطلقات نارية في خاصرته، وهي تشكو الفقر والخوف. حين أتى دورها تحدثت للجنة عن اطلاق نيران عشوائية تصيب  نوافذ المنازل، وقالت أنها تخشى النزول إلى الشارع خوفا من الموت على يد القناصة، واضافت انها وعائلتها  في كثير من الأحيان يضطرون للنوم في الحمام بعيداً عن خطر الرصاصات العشوائية و الاشتباكات.
 عربي برس سـألتها:
هل تعرف من يطلق النار على المنازل ؟
قالت: حين تبدأ الاشتباكات لا نعرف شيئا بعدها، فالمسلحين يطلقون النار على الحواجز الأمنية، وتلك ترد عليهم ونقف نحن في منتصف المعركة!
كلام المرأة لم يعجب مصادر مقربة من المسلحين قالوا انهم يدافعون عن أنفسهم في مواجهة الامن ولا يطلقون النار عشوائيا.
سأل مراقب من التقاهم عن توفر الغذاء فاشتكى معظم المتحدثين من فقدان المازوت والغاز وانقطاع التيار الكهربائي المتواصل، والأهم من ذلك فقدان الشعور بالأمان. شكوى يمكن لكل سوري الاقرار بأنها واقع له بعد يتعلق بغياب الرقابة الحكومية المحاربة للمحتكرين. الثورة لم تنظف نفوس التجار ولا يزال هنا في الخالدية كثير من المحتكرين.
على مقربة من منزل الشيخ كانت مجموعة من الشبان تتناقل عبر هواتفها الخليوية فيديو يصور مجموعة من المسلحين يطلقون النار من مدفع رشاش تم تركيبه على ظهر سيارة دفع رباعي (بيك آب) حديث الصنع . احد الفتيان أكد ان الفيديو هو للجيش الحر في الخالدية ، لديهم الآن مدافع رشاشة وحاملات جند (بيك آب) ولكنهم لا يستعرضونها في حضور اللجنة العربية.
 لا يكاد حي من أحياء الخالدية يخلو من قصة عن  يتامى و أرامل  جاؤوا يشكون ألمهم للمراقبين.
يتحدث بعض الشباب بفخر عن وجود السلاح، وفي المقابل يؤكد آخرون أن الثورة لا تزال سلمية ...
 بعض الأهالي يتحدثون عن قناصين متمركزين على سطح البريد وفي مدرسة نظير زيتون ،  وفوق اسطح بعض أبنية شارع القاهرة أو ما يسمى اليوم شارع الموت، والذي لا يستطيع احد المرور فيه حين تندلع الإشتباكات.
 سائق التاكسي سامر قال  إن وجود المراقبين اليوم ساعده على الحركة وعلى كسب رزقه، وأنه في الأيام العادية لا يمكنه التجول دون التعرض لرصاص الرشاشات.
 مصادر مقربة من أفراد الجيش الحر في الخالدية قالت لـ"عربي برس " أن الجيش (الحر) وجهازه الأمني  يرصدان تحركات المراقبين في المنطقة، و أنهم يعيشون هدنة مؤقتة بسبب اتفاق عناصر من الجيش الحر على التهدئة مع الحواجز الأمنية لذا اوقفوا اطلاق النار .  ويقدر المصدر عدد أفراد الجيش الحر في الخالدية بنحو 1000 جندي منشق عن الجيش العربي السوري وهي معلومات  اكدها لنا طبيب الثورة في المنطقة . ولكن همسات الناس لا تكذب، وهم يقولون ان نواة المسلحين ربما تكون من منشقين ولكن اغلبهم مدنيين حملوا السلاح للمشاركة في القتال بعد إنتشار ظاهرة عسكرة الثورة.
 أنهى المراقبون استماعهم لاهالي المنطقة فقام أفراد من التنسيقيات بإرشادهم لحي القاهرة أو حي الموت وحي البياضة الخاويين من السكان تقريباً، بعدها أخذهم اعضاء التنسيقيات  إلى "ساحة الحرية" كما يطلق عليها ثوار المنطقة والتي تتوسطها ساعة   صغيرة صنعها الثوار بأيديهم لتحاكي ساحة الساعة
– الساحة الرئيسية في المدينة التي لم يستطع المتظاهرون احتلالها في بداية الحراك الشعبي.
 
 
 
 في ساحة الحرية اعدت التنسيقيات استقبالا للمراقبين بالمتظاهرين الذين سدوا طريق سيارة المراقبين وأسمعوهم هتافات تطالب بالحرية وباسقاط النظام. لوهلة إختفت  سيارة المراقبين وسط المتظاهرين من حولها.
  خمس دقائق قضتها سيارة المراقبين في ساحة الحرية ثم غادرت مروراً بحديقة اصطف على جوانبها مئات الاطفال والنساء . احد الظرفاء لم يعجبه الأمر وقال : اصبح لدى المراقبين دليل على ان السلطات تسمح بالتظاهر السلمي، ها نحن بالآلاف ولم يرى المراقبون ان السلطة تقمعنا.
 أحد أبناء الثورة في الخالدية رد على زميله وقال :  الأمن سيعود لمهاجمة المتظاهرين فور خروج المراقبين ، مرّ الوقت وخفت الهتاف وتفرق المتظاهرين بعد سماعهم لأصوات الرصاص التي قالت بعض مصادر التنسيقيات ان مصدره الأمن، ولكن مصادر أخرى في احياء موالية قالت ان المسلحين لم يرضوا الا ان يجعلوا المشهد دمويا امام المراقبين فأطلقت مجموعة من المسلحين النار على حاجز أمني لكن عناصر الآخير لم ترد . أي الروايتين هي الصحيحة ؟المراقبون لم يكتشفوا الأمر فقد غادروا ، وعربي برس لم تحصل على دليل موثق عن مصدر النيران .
 زيارة المراقبين العرب يراها كثيرون كسرا لروتين الثورة، التي لم يعد افق نصرها واضحاً. فلا النظام يضعف ولا حمص وهي عاصمة الثورة تمتلك زمام امرها، فرغم سيطرة الجيش الحر على احياء الخالدية وبابا عمرو وباب السباع واحياء اخرى ، إلا ان كل حي من تلك الاحياء يحيا على وقعه المنفصل، فالقوى الامنية الرسمية تسيطر على كل الطرق المؤدية الى تلك الاحياء ، وهي تتواجد في محيط كل حيء بمفرده، بمعنى ان الثورة في حمص تمثل كل حي لوحده. وتغذية الاحياء بحاجاتها تتم على قدم وساق بحسب مصدر رسمي، فكل ما تفعله القوى الأمنية هو البحث عن السلاح دون اعاقة مرور شاحنات تنقل كل ما تحتاجه تلك الاحياء وبشكل شبه طبيعي.
لا يعول الكثير من الأهالي على زيارة المراقبين العرب حسب تعبير أحد ثوار المنطقة، وهو أكد  أن اللجنة ينبغي ان تأخذ بكلام مواطني الخالدية ، وهم يتهمون النظام بالجرائم التي ترتكب في حيهم، وقال :
  المراقبين بعد كل الدلائل التي قدمناها يسألون عن  العصابات المسلحة وعن مهمة الجيش الحر التي  هي فقط حماية المتظاهرين والرد على نيران الأمن التي توجه نحوهم...إنها لجنة منحازة ، هكذا وجد ثوار الخالدية مهمة المراقبين
عربي برس
0 2012-01-10 | 19:08:49
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024