http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
حتى الطابور فقده السوري " أيها السوري.. قف بالطابور"
سوزان يحياوي

عربي برس
بات عليك الوقوف ضمن طابور طويل للحصول على ما تريد، وما تريد هو أهم الاحتياجات الشخصية للمواطن بدءاً من الوقود من غاز ومازوت ووصولاً إلى المواد الغذائية التي توزع عبر مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة الاستهلاكية.
طوابير عندما تشاهدها تدرك ان في البلاد أزمة, وتشاهد حجمها وتستطيع تقديرها من ضخامة الجموع التي تقف بانتظار أنبوبة غاز أو بضع لترات من المازوت أو شراء بعض المواد الغذائية بسعر منخفض عن أسعار السوق التي لا ترحم، هذه الطوابير ليست بالجديدة ففي وقت كانت فيها البلاد بأحسن أحوالها اعتاد الشعب الوقوف وانتظار الحصول على احتياجاته، لكنه اليوم يقف للحصول على أهم مطالبه، الحصول على أسباب بقائه".
من الوقود ... بدأت الحكاية:
منذ دخول فصل الشتاء، كان التوجه إلى محطات توزيع المازوت أمراً طبيعياً، لكن غير الطبيعي أن يتنقل بين أربع إلى خمس مراكز حتى يحصل على ما يريد دون نسيان الوقوف ضمن طابور بشري قد يتجاوز عشرات الاشخاص.
مؤيد " موظف حكومي يؤكد أنه لولا حاجة منزله للتدفئة لما وقف ساعتين متواصلتين للحصول على الوقود حيث يقول:" كل ثلاثة أيام لابد من الوقوف هنا أمام محطة المازوت وتحمل البرد وصراخ الناس والقتال معهم أحيانا، لكنني أب لثلاثة أطفال ولا أستطيع الاعتماد على الكهرباء في التدفئة لعدم قدرتي على دفع فواتيرها، فالوضع الراهن لم يترك لي ولأمثالي خياراً أخر غير الانتظار والوقوف ضمن هذا الطابور الطويل".
استغلال بائعي المازوت للمواطنين هو ما دفعني تحمل الوقوف طويلاً يقول مازن ":" لقد وصل الطمع بالموزعين الجوالين لحد رفع سعر الليتر الواحد لـ 22 ل.س وأحياناً يباع بـ 26 ل.س حيث تجدهم يرفعون الأسعار على مزاجهم وطبعاً دون نسيان أن الغالبية يغشون ويمزجونه بمواد أخرى، وعند سؤالك عن سبب رفعهم للسعر يكون الجواب اذهب وقف ضمن الطابور واحصل على السعر الذي تريده، لكن سؤالي هنا هل استطاع هؤلاء الموزعين التلاعب بالأسعار كما يشاؤون لولا الغياب الحقيقي للرقابة عليهم، هذه الرقابة التي نجدها تنشط بأمور معينة تفيد مصالحها وتغمض عينيها عن الكثير".
في حين يرى مؤنس " موظف حكومي أن تلاعب أصحاب محطات أنفسهم هو من ساهم بالأزمة حيث يقول:" بعض أصحاب محطات الوقود هم سبب الأزمة بل والرئيسي بوجودها، فمثلا وأثناء وقوفي على الدور أشاهد البعض يأتي ويدفع للعاملين زيادة بسيطة ويحصل على ما يريد، وبعض أصحاب السيارات أيضا يفعلون نفس الشيء، دون نسيان سيارات التهريب التي تأخذ اغلب الكميات التي تأتي للمحطات، وبالتالي أصحاب المحطات وجدوا في هذه الأزمة سببا لزيادة الربح والمواطن طبعاً ... هو المتضرر الوحيد".
الغاز أيضاً ... انضم للقائمة:
مع تطور الأحداث على الساحة السورية كان للغاز نصيبه من الدخول وبشكل قوي على خط الأزمة، ليقتصر توزيعه ضمن مراكز التوزيع التابعة للدولة، مع ارتفاع كبير من قبل الموزعين وصل إلى ثلاثة أضعاف سعر الأنبوبة الحقيقي.
لكن الغريب بالأمر هو انه رغم وجود أعداد كبيرة من الموطنين نجد من يأخذ بكميات كبيرة ومن دون الوقوف على طوابير الانتظار.
احد الموظفين في مركز لتوزيع اسطوانات الغاز بدمشق طلب عدم ذكر اسمه يقول": في المركز من يتعامل مع موزعين ويقوم بتقديم عدد كبير من الاسطوانات مقابل اتفاق مالي وطبعاً هذا على حساب المواطن الذي يقف بالانتظار لوقت طويل، حيث تجد من يأخذ هذه الاسطوانات يقوم ببيعها أمام المركز نفسه وبسعر مرتفع يصل إلى الضعف أحياناً مستغلاً حاجة الناس للسعلة".
" مأمون . ح" يجد في مركز التوزيع عقوبة له ولجميع المواطنين حيث يقول:" ساعتين ونصف حتى استطعت الحصول على اسطوانة غاز، فلا سبيل أمامي غير ذلك نظراً لعدم استطاعتي شرائها بسعر الموزعين الذي وصل إلى 950 ل.س ولا حتى بسعر من يقف أمام المركز والذي وصل لضعف السعر 500 – 600 ل.س فأنا بالنهاية من أصحاب الدخل المحدود الذين كتب عليهم في الوطن الانتظار للحصول على ما يريدون".
" أم أحمد " احد النساء اللواتي وجدن في هذه الأزمة مصدرا مهماً للربح، حيث تقوم ببيع الاسطوانة الواحدة وأمام المركز نفسه بسعر يصل إلى 650 ل.س حيث تقول:" أنا لا أجبر احد على الشراء مني، فما أقوم به بالنهاية هو تجارة للربح، واعلم أن السعر مرتفع لكنني أنا أيضاً ادفع أكثر من سعر الأنبوبة للحصول عليها وعلي في النهاية أن أحقق ربح يعود علي بالفائدة".
مزيد من الوعود ... ومزيد من الانتظار:
الوعود من المسؤولين بتحسن الوضع قد تضاف هي الأخرى لقائمة الانتظار التي اعتاد المواطن عليها، ففي الوقت التي كانت بها البلاد خارج نطاق الأزمة ولحين دخولها بها ما زالت الوعود تنهال عليه أكثر من قطرات المازوت واسطوانات الغاز المحروم منها حالياً.
فمنذ سنين طويلة وعبر الحكومات المتوالية على سورية لم يجد المواطن السوري بديلاً عن الوعود والمؤتمرات والدراسات والندوات والاقتراحات، ولم يقدم له سوى القليل على أرض الواقع وبشكل وجد أن أداء هذه الحكومات لم يختلف كثيراً في وقت وجود الأزمات أو عدم وجودها، بل على العكس في وقت الأزمات يظهر عجزها التام وشللها الحقيقي ... بشكل واضح وعلني.

0 2012-01-05 | 21:45:37
 

التعليقات حول الموضوع ( 1 )
sami الطابور مؤقت
اول شئ اخي الكريم وقوف السوري في الطابور هو وصمة عار ابدية في وجة العرب الخون وهذا الطابور مؤقت وسيأتي فرج اللة وتعود سوريا لوضعها الطبيعي وستبقى منارة الشرف للعالم العربي وسيذهب حمد وعصابتة الى مزابل التاريخ
04:16:37 , 2012/01/06
germany  
القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024