http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف دراسات دراسات
مصير حزب التنمية والعدالة رهن صحة أردوغان

نشرت صحيفة "الاخبار" اللبنانية تقريراً أعدته فاطمة كايابال من اسطنبول أشارت فيه الى أن "الأنباء السيئة عن تدهور صحّة الرجل الأول في تركيا من دون منازع، جاءت لتفتح سجالات ومواضيع ما كان أحد يتوقع أن تفتح في هذه الظروف، حيث كان التركيز منصباً على أولويات إعداد دستور جديد للبلاد ومحاولات إحراز تقدم ما في جهود القضاء على الخطر الكردي الدائم، إضافة إلى الأزمة السورية التي تشغل بال حكام أنقرة بعدما باتوا لاعبين فيها".
وأضافت الكاتبة أن "جهود أركان "العدالة والتنمية" الحاكم لم تنفع في التعاطي مع موضوع مرض رجب طيب أردوغان كأكبر أسرار الدولة(...) اذ نسي المهتمون بالشأن العام كل العناوين التي شغلت الساحة التركية في الأشهر الأخيرة، ليتفرغوا للتخمينات والتسريبات والتأويلات، لا بشأن الوضع الصحي لأردوغان فحسب، بل لمناقشة "مرحلة ما بعد أردوغان، وكل ما يتصل بهذا العنوان العريض من قريب أو بعيد". 
وأوضحت كايابال أن "القصة بدأت بعدما اختفى أردوغان على نحو مفاجئ عن الساحة في أواخر تشرين الثاني الماضي من دون تبرير هذا الغياب. إلى أن أُعلم الرأي العام بأنه خضع لعملية جراحية في جهازه الهضمي ليختفي الرجل عن الصورة لأسبوعين كاملين منع خلالهما كبار المسوؤلين الأتراك والأجانب حتى من زيارته، وليظهر في الصورة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لاحقاً وهو هزيل شاحب بعض الشيء، ولتنتشر الشائعات والتسريبات "السوداوية" كالنار في الهشيم...".
ولفتت الكاتبة الى " تطورات تزامنت مع الغياب الغامض لأردوغان، جعلت البعض يتحدث عن حرب باكرة على خلافة الرجل في الحزب الذي أسسه في 2001. فحين كان أردوغان، الرجل التركي الأقوى على الإطلاق، يمضي فترة النقاهة الطويلة في منزله بإسطنبول، فُتح الباب العريض للنقاش في المدّة الحالية لولاية غول، إضافة إلى حصول حادثة كشفت عن خلاف بين غول وأردوغان نفسه، تحديداً بشأن تعديل قانون العقوبات المتعلق بالتلاعب بنتائج مباريات كرة القدم، وهي الفضيحة التي تهزّ تركيا منذ أشهر؛ فالقوانين التركية متشدّدة للغاية في ما يتعلق بالتزوير والتلاعب بنتائج المباريات. غير أنّه بعد أشهر من الانشغال بهذه الفضيحة، قرّر البرلمان بالإجماع تعديل القوانين للتخفيف من العقوبات التي ستطال "كبار القوم"، ليس في الأوساط الكروية الرياضية فحسب، بل أيضاً السياسية وطبقة رجال الأعمال. وخلال غياب أردوغان، مرّر البرلمان تعديلات القوانين المذكورة. غير أنّ الرئيس غول استخدم حقه بنقض هذه القوانين، وأعاد إرسالها إلى البرلمان لإعادة النظر فيها، وهو ما كفله له الدستور. ودعم الرجل القوي في الحزب، نائب رئيس الحكومة بولنت أرينش، الرئيس غول في موقفه هذا، غير أن أردوغان، من سريره، أمر نواب حزبه بإعادة إرسال القوانين مثلما عدّلوها إلى الرئيس ثانيةً ليصبح الرئيس مجبراً إما على إقرارها بالصيغة التي أصرّ عليها البرلمان، أو إحالتها على المحكمة الدستورية للنظر بها. حادثة كانت كافية ليعتبر مراقبون أنها بمثابة بداية تشقُّق في صفوف الحزب الحاكم، رغم أن حزب" اللمبة" وضع الحادثة في خانة الديموقراطية الدخلية الصحية".
ويضيف تقرير "الأخبار" :"وما كادت تهدأ قصة قوانين عقوبات التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم، حتى اشتعل النقاش بشأن مدة الولاية الرئاسية لغول. والقصة تعود إلى عام 2007، حين انتُخب غول وفق الدستور القديم الذي كان ينصّ على أن ولاية الرئاسة هي 7 سنوات ولولاية واحدة، وهو ما عُدِّل بعد أسابيع من انتخاب الرئيس المذكور، بنحو ينص على انتخابه بالاقتراع الشعبي المباشر (بدل انتخابه من نواب البرلمان) ولخمس سنوات بدل سبع، مع حقه بتولي الرئاسة لولايتين. ومنذ 2007، انطلق السجال في ما إذا كان يجدر بغول الحكم لسبع سنوات (أي حتى 2014) ولفترة رئاسية واحدة بموجب الدستور الذي انتُخب على أساسه، أو لخمس سنوات (أي حتى 2012) مع إمكان الترشح لولايتين وفق التعديل الدستوري. بطبيعة الحال، مالت المعارضة التركية نحو التفسير الثاني، أي طالبت بأن تنتهي ولاية غول في 2012، بينما أصرّ "العدالة والتنمية" الحاكم على التفسير الأول، لبقاء الرئيس في منصبه حتى 2014".
وأوضحت الكاتبة التركية أنّ جميع هذه النقاشات مرتبطة مباشرة بالوضع الصحي لأردوغان وبمصيره السياسي، وبما أن الرجل صاحب مشروع طموح بتولي الرئاسة التركية بعد تحويل النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي "على الطريقة الأميركية" ليتمتع الرئيس المقبل، أي أردوغان نفسه، بصلاحيات كبيرة. لكن النقاش بات يتمحور اليوم حول ما إذا كان وضعه الصحي سيسمح له بمواصلة أحلامه السياسية، إضافة إلى التساؤل عما إذ كان حزبه سيظل قادراً على الحفاظ على وحدته.
وتابعت :"أكثر من ذلك، فقد فُتح السجال بموازاة هذه الزحمة، على موضوع آخر، هو القوانين الداخلية لـ"العدالة والتنمية"؛ فبحسب هذه القوانين، لا يحق لنواب الحزب البقاء في مناصبهم النيابية لأكثر من 3 دورات تشريعية. وإن لم تُعدَّل هذه القوانين قبل انتخابات عام 2015، فإنّ أبرز أسماء الحزب، ومن بينهم أردوغان نفسه ونائبه علي باباجان ورئيس البرلمان كميل جيجيك، سيكونون محرومين حق المحافظة على مقاعدهم النيابية". 
ورداً على سؤال عن هذا الموضوع، أكّد أحد نواب رئيس الوزراء، بشير أتالاي، أنه "حتى الآن، لا نية لتعديل قوانين الحزب" كاشفاً أن أردوغان "يبدو حازماً في تطبيق هذه الأنظمة الحزبية". 
ووفق هذا المنظار، هناك عدة سيناريوات يجري تداولها، لكن الأرجح من بينها هو "السيناريو الروسي" (تبادل المناصب بين فلاديمير بوتين وديمتري مدفيديف)، أي أن يُنتخَب أردوغان رئيساً في 2014، على أن يتولى الرئيس الحالي عبد الله غول رئاسة الحكومة بعد انتخابات 2015 البرلمانية، بينما يتولى بولنت أرينش رئاسة الحكومة لعام واحد، أي في الفترة الفاصلة بين تولي أردوغان رئاسة الجمهورية في 2014، حتى إجراء الانتخابات النيابية لـ 2014.
وتابعت كايابال أن"بين أكثر المؤمنين بأن هذا السيناريو هو الذي سيطبَّق، الكاتب المعروف في صحيفة "ملييت"، مصطفى أكيول، الذي يرجِّح إقفال السجال بشأن مدة ولاية غول قريباً؛ لأن البرلمان "سيصدر قانوناً يحسم فيه الترجيحات نحو تثبيت بقاء غول حتى 2014 ليجري تبادل المناصب". لكن، إن لم يُسَمَّ غول رئيساً للحكومة في 2015، حينها يرجح البعض أن يصبح وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو هو رئيس الحكومة. لكن وفق الكاتب مراد يتكن، فإنّه خلال فترة غياب أردوغان بسبب مرضه، فإنّ داوود أوغلو ابتعد قليلاً عن الأضواء أيضاً؛ لأنه أراد إبقاء اسمه بعيداً عن السجالات بشأن هوية من يمكن أن يرث أردوغان".
ولفتت الى أنه "في إطار متصل، يدور حديث في الصالونات السياسية التركية حول احتمال ثالث، يقوم على فرضية أن أردوغان سيكون بحاجة إلى علاج طويل من مرضه. ووفق هذه الفرضية، فإن أردوغان مصاب بالسرطان فعلاً، لكن مرضه تحت السيطرة، لكن سيكون بحاجة إلى علاج طويل الأمد. وفي هذه الحالة، سيجري التنازل للتفسير الذي تقدمه المعارضة لمسألة موعد مغادرة غول قصر الرئاسة، أي العام المقبل، ليأخذ أردوغان مكانه ليتلقى العلاج في قصر شنقايا. لكن يبدو أن "العدالة والتنمية" ليس في هذا الوارد، إذ إن جميع أركانه لا يزالون يصرون على تمديد بقاء غول في القصر الجمهوري حتى 2014".

الأخبار

0 2011-12-24 | 22:21:30
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024