http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف الموقف اليوم الموقف اليوم
واشنطن معها عام كامل في سعيها لشق صفوف الجيش العربي السوري لتحدث التغيير
جوني منيّر

رغم النقاط التي استطاع النظام السوري كسبها في مواجهته المستمرة مع معارضيه المدعومين من العواصم الغربية الكبرى، الا انه لا يبدو في الافق بان الساحة السورية ذاهبة الى الاستقرار، لا بل على العكس فان المعلومات المتداولة في الكواليس الديبلوماسية تؤكد على ان الوضع السوري يجب ان يبقى في دائرة اللااستقرار.
الاوساط الديبلوماسية الغربية تعترف بان النظام السوري نجح في السيطرة والامساك بالمدن الكبرى وساحاتها الاساسية، لكنه ما يزال عاجزا عن فرض سيطرته المطلقة على الارياف والازقة الضيقة.
وحسب سفير دولة اوروبية كبرى معتمد في لبنان، فان القرار الدولي ما يزال متشددا جداً تجاه النظام السوري، وان العواصم الكبرى ابلغت ديبلوماسييها بعدم التعاطي او الاتصال او التواصل مع النظام في سوريا ان بطريقة مباشرة وحتى بطريقة غير مباشرة.
ويروي هذا السفير في مجالسه الخاصة ان التركيز في المرحلة القادمة سيكون على الجيش في محاولة لتفتيته، لا سيما بعدما ظهر واضحا انه كان الورقة الرابحة في يد النظام ماجعله يتجاوز مخاطر المرحلة الماضية.
وحسب السفير الاوروبي البارز فان القرار المتخذ هو العمل على تشجيع حالات الفرار من الجيش، واقامة منطقة له ستتكفل تركيا بتأمين الحماية لها. لكنه يعترف ان المسألة ليست سهلة، اذ ان التركيبة العسكرية للجيش السوري تبدو بدرجة اولى مدروسة بشكل جيد، اضافة الى ان هذا الجيش لا يزال يحتفظ بالروح العقائدية، رغم ارتفاع الحساسية المذهبية خلال الاشهر الماضية، ولذلك فان تقديرات العواصم الغربية حسب السفير الاوروبي نفسه تشير الى ان هذه الخطة قد تأخذ شهورا طويلة قبل ان تثمر ضمن فترة لا تقل عن تسعة اشهر وربما سنة، مع الاشارة الى ان توقعات هؤلاء الديبلوماسيين في بداية الازمة كانت تعطي النظام السوري فترة تتراوح ما بين ثلاثة الى ستة شهور لكي يسقط. وهي كانت تتحدث عن شهر قاتل هو شهر رمضان، ليتبين فيما بعد ان النظام السوري تمكن من حسم الامور لصالحه في بداية شهر رمضان.
لكن خلال رحلة السنة المقبلة ستشهد كل من باريس وواشنطن استحقاقين اساسيين.
ففي فرنسا هنالك الاستحقاق الرئاسي وسط تسجيل تراجع كبير في شعبية نيكولا ساركوزي وحزبه، وفي الولايات المتحدة الاميركية استحقاق رئاسي ايضا والظروف ليست افضل حالا من تلك التي يعانيها الرئيس الفرنسي. لكن قد تكون مرحلة الحملات الانتخابية في غير صالح الواقع السوري، ذلك ان العامل السوري يبقى غير شعبي وبالتالي فان رفع السقف في وجه النظام يشكل نقطة ايجابية وشعبية.
لكن النقطة الابرز تبقى في السؤال عن الهدف الغربي الفعلي لمستقبل الوضع في سوريا، وبالتالي في المنطقة. اذ انه فيما اذا نجح الرهان الغربي واستطاع شق الجيش فهذا لن يعني ابدا وصول نظام جديد الى الحكم في سوريا، بل الذهاب الى حرب اهلية، في ظل التعبئة المذهبية الحاصلة، هذه النقطة بالذات هي التي تقلق الفاتيكان كثيرا، الذي كلف القاصد الرسولي في نيويورك استيضاح صورة الوضع في الشرق الاوسط وسط الاضطرابات، فانه لم يستطع الحصول على جواب مطمئن حول مستقبل الوضع في المنطقة، وبالتالي حول المستقبل المسيحي في الشرق الاوسط. لا بل ان الكرسي الرسولي حصل على معلومات تشير الى ارتكاز السياسة الاميركية، في المنطقة من الآن وصاعدا، على تحالف مع الاسلاميين وعلى اساس ان نبذ الشعوب العربية لهذه التيارات الاسلامية المتشددة لا يمكن ان يحصل الا من خلال مرحلة انتقالية تقضي بايصال هؤلاء الى السلطة، وان واشنطن تريد مساعدة هؤلاء للوصول الى السلطة على قاعدة التحالف معهم خلال هذه الفترة الانتقالية.
وبدا الفاتيكان قلقا جدا حول هذا التصور. اذ ان المرحلة الانتقالية قد تأخذ في حدها الادنى اكثر من ثلاثين سنة، ما يعني انهاء الوجود المسيحي بشكل كامل في الشرق الاوسط خلال سنوات معدودة قبل الانتهاء من هذه المرحلة الانتقالية، هذا اذا نجح هذا التصور خلال التطبيق.
اما في حال فشله، فهذا سيعني فوضى الحروب والنزاعات الداخلية وبالتالي القضاء بسرعة اكبر على هذا الوجود المسيحي. وادرك الفاتيكان خطورة وضع وواقع المسيحيين امام سعي واشنطن لتأمين مصالحها.
ولذلك وجد الكرسي الرسولي في اعادة ترتيب البيت الداخلي الماروني سبيلا الزاميا في محاولة انقاذ الحضور المسيحي في الشرق، فطلب بداية من البطريرك صفير تقديم استقالته كونه كان يدرك صعوبة سلوك درب المعالجة، في ظل السياسة الواضحة للبطريرك صفير، والتي كانت على تناغم لا بل تطابق مع كل من واشنطن وباريس، ثم عمد الى تمرير «وحي» الكرسي الرسولي لتأمين وصول البطريرك بشارة بطرس الراعي بعدما جرى التفاهم معه على الخطوط العريضة للدور المطلوب منه. فزار الكاردينال ساندري بكركي حيث كانت تعقد خلوات الاساقفة لانتخاب البطريرك الجديد، واوحى باسم بشارة الراعي. وبعدها باشر البطريرك الماروني فورا تنفيذ الانعطافة السياسية.
وبدا واضحا مع التصادم الحاصل بين واشنطن وبكركي، والذي ادى الى شطب البطريرك لمحطة واشنطن من برنامج زيارته الاميركية، تأمين عدة لقاءات له مع السلك الديبلوماسي الفاتيكاني المعتمد في الولايات المتحدة الاميركية، لا بل ان قرار زيارة العراق من قبل البطريرك الراعي لا يمكن ان يؤخذ من دون غطاء فاتيكاني، كي لا نقول بطلب منه. فالمطلوب من بكركي ان تعمل وفق خط يؤدي الى الحفاظ على المسيحيين فيما البعض يتعاطى مع هذا الملف وفق مصالح سياسية ضيقة ومن دون افق. وهذا ما جعل البطريرك الراعي يتحدث في الجنوب عن ضرورة التعاطي مع الاوضاع بابعادها الحقيقية، لا بظواهرها، وبضرورة فهم الامور والمسائل بعمقها.
الفاتيكان قلق ان تجتاح الاضطرابات المقبلة الحضور المسيحي كما حصل في العراق، من دون ان ترف «رموش» لا المسؤولين الاميركيين ولا حتى الفرنسيين. وهو المدرك ان انفراط الوضع في سوريا كما هو جاري التخطيط له، سينعكس فورا على الاستقرار اللبناني في ظل اضطرار حزب الله الى التحرك، ليدافع عن نفسه. وعندها سيسقط المسيحيون اول ضحية في الصراع الكبير. لكن الاسوأ ان يعمد بعض الرموز المسيحية الى استثمار هذا المناخ في الاستغلال السياسي، فيما اللعبة مفتوحة والمخاطر كبيرة ومخيفة.

هوى سوريا

0 2011-10-02 | 23:00:33
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024