http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف الموقف اليوم الموقف اليوم
أوروبا تشهر سلاح الاقتصاد ضد سوريا .. والفشل ينتظرها
أمين حطيط
أوروبا تشهر سلاح الاقتصاد ضد سوريا .. والفشل ينتظرها

بعد تلاحق فشل فصول الهجوم - المؤامرة على سوريا التي خططت للنيل من وحدة البلاد وموقعها الاستراتيجيي، انتقل الغرب إلى ورقة الاقتصاد عله يعوض عبرها ما فاته في المراحل التي فشلت بدء من من سعيه إلى خداع الشعب السوري وحضه على "الثورة ضد دولته " مروراً بتحريض الجيش والقوى المسلحة والأمنية للتشرذم والعصيان وعدم تنفيذ مهامها في حفظ النظام والأمن، دون أن ننسى لجوؤهم إلى مجلس الأمن الذي الذي لم يسعفهم، والجامعة العربية التي سقطت بيانات لفقت باسمها قبل أن يجف الحبر السري الذي كتبت به بإملاء غربي و قفزاً فوق إرادة جزء أساسي من الأعضاء (قرارات الجامعة تفرض الإجماع و تتعطل  باعتراض دولة واحدة فكيف إذا كان المعترضون قد لامسو النصف و بينما لم يبلغ الحاضنون المحرضون على سوريا الثلث).

لقد اسقطت سوريا كل محاولات اسقاطها  حتى الآن و لكن و للأسف سقط عبر ذلك أبرياء من الشعب ورجال من قوى الأمن والجيش، و بعد أن مسك الوضع الداخلي بثبات، باتت ترسم فيه صوراً ممجوجة لتشويهه عبر تحرك مسلحين يرهبون هنا أو هناك في أعمال متفرقة وخروج عشرات من المضللين يحركهم مضلون يدعون العمل من أجل سوريا لكن الحقيقة تظهر لتفضحهم عبر مواقف و تصريحات بعض الوقحين مما يسمون أنفسهم معارضة، أو مواقف بعض المستعمرين الجدد الذين يقودون المؤامرة. وبعد أن كان بعض المعارضة المزعومة خرج من على شاشات التلفزة الإسرائيلية ليعقد الالتزامات علانية مع العدو المغتصب للحقوق العربية متعهداً بأنه سيعطيه ما يريد من أرض وثروات ومصالح في سوريا إذا وصل إلى السلطة، خرج من يقول وباسم المعارضة أيضاً أن العلم الإسرائيلي سيرفع في دمشق عندما يرحل النظام القائم ثم يطالب الغرب بالتدخل "لحماية الشعب السوري"  ويقصد إيصاله هو إلى السلطة، متناسياً أن الغرب يقتل ولا يحمي وهو عندما اقتحم ليبيا بطائراته منذ 3 أشهر تسبب بقتل 50 ألف ليبي وفقاً لما أعلنه المجلس الانتقالي الليبي المحتضن غربياً (الرقم تخطى الـ 100ألف قتيل و200 ألف مشرد ومفقود) في حين أن رقم ضحايا المؤامرة على سوريا حتى الآن وفقاً لتقديرات الهيئات الدولية الممالئة للغرب لم يتخط الـ 2200، منهم 900 على الأقل من رجال الأمن والقوات المسلحة والباقي من المدنيين الذين قتل معظمهم  بيد الفئات الإرهابية.

لقد فشلت فصول المؤامرة على سوريا تتابعاً بعد أن تصدت لها الأكثرية الشعبية السورية التي  أكدت تمسكها بالنظام الذي شرع الباب أمام حركة إصلاحية مهمة ينتظر أن تكتمل في شباط المقبل الموعد الذي حدد للانتخبات على أساس التعددية الحزبية في ظل إعلام ينظمه قانون عصري ونظام إداري يوسع اللامركزية، ومع هذا الفشل أضحى ما يدورمن حراك في الشارع السوري، عملاً لاعلاقة له بمصالح الشعب السوري بل يتم خدمة للغرب الذي يتباهى بالانجاز في ليبيا الذي جعله يفاخر بعودة "القيادة الأروبية"، قيادة يطمح الأروبيون لتكريسها في عمل مماثل ويروون في الساحة السورية ميداناً محتملاً لكنهم متيقنون من الصعوبات التي ترتقي إلى مستوى استحالة تكرار النجاح فضلاً عن استحالة التطبيق أصلاً، لذلك أسقطت أروبا العجوز العاجزة التحرك العسكري وتوجهت لاستعمال ما تعتقد أنه سيؤلم سوريا إلى حد تركيعها  فاعتمدت عقوبات اقتصادية (خاصة استيراد النفط)، مدعية بأنها تعاقب "النظام" من أجل الشعب السوري، وهنا تكمن الخديعة التي تفضحها الحقائق:

- يدعي الاتحاد الأروبي أنه فرض االعقوبات من أجل التضييق على الجيش والقوى الأمنية التي "تقمع المتظاهرين" طبعاً ومع رفضنا للتوصيف الأروبي للعمل الأمني التي تقوم به السلطة في سوريا نقول بأن القوات المسلحة السورية كما القوى الأمنية ليست بحاجة لموارد النفط حتى تتابع مهامها الأمنية حتى ولسنوات وهذا ما تعرفه أوروبا.

- يقول الأروبيين أن الأقلية يمكن أن تفرض "تغيير النظام" وأنهم سيضغطون اقتصادياً من أجل تمكين هذه الأقلية من الوصول إلى مبتغاها، لأنهم لايرون بأن العمل العسكري ممكن في سوريا. وبهذا يكمن التنكر لحقين سوريين أساسيين: الأول حق الأكثرية في القرار وفقاً لقواعد الديمقراطية التي يدعي الغرب حرصه عليها، ثانياً حق النظام الذي تحتضنه الأكثرية وواجبه في حفظ الأمن في الدولة ولا يكون الضغط الاقتصادي إذاً من أجل الشعب بأكثريته، بل من أجل ديكتاتورية يريد الغرب تنصيبها.

- يقول فيلتمن مدير الفتن الأميركية في الشرق الأوسط السفير الأميركي السابق في لبنان، بأن "النظام السوري" هو الوحيد الذي يقاتل إسرائيل من كل الأنظمة العربية ولهذا يجب أن يرحل، والضغط عليه سيستمر حتى يرحل، وهو بهذا كان أشد وضوحاً ووقاحة من السابقين: مصلحة إسرائيل والغرب هي التي تحرك الأحداث في سوريا.

و بعد هذا المختصرمن بعض مواقف المعبرين عن سياسة الغرب وعطفاً على المواقف الأخرى التي تتردد صباح مساء بات يقيناً أن لا قيمة لمصلحة الشعب السوري في الميزان الغربي، وأن الغرب الذي عجز عن فعل ما يمكنه من الوصول إلى أهدافه عبر مراحل الهجوم التي تمت في الأشهر الخمسة، يلجأ إلى الاقتصاد مدعياً أنه يضيق على الحكومة و قواتها المسلحه، في حين أن رغبته الحقيقية ومفاعيل سلوكه هي التضييق على الشعب السوري الذي يدعي الغرب زوراً أنه يريد  حمايته (الغرب لا يحمي عرباً ولا مسلمين وهي حقيقة ثابتة لا يناقش فيها عاقل) ويتوخى الغرب من ذلك أن يدفع الشعب السوري ضد حكومته فيزيحها ليسلمه البلاد التي ينصب عليها حراساً للمصالح الغربية عملاً باستراتيجية الغرب منذ مطلع القرن العشرين.

إن الغرب العاجز في الداخل السوري يعمل من الخارج متكئاً على أدوات داخلية ليضغط على الشعب من أجل تحقيق مصالحه الاستعمارية خدمة ، لكنه يتجاهل أن ظروف سوريا تختلف عما يريد، فسوريا المكتفية بنفسها ذاتياً إلى حد بعيد، والتي تتشارك بحدود مع دول لن تساهم بمحاصرتها، والمرتبطة بعلاقات استراتيجية مع دول لن تسمح بتجويع شعبها، سوريا هذه ستكون عصية على العقوبات الاقتصادية كما كانت عصية على العمل الأمني والعسكري والإعلامي، وسيجد الغرب أن سلاح الاقتصاد وهو الورقة الأخيرة في ملف الهجوم التآمري، سيفشل هو الأخر كما فشل سواه.

التيار

0 2011-09-05 | 16:08:33
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024