http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف الموقف اليوم الموقف اليوم
ليلة سقوط الشيخ معاذ عن ظهر العربات العسكرية
جواد الصايغ
ليلة سقوط الشيخ معاذ عن ظهر العربات العسكرية

قد يكون الثلاثي برهان غليون، وعبد الباسط سيدا، وجورج صبرا أكثر المستفيدين من النكسات التي تعرض لها رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب، فلقد بدأ رصيد إمام المسجد الأموي سابقاً بالنفاذ وسط أترابه من المعارضين السوريين منذ أن أطلق مبادرته الشهيرة والتي كانت أول إعلان رسمي بالقبول بالحوار كحل للأزمة السورية.

أربعة أشهر كانت كافية حتى يلاقي زعيم المعارضة السورية الحالي مصير أسلافه، سقط الشيخ معاذ الخطيب في الامتحان الدولي فبين مؤتمرات تونس، وإسطنبول، وباريس، وروما تغيرت أسماء الشخصيات السورية المشاركة، ولم يتغير مضمون ما يصدر عن المؤتمرين. عاد رئيس الائتلاف إلى مقره لدراسة كيفية توزيع رزمة المساعدات الهامة التي استطاع الحصول عليها في العاصمة الإيطالية.

ربما سيواجه الخطيب القادم على ظهر العربات العسكرية غير الفتاكة مصيرا صعبا في الأيام القادمة، ستكون أشد مرارة من مصير من سبقه في قيادة الممثل الشرعي السابق للمعارضة السورية (المجلس الوطني السوري)، لأن ما يقوم به الخطيب (وبحسب معارض سوري) هو تنازل عن الثوابت التي كانت المعارضة قد رفضت المساومة عليها سابقاً، والأصعب أن مبادرته لم تلق أيضا آذانا صاغية من الطرف الآخر أي النظام.

لم تتوقف نكسات الخطيب عند مبادرة لم تساوي عناء الوقت الذي أهدر لأجلها، فالإعلان عن مقاطعة الائتلاف السوري المعارض لمؤتمر روما ثم العودة عن القرار، والذهاب إلى هناك للقاء الأصدقاء، والعودة صفر اليدين سيمثل كابوسا لضيف القاهرة في الأيام القادمة من جهة، وستكسب المجلس الوطني السوري بضع نقاط في إطار الصراع الضمني مع الائتلاف على قيادة المعارضة، فلربما هي من المرات النادرة التي يراهن فيها قادة الوطني السوري على شيء وينجحون.

لماذا أعلن الخطيب عن مقاطعته ثم عاد ورضخ؟ يقول معارض سوري: "إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وبخبثه استطاع إقناع الخطيب بالحضور وأوهمه أن قرارات مصيرية يعتزم المؤتمرون اتخاذها، لكن حساب حقل الشيخ الخطيب لم يتطابق مع بيدر الأوروبيين والأميركيين، لأنه وبكل بساطة رجل دين لا يتقن فنون السياسة".

وفي تعليقه على المقاطعة ثم العودة عنها في غضون ساعات يشير المعارض إلى أن الإعلان الأولي الذي صدر عن الائتلاف يعتبر أول موقف ثوري حقيقي تتخذه المعارضةُ تجاه النفاقِ الذي تميزت به شلة "أصدقاء الشعب السوري". غير أن فرحتَنا بالنفحةِ الثورية المفاجئةِ لم تدم طويلاً إذ عادتْ "رئاسة" الائتلاف لتوقِفَ المقاطعةَ متذرعة بأن جماعة الأصدقاء وعدوا بتغيير مواقفهم"، مضيفاً: "كل ما حصل أن كيري أباح للخطيب بسر مفاده بأن الرئيس الأمريكي "يدرس" و"يبحث" وأنهما بصدد الإعلان عن "مساعدات ملموسة" في روما، فما الذي فعله الرئيس غير الدراسة والبحث منذ نحو عامين، ثم الإعلان عن أن أيام الأسد معدودة، وان النظام زائل لا محالة".

يتابع المعارض قائلاً "ما حصل قبل وبعد مؤتمر روما جعل منا أضحوكة العالم لأنه ما من عاقل توقع من الائتلاف أن يتراجع بهذه السهولة "خاصة وأن أصدقائنا لم يقدموا لنا شيئاً بعد"، إضافة إلى أنهم كانوا بصدد دراسة موضوع إرجاء اجتماع روما عندما وردتهم أنباء عودة الائتلاف إلى رشده".

وحول من يقف خلف فكرة المقاطعة يقول المعارض "إن هذه المقاطعة التي حظيت بتأييد هائل من جانب الثوار لم تكن بالأصل وليدة أفكار رئاسة الائتلاف بل جاءت على ما يبدو بضغط من المجلس الوطني، ووجدت فيها الرئاسة موقفاً إعلامياً مجزياً فتبنتها بيد لتعود وترفضها باليد الأخرى قبل أن يجف الحبر الذي سكبته على ورقة إعلانها، فالمقاطعة التي أعلِنت بموجب توافق في الآراء حولها، تم التراجع عنها دون اتفاق عام على هذا التراجع".

وفي رده على سؤال حول الأسباب التي دفعت بالمجلس الوطني السوري إلى اتخاذ قرار بمقاطعة مؤتمر روما يجيب المعارض "من يسمون أنفسهم أصدقائنا وحلفائنا خذلونا كثيراً، والمجلس أعلن مقاطعته لعدة أسباب أبرزها :الردّ الباهت للمجتمع الدولي عموماً، ولمجموعة أصدقاء سورية خصوصاً إزاء تصعيد النظامِ الخطير عبر الأسلحة النوعية التي تستخدم للمرة الأولى في المعارك، وبدلاً من أنْ تحركَ تلك الدول الباتريوت لاعتراض الصواريخ التي تسقط على بعد كيلومترات قليلة منها، تَعد المعارضةَ بستراتٍ واقيةٍ من الرصاص، وعربات عسكرية غير قتالية!!، فهل يتناسبٌ وعدٌ كهذا مع خَطَر كبير؟ وسمعنا في الفترة الأخيرة أن دول عربية ستقدم للمعارضة أنواع جديدة من الأكفان ذات الجودة العالية، فهل يريدون منا أن نعلن توبتنا عن الثورة، والعودة إلى ممارسة أعمالنا، وكأن شيئا لم يحدث؟" مضيفاً: "يتمثل السبب الثاني للمقاطعة في كثرة الوعود التي أتخَمَتْنا بها الدولُ في مؤتمراتِ الأصدقاء والمانحين ولم يُنفذْ منها سوى القليل، ولم تفِ بالتزاماتها سوى قلةٌ من الدول، وقد طالبَ المجلسُ بأن تكونَ هناك التزاماتٌ واضحةٌ وضماناتٌ بالوفاءِ بدلاً من إطلاقِ وعودٍ جديدةٍ حول الدعمِ بكل أشكالِه وخاصةً ما يُحققُ شَرْطَ الدفاعِ عن النفس ولكن كل مطالبنا ذهبت أدراج الرياح".

يختم المعارض كلامه بالقول لماذا نحمل أنفسنا عناء الذهاب إلى روما للمطالبة بتبنّي خيارِ الدعمِ العسكري النّوعي، والجميعَ يُدركُ أنَّ ما يتمُّ الإعدادُ له مناقض لأحلامنا، فالأمريكيونَ يعملون مع الروس، وهذا ليس خافيا على أحد لبلورةِ حلٍّ سياسي تفاوضي يستند إلى مبادرة "الحوار"، ويسعى لإنشاء حكومةٍ تشاركية بين النظام والمعارضة وفق بيان جنيف، وبالتالي فإنَّ المشاركة في المؤتمر دونَ ضمانات محددة شكلت غطاءً لتلك التحولاتِ التي نرى أنها لا تخدمُ القضية التي خرجنا لأجلها".

عربي برس

0 2013-03-02 | 21:13:39
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024