http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف الموقف اليوم الموقف اليوم
حراك الشارع العراقي: هل هو سيناريو سوري يتكرّر؟
حراك الشارع العراقي: هل هو سيناريو سوري يتكرّر؟

برغم ارتباط الأزمة العراقية الحالية بمشاكل بنيوية في السلطة الداخلية، إلا ان سياق الأزمة الإقليمي يقتضي قراءتها من منظار أوسع يشمل بشكل أساسي الصراع الدائر في سوريا، كما سياسات المربّع الأميركي ـ الإيراني ـ التركي ـ الخليجي، حيث كان للجميع مصالح حيوية في العراق ولا يزال.
منذ اندلاع الأزمة في سوريا، بدا العراق المرشّح الأبرز لتلقّف تداعياتها السياسية والأمنية. وعلى امتداد فصول احتدام المعركة، كانت الأخبار الآتية من بغداد، كما من الحدود العراقية ـ السورية، غير مطمئنة. عزّزها واقع أن ما حصل مؤخراً في قضية اعتقال مسؤولي حماية وزير المالية رافع العيساوي، وما تلاها من جدل سياسي وحرب تظاهرات اكتست طابعاً طائفياً، تعاطى معه اللاعبون الإقليميون، وتحديداً تركيا وقطر والسعودية، كشأن داخلي.
من هنا، رفع العراقيون، وبشكل أساسي مناصرو الحكومة، الصوت محذرين من مخططات إقليمية تهدف لتخريب الوضع الداخلي وقلب الطاولة على «المحور الإيراني ـ السوري ـ العراقي المقاوم»، في وقت اتهموا تركيا وقطر باستغلال المطالب الشعبيّة «المشروعة» لإشعال حرب عراقية داخلية يمكنها قلب المعركة السورية لمصلحتهما.. وكسر حلفاء إيران.
في المقابل، أشهر خصوم المالكي السلاح ذاته، باعتبار أن رئيس الحكومة «الشيعي» يحاول الاستئثار بالسلطة، بدعم من حلفائه «الصفويين» (إيران)، مستحضرين محاولات المالكي «تصفية القادة السنة»، بدءاً من نائب الرئيس طارق الهاشمي (اللاجئ في تركيا هرباً من حكم إعدام) وصولاً إلى العيساوي.
وبين هؤلاء يقبع طرف ثالث، كما في الكثير من البلدان العربية، يخاف أن يستيقظ وحش السلاح النائم ليعود بالبلاد إلى حرب أهلية طاحنة، لا سيما بعد انتقال الأزمة من الأروقة السياسية إلى الشارع، ويخاف سعي القوى الكبرى لتحقيق مصالحها على حساب الشعب الذي يعاني إهمالا مزمنا، ويتحسّر على بلد يضيع على وقع صراعات داخلية وحروب بالوكالة تتقن بلاد الرافدين اجتذابها.
الجبهة السورية
على امتداد سنوات طويلة، بقيت الساحتان السورية والعراقية متلازمتين من الناحية الأمنية والسياسية. فإبان الغزو الأميركي شهدت الحدود السورية انتقال الكثير من المقاتلين لنصرة «إخوتهم» في العراق. وقد عاودت تلك الحدود تسهيل هجرة جهادية معاكسة من الموصل وصلاح الدين والأنبار وتكريت باتجاه سوريا. قد تكون هذه المقدمة البسيطة ضرورية لتفسير الموقف المسلّم بوجود تأثير معنوي ومادي للأزمة السورية على ما يجري في العراق منذ أكثر من أسبوعين.
بات واضحاً لدى المراقبين منذ فترة أن خواتيم المعركة في سوريا ستحدّد مستقبل العراق وإيران بشكل أساسي، ويربطون بين نظامي دمشق وبغداد ربطاً وجودياً، فسقوط نظام الأسد سيترتب عليه اهتزاز قبضة المالكي على الدولة العراقية، وسيمثل ذلك مصدر دفع للقوى السنية من أجل الثورة على المالكي، خاصة إذا وصل «الإخوان» إلى السلطة في سوريا، ما سيعطي دفعة قوية للحزب الإسلامي العراقي الذي كان يرئسه الهاشمي، والذي يعتبر فرع «الإخوان» في العراق.
ومن ناحية ثانية، سيؤثر وضع أكراد سوريا بعد الأسد بدرجة كبيرة في النزعات الاستقلالية لدى حكومة إقليم كردستان، وهو ما يتخوف منه المالكي في ظلّ تصاعد التوتر مع أربيل، وغياب الرئيس الكردي المتوازن جلال طالباني.
الجبهة الإيرانية
إذا أردنا تصوير القوى الفاعلة في المشهد العراقي الراهن نحصل على مثلث إيراني ـ تركي ـ أميركي بأضلاع متباينة. وإن كانت «السياسة الناعمة» للنفوذين الإيراني والتركي اختارت «خصومة التكافؤ» في العراق في وقت مضى، فيبدو أنها قد رفعت السقف في ظلّ السياق العربي ـ السوري المشتعل. الواضح تماماً، وفقاً للباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية محجوب الزويري، أن إيران في وضع مربك في وقت تحاول كل من تركيا وقطر والسعودية، بدعم أميركي، الاستفادة من السياق العربي «الربيعي» لتحريك الشارع العراقي والتخلص من المالكي.
يذكر الزويري، في حديث إلى «السفير»، بأن الغزو الأميركي للعراق هيأ فرصة تاريخية لإيران لتغيير مسار علاقاتها مع العراق، الذي كان سابقا من أشد أعدائها. وقد استغلت إيران الحدود الطويلة، التي يسهل اختراقها، وشبكاتها طويلة الأمد مع سياسيين عراقيين وأحزاب وجماعات مُسلَّحة لترسيخ مكانتها كوسيط القوة الخارجي الرئيسي في العراق.
وبينما استفادت إيران من العلاقات الجيّدة التي كان ينسجها المالكي مع واشنطن لتعزيز مكانته، بدا مؤخراً أنه قد شعر بنفسه ممسكاً بزمام الأمور وقادراً على التحكم وحيداً، وأحست إيران بأنها لم تعد قادرة على كبحه.
وما يعزّز المخاوف الإيرانية كذلك هو انقسام الفريق الشيعي، بين المالكي من جهة والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر من جهة أخرى. الأخير كان خرج معلناً دعمه للتظاهرات شرط ألا تكون مسيّسة، كما كانت حصلت بين نوابه ونواب «ائتلاف دولة القانون» مشادة حادة في البرلمان هذا الأسبوع.
وبرأي الزويري، قد تعمد إيران إلى محاولة التوسط لدى الأطراف كلها، فهي مهما كان استطاعت الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع الجميع، لا سيما أن الحراك حتى الآن لا يزال سلمياً.
الجبهة التركية ـ الخليجية ـ الأميركية
عندما كانت قضية الهاشمي تتفاعل في العام الماضي، خرجت تركيا لتهاجم علناً، على لسان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، المالكي متهمة إياه بإقصاء السنة والاستئثار بالسلطة. وعلى امتداد الفترة الماضية حصل العديد من المناوشات بين الطرفين، وتفاقمت المشكلة في سياق حرب قوى مذهبية بين «رجال تركيا» في العراق وجماعة المالكي.
أما في الأزمة الأخيرة، فيرى المحلّل السياسي العراقي عبد الحليم الرهيمي أن تركيا وقطر والسعودية بذلت كل ما في وسعها لإسقاط المالكي. وسرعان ما خرج «العثماني الجديد» (أردوغان) ليدعو إلى إسقاط الحكومة الطائفية، ثم تلاه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي تنبأ بأن الاضطرابات ستطول في العراق.
يفسّر الرهيمي، وهو عضو «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي، لـ«السفير»، أن هناك أطرافا سياسية داخلية، مدعومة من الخارج، استغلت الشارع، مشيراً إلى تقارير رسمية خطيرة تكشف ضلوع تركيا وقطر في دعم النزعات الانفصالية السنيّة في الموصل والأنبار.
ويسترجع الرهيمي الأزمة السورية، في معرض كلامه على المصلحة التركية ـ القطرية، قائلاً ان المسلحين المدعومين من الطرفين الأخيرين يظنون أن القوة في سوريا والعراق باتت في أيديهم، من هنا هم يرفعون سقف المعركة.
ويكشف الرهيمي عن انسحاب المئات من التظاهرات المحتشدة بعد اكتشاف هوية القيادات التي تحركها ومصالحها وارتباطاتها الخارجية.
أما الأميركيون كعادتهم، فيلعبون من بعيد ..«على نظافة». وبحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، «يلتقي ديبلوماسيوهم أسبوعياً وأحياناً يومياً مع كبار الزعماء العراقيين» لتدارس سبل حلّ الأزمة.
وفي المحصلة، لا يمكن تفادي السؤال ـ المعضلة الذي يفرض نفسه: هل هو حقاً «ربيع عراقي» أم أنه حراك دول مفتعل يتكئ على مطالب الشارع.. وهل نحن أمام سيناريو سوري آخر؟

السفير

0 2013-01-11 | 17:56:29
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024