http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف الموقف اليوم الموقف اليوم
ماذا يفعل الأفغان العرب في سوريا ؟!
ناصر العابد
اعلان الجهاد المقدس، نداءات للتبرع بأموال تستنهض همم الارهابيين وتذكرة ذهاب بلا عودة، هي باختصار الطريق إلى أفغنة سورية، فمن استغل مطالب المنادين بالاصلاح للتسلل الى سورية وإشعال نار الأزمة ومن يقف وراء استحضار التجربة الأفغانية وتحويل سورية الى هدف للارهاب وهل تتخوف المعارضة السورية من هذه المخاطر؟
رأى الكاتب والباحث السعودي فؤاد ابراهيم أن
المقاربة السعودية للثورة السورية تتجلى هذه الأيام من خلال العناصر التالية: حملات جمع تبرعات علنية، وفتاوى تكفير النظام السوري والطائفة العلوية، تشجيع عناصر على الهجرة والجهاد، وخطب التعبئة العامة بنفس عقدي غرائزي، وغطاء رسمي ودعوات شعبية ورسمية لتسليح المعارضة السوريّة.. هي، بمعنى ما، العناصر نفسها التي كانت حاضرة في المسألة الأفغانية في ثمانينيات القرن الماضي، وهي تحضر في المسألة السورية، مع فارق أنها اليوم قد تفضي الى حرب إقليمية شاملة.
عملية اختطاف الثورة السورية السلمية لم تتم بقرار داخلي من الشعب الذي يخرج في تظاهرات سلميّة، ولا بقرار من المعارضة السياسية التقليدية، وإنما جرت وعن سابق إصرار وتصميم بملء الإرادة الخارجية الإقليمية والدولية.
محاولات استدراج الثورة السورية الى العنف بدأت في مرحلة مبكّرة، وكلما بقي النظام متماسكاً، جيشاً وحكومة، ازدادت وتيرة التحريض وتدوير الزوايا بحثاً عن عناصر تفجير كامنة يمكن توظيفها في رهان خلخلة النظام وتفكيكه، عبر عسكرة الثورة رغم ما تنطوي عليه من عواقب وخيمة على حاضر الوطن السوري ومستقبله.
ثمة نزعة شديدة القسوة لجهة إسباغ طابع مأساوي على مايجري في سورية، ولذلك، كان مشهد الدم عنصراً مطلوباً لاستكمال شروط التأليب الشعبي والإقليمي والدولي، وتوفير مسوّغات التدخّل الخارجي.
ما تقوم به السعودية في سورية لايقل عن عملية إخماد للثورة فيها وإنزال العقاب بقادتها الحقيقيين، المعارضين للعسكرة والتطييف والتدخل الخارجي..
في حقيقة الأمر، إن المقاربة السعودية تقوم على إقحام الثورية السورية في دوامة الحرب الطائفية بهدف شدّ العصب السني في مقابل الخصم العقدي والسياسي الممثل في ايران ومعسكرها الممتدة الى لبنان مروراً بالعراق وسورية..
هناك دون ريب محاولة لتقريب خطوط المواجهة بحيث تصل الى نقطة يتجابه فيها مقاتلو "القاعدة" مع مقاتلي "حزب الله".
يتم استحضار لغة دينية متعالية في الخطاب السعودي، ويقدّم الحكام السعوديون أنفسهم باعتبارهم حماة السنّة، على سبيل المصادرة وأيضاً لتفجير المخزون الغرائزي.. وهو إجراء لم يعد يبعث على الحيرة بعد الآن، في أن مجرد الاستعانة بأسطورة يستسيغها الأنصار، حيث تأخذ كما في الثقافة الكنفوشيوسية شكل مبدأ (توضيح المصير)، هو تصعيد للخطاب الديني الى ذروة التفرّد بالحقيقة المطلقة التي تبيح كل فعل بما في ذلك الكذب باسم السماء.
تصبح كل الروايات السعودية عن الثورة السورية مختومة وغير خاضعة للفحص من قبل الأنصار، بل ثمة من أوحى إليهم بأن مجرد التفكير في مراجعة الرواية السعودية، فضلاً عن نزع الثقة منها، تجعل منك (عميلاً إيرانياً)، أو (شبّيحاً).
نظام الحماية المفروض على الروايات يحول دون السماح لك بمجرد رفض المتاجرة بدماء السوريين، التي باتت جزءاً من ملهاة ساخرة يديرها من لا عهد له بالحرص عليها.
يقول الثوريون القدامى لن تحارب السعودية من أجل حريتنا، إنما تحارب خصومها بدمائنا ومن أرضنا.
تخفيض الثورة الى مجرد حالة إنسانية يجري التعامل معها بشفقة، أسوة بكل المآسي الإنسانية (المجاعة، والجفاف، والتصحّر، والسيول..) التي شهدتها مناطق متفرقة من العالم، ببساطة لأن النظام السعودي لا يريد ثورة من أجل الديموقراطية والحرية، ولذلك لا غرابة في إصرار الحكّام السعوديين على تظهير البعد المأساوي في الثورة السورية، وتكثيف الصورة الدامية فيها.. لم يعد مدهشاً أن يسيل لعاب القادة السعوديين للعبة "المجازر" التي قد تقع أحياناً عن سابق عمد، لتثبيث الصورة وتجميد اللحظة المأساوية في الوعي الشعبي، وفي الإعلام الدولي..
خلع ضلوع النظام السعودي المباشر في الثورة السورية قداسة من نوع ما غير مسبوقة عليه، ولكن من قبل من هم باتوا مؤهّلين بدرجة عالية لخوض الحرب الأهلية في سورية، أما بقية الفئات الإجتماعية فلديها ما يبرر ازدراء كل أشكال التدخل الخارجي.. وأيضاً القداسة السعودية المصنّعة مالياً.
أفشى دبلوماسيون أميركيون الى نظرائهم العراقيين بأن العمليات التي يجري تنفيذها في سورية تفرض علينا مراجعة الاستراتيجية العامة التي نتبعها في المنطقة، لأن ثمة ما يجمع النظام السعودي والجماعات المسلّحة (والقاعدية على وجه التحديد) ما يهدد المصالح الأميركية في المنطقة..
لاشك في أن الهدف المشترك السعودي الأميركي الممثل في إسقاط معسكر الممانعة يبقى أولوية قائمة وثابتة، إلا أن المشكلة تكمن في قدرة النظام السعودي على ضبط مقاتليه الذي ينتمي بعضهم للقاعدة.
قائد في المعارضة السورية نقل في آذار (مارس) الماضي: أن محامي قادة القاعدة في سجن المباحث العامة بالرياض أخبره عن صفقة أبرمها الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، بأن قرار الأفراج عن هؤلاء سوف يتم بشرط انتقالهم للقتال في سورية.
لم تعد الصورة خافية عن وجود جماعات قاعدية يديرها سعوديون تقاتل الى جانب المنشقين.
 ومن يقرأ سلسلة (ولتستبين سبيل المجرمين) التي يكتبها السعودي صالح القرعاوي، قائد (كتائب عبدالله عزاّم) المرتبطة بتنظيم القاعدة، ورسائله الموجّهة الى من أسماهم(أهل السنة في بلاد الشام) تنجلي أمامه ليس صورة المنبع الأيديولوجي السلفي للجماعات القاعدية العاملة في بلاد الشام، ولكن أيضاً الهوية السعودية لقيادة الجماعات. كتب القرعاوي في بيان رقم (5) من سلسلة (لتستبين سبيل المجرمين) بعنوان (سوريّة الأبية) بتاريخ 5 نيسان (إبريل) 2011، وصف فيه سورية بأنها (أرض جهاد ورباط، وأرض معارك وملاحم..). وفي بيان لتنظيم (فتح الإسلام) بعنوان (نصرة لإخواننا في سوريا الإسلام) جاء ما نصّه (فأعينوا اخوانكم المجاهدين الموحدين وانشروا عقيدة اهل التوحيد).
لايتطلب المراقب جهدا كبيرا لمعرفة هوية النص والمجال العقدي السلفي الذي ينتمي اليه.
في مؤتمر (أصدقاء سورية) الذي انعقد في تونس اعتبر وزير الخارجية سعود الفيصل تسليح المعارضة السورية فكرة ممتازة، وانتشرت أنباء وتقارير عن حشود عسكرية وعمليات تسليح واسعة النطاق..
وعد الأمير حلفاءه الأميركيين بإسقاط النظام السوري في غضون ثلاثة شهور، وكان خطأه متعمداً، على ما يبدو، بهدف استدراج التدخل العسكري الأميركي..
ولكن بعد مجزرة الحولة، جرى ما هو أكثر من ذلك، فقد عادت حملات التبرّع بالمال بصورة علنية وغير منضبطة لتسليح المعارضة السورية إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية..
نستعيد بحسرة عالية الإحساس بخطر المجازفة في توصيف ما يجري في سورية، من الصعوبة بمكان الفصل بين ما هو ثورة شعبية سلمية تستحق التبجيل وبين جماعات مسلّحة تحظى بدعم مالي وتسليحي سعودي وقطري..
المحاصرة الفجّة باسم الدفاع عن حياة السوريين بقدر ما عبث بالحقائق على الأرض، فإنه دنّس صورة الثورة السلمية، وصارت مصدراً للكسب الشخصي، وتصفيات الحسابات الطائفية، وحرب المعسكرات (معتدل وممانع). ثمة مشهد هجين ومقرف يجمع المفكر القومي، والداعية الطائفي، والمقاتل القاعدي، والفضائيات المقولبة، وتجار السلاح على معابر الحدود جميعاً، ثم تكتمل المهزلة حين يكون مصدر تمويل هؤلاء جميعاً المال النفطي السعودي والقطري...
 
الباحث فؤاد ابراهيم تحدث عن اختطاف سعودي لمطالب شعبية بالاصلاح والانفتاح السياسي فهل يتقاسم معه معارضو النظام السوري هذه الاستنتاجات والمخاوف؟
عربي برس
0 2012-06-12 | 08:09:37
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024