أثار تصريح رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والذى دعا فيه ابناء طائفة الموحدين الدروز في سورية الى "الإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري" ردود فعل متباينة في الشارع الدرزي اللبناني.
جنبلاط الذي لم تسلم ايران وروسيا من نصائحه، شابه بين القول الشهير لرئيس تشيكوسلوفاكيا الراحل فاكلاف هافل "قوة الضعفاء" وقول كمال جنبلاط "إن الذين ليس على صدورهم قميص سوف يحررون العالم"، قرر السير علانية بمواقفه المؤيدة ل"لثورة السورية" على قاعدة أن قوة الضعفاء انتصرت في تونس وليبيا ومصر، وبالتالي لا بد وان تنتصر في سورية، بحيث لا يمكن ان تشكل سورية حالة فريدة من نوعها في التصدي ل"حراك الربيع العربي".
النائب اللبناني فادي الأعور رأى في حديث لعربي برس "أن تصريحات جنبلاط ليست بجديدة وإن كانت هذه المرة برزت الى العلن بشكل واضح ومباشر، فجنبلاط قرر العودة الى ما كان عليه عام 2005، والسير مجدداً في موجة آل الحريري".
الأعور أكد أن وليد جنبلاط هو أحد أطراف المشروع المضاد، ورأس حربة فيه، مشيراً الى أن زيارة فيلتمان له، والأموال القطرية الليبية التي يتلقاها، جعلته يطلق هذا التصريح.
وبالحديث عن مدى امكانية تأثر دروز سورية بكلام جنبلاط أكد الأعور "أن دروز سورية هم مع مشروع الدولة المدنية التي يقودها الرئيس السوري بشار الأسد، ويرفضون السير في أي مشروع يهدف الى تقسيم سورية الى دويلات طائفية اصولية متناحرة"، لافتاً الى "أن الأخبار التي تتحدث عن اقدام الدروز على التسلح هي أخبار مغرضة وعارية عن الصحة، لأن الدروز كانوا ومازالوا يعتبرون ان الجيش السوري والقوى الأمنية هي الجهة الوحيدة المخول لها حمل السلاح للدفاع عن الوطن".
من جهته أكد امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر أن "الإتهامات التي سيقت بحق النائب وليد جنبلاط على خلفية تصريحه الأخير هي باطلة، لأن جنبلاط أكبر من أن يخوّن، ومن يقف مع الشعوب أكبر من ان توجه أصابع الإتهام اليه".
ناصر أشار الى أن موقف جنبلاط نابع من اعتقاده أن "ما حصل في العالم العربي وما يحصل اليوم في سورية هو ثورة شعبية محقة، وأن الدروز في سورية هم جزء من الشعب السوري"، لافتاً الى "أن من يريد الإصلاح عليه الإلتفات الى المطالب المحقة للشعب السوري، ومن يدعي أنه حريص على الشعب عليه التجاوب مع مطالبه".
ناصر أعاد التذكير بموقف وليد جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي الرافض لأي تدخل أجنبي، والمشدد على ضرورة الحل العربي للأزمة السورية.
أمين السر العام في الإشتراكي رأى أن حركة الشعوب مستمدة من حركة التاريخ، وبالتالي لا يمكن إعاقتها.
عربي برس