http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف احوال البلد احوال البلد
تنظيم اكثر تشددا من النصرة في طريقه للاعلان عن نفسه في سورية
عبد الله علي
تنظيم اكثر تشددا من النصرة في طريقه للاعلان عن نفسه في سورية
كأنّ التطرف قرّر أن يأخذ السوريين بالتدريج ويسقيهم كؤوسه على جرعات متزايدة ومتصاعدة من حيث التركيز والتكثيف، ولا غرو في ذلك لأنه بحسب أرباب هذا التطرف وداعميه ومستغليه فإن السوري المصاب بمرض الاسلام المعتدل والفكر الوسطي والثقافة المتسامحة لن يستجيب لعقار التطرف إلا إذا حقن به تدريجياً وعلى دفعات وجرعات، أما إذا أعطي له دفعة واحدة فإن جسمه سوف يلفظه ويرفضه. هكذا يظنون وهكذا يخططون كما تكشف، على الأقل، الوقائع الجارية على الأرض.
في البدء كانت كتائب الفاروق التي مثلت لدى السوريين إبّان ظهورها قمة التطرف، ثم ظهرت أحرار الشام ولواء الاسلام وغيرها من التنظيمات السلفية الجهادية، وإذ ابتلي السوريون لاحقاً بـ جبهة النصرة اعتقدوا أنها تمثل السقف الأعلى للتطرف الذي يمكن أن يصيبهم، وهي بالفعل كانت السقف الأعلى له على مدى عام كامل منذ إنشائها وحتى فترة قريبة، ذاق خلاله السوريون طعم الإرهاب المدمّى عبر السيارات المفخخة التي ضربت مدنهم وشوارعهم وما زالت مرارة الطعم عالقة على ألسنتهم. ولكن يبدو أن تسونامي التطرف على وشك أن يكسر كل الحواجز ويهدم كل الأسوار أمامه، مقحماً السوريين مدنيين وعسكريين أطفالاً وشباناً وكهولاً ونساءً في أنفاق من الظلام الذي لا مثيل له.
 
نحن لا نقول هذا الكلام عبثاً، أو من باب التهويل، وإنما بناءً على معطيات حصلنا عليها وأكدتها أوساط من داخل جبهة النصرة نفسها.
 
تقول المعطيات الأولية التي حصلنا عليها، أن تنظيماً سلفياً جهادياً جديداً قد تشكل في سورية، وأن هذا التنظيم الذي ما زال يعمل بشكل سري ينطلق من أفكار شديدة التطرف وأنه شبيه، من حيث تكفير المجتمع وتحليله قتل كل من يخالفه بمن فيهم قادة الجماعات الاسلامية المتشددة، بالتنظيمات التي شهدتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي والتي ارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين وكانت آنذاك بقيادة أبو عبدالرحمن أمين ثم عمر الزوابري، وقد يكون كافياً للدلالة على مدى وحشية هذه التنظيمات وتطرفها الدموي أن نذكر أن "أبو مصعب السوري" منظر تنظيم القاعدة الاستراتيجي وأحد أهم قادته والذي كان داعماً للحركات الاسلامية في الجزائر وينظّر لها عبر مجلاتها، قد اتهم تنظيم أبو عبدالرحمن أمين بالتطرف والشذوذ والانحراف والوحشية والدموية في استهداف المدنيين الجزائريين آنذاك.
وبحسب ما استطعنا الحصول عليه، رغم ندرة المعلومات عن هذا التنظيم الجديد الذي ما زال كما قلنا في مرحلته السرية، فإنه من تأسيس سلفي كويتي يطلق على نفسه اسم "أبو علي الكويتي" وتتداول أوساط ضمن جبهة النصرة الحديث عن هذا التنظيم الجديد بحذر، ولكن ما يدعونا نحن إلى الخوف أن أوساط جبهة النصرة تصف هذا التنظيم بأن "لديه غلواً" وهو كما نلاحظ نفس الوصف الذي أطلقه أبو مصعب السوري على التنظيم الجزائري المشار إليه.
وقد انتقل الحديث عن هذا التنظيم إلى صفحات تويتر وساد نقاش حوله بين بعض أنصار جبهة النصرة. يقول (عزيز نفس) وهو مغرّد على تويتر ويناصر جبهة النصرة: "احذروا هذا التنظيم فإنه شرارة الإقتِتال الدّاخلي، وبذرةُ شَقِّ الصُّفوف" ويقول من يطلق على نفسه لقب (محب الزرقاوي) وهو جهادي سابق في صفوف جبهة النصرة ولكنه أصيب ويتلقى حالياً العلاج في قطر: "إنهم يكفرون حتى جبهة النصرة".
ولا يمكن الركون إلى المعلومات التي تشير إلى أن هذا التنظيم ليس له نشاط مسلح حتى الآن، لأن السرية التي يحيط نفسه بها وعدم إصداره حتى بيان يعلن فيه تأسيسه رغم تواجده على الأرض، يجعلنا نشكك في هذه المعلومات ولا نستغرب أن تكشف الأيام القادمة عن علاقة هذا التنيظم ببعض العمليات الدموية التي استهدفت مدنيين سوريين وبقيت دون أن تتبناها أي جهة معروفة مثل التفجير الذي أودى مؤخراً بحياة العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، وكذلك التفجير الذي ضرب حي المزرعة بدمشق إلى جوار مشفى ومدرسة وراح ضحيته العشرات من المدنيين وتلامذة المدارس.
 
وتأكيداً لما سبق فإن الشيخ (عثمان آل نازح) وهو شيخ سعودي يحمل الدكتوراة في أصول الفقه ومن أوائل الشيوخ السعوديين الذين (نفروا) إلى أرض الشام حيث استقر في ريف اللاذقية منذ أشهر بهدف الجهاد - على حد قوله- من جهة، وإقامة دورات رعوية لنشر المذهب الوهابي من جهة أخرى، كتب على صفحته في تويتر منتقداً ما سماها هذه "القلة الشاذة" واسهب في الحديث عنها، مبدياً خشيته أن يكون ما يجري شبيهاً بما جرى في العراق ولا سيما لجهة تكفير جبهة النصرة، يقول: " أيها الناقمون على إخوانهم في جبهات الشام تبينوا وتثبتوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا من النادمين ألم يكف ماجرى في العراق". ويضيف عثمان آل نازح تأكيداً منه على ما ذكرناه سابقاً من معطيات حول التنظيم الجديد: "قد وجد في الشام بعض من يتبنى اﻷفكار الغالية المخالفة للكتاب والسنة ومنهج سلف اﻷمة في قضايا كالتكفير حتى طال أئمة الجهاد اليوم فمن أين أتى؟".
لاحظوا كيف أن الشيخ السعودي الذي يحمل البندقية في صفوف جبهة النصرة ويكرس جلّ وقته في غسل أدمغة الشباب السوري وتلقينه مبادئ الاسلام الوهابي المتطرف، وتحريضهم على تفخيخ أنفسهم بالمتفجرات لاستهداف المدنيين، يشكو من وجود تنظيم يكفر حتى "ائمة الجهاد" وهو يقصد بهم قادة جبهة النصرة تحديداً. فإذا كان مشائخ جبهة النصرة وقادتها ينظرون إلى هذا التنظيم بأنه مغالٍ وشاذ، فكيف ستكون حقيقة هذا التنظيم؟ وهل نتوقع أن يكون ثمة حد لإجرامه ووحشيته ودمويته؟
ثم يقول آل نازح بأن: "هؤلاء الغالين قلة شاذة وعليهم ستدور الدائرة وبحكم قربي من بعض القادة في الجبهة واﻷحرار والمهاجرين فإنهم ينكرون مثل هذا ولن يقروا على مثله".
وفي النهاية لا يجد آل نازح سوى اتهام أجهزة المخابرات العالمية بصناعة هذا التنظيم للسعي والفتنة بين من سماهم "المجاهدين" وكأنه لا يعلم أن العلم الذي يشيعه في الأرياف السورية هو المؤسس الوحيد لهذه الحركات المغالية المتطرفة.
 
ما يهمنا نحن التأكيد على وجود تنظيم جديد سلفي جهادي متطرف أكثر غلواً من جبهة النصرة في تطرفه ووحشيته، ووضع هذه المعطيات أمام الرأي العام السوري والعربي والاسلامي الذي ما زال فينا بقية رجاء أن يصحو من سباته ومن تخديره وأن يرفّ بجفنيه لمرة واحدة وينظر إلى الأحداث السورية نظرة مختلفة قبل أن يضظر إلى فتح عينيه باتساعهما الكامل لينظر إلى نفسه وهو يعاني مما نعاني منه من دموية ووحشية.

عربي برس

0 2013-03-24 | 11:34:38
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024