http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف بزنس بزنس
"حظر تجول تجاري" .. إجبار القاهرة اليقِظة على النوم مبكراَ
"حظر تجول تجاري" .. إجبار القاهرة اليقِظة على النوم مبكراَ
"القاهرة لا تنام"..هذا هو شعار العاصمة المصرية بين مواطنيها وزائريها أيضا، فهي تعج بالضجيج والناس والأضواء المنبعثة من الشوارع والمحال التجارية طيلة الوقت وحتى ساعات طلوع الفجر، ولكن يبدو هذا الحال سيتغير قريبا إذا ما ترجمت الأفكار التي يتم مناقشتها حاليا إلى قرار يلزم المحال التجارية بالفتح والإغلاق في مواعيد محددة . هذا القرار يهدف بحسب تصريحات المسؤولين إلى توفير الكهرباء وتخفيف الزحام المروري الخانق وتسهيل مهمة عمل شركات النظافة لرفع القمامة المتراكمة من الشوارع.
وقال عبد العظيم الوزير، محافظ القاهرة أنه لا توجد عاصمة أو مدينة كبرى بالعالم لا يتوافر فيها نظام محدد في مواعيد الفتح والإغلاق للمحال باعتبار ذلك "واجهة حضارية"، من وجهة نظره.
وأضاف أن القرار سيستثنى المؤسسات والمحال الخدمية كالصيدليات والمطاعم والمقاهي ودور السينما والمسرح. وأشار المحافظ ‏إلى أنه سيتم تحديد مواعيد للإغلاق صيفاً وشتاًء وتحديد المحلات والأنشطة المستثناة من هذه المواعيد مثل الصيدليات‏.‏ وسيكون هناك يوم إجازة أسبوعية تغلق فيه المحال أيضا وسيكون هذا اليوم إما الجمعة أو الأحد حسب طبيعة النشاط الذي يقوم به المحل.
قرار يتناقض مع الطبيعة المصرية
هذا التوجه أثار جدلا كبيرا ليس فقط بين أصحاب المحال ولكن بين المواطنين أيضا، وانقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض. "عبده سعيد" صاحب أحد محال بيع الملابس بمنطقة وسط البلد يعبر عن رفضه التام لهذا القرار لكونه يتناقض مع "طبيعة الشعب المصري الذي يعشق السهر ويبدأ التسوق بعد السابعة مساء بعدما ينهي معظم الناس أعمالهم". ويؤكد أن حركة البيع تتركز في الفترة المسائية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي وخاصة في الصيف لصعوبة التسوق والشراء في ظل ارتفاع درجات الحرارة في النهار.
ويرى سعيد أن "القرار عبثي وغير مدروس" لأنه سيساهم في خلق حالة كساد اقتصادي لدى أصحاب المحال والمتاجر، مشيرا إلى أن هذه الفكرة تم تطبيقها عام 1980 وكانت المحلات تفتح الساعة العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساء وتغلق في يومي الاثنين والخميس الساعة التاسعة، ولكن لم يستمر هذا النظام طويلا وأصابه الفشل وسرعان ما عادت الأمور إلى ما كانت عليه.
هذا الرأى يشاركه فيه الكثير من أصحاب المحال في منطقة وسط البلد وأيضا مناطق مثل المهندسين ومدينة نصر ومصر الجديدة، ومنهم "جلال عوض" صاحب متاجر لبيع الأحذية في مصر الجديدة الذي يرى أن القرار سيحول القاهرة إلى منطقة ريفية تنام مبكرا، الأمر الذي لن يؤثر فقط اقتصاديا على ملاك المتاجر، ولكنه سيساهم أيضا في أن تفقد العاصمة ميزاتها الأصيلة بالعثور على ما يريده المواطن في أي وقت حتى وإن كان متأخرا. ويؤكد عوض أن القرار يجد معارضة كبيرة من بعض أعضاء الغرف التجارية بالقاهرة، لأن أصحاب المتاجر الضخمة المعروفة بـ"المولات" رافضين للفكرة، خاصة أن هذه المولات تعتبر نزهة للأسر المصرية التي تريد الخروج والسهر حتى الصباح.
فوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة
"جمال كيش" مدير سلسلة سوبر ماركت شهيرة بمنطقة شبرا , يرى أن القرار متميز لأنه يضع نظام محدد تتبعه الدول الأوروبية المتحضرة، معبرا عن اندهاشه من رفض الكثيرين من أصحاب المحال بحجة التأثير الاقتصادي السلبي، قائلا"ما لا يدركه هؤلاء أن هذه فرصة لانتعاش السوق نظراً لأن تركيز البيع سيكون في وقت محدد". ويعتقد كيش أن الفوائد الاجتماعية والاقتصادية من هذا القرار كبيرة وجديرة بتطبيقه مثل تخفيف الضغط على الطاقة الكهربائية المهدرة طيلة الوقت والتي تسببت في انقطاع الكهرباء مؤخرا بصورة متكررة، بالإضافة إلى أنه سيعيد للقاهرة جمالها بعيدا عن الزحام والضوضاء. ويعبر عن أمنيته في أن يتم تنفيذ الفكرة في شكل قانون من أجل وضع عقوبات صارمة على المخالفين.
ويتفق مع هذا الرأي "كريم حسين" المعلم بمدرسة حكومية في أن القرار جيد أيضا بالنسبة للمستهلكين الذين سيتكيفون معه بمرور الوقت وسينظمون حياتهم وفقا له، ولكنه يرى أن القرار لن يطبق سوى في البداية لانتشار الفساد والرشاوي. ويؤكد أنه لا يعقل أن تظل الفوضى والعشوائية والزحام لمدة 24 ساعة في شوارع القاهرة، مشيرا إلى وجود محال في بعض المناطق الشعبية لا تغلق أبوابها أبدا ويمكن للفرد أن يذهب لشراء خضراوت وجبن على سبيل المثال في الساعة الخامسة فجرا. ويعتقد حسين أنه من فؤائد القرار أيضا عودة التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة برجوع الناس مبكرا للمنازل، مما يساعد أيضا على الاستيقاظ مبكرا والإلتزام في مواعيد العمل.
حظر تجول وازدياد لمعدلات الجريمة بالشوارع
ولكن "عادل" المحاسب بإحدى الشركات الخاصة وزوجته "كريمة" التي تعمل مهندسة يرفضان الفكرة بشدة، ويشيران,إلى أنها فكرة "سخيفة وتقليد أعمى للتجربة الأوروبية" التي لا تراعي الفرق بين الحياة في أوروبا والحياة في مصر. ويؤكدان أن الأغلبية في القاهرة تعمل في أكثر من وظيفة لتدبير مصاريف المعيشة وينتهون من العمل بعد السابعة مساء، ولذلك لن يجدوا الوقت لشراء احتياجاتهم الأساسية. ويصف الزوجان القرار بأنه بمثابة "حظر تجول" تريد أن تفرضه الحكومة على المواطنين، وأنه سيساهم في ارتفاع معدلات الجريمة والتحرش في الشارع لأن المحلات المفتوحة في ساعات متأخرة من الليل تعد بمثابة حراس للأمن في الشوارع.
المصدر: دويتشه فيله
0 2010-12-09 | 20:09:00
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024