http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
لماذا مخيم الرمل في اللاذقية؟ ومن أين جاء المقاتلون والسلاح؟
أحمد زين الدين


يتوج الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز موقفه بشأن الوضع في سورية، بمهاتفة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومن ثم لقائه رجب طيب أردوغان، ودعوته العجيبة مع هؤلاء للإصلاح والديمقراطية.. حقاً إنها قمة الاستغباء للعقول!

إذا كانت دعوات الملك السعودي ومن يتسامر معهم هاتفياً أو في لقاءات شخصية تحدثت عن وقف نزيف الدم السوري، فالوقاحة هنا تكون قد ذهبت إلى أقصى مدى، ذلك لأن من يحرض على القتل والدم هي جملة المنابر والوسائل الإعلامية السعودية، والمنابر والوسائل الأخرى، سواء التابعة للمعارضات السورية المقيمة في الخارج، أو تلك العربية الأخرى المنخرطة في خطة التخريب والتآمر على سورية، والممولة بالكامل سعودياً.

فهل الموقف السعودي هذا جديد في مجرى التطورات التي تشهدها المنطقة؟

دبلوماسي عربي مخضرم كان موجوداً في بيروت قبل أيام، يؤكد أن الموقف السعودي ليس جديداً، ويجب النظر إليه دائماً من خلال الحركة والموقف الأميركييْن، مشيراً هنا إلى أن الموقف السعودي بالنسبة إلى قضية ما يغلَّف عادة بعبارات ملتبسة، أو بلغة دبلوماسية مهزوزة تحتمل عدة تفسيرات، تتطور مع الأيام أو الساعات؛ حسب أهمية الحدث، وغب الطلب الأميركي، الذي جاء إخراجه هذه المرة أنه تم بمحادثة هاتفية مع باراك أوباما.

ويذكر هذا الدبلوماسي أن واشنطن أمام غرقها في وحول شر أعمالها، والضربات المتتالية التي تلاحقها منذ غزوها للعراق، وقبلها أفغانستان، بدأت تفتش عن نصر نوعي. ففي عهد جورج الابن كان جواز المرور لتجديد رئاسته ضجة اعتقال صدام حسين في العراق، والتي أعادت الاعتبار للكاوبوي، وقرار مجلس الأمن الدولي في 2 أيلول 2004 الذي حمل الرقم 1559، وفيه محاولة لإنقاذ الهيبة الأميركية، التي قررت جعل لبنان مخفراً أمامياً لها، بغية الإطاحة بسورية، "يصر هذا الدبلوماسي هنا على هذه النتيجة".

ويشدد هذا الدبلوماسي أنه منذ ذاك التاريخ تلاقت المصالح الأميركية مع المصالح الفرنسية، مع السعودية وبعض الخليج، وتحديداً القطري، الذي كُلف بمهمات خاصة لكسب ثقة الجمهور العربي، تمهيداً للهدف الاستراتيجي، وهو الإطاحة بسورية، بالإضافة طبعاً إلى بعض الداخلي اللبناني، الذي أخذ يتغذى على العداء للمقاومة الإسلامية وسورية من دم رفيق الحريري.

ويؤكد الدبلوماسي أن السعودية بحكم تاريخها ونظامها وتكوّنه في مطالع القرن الماضي، وتركيبتها وعلاقاتها غير مهيأة البتة، وبأي شكل من الأشكال، للصدام مع الولايات المتحدة أو حتى قول "لا" لها، فحاولت في البداية أن تساوي بين ما أسماه الشقيق والصديق، لكن الإدارة الأميركية لها دائماً شروطها التي تضع "إسرائيل" فوق أي مصلحة أو اعتبار، وبالتالي لا يمكن لدمشق أن تقبلها، فكان الخلاف السوري - السعودي يهب في كل مرة، لكن أمام الصمود السوري وتأكد واشنطن أنها غير قادرة على زحزحة دمشق، تعود  الرياض نحو الغزل الدمشقي، وقد بدت هذه الصورة جلية منذ بدايات الألفية الثالث، وتجلى ذلك في قمة بيروت عام 2002، وفي تطورات قضية اغتيال رفيق الحريري منذ 14 شباط 2005، وبعدها قمة دمشق فقمة الخرطوم، والمحكمة الدولية، وقمة الكويت الاقتصادية ومبادرة "س- س"..

ويستدرك هذا الدبلوماسي العربي هنا ليشير إلى اجتهاد أميركي عنوانه "فقه التمكن" وضعه مدير مؤسسة واشنطن لشؤون الشرق الأدنى روبرت ساتلوف؛ أحد أبرز العقول المؤثرة في التفكير الاستراتيجي الأميركي، واهتمامه الأساسي منصب على العلاقات الأميركية - العربية - الإسرائيلية في 15 آذار 2005.

فيؤكد ساتلوف، حسب الدبلوماسي، أن منطقة الشرق الأوسط باعتبارها كياناً متهالكاً منزوع العافية، في ظل أنظمة عربية منخورة بالفساد، وبالتبعية المطلقة للأميركي، وبالتالي فإن المهمة هي كيفية تكريس الاستسلام للتطلعات الأميركية - الإسرائيلية، لكن هناك ما يعيق هذا الاستسلام، فيركز في دراسته على لبنان وسورية، فيدعو إلى استئصال أي نفوذ سوري في لبنان، وملاحقة هذا النفوذ، بواسطة "الأصدقاء" اللبنانيين المتنوعين والمتعددين المعروفين والسريين، حتى إلى داخل سورية.

ويتابع الدبلوماسي العربي المخضرم عرض هذه الدراسة، فيقول إن خلاصتها هي أنه بعد ضمان استئصال الحضور السوري في لبنان، ينبغي أن يلاحق النظام في دمشق عن طريق تركيز النشاط الاستخباراتي، وتحريك مجموعاتنا سواء النائمة في الداخل أو الخارج لإنهاك النظام إلا إذا استجاب لشرطين:

أولهما: زيارة الرئيس بشار الأسد إلى "تل أبيب" والتحاقه بمسيرة السلام.

وثانيهما: طرد منظمات المقاومة من دمشق وإغلاق مكاتبها، وعدم التعامل مع أي حركة مقاومة ضد "إسرائيل".

ويشدد ساتلوف على ضرورة أن يكون موقف من يسميهم الحلفاء والأصدقاء في المنطقة واضحاً بالشأن السوري بدون أي التباس، فهل هذا هو الوضوح السعودي والقطري والخليجي؟

ربما جزء من الجواب اتضح في التطورات السورية الأخيرة من الجهة اللبنانية عبر مثلين:

الأول: الكشف عن عملية تهريب السلاح من لبنان إلى سورية، وتحديداً عبر البحر.

الثاني: معركة مخيم الرمل الجنوبي في اللاذقية، حيث تؤكد المعلومات أن مجموعات من فتح الإسلام وجند الشام قد وصلوا إلى هناك بحراً.. والمعركة في هذا المكان حسمها الجيش العربي السوري، ولا بد أن الكثير من التطورات والمعطيات والحقائق ستظهر في الأيام المقبلة، وربما خلال ساعات.

مخطئ من يظن أن تجربة العراق أو ليبيا قابلة للتجدد في سورية، فراقبوا جيداً تطورات الأزمات المالية والاقتصادية التي تعصف بالولايات المتحدة وأوربا.. فربما نكون أمام عام 1974 جديد، وذلك حينما فر آخر جندي أميركي من فيتنام تاركاً عملاءه وأذنابه.. يومها كانت أميركا تعيش في أزمة اقتصادية كبرى أطاحت بريتشارد نيكسون، لكنها أبداً لم تصل إلى جزء من بسيط من خطورة الأزمة الحالية.

- "الثبات"

 

0 2011-08-18 | 19:49:22
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024