http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
عن الحدث السوري إن لم يفت الأوان بعد ؟!
عريب الرنتاوي: مركز القدس للدراسات
عن الحدث السوري إن لم يفت الأوان بعد ؟!

بحذر شديد، تقترب معظم العواصم الغربية من الحدث السوري وتقاربه…فهي من جهة لا تستطيع إلا أن تنافح عن حقوق الإنسان في التظاهر السلمي وترفض الاستخدام المفرط للقوة وتدين النظام الذي يلجأ إليها من دون مبرر…وهي من جهة ثانية، لا تستطيع أن تتغاضى عن "موقع سوريا ومكانتها" الإقليمية الوازنة…لذا تبدو  المواقف والمقاربات الغربية حيال دمشق محكومة بهذه المعايير والمحددات.

 

واشنطن نفت أن يكون لديها خطط عن سحب السفير أو إغلاق السفارة في دمشق، وهي سبق أن استثنت الرئيس السوري من قائمة العقوبات الدولية المفروضة على عدد من الشخصيات والمؤسسات السورية….وبروكسيل استثنت بدورها الرئيس من قائمتها السوداء للشخصيات المشمولة بالعقوبات التي صدرت عنها بالأمس، والتي تشتمل أيضاً على قرار يقضي بمنع تصدير السلاح لسوريا…والأمم المتحدة ما زالت تخاطب الرئيس السوري، علّها بذلك تترك له باباً خلفياً لكي يحدث الاستدارة المطلوبة، ويجنب سوريا خطر الانزلاق إلى مستنقع حربٍ أهلية، لا تبقي ولا تذر..وكذا تفعل تركيا واليابان والصين وروسيا وكل من يهمه الأمر في العالم تقريباً.

العرب – الخليجيّون بخاصة – بدورهم يفعلون شيئاً مشابهاً…هم لم يفقدوا الأمل بالنظام ولا بالرئيس…هم يشاركون الغرب رغبته في استغلال ضائقة سوريا لفك عرى تحالفها مع إيران وحماس وحزب الله، وتفكيك ما كان أسمي بـ"محور المقاومة والممانعة"….ولكنهم – وتحديداً الخليجيين – لا يطلبون إلى دمشق إصلاحا سياسياً، هم لا يريدونه أصلاً، ولا يرغبون به في دولهم ومجتمعاتهم…كل ما يتطلعون إليه، هو جنوح الأسد للقبول بمطالبهم القديمة المتجددة، والإقدام على تفكيك أواصر علاقاته المتميزة مع طهران وحلفائها، هنا الوردة فالنرقص هنا…هكذا هو لسان حال الخليج والناطقين باسمه.

ليس الإصلاح في صدارة أولويات قوى الضغط الخارجي على سوريا، لا العربية ولا الغربية…الابتعاد عن إيران والاقتراب من إسرائيل، هو جوهر المطالب وفحواها..ولهذا لا يبدو النظام في عجلة من أمره في شأن الإصلاح…هو وهم،  يبحثون عن صفقات في مجالات أخرى، غير ميدان الإصلاح السياسي والتحوّل الديمقراطي.

وبدخول "السلفية الجهادية" بقوة على خط الأحداث في سوريا، وتحول أعمال الانتفاضة الشعبية السلمية إلى شكل من أشكال المواجهة المسلحة الدامية والمتنقلة من درعا إلى بانياس مروراً بحمص، فإن بعض هذه الأطراف الخارجية، الغربية خصوصاً، سوف تكون أقل حماسة لممارسة ضغط على النظام للتقدم على دروب الإصلاح…ستكون الأولوية للأمن والاستقرار…سوريا ليست ليبيا…سوريا أكثر أهمية ووزناً…سوريا أكثر قربا من الأمن الإسرائيلي…هنا يأتي الاستقرار أولاً، حتى لا نقول أولاً وأخيراً بالنسبة للغرب.

حتى الآن، وبرغم مرور سبعة أسابيع على اندلاع الاحتجاجات والمواجهات في سوريا، لم تطرح أية عاصمة إقليمية أو دولية شعار "تغيير النظام"…الجميع ما زال يتحدث عن "تغيير السياسات"…لم يتناول أحدً شخص الرئيس، الكل تحدث ما دون ذلك.

أمام القيادة السورية واحد من خيارين: إما تقديم التنازلات للشعب السوري، وقطع الطريق على "ضغوط الخارج ومؤامراته" وقطع دابر الفتنة الداخلية التي تنفخ السلفية الجهادية في نارها…أو تقديم التنازلات للغرب وبقايا عرب الاعتدال، وإحداث الاستدارة في مواقفه وتحالفاته، على أمل أن يحظى بفترة سماح تمكنه من إعادة تطويع الشارع السوري، وجلبه من جديد لـ"بيت الطاعة".

نحن، وكثيرون غيرنا، نتبنى قراءة تقول أن الأوان لم يفت بعد للاختيار…ونتمنى لو أن الرئيس الأسد يختار التنازل للشعب السوري والاستجابة لمطالبه، وفتح باب نظامه السياسي لرياح الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي…عندها سيكون قد كرّس زعامة وطنية وديمقراطية في سوريا والمنطقة، وبخلاف ذلك سيستحق هذا النظام أن يقال فيه: في الصيف ضيّعت اللبن…أو أن يوصف بالمنبتّ، الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى…لا هو بقي في خندق المقاومة والممانعة، ولا هو تحوّل إلى ضفاف الحرية والديمقراطية…سيكون قد خسر الداخل والخارج، واستحق الرحيل من دون أسف.

نأمل أن يحجم الأسد عن الإصغاء لفئتين من "الأعداء" المتدثرين بثياب الأصدقاء…الفئة الأولى وتضم أصحاب الأصوات الأكثر تخاذلاً التي تأتيه عبر الموفدين والمرسلين من العواصم القريبة والبعيدة، وتدعوه للتفريط بموقع سوريا وموقفها…أما الفئة الثانية، فتضم "الهتيفة" و"المزايدين" الذين سبقت لهم تلاوة ذات "المزامير" على مسامع صدام حسين وياسر عرفات والعقيد الليبي، فكانوا بمثابة علامات وشواهد على طريق الخراب…لا حاجة للأسد لأن يصغي لهؤلاء وأولئك، فنبض الشارع وهتافات السوريين الغيارى أولى بالاستماع والاستجابة…بل وأقل كلفة، فهل ما زال في الوقت متسع لاستدارة تمكّن من استدراك ما يمكن تداركه، أم أن قطار المعالجات والتسويات قد غادر محطته الدمشقية ؟! …سؤال برسم الأيام المقبلة

 

0 2011-05-11 | 18:45:43
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024