http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
العلم السوري الرسمي يرفع في مؤتمر جنيف بينما لا يرفع على مقر الجامعة العربية .. ما هو شعور نبيل العربي !؟
عبد الباري عطوان – راي اليوم
العلم السوري الرسمي يرفع في مؤتمر جنيف بينما لا يرفع على مقر الجامعة العربية .. ما هو شعور نبيل العربي !؟

لا نختلف مع السيد الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي في تقويمه لنتائج مؤتمر “جنيف2″ الذي اختتم اعماله يوم الجمعة الماضي، وقوله انها كانت “متواضعة” ولكننا لا نعتقد ان الوفد الرسمي السوري الذي قاده السيد وليد المعلم وزير الخارجية يشاطرنا الرأي نفسه، خاصة بعد ان عاد الى دمشق دون ان يقدم تنازلا واحدا ملموسا على صعيد تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة مثلما كانت المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف الوطني تصر على هذه المسألة منذ اليوم الاول للمؤتمر.

ان يرفع السيد المعلم العلم السوري الرسمي امام وفده على طاولة المؤتمر، واثناء المفاوضات في الغرف المغلقة، وان تتزاحم محطات التلفزة للحصول على مقابلات معه واعضاء وفده طوال الايام العشرة من عمر المؤتمر، وان يطلب جون كيري وزير الخارجية الامريكي لقاء مباشرا معه، ويأتي الرد بالرفض حتى يعتذر الاخير عن ما ورد في خطابه الافتتاحي من اساءات للرئيس بشار الاسد، فكلها انجازات لا يمكن تجاهلها، او حتى تصور حدوثها قبل ستة اشهر فقط..

صحيح ان وفد المعارضة السورية ورئيسه السيد احمد الجربا حقق انتصارا معنويا كبيرا عندما حظي بمعاملة الوفود الاخرى، وجلس على قدم المساواة مع الوفد الرسمي في القاعة الرئيسية، ثم بعد ذلك في غرف التفاوض المغلقة، واستطاع ان يطرح وجهة نظره كاملة ويتحدث امام المجتمعين، مدعما حديثه بالصور عن انتهاكات النظام لحقوق الانسان، وتعذيب المعتقلين، ولكن الغالبية الساحقة من الحضور هم من حلفائه واعضاء في منظومة “اصدقاء سورية” التي تأسست تحت الخيمة الامريكية، اي انه كان يلقي عظاته ويبشر في صفوف المؤمنين، والموالفة قلوبهم.

***

لا شك ان خطابي النظام والمعارضة سيكونان مختلفين في المرحلة المقبلة، فالنظام لا يستطيع القول انه لن يتفاوض مع الائتلاف الوطني واعضائه لانهم “عملاء” لا يملكون قرارهم المستقل، ويفضل التفاوض مع “اسيادهم” مباشرة، كما ان المعارضة لن يكون في وسعها ان تشترط تنحي الرئيس بشار الاسد كشرط للجلوس على مائدة التفاوض في مؤتمر جنيف، وهذا في تقديرنا تحول كبير لا يجب التقليل من اهميته في الوقت الراهن.

الوفد الرسمي عاد الى دمشق، وسيجد من يرتب على ظهره تقديرا واحتراما ورضاء، ولكننا لا نعتقد ان هذا سيكون حال وفد المعارضة مع اعضاء هيئته العامة الذي استقال اكثر من ثلثه قبل انعقاد المؤتمر اولا، ومن الكتائب المسلحة المقاتلة على الارض ثانيا، التي لا تعترف بشرعيته، ويصدر بعضها فتاوى بتكفيره واقامة الحد عليه لانه تفاوض مع النظام الذي تريد اطاحته باعتباره كافرا.

المرحلة الاسهل من مؤتمر جنيف انتهت بالحد الادنى من الخسائر للطرفين، ولكننا لا نعتقد ان المرحلة المقبلة ستكون كذلك، لانها ستبدأ في البحث في القضايا السياسية الجوهرية التي سيكون من الصعب مجرد البحث فيها مثل عملية انتقال السلطة الجوهر الرئيسي للمؤتمر.

السيد الابراهيمي حدد الاثنين المقبل 10 شباط (فبراير) موعدا للعودة الى المفاوضات، فأبدى وفد الائتلاف الوطني موافقة فورية، بينما فضل وفد النظام التأني وعدم الرد بالموافقة او الرفض، ولا نستغرب ان يتقدم بموافقة مشروطة لاحقا، مثل الاصرار على توسيع الوفد المعارض، واضافة وجوه جديدة تمثل معارضة الداخل، وامتداداتها في الخارج.

المفاوضات في المرحلة الاولى او الثانية من مؤتمر “جنيف2″ ليست بين الوفد الرسمي السوري وخصمه الوفد المعارض، اي بين السوريين، وانما بين القوتين العظميين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا، وما يتفق عليه الطرفان هو الذي سيكون على رأس اجندات المفاوضات المقبلة.

***

لا نعرف ما هو شعور الدكتور نبيل العربي، واعضاء وفده، وهم يرون العلم السوري الرسمي بالوانه الحمراء والبيضاء والسوداء يرفع في مؤتمر جنيف وسط اربعين علما آخرين بينما لا يرفع على مقر الجامعة العربية، وان يجلس السيد المعلم جنبا الى جنب معه، ومع الوزير الامريكي جون كيري، وهل كان يتصور، ووزراء الخارجية العرب حدوث هذا المشهد قبل سنتين او ثلاث سنوات؟

العلامة الفارقة الابرز لمؤتمر “جنيف2″ هو في عكس الواقع الدولي الجدي والمتغير حول الازمة السورية، وابرز ابجدياته اعادة تكريس شرعية النظام السوري، ومخاطبة الامير سعود الفيصل للسيد احمد الجربا بـ”فخامة الرئيس″ في الجلسة الافتتاحية وربما تكون هذه المخاطبة خطوة متسرعة تماما مثل خطوة تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية، فلا نعتقد ان السيد الجربا سيكون افضل حظا من زعماء المعارضة السابقين، مثل الدكتور برهان غليون، عبد الباسط سيدا، جورج صبرا، ومعاذ الخطيب الذين عوملوا وخوطبوا كرؤساء، البقاء في موقعه حتى يتنحى الرئيس الاسد او يُنحى، ويحل محله بالتالي.

الشيء المؤكد ان الرئيس الاسد قد لا يترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف العام الحالي، ليس لانه لا يريد، بل لانها ربما تؤجل لعام او اكثر تجنبا للتعقيدات.

مفاوضات مؤتمر جنيف ستطول لاشهر وربما لسنوات، وكذلك الحرب الدائرة على السلطة في سورية ايضا، وعداد الموت سيستمر للأسف.

 

0 2014-02-03 | 02:40:15
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024