http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
أيام "الائتلاف السوري" باتت معدودة وليس أيام النظام السوري..؟
أيام "الائتلاف السوري" باتت معدودة وليس أيام النظام السوري..؟

عندما تشيد صحيفة “البعث” السورية الرسمية بالسيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي وتصفه بالرجل المخضرم المجرب، وعندما تنقل صحيفة “السفير” اللبنانية عن مصدر دبلوماسي غربي قوله إن السفير الأمريكي روبرت فورد هدد قادة الائتلاف السوري المعارض خلال اجتماع اسطنبول الأسبوع الماضي، بأنه سيعمل على حله إذا واصل رفضه الذهاب إلى مؤتمر جنيف، فان هذين المؤشرين يشكلان انقلابا في الموقف الأمريكي تجاه ملف الأزمة السورية على غرار الانقلاب الذي حصل تجاه المشروع النووي الإيراني.

من الواضح أن الكيل الأمريكي تجاه المعارضة الخارجية، والائتلاف الوطني على وجه الخصوص قد طفح، ليس لان القاعدة الشعبية لهذا الائتلاف في الداخل السوري محدودة للغاية إن لم تكن معدومة، وإنما أيضا لان نسيجه التنظيمي مهلهل، وقيادته منقسمة على نفسها ولا تتمتع بالاستقلالية وفوق ذلك تتصرف كما لو أنها تنطق باسم دولة عظمى.

الائتلاف تأسس في اسطنبول برعاية أمريكية ليكون بديلا عن المجلس الوطني السوري حيث وقع في الأخطاء نفسها التي وقع فيها سلفه، ولم يستوعب بالتالي المتغيرات الإقليمية والدولية، وظهور قوى ميدانية وسياسية جديدة على الساحتين الدولية والسورية، وأغلق أبوابه، أي الائتلاف، في وجه جماعات أخرى معارضة من منطلق المماحكات السياسية والشخصية وتوصل إلى تفاهمات إستراتيجية حول الهوية السورية مع قوى كردية وكأنه ضمن الحكم مسبقا مثلما ضمن سقوط النظام.

ما لم يستوعبه الائتلاف السوري أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى التي تشكل العمود الفقري لمنظومة أصدقاء سورية، تغيرت، وباتت تسقط الحل العسكري للازمة السورية من جميع حساباتها، وتفضل حلا سياسيا يقود إلى جبهة موحدة، من السلطة والمعارضة “المعتدلة”، تواجه الجماعات الجهادية الإسلامية التي تشكل الخطر الأكبر على المصالح الأمريكية واستقرار المنطقة بأسرها حسب نظريات بنوك العقول الأمريكية ودراساتها.

السفير فورد الذي لعب دورا كبيرا في دعم "الانتفاضة السلمية" في سورية، وخرق كل الأعراف الدبلوماسية عندما توجه بسيارته إلى حماة للقاء رموزها في بداياتها الأولى يعرف البلاد جيدا، ويتحدث لغتها بطلاقة، وبات المهندس الوحيد لسياسة بلاده فيها، وعندما يقول لقادة الائتلاف “إننا أنشأنا المجلس الوطني قبلكم ثم قمنا بتهميشه، وقادرون على فرطكم أيضا والإتيان بغيركم” فإنه يعني ما يقول، فأين قادة المجلس الوطني الأوائل والجدد وما هو وزنهم؟!..

***

لا بد أن تصريحات قيادة الائتلاف التي أكدت رفضها الذهاب إلى مؤتمر جنيف، وعدم الجلوس مع إيران التي دعاها الأخضر الإبراهيمي، إلى مائدة المؤتمر نفسه، والإصرار على شرط تنحي الرئيس الأسد من السلطة، هذه التصريحات استفزت السفير فورد فيما يبدو، ودفعته إلى إصدار تهديداته هذه، وفق ما تبلور لديه من قناعات جديدة تنسف ما قبلها.

اتفاق عقد مؤتمر جنيف الثاني ليس قرارا أمريكيا وإنما ثمرة تفاهم الدولتين العظميين أمريكا وروسيا حول كيفية حل الأزمة السورية، ولهذا غير مسموح للائتلاف الذي يعيش تحت خيمة المعسكر الأمريكي أن يعترض، أو يفرض شروطه لان الخروج عن النص الأمريكي المكتوب يعني زواله من الخريطة كليا، فعندما تتصارع الفيلة يكون العشب هو الضحية مثلما يقول المثل الانكليزي.

الإدارة الأمريكية كممثلة لقوة عظمى تضع سياساتها، وتصيغ مواقفها، حسب مصالحها، ولا تعير اهتماما لمواقف اقرب حلفائها إذا تعارضت مع هذه الحقيقة، فقد اختلفت علنا مع المملكة العربية السعودية ولم تأبه لـ”حردها” الأخير، وأدارت ظهرها لتركيا اردوغان ولم تغضب كثيرا لشرائها صواريخ صينية، وجمدت مساعداتها لمصر الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ولا نعتقد أن الائتلاف السوري الذي لا يحظى بأي اعتراف من قبل الفصائل المقاتلة على الأرض، بما في ذلك "الجيش الحر"، أكثر أهمية من هذه الدول الثلاث الإقليمية الكبرى.

نقطة التحول الرئيسية في موقف إدارة الرئيس اوباما تجاه الأزمة السورية في رأينا لا تتمثل فقط في إسقاط الحل العسكري، والتركيز على محاربة الجماعات "الجهادية" كأولوية تتقدم على أولوية إسقاط النظام تحت مسمى “التغيير الديمقراطي” وشعارات حقوق الإنسان، وإنما في إسقاط المعارضة الخارجية من المعادلة، والتركيز على المعارضة الداخلية باعتبارها الأكثر تمثيلا، والأكثر رسوخا على الأرض، وأكثر استقلالية وعلمانية، من حيث عدم الخضوع لقوى إقليمية خليجية على وجه التحديد.

السيد الإبراهيمي كان حريصا أثناء زيارته الأخيرة لدمشق على اللقاء برموز هذه المعارضة الداخلية، وتجاهل المعارضة الخارجية كليا، مثلما كان حريصا على محو خطيئته الأولى التي أغلقت أبواب دمشق في وجهه لما يقرب العام عندما فاتح الرئيس السوري بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

***

المبعوث الدولي لم يخطئ في الحالتين، الأولى عندما تجرأ وطالب الرئيس الأسد بعدم الترشح للانتخابات واستحق حفلة من السباب والشتائم من الإعلام السوري الذي وصفه بـ”السائح المعمر” الذي حظي برحلة ترفيهية حول العالم ويطبق السياسة الأمريكية، والثانية عندما تخلى عن هذه المطالبة معتذرا بطريقة غير مباشرة واستحق الثناء من الإعلام نفسه بعد مغادرته دمشق يوم أمس، ولقائه الرئيس الأسد مكافأة له، ففي المرتين كان يعكس مزاجا أمريكيا لا يستطيع تجاهله.

لقاء المستر فورد بالسيد قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري حتى قبل أربعة أيام، وعضو الجبهة الشعبية للتغيير السلمي “المعارضة”، كان مؤشرا على يأسه وإدارته من الائتلاف الوطني، والبحث عن بديل داخلي، وهذه ما فعله السيد الإبراهيمي، مع فارق أساسي وهو أن أمريكا لم تعد تقرر وحدها في الملف السوري، وإنما بالتوافق مع شريكها الروسي القوي.

السيد جميل ربما خسر وظيفته “الشكلية” كنائب لرئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عندما التقى المستر فورد في جنيف أيا كان الذي طلب اللقاء، ولكنه ربما كسب موقعا آخر أكثر أهمية، أي احتلال مقعد مهم في قيادة المعارضة السورية الجديدة التي يعكف التوافق الروسي الأمريكي على بلورتها خلفا للائتلاف الوطني، وبتنسيق “غير مباشر” مع القيادة السورية في دمشق مثلما تبين لاحقا.

الغزل القطري مع حزب الله والنظام السوري والبرود التركي المتنامي تجاه الجماعات الجهادية وتجميد حساباتها نتيجة لضغوط أمريكية، والغضب السعودي الملحوظ تجاه انقلاب السياسة الأمريكية، وتراجع الخبر السوري تدريجيا كخبر أول في نشرات قناة “الجزيرة” ومعه شهود العيان، وتحليلات المفكرين والخبراء العسكريين وحواسيبهم، كلها مؤشرات تؤكد أن أيام الائتلاف الوطني السوري وليس أيام النظام السوري باتت معدودة جدا اللهم إذا استمع إلى املاءات المستر فورد وطبقها حرفيا، وربما هذا لن يكون كافيا.

عن رأي اليوم

0 2013-11-01 | 22:57:42
 

التعليقات حول الموضوع ( 1 )
يامحلى النصر بعون الله خليها تفهم بهائم المعارضة
على شو لسع بدها تراهن حمير المعارضة
09:40:31 , 2013/11/10
سورية  
القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024