http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
في خطاب الأسد حصاد وفير.. هل وضع الربيع العربي أوزاره؟
في خطاب الأسد حصاد وفير.. هل وضع الربيع العربي أوزاره؟

إذا كانت حفنات الثورجيين ستصب جام غضبها على خطاب الرئيس الأسد وستصوب أنصال خناجرها لتمزيقه وإنكاره.. فإننا لن نمتدح خطاب الرئيس الأسد كيدا لهم وتعصبا أعمى للرئيس.. فهذا النوع من الخطابات لا يناسبه الهجوم ولا المديح..

من يهاجم الخطاب فلأنه لم يقدر على إنزال الهزيمة بالأسد فيمزق الهواء بالصراخ وتصبح الأقلام تكتب بعصبية حركات قرون الثيران المتوترة وهي تنزف في مصارعات الثيران.. أما المديح والإطراء السخي فلا يليق إلا ببلاط الملوك والفراعنة.. فخطابات الملوك والأمراء هي التي تكسى بالمخمل وتوشى بالقصب ومذاهب الكلام وذهبه.. لأن للملوك حاجة ماسة للمديح وانحناء ظهر اللغة وهي تقبل أياديهم المرتجفة.. ولأن قلوب الملوك تتشقق ظمأ إذا لم تشرب الثناء والشكر في كؤوس البلاغة.. وكلام رؤساء المومياء والمحنطات التاريخية وملوك الماموث وأمراء الرذيلة هو الذي يريد حقنه بالحياة وحرارة النفاق ومصول التزييف والتزوير والفياغرا كي ينهض.. ولأن زعماء الورق والصدفة الغبية الذين يجرهم تيار الزمن من ياقاتهم نحو المتاحف هم الذين يبحثون عن حبال اللغة المثقلة بالمراسي النحوية وبديباجات البيان.

ما نحتاجه للتعامل مع خطاب هذا الرجل الحديدي الذي تحدى العالم حتى الآن هو أن نبعد عنه المديح ما أمكن عندما سيهرع إليه المديح كما هرع إليه الجمهور الذي اندفع بعد نهاية الخطاب.. فالمديح يحب المنتصرين.. وما نحتاجه هو ضبط انفعالاتنا وتقييدها وحبسها في أقفاص الأضلاع مع قلوبنا.. فهذا خطاب رجل نحتاج ورشات علم اللغة وعلم المجتمع والسياسة لتفككيه ومعرفة أخلاطه ومركباته لأنه ليس صادرا عن ملك أو أمير من ملوك وأمراء الربيع العربي وسياسيي الروث العربي.. بل هو خطاب منسوج من قماش النصر ومحاك بخيطان الثقة.. إنه إعلان نهاية مرحلة الربيع العربي!!..

فعلى حدود هذا الخطاب انتهى فصل الربيع العربي البغيض.. وفي هذا الخطاب وضعت الثورة الإخوانية أوزارها وانتقلت إلى لعق جراحها.. إنه أجرأ خطاب للأسد على الإطلاق.. لأنه خطاب الشعب السوري وعصارة صموده لعامين، ولأن الأسد كان يعرف أنه يقرأ رسالة كتبها الشعب السوري وأنه زعيم هذا الشعب العنيد.. وما قرأه الأسد كان بيان شعب محاصر قرر أن يجدل من البرد أغنية من نار.. وأن يعصر من الألم النبيذ ليكون لذة للشاربين.. كان الأسد ناطقا باسم الشعب ليوصل رسالة إلى العالم.. رسالة من الشعب الذي استعمل لأول مرة في تاريخ الحروب قلوبه المرصوفة كالمتاريس بدل أكياس الرمل.. وصارت قلوبه مشاعل.. ومجامر البخور الوطني.. ووضعها على حدود الوطن كأشجار النخيل العالية وأحراج السنديان الكثيفة لتصد الرياح وعواء الذئاب.

أما الغرباء و"جيوشهم الحرة" وجبهات نصرتهم وكتائبها فكانوا يوقدون نارهم من النفط وأسرجة بني عثمان ويتمترسون خلف أكياس الرمال العربية الصحراوية وأكياس الفتاوى وأكياس اللحى.. حيث فقد الكلام العربي صوابه وشرفه وانهارت السدود الأخلاقية والوطنية.. وكأن اللغة شاخت وابيضّ شعرها وسقطت أسنانها وتجعد جلدها.. وأصيبت بالخرف والشيخوخة فصارت تهذي بالجاهلية الأولى ووأد البنات والبلاد.. وهاجمتنا بوحشية فيضانات الرذيلة والخيانة التي انفلتت من سدودها العتيقة التي بناها لنا الأنبياء وملوك الشرق العظام.. فهذا يصافح الغرب بلحيته وذاك يتبرع بلحمنا لبني عثمان..

ولكن وقفنا جميعاً في هذه العواصف وكانت صدورنا هي المواقد.. وقلوبنا هي المجامر.. ودمنا كان البخور.. وكانت المتاريس مبنية من قلوب فولاذية مرصوصة على الحدود السورية.. وفي كل الشوارع..

يبدو الآن وبشكل يقيني بعد عامين أن الأسد ليس ضعيفا بل هو أقوى مما كان.. ويبدو جليا أن شعبه لم يتعب من وقوف متاريسه "القلبية" في وجه المغول والتتار والسلاجقة والصليبيين الذين جاؤوا دفعة واحدة من كل ممرات التاريخ والجغرافيا.. ولعل عبارة "الشعب يعدهم بأنه لن ينسى" والتي قالها الأسد في خطابه نقلاً عن الشعب وتحت ضغط الجماهير هي التي تعكس القوة ورباطة الجأش الشعبي ومزاج التحدي لدى جمهوره.. فهذه عبارة لا يقولها مهزوم.. ولا يقولها من يسترحم أو من يتسول الخلاص.. هذه عبارة هي إحدى مراكز القوة في كل الخطاب الرئاسي وهي مركز ثقل رئيسي.. وهي أول مرة ترد في خطابات الأسد.. وتطفو على مياه البحر السوري الذي بدأ موجه يتحرك كالجبال..

"نعدهم أننا لن ننسى" هي العبارة التي اصفرّ لها قلب أمير وصار بلون الموز الأصفر.. وسيجف حلقه وسيطلب الماء ليكون إلى جانب سريره في الليل والنهار ليشربه في "طاسة الرعبة" وسيضع منذ اليوم تحت وسادته الحجابات والتعاويذ لتحميه.. وهي العبارة التي سيلعن بها ملك آخر من ملوك الفياغرا الساعة التي قرر فيها الدخول في معركة من هذا النوع مع شعب عنيد من هذا النوع.. و"نعدهم أننا لن ننسى" هي أيضا عبارة سيتلوها همس في الشمال السوري يقول بالعربية الركيكة: أمان يا ربي أمان.. أمان يا ربي أمان!!.

أما هناك في الجنوب.. جنوب الجولان السوري.. فهناك من يعنيه هذا الوعيد وبدأ يبني الأسوار والسياج الواقي على نافذة الجولان.. وهو سينام في ظلال القبب الحديدية ولن ينام في فراشه بعد اليوم.. فليس من المعقول أن ننسى أن أصدقاء سورية الذين اجتمعوا في كل العواصم هم في الحقيقة "أصدقاء إسرائيل" وكل هذا القتل والموت والعذاب كان من أجل إسرائيل وأمن إسرائيل.. ونحن قررنا أننا لن ننسى.. كل الدول التي اشتركت في حفلة الموت ورقصة النار.. وعلى رأسها الراقصة سالومه "الإسرائيلية" وأمها أميركا.. التي أرادت رأس يوحنا المعمدان في دمشق.. ثانية..

فعبارة "نعدهم أننا لن ننسى" ليست من صنع الأسد بل رسالة شعبه إلى الخارج.. وما الأسد إلا رسول ينقل رسالة الشعب السوري.. لكنه ينقلها في توقيت يعرف من خلال موقعه القيادي كرئيس أنه يستطيع الآن أن يترجمها بالحرف لأنه صار يقف بين زمنين يملكهما تماما هما الماضي والمستقبل.. فالشعب السوري لن ينسى.. وغضبه وحسابه قادم.. ولن ينسى أعداؤه بعد اليوم هذا الحساب.. وسيقولون.. لن ننسى هذا الغضب..

كل من راقب الخطاب ولغة الثقة وتوقيت الكلام الرئاسي يشير إلى تقارير مثيرة للقلق من أن الأسد اختار هذا التوقيت والظهور لأنه أمسك الآن بيديه أقفال الربيع العربي وصار بإمكانه أن يضع الربيع في القفص وأن يغلق عليه الأقفال في سورية.. وصل الربيع إلى سورية ليقفل عليها في زنزانات الظلام فإذا به ينتهي في الأصفاد ومرمياً خلف القضبان لا يرجو من هذه الدنيا سوى حسن العاقبة والمصير..

أما في تسلسل بنود مبادرة الأسد فيلاحظ أن أول بند هو اشتراط تعهد الخارج بإيقاف السلاح والمال وإيجاد آلية لتأكيد ذلك ليتلوه توقف عمليات الجيش السوري ليعقبه حوار وعفو.. هذا في علم السياسة شرط يضعه الطرف القوي الذي يملي وجهة نظره والطرف الذي يعرف أن هذه المعادلة السياسية لها اتجاه واحد فقط ولا تقبل السير في اتجاهين.. لأن من يمارس التخمين وفن التدويخ والغيبوبة في الأزمة السورية يضع الأشياء ضمن معادلة (البيضة والدجاجة).. من أين يبدأ الحل؟؟ البيضة أولاً أم الدجاجة؟؟.. أي من سيوقف الفعل كي يتوقف رد الفعل؟.. أي يتشاطر البعض ويقول بأن الحل يبدأ من إيقاف الجيش السوري عملياته فيوقف الممولون والحاضنون الرعاية للمسلحين (المظلومين والثائرين).. وهي قلب للمعادلة الواقعية 180 درجة.. وفي هذا تحويل دفاع الجيش العربي السوري عن الشعب السوري إلى عمل اعتداء على الشعب واعتداء على المسلحين يجب أن يتوقف.. وهو شرعنة لعمليات القتل التي قامت بها مجموعات القتلة باسم الثورة..

وهؤلاء في قلبهم لهذه المعادلة يريدونها معادلة "خديعة" كما هي عادة شخصيات محور الشر التي لا تعرف إلا الخديعة والغدر.. أي يطلب هؤلاء أن يتوقف الجيش السوري عن الدفاع عن بلاده فيما يستمر الدعم والتمويل سرا للمسلحين ريثما توجد القوى الشريرة ثغرة تمرّ من خلالها ثانية.. هذا ما يسمى في علم الربيع العربي (حصان طروادة).. فهذا الاتجاه في المعادلة يعني نفسيا أن الجيش السوري يحس بالضعف وأن الشعب وقائده مرتابون في حتمية انتصارهم فيقبلون بإيقاف هجومهم فتتخلخل صفوفهم بانعدام الثقة بأنفسهم.. أي يجري تمييع الانجاز الأمني والعسكري للجيش السوري وللدولة والشعب السوري وفي نفس الوقت يتم تحويل التقهقر والتآكل في قدرات المسلحين وأعدادهم إلى انجاز وصمود..

وفي هذا النوع من الصراعات العسكرية لا يمكن للطرف المدافع أن يقبل بإيقاف دفاعه (الهجومي) كي يوقف المهاجم هجومه.. فالمهاجم هو من يوقف الهجوم ليتوقف الدفاع.. فالمدافعون عن القلاع هم من يجب أن يستمر في الدفاع الهجومي ضد الطرف المهاجم الخارجي المعتدي.. ولا تتوقف الحرب حتى يقبل الطرف الخارجي بإيقاف هجومه.. وليس بأن يوقف المدافعون دفاعهم.. وأي قبول من المدافعين بعرض المهاجم بإدخال حصان طروادة هو المقتل نفسه.. والسياسي السوري ليس سياسيا ساذجا كي لا يفهم اللعبة.. ومن هنا يبدأ الخط الأول في معادلة لا عكوسة.. وهي تعهد واتفاق على إيقاف الدعم والتسليح والتمويل.. ليتتابع شلال الحل بسلاسة..

إن ظهور الأسد دوما يعني نهاية مرحلة وبداية أخرى وهذا ما يبدو جليا منذ بداية الأزمة السورية وأحاديث الأسد التي شكلت مفاصل الحدث السوري وتنقلاته عبر المراحل.. ففي المراحل السابقة كان الأسد يشرح للشعب الوضع الإقليمي والعالمي والداخلي وتعقيدات كل منهم ويجيب على بعض القلق والغموض في الأحداث الدولية.. لكنه اليوم ينتقل إلى توصيف النهايات ومراحلها وكيف يجب أن تبدأ النهايات والمستقبل.. وهذا الظهور مؤخرا ما هو إلا مقدمة لمرحلة لا تشبه المراحل السابقة.. وظهور يأتي بعد "حصاد وفير".. فهناك على الأرض توافر لآليات أمنية وعسكرية ومعطيات غزيرة عن كل تفاصيل المجموعات المسلحة المتقهقرة.. وهناك أيضا تفكك غريب لبعض المجموعات المسلحة.. وهناك تفاوض مع مجموعات كثيرة تطلب إلقاء السلاح.. بعضها لم يعد يريد سوى الرحمة.. وبعضها يريد محاكمة عادلة.. وبعضها يطلب عفوا من الأسد شخصيا لأسماء محددة من قيادات المسلحين.. والغريب أن بعض المجموعات التي كانت هي الأكثر صراخا وتهديدا هي من قدمت التنازلات السخية بل وقدمت معلومات مثيرة عن المجموعات الأخرى.. الرؤوس صارت تبيع الرؤوس.. وبعض الرعاة يعرضون الأغنام للمقايضة.. والجيش السوري يحصل على معلومات شديدة الدقة عن جبهة النصرة من أكثر حلفاء جبهة النصرة التصاقا بها وحميمية لها..

ومن هنا بنى الأسد مبادرته ووعد بالعفو "الحكومي" لمن يلقي السلاح من السوريين في إطار المبادرة فقط لأن ما على طاولته من طلبات العفو من القيادات المسلحة ومن أسماء لامعة وضعت عدة خطوط تحت عبارة (كان مغرراً بنا) أو (سوء تقدير وقراءة) لن يدهش البعض بل سيدهش الجميع..

ولعل الأهم أن المسرح الدولي بدأ يغير ديكورات الربيع العربي وديكورات التنحي وتحرير الشعب السوري.. الستارة أسدلت على فصل انتهى وخلف الكواليس يتم التحضير لمشهد (الخروج السلمي مطلوب ومرغوب لتجنيب المزيد من العنف).. والمخرجون وكتاب النص مختلفون على بعض التفاصيل.. مثل الفترات الانتقالية ومعانيها.. والبرلمان ومعانيه..

وبرغم كل ما قيل وتم ترويجه عن تراجعات الأسد وما قيل عن بيع للجغرافيا فإن خطاب الأسد أمسك بالجغرافيا كلها ووضع كل المقايضات في سلة المهملات.. فالجولان جولان وفلسطين هي فلسطين.. بل ووردت كلمة أراضينا المحتلة بعد الجولان وفي بطن هذه الكلمة يشير البعض إلى مولود واحد فقط هو لواء اسكندرون وهذا التسلسل يعني أن الأولوية للجولان وفلسطين ولا تنازل عن اللواء إطلاقا.. بل إن بقاء فلسطين في أدبيات الخطاب السوري هي إحالة رأس خالد مشعل إلى محنط من محنطات الزمن الماضي.. بعد أن امتلأ نفطا وثروة بدل الثورة..

سلة المهملات التي بجانب الأسد امتلأت بنفايات الخطابات العثمانية وعضلاتها والمناطق العازلة والتدخل والفصل السابع وتنحي الرئيس وتهديدات الجامعة العربية وبطولات النعاج في النطح والتيوس في السياسة.. وملأتها الأيام والساعات بأنواعها من مثل الساعات الباقية له في الحكم أو ساعات الصفر.. وغيرها.. وفي سلة النفايات رأس ساركوزي ورأس هيلاري كلينتون.. وهناك رؤوس أينعت وحان قطافها والسلة تستعد لتلقفها.. والحصاد القادم وفير.. وموسم الجني كريم هذا العام.. رغم بعض الأشواك التي ستخز أصابعنا خلال الأشهر القادمة.. ففي الحصاد تتشقق الأيدي وتدمى الراحات.. والأشواك لن توفر فرصة لإيلامنا قبل أن تتكسر.. ولا يستبعد أن يجن جنون المجانين في الأيام القادمة.. لكنه جنون الاحتضار وجنون الهزيمة وخيبة الأمل من بعد كل هذه الوعود بنزول الملائكة لتمكين حكم الشريعة فإذا بالملائكة تعتذر عن تلبية الدعوة..

في خطاب الأسد تحدث الشعب السوري بنفسه.. وتحدث المحور الدولي العظيم الناهض في الشرق من شواطئ المتوسط حتى الصين.. وفي مبادرته إدراك عميق لأن المرجعية هي الشعب ولا أحد غير الشعب.. ولذلك وضع كل شيء أمام هذا الشعب في صناديق اقتراع واستفتاء على كل شيء.. لن ينفرد بالقرار أحد إلا الشعب السوري الذي سينفرد بقرار نفسه.. وهذا ليس لأن الأسد واثق من نصره في صناديق الاقتراع والاستفتاء بل لأن هناك ثقة مطلقة بالشعب واحتراما كبيرا لهذا الشعب الوفي الذي يستحق الوفاء والعطاء والانحناء.. وهو على يقين أن ما سيختاره ويقوله الشعب السوري هو الصواب واليقين.. لأن القوة التي كانت تمسك بكلمات الأسد من الواضح أنها مستمدة من الشعب..

وسأقول رأياً هو رأيي الشخصي ورؤياي أنا.. ولا أدري إن كان الكثيرون يتفقون بها معي أو يختلفون.. وهي أنه لن يوجد في التاريخ السوري شخص سيملك هذه العواطف السورية الجامحة الجياشة ويمسك قلوب السوريين مثل الرئيس بشار الأسد.. ولن يوجد زعيم عربي سيحظى بقلب الشرق مثل الرئيس بشار الأسد لأنه ولمشيئة الأقدار ينهي إنجازه الثالث بعد أزمتي حرب العراق ومحنة لبنان.. عبر النصر الثالث في الحفاظ على أرض سورية وهوية الشرق.. وفي زمن لم يبق فيه في كل الوطن العربي من مقاوم للغرب وإسرائيل.. وفي زمن أضاع الشرق بطاقة هويته وذاكرته واسم أمه وأبيه وعنوان بيته وحقيبة ثيابه وكتبه المدرسية.. وهذا الرئيس في موقف يتحدى فيه الدنيا ويبارزها بمهارة.. إنه موقف لا يجرؤ عليه زعيم في الشرق كله.. ومن تجرأ على ذلك خسر رغم شجاعته..

إنني كنت أكتب طيلة هذه الأيام وأنا أغمس قلمي في قلبي.. أشق قلبي وأغرز القلم في أعمق نقطة من قاعه العميق حتى يرتوي القلم.. ثم أسكب ما رشف على الورق.. وأسكب حتى يرتوي الورق بدوره ويفيض.. لأنه لم يكن أمامي وأمام كل الكتاب الوطنيين في هذا الجنون والسعار إلا أن نشق صدورنا ونستخرج قلوبنا ونضعها على حدود الوطن كأشجار النخيل العالية وأحراج السنديان الكثيفة لتصد الرياح..

لكنني منذ اليوم سأغمس قلمي في قلب النصر واليقين.. وفي أعمق نقطة من قاعه العميق حتى يرتوي القلم.. ثم أسكب ما رشف على الورق.. وأسكب حتى يرتوي الورق بدوره.. ويفيض.

الصفحة الشخصية للكاتب

0 2013-01-07 | 08:15:05
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024