http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
فصل الخطاب في خطاب الرئيس الأسد
كفاح نصر
فصل الخطاب في خطاب الرئيس الأسد

لا يخفى على أحد أن الإبراهيمي حين زار سورية حمل طروحات واشنطن والغرب في حقيبته كرسائل للقيادة السورية، وكذلك لا يخفى على أحد أن زيارة الإبراهيمي إلى سورية مثلها مثل اجتماعات مجلس الأمن، تحمل للسوريين المزيد من سفك الدم، حيث إن الغرب لايزال يعيش أحلام اليقظة، معتقداً بأن بعض التفجيرات الإرهابية ستضغط على مواقف كل من روسيا والصين في مجلس الأمن، متجاهلاً تغيّر الخريطة السياسية والعسكرية والاقتصادية للعالم، وكذلك الغرب واهم جداً حين يعتقد أنه يمكن ابتزاز سورية بالإرهاب وهي التي لم ترهبها أساطيل الأطلسي حين كان الأمريكي قادراً على شنّ الحروب، ولأن الغرب بسبب مأزقه الاقتصادي والسياسي يعيش أحلام يقظة استبق زيارة الإبراهيمي لدمشق بحملة مسعورة تستهدف المواطن السوري والشعب كل الشعب، حيث وقبل زيارة الإبراهيمي استُهدف القمح السوري وإمدادات الطحين وأبراج الكهرباء ومحطات توليدها، والغاز والمازوت وحتى رغيف الخبز، فضلاً عن محاولة إثارة النعرات الطائفية بالوسائل القذرة والدموية، ولكن كما سورية فاجأت الأعداء بصمودها وقدرتها على امتصاص الهجمة، وكما جيشها فاجأ العدو وحوّل هجوم العصابات إلى مقبرة لهم، حمل الأسد معه المفاجآت الجديدة بوضع النقاط على الحروف بما يليق بصمود الشعب السوري وبسالة جيشه الوطني، وبما يليق بصور الشهداء التي كانت خلفه ترسم العلم السوري.

ولأول مرة منذ بدء الأزمة السورية يرفع الرئيس الأسد سقف الموقف الذي تميّز بالدبلوماسية الهادئة وترك بعض الأبواب المفتوحة، حيث سابقاً كان يقول لا حوار مع من يطلب التدخل الخارجي في سورية، ولكن ولأول مرة يقول لا حوار مع العبيد حيث قال: "هل نحاور دمى صنعها الغرب، أم نحاور الأصيل الذي شكلها"، ويوضح بأنه لا حوار مع أدوات الغرب، ذلك الغرب سليل الاستعمار هو الذي يرفض الحوار فعن أي حوار يتكلمون؟، ومن المؤكد أن الحديث لا يدور فقط عن أبواق الناتو الإعلامية من مجلس اسطنبول ومجلس كلينتون-الدوحة، فمن طالب بتدخل الناتو واستقوى على شعبه بالخارج لا حوار معه وهذا الأمر من المسلّمات السورية، ولكن حين يقول الأسد بأنه لا حوار مع العبيد، وأي حوار سيكون فقط مع من يدير الأدوات وعلى الغرب في حال أراد الحوار ألا يفكر بنقل الرسائل عبر أدواته من حمد آل ثاني الذي رفضت دمشق استقباله قبل أسابيع، إلى رجب أردوغان ورسائله عن الحرب والسلم، فضلاً عن آل سعود الذين تراجعوا بمواقفهم، فما كان مقبولاً سابقاً حين كان الغرب يصعد في سلم التصعيد والإرهاب ضد سورية لن يكون مقبولاً حين بدأ الغرب بالانحدار مع الضربات التي وجهها الجيش العربي السوري للعصابات، وامتصاص أضخم الصدمات وحين أصبح عامل الزمن في صالحه.

والرئيس الأسد أكد أن سورية تعلم بأن بعض النظم المحيطة ستسقط مع انتهاء الأزمة السورية وسينتهي مستقبلها السياسي، وبالتحديد نظام أردوغان، وسورية معنية بحماية شعبها وليس بالحفاظ على مستقبل أردوغان السياسي الذي تراه سورية أداة للناتو ضدها، ومن يتوهم بأنه قادر على كسر اليد السورية فهو واهم تماماً، وأي حلّ له مدخل واحد وقف إطلاق النار ووقف إرسال العصابات والسلاح إلى سورية، ولا يقبل أي حلّ هدفه الحفاظ على كرسي أردوغان أو الحريري أو ماء وجه نعاج النفط وغيرهم، فدماء السوريين لن تذهب هدراً ومن هدر الدم السوري يجب أن يدفع الثمن كي لا يكرر جريمته، وإذا كان أردوغان بخطاباته عن السلم والحرب يعتقد نفسه سيداً يمكن أن يحاور السوريين تحت النار، فالأفضل له ألا يعيش في أحلام اليقظة، لأن سورية وكما قال رئيسها في حالة حرب بما للكلمة من معنى.

ويبقى الأهم في خطاب الرئيس الأسد هو دور سورية، ومن توهم بأن سورية تتخلّى عن دورها في المنطقة، أو أن دورها أصبح ضعيفاً، فهو مشتبه ومثله مثل من يصدّق بأن حمد آل ثاني يملك قراره السياسي، وكما كانت سورية سنداً للمقاومة ستبقى، ومن كان يعتبر سورية فندق استجمام وغادرها مثله مثل الذي خان سورية من السوريين، فهروبه كان أفضل من وجوده لأن الوطن لمن يدافع عنه وليس لمن يتوسل الناتو لقصفه، والدعم السوري للمقاومة لا يتوقف على شخص أو متشرد، بل دعم المقاومة هو خيار إستراتيجي لسورية ولا تفاوض على دور سورية في المنطقة، ولا على حجمها.

ويبقى الأهم أن الرئيس الأسد حسم الجدل الدائر حول مبادرة جنيف، ووضع التفسير الوحيد المقبول سورياً، ولا داعي لكي يتذاكى الأمريكي باللعب على التفسيرات، فأي مبادرة حتى لو أجمع العالم عليها وتمسّ السيادة السورية هي غير مقبولة، ومن يريد اللعب بالتفاصيل عليه تعلم السباحة، وحسم الرئيس الأسد سبقه حسم الروس موقفهم على لسان الرئيس بوتين حيث لا حل إلا حل وقف سفك الدم السوري، ولا يمكن تفسير المبادرات كما يشتهي الأمريكي فإما أن يقبل بالحل المقبول سورياً أو ليتحمل نتيجة فشل الحوار السياسي.

 

وكون خطاب الرئيس الأسد جاء بعد أن تمكن الجيش السوري من امتصاص كبرى الضربات التي هدّدت الأمن السوري، وبعد أن استعرض سلاح الصواريخ السوري بعض خفايا وأسرار سورية تحت عين الأقمار الصناعية الأمريكية، وبالتزامن مع أكبر مناورات استعراض عضلات روسية في محيط تركيا، فمن المؤكد أن المرحلة القادمة هي مرحلة التعامل مع إدارة أمريكية قادرة على اتخاذ القرار، والإدارة الأمريكية التي يمكنها اتخاذ قرار الأجدر بها أن تأخذ العبرة من الإدارات السابقة وترسل الأدوات إلى سورية للاعتذار وليس للتفاوض فلا تفاوض مع الصغار، وإذا أراد الغرب الاستمرار في حربه الشعواء على سورية سنستمر بالتصدي للإرهاب وقادرون على الانتصار عليه، ولكن هل يمكن للغرب تحمّل نتائج دعمه للإرهاب الدولي وهل يمكنه أن ينتصر عليه حين يرتد إلى صدره، ربما هذا ما ستجيب عنه مفاجآت حفل استقبال الإدارة الأمريكية الجديدة حين تأتي، ولكن من المؤكد أن الكرة أصبحت بملعب الأمريكي، فسورية وحلفاؤها أصبحوا على قناعة بأن الغرب لا يريد التفاوض وما عليهم سوى البحث عن وسائل للتفاوض مع الغرب باللغة التي فهمها بالأمس وسيفهمها بالغد، فهل سيجازف الأمريكي بعد أن بدأ السوري يقلع شوكه، لا يهمّ ولكن المؤكد أن سورية دخلت عام انتصارها شاء من شاء وأبى من أبى، وستبقى حرة سيدة مستقلة وستخرج أقوى مما كانت فلا مساومة على ثوابت الوطن والسيادة.

جهينة نيوز

0 2013-01-07 | 00:28:54
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024