http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
سقط نظامهم ...بقي نظامنا
محمد سعيد حمادي
سقط نظامهم ...بقي نظامنا
أما وقد هرب بعثيّو المناصب العليا في الدولة كلٌّ إلى وليّ نعمته الفرنسي أو السعودي أو القطري أو الأميركي أو سواه ومنهم من ينتظر حتى يحين أجله، وأفصح بعثيّو مروان حديد (إشارة إلى قوله عند استلام البعث السلطة في الستينيات من القرن الماضي من أن البعث قطار يجب ركوبه وفصل الرأس عن باقي المقطورات) عن انحيازهم النهائي لحظائرهم الطائفية والمذهبية والإثنية والعشائرية وغيرها ومنهم من يؤجّل إعلانه لأنه لم ينجز مهمته في التدمير والخراب، واصطفّ حزبيّو الجبهة الوطنية التقدمية المظفّرة وعلى رأسهم ركّاب البعث ليكتبوا معلّقات التباكي على البلاد بشكل يضمن لهم مقاعدهم الانتهازية الجديدة التي قالت لهم عرّافاتهم المصالحية أن التغيير قادم لصالح أسياد جدد يحضّرون لهم تقارير جديدة عن الولاء لـ "الثورة" ومناهضتها. أما وقد سقط الجميع ولم يجد البعث من انتهازييه بضع عشرات من بين عشرات الآلاف ومئاتها في كل محافظة سورية على حدى من يدافع عن مراكزه ومقرّاته المنهوبة المدمّرة والمحروقة فأعلنوا يباسهم وتساقطهم وأنهم لم يكونوا إلا مجرد أرقام تستفيد من نعم السلطة وترهن نفسها لمن يضمن لها نعمًا أو فتاتًا جديدًا. أما وقد كان الذين تآمروا على مكتسبات الشعب السوري وباعوها بأبخس الأثمان هم أول من تخلّى عن النظام عند أول هزّة سياسية. أما وقد حدث كلّ هذا السقوط للمنظومة التي كانت مبنية بعناية من مجموعة القوى المتحالفة مع "إسرائيل" وكانوا ضمانة لحلف الأعداء من إمكانية تحول سوريا إلى دولة صاحبة قرار تاريخي مستقل لتصبح خطرًا على مشاريعهم الشيطانية،.. فإن النظام القديم الذي كان مبنيًّا على المصالح الخصوصية والتسلّط والنهب والفساد والظلم والمحسوبيات والتفرقة الطائفية والعرقية وغيرها قد سقط سقوطًا مدويًّا لا رجعة عنه أو إليه كما يظن بعض الموالاة ومن تبقّى في عربة البعث المصلحي، لأن هذا النظام هشٌّ بطبيعته ويسقط من رذاذ مطر خفيف فكيف الحال وقد حلَّ شتاء قاس وتجمّعت عليه غيوم الكون وأمطاره برعودها وبروقها وأعاصيرها وقد سقط بالصعقة الأولى التي كان ينتظرها جميع من راقب العربة الهرمة الصدئة.
نعم .. سقط النظام الذي وقفنا بوجهه وتحديناه وشتمناه عقودًا، ووقف بدوره بوجهنا وأذلّنا وأهاننا. وقفنا بوجهه الهارب الساقط اليوم لنعزز وندعم وجهه الآخر الذي طالما كنّا كسوريين في سوريا الطبيعية كلها مدافعين عنه وحتى الموت، وهو ما كان يبدو تناقضًا للكثيرين ممن لا يعرفون بنية النظام في سوريا وتركيبته، والوجه الآخر للنظام هو هذا النظام الذي بقي اليوم ويلتفّ حوله الأحرار من أبناء سوريا والعالم العربي. هو النظام الذي يقف بكل عناد وشجاعة ضدّ المخططات الأميركية الصهيونية ومن والاها وتبعها، متمسّكًا بحقّنا في الوجود والصراع من أجل استعادة حقوقنا القومية وكرامتنا، داعمًا للمقاومة وباذلاً كل ما يستطيع من أجل قوّتها واستمرارها وانتصارها، مقاتلاً حتى النفَس الأخير دفاعًا عن التاريخ، متحديًّا أعتى المؤامرات والدول الصانعة لها وواقفًا كصخرة أسطورية عنيدة بوجه أمواجها المتلوّنة بحرية الشعب تارة والانتقال الديمقراطي للدولة تارة وغيرها وغيرها.
بان الرشد من الغيّ إذن، فالغرب و"إسرائيل" وأعوانهما في الداخل والخارج يريدون الإبقاء على ذاك النظام الصدئ برموزه وأركانه وأدواته التي أسفرت عن وجهها، وزوال هذا النظام الذي بقي صامدًا ويؤرّق مناماتهم وينسف حساباتهم. وهنا تسقط كل الحسابات السياسية والأنانيات الحزبية والتصنيفات بين معارضة وموالاة وينهض فرز جديد يحدد مسارات سياسية وعقائدية واجتماعية جديدة ويقوم بوطنية صاعدة أعتقد أنها قيد التشكّل، وهو إما أن نكون مع سوريا الوطن أو نكون مع أعدائها الذين يشنون حربهم القذرة على حضارتها وتاريخها ومستقبلها ويريدون تقسيمها وتدميرها. وأن نكون مع سوريا الوطن أي أن نكون معها كلها أرضًا وشعبًا وجيشًا وقيادة أي نظامًا مقاتلاً مقاومًا للهيمنة الأميركية الصهيونية، ومهما بلغت التضحيات. فحرية بلادنا واستقلالها وقرارها الحرّ تهون أمامها "نفوس كرام"
عربي برس
0 2012-12-29 | 08:40:30
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024