نشرت مجلة "تايم" الأميركية تقريراً تحت عنوان "جمود حلب القاتل"، تناولت فيه الكاتبة رانيا أبو زيد ما شاهدته في جولة ميدانية بأحياء مدينة حلب التي طالتها قبضة الدمار، في حين تحدثت عن ذلك الجمود العسكري الذي يلقي عباءته على المدينة، والأسباب التي تقف وراء هذا الجمود. واستهلت المراسلة تقريرها بصورة مقفرة من شارع "بستان الباشا"، وقالت إن القطط الضالة هي الوحيدة دون سواها التي تستطيع أن تتجول بين ركام المباني المهدمة وأكوام القاذورات، أما المقاتلون الثوار فيحاولون تجنب طلقات القناصة التابعين للقوات النظامية.
ولفت التقرير إلى أنه لم يبق في الحي، الذي احتضن في السابق الطبقة العاملة من مسلمين سنة ومسيحيين، سوى عدد قليل من المواطنين. فقد كانت حلب موطناً لمليوني شخص من أصل 23 مليون يعيشون في سوريا. هذا وقد تحولت المدينة إلى جيوب يتقاسمها الثوار والجيش السوري، في ظل جمود قاتل، نجم عن العديد من الأسباب، منها ذلك الجمود الدبلوماسي على المستوى الدولي.
واشار التقرير إلى أن ذلك الجمود الذي يخيم على بستان الباشا، على غرار باقي الجبهات بحلب، أدى بالعديد من الثوار إلى أن يشعروا بالملل؛ فالقتال في هذه المناطق انحصر في حرب القناصة وانعدام فرص الاشتباك بين الطرفين. ومن ثم فقد بدأ الصبر ينفذ من هؤلاء الثوار، مما حملهم على التفكير في الانتقال إلى جبهات نشطة في مناطق أخرى. ولكن بعضهم يعزو عدم إحداث تقدم بتلك المدينة إلى افتقارهم إلى الأسلحة والذخيرة الكافية.
واكد التقرير أن حروب الشوارع لم تُكسب الثوار مزيداً من الأصدقاء، فسكان حلب لم يتحمسوا أبدا لمقاتلي المعارضة الذين يأتون في معظمهم من قرى صغيرة يطغى عليها السنة المتدينون، مشيراً إلى أن هناك قلقا متزايدا من أن يصبح الثوار أكثر طائفية.
وكالات