http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
مؤتمر "الإنقاذ" في دمشق... بين الترحيب والتشكيك
طارق العبد

في اليوم التالي لـ«المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا» الذي جمع أطياف المعارضة السورية في الداخل، في قلب العاصمة دمشق، بدأ المعارضون يلتقطون أنفاسهم ويراجعون ما حصل في الحدث الذي انتظروه طويلاً.
ثمة اتفاق على نجاح الضمانات الروسية والصينية في إنجاح المؤتمر، فلم يقترب النظام أو يعرقل عقده، باستثناء اتهام «هيئة التنسيق» للسلطات السورية باعتقال ثلاثة من قيادييها.
ونجح المعارضون في طرح رؤى عديدة لتقديم حل سياسي في البلاد. رؤى تباينت بين كلام الأحزاب السياسية التقليدية وكلام النشطاء الشباب، رغم أنها اتفقت على ضرورة الإسراع بالحل ورفض الطائفية والتدخل الخارجي.
لكن أطرافاً أخرى في الشارع السوري، المتعدد الاتجاهات، لم تكن راضية بالمطلق عما جرى، فالداعمون للحراك المسلح والرافضون لدور هيئة التنسيق يعترضون بالمطلق، فيما تباين دور الإعلام بين متجاهل ومن احتفى بالمؤتمر. وهكذا دخلت عدسات القنوات الرسمية السورية وصحافيوها وتجولوا بين المعارضين كأي وسيلة إعلام أخرى، لكن مواكبتهم للحدث بقيت فاترة مقارنة مع اهتمام الإعلام الخاص بالحدث، حيث ركزت عدة وسائل إعلام على كلام المعارضة حول ضرورة تقديم حل سياسي ينقذ البلاد.
في المقابل، كان لافتاً الاحتفاء الإعلامي العربي بالمؤتمر، وحتى من وسائل إعلام وصفت بالمعارضة للنظام السوري مثل قناة «الإخبارية» السعودية. وشهدت قاعات المؤتمر، أمس الأول، حضوراً إعلاميا بارزاً لروسيا والصين وإيران التي واكبت مختلف قنواتها الحدث، وأجرت لقاءات مع شخصيات معارضة، وجه بعضها رسائل مبطنة للإعلام الموالي للسلطة السورية.
وأبدى ناشط في «الحراك الشعبي»، فضّل عدم ذكر اسمه، ارتياحاً لعقد مؤتمر في قلب العاصمة السورية، يطرح سبلاً للحل.
وعن الرعاية الروسية، يشير الناشط، الذي يصف نفسه بالمقرب من فكر «هيئة التنسيق»، إلى أن الدعم الروسي كان مطلوباً لإيجاد جهة تضغط على النظام للسماح بالحراك المعارض من دون أن يعني ذلك، حسب قوله، القبول بالطرح الروسي لعقد مؤتمر في تشرين الأول المقبل، يجمع أطرافا من المعارضة بالنظام في ما يشبه الحوار، على أنه تمنى لو نزل هؤلاء المعارضون للشارع وعملوا مع القوى التي تصنع الحدث المعارض، فربما تمكنوا من فهم الكثير عن الحراك الشعبي.
ويلفت الشاب إلى غياب القوى الشابة عن المؤتمر، وهو ما أشارت إليه الناشطة كفاح علي ديب في كلمتها ضمن المؤتمر أمس الأول.
بدوره، يرفض ناشط آخر في دمشق فكرة المؤتمر ككل، باعتباره تحت سقف النظام، معتبراً أن «المعارضة الحقيقية هي التنسيقيات والمتظاهرون الذين يتم تجاهلهم تماماً، كما يتم تجاهل الجيش الحر وحضوره في الشمال والشرق، وإثباته لوجوده، فيما تستمر هيئة التنسيق بنداءاتها السلمية والداعية للحوار مع النظام والتفاوض معه»، مشيرا إلى ما قاله المعارض ميشيل كيلو عن خيانة المعارضة التي تقبل الحوار مع النظام.
ويشير الناشط، في المقابل، إلى أن «المجلس الوطني ليس أفضل حالا، فهو لم يقدم أي شيء سوى التصريحات والتنقل من مؤتمر إلى آخر، ففي الحقيقة ليس هناك فرق كبير بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني فكلاهما متفوق بالكلام».
في المقابل، يعتبر ناشط في الحراك السلمي، تابع «مؤتمر الإنقاذ»، أن «الكلام عن افتراق بين خطاب الشارع والخطاب السياسي أمر طبيعي، فخلال العام ونصف العام من عمر الثورة اعتدنا على شخصيات معارضة تردد هتافات الشارع، إن لم تزايد عليها، فيما المطلوب هو قيادة هذا الحراك الشعبي وتوجيهه إلى الطريق الذي يجنّب البلاد الموت والدمار، وبالتالي لا بد من إثبات دور للمعارضة السياسية التي فتحت الأبواب لجميع التيارات المعارضة في الخارج، لكنها رفضت الحضور بحجة الدعم الروسي. ولم تكتفِ بذلك بل زايدت على مسألة اعتقال قياديي الهيئة، معتبرة أن الأمر مجرد ترويج إعلامي للهيئة أو رفع لأسهمها تمهيداً لإجراء حوار معها، وهو ما أعلنت هيئة التنسيق والعديد من أطراف معارضة الداخل رفضها المطلق له وإصرارها على إسقاط النظام بكل رموزه».
ويبدي الناشط، الآتي من حلب، دعمه لفكرة عقد مؤتمر دولي يجمع مختلف القوى الداعمة والمناهضة للنظام للضغط باتجاه بدء عملية انتقالية سياسية، «من دون أن يعني ذلك إجراء الحوار مع السلطة، إلا مع إعلانها الرسمي عن بدء انتقال السلطة وعندها يمكن التفاوض مع أركان في الدولة لم تتلطخ أيديهم بالدماء».
في المحصلة، انتهى مؤتمر المعارضة، وبدأت التحضيرات لمؤتمر آخر يجمع قيادات وتيارات استبعدت من «مؤتمر الإنقاذ»، ما يفتح الباب على حراك سياسي معارض في البلاد، حراك ينتظر منه الكثير مع التزايد اليومي لشلال الدم السوري.
 السفير

0 2012-09-25 | 12:41:42
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024