http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
إلى واشنطن.. الصراع مع سورية وليس مع روسيا
كفاح نصر

قبل ست سنوات كانت مجموعة الثماني مجتمعة في موسكو، وخلال الاجتماع أعلنت إسرائيل العدوان على لبنان، وبصمت وحياد روسي، رغم أن الحرب كانت تستهدف موسكو وإمدادات الغاز الروسي، ولكن الروسي سمح للأمريكي بدخول باب جهنم، لأن الأمريكي كابر في مفاوضاته وفي اعتبار نفسه قطباً أوحد، وكابر في أحلامه وثقته بقوة الجيش الصهيوني، ولم تمضِ أسابيع حتى قفزت مبيعات السلاح الروسي إلى أرقام قياسية بعد خسارة الكيان الصهيوني الحرب، وحتى سماحة السيد حسن نصر الله أشاد بالسلاح الروسي بما للكلمة من دلالتها، واليوم يتكرر المشهد، ويتكرر التعنت الأمريكي، حيث قررت روسيا سحب مبادرتها من مجلس الأمن بعد أن أسقطت المبادرة الغربية بالفيتو المزدوج، وقالت للأمريكي: تقاتل مع الأسد كما تريد وعندما تربح النزال (تعال فرجيني وجهك)!!.

 

                 

 

سارع الأمريكي لدفع باكستان لمبادرة بديلة تؤمن له خط العودة، فالتنازل عن مهمة كوفي عنان ورطة كبرى للأمريكي، وكانت المهلة شهراً جديداً لمهمة كوفي عنان، فهل يستطيع الأمريكي أن يحسم في سورية خلال شهر ما عجز عنه خلال أكثر من ثمانية عشر شهراً؟!.

 

 

رسائل أمريكية وسورية

 

 

الأمريكي سارع بإرسال رسائله، وبعد أن هدّدت واشنطن عبر كلينتون بالهجوم الكبير بدأت عملية ما يسمّى "بركان دمشق"، وبالتوازي مع ذلك بدأ اللعب على الوتر الطائفي والتلويح بساعة الصفر، والتلويح بملف السلاح الكيماوي السوري، كتهديد بتسليح المعارضة بالسلاح الكيماوي السوري، ولم يتأخر الرد السوري، إذ أكد السوريون أن السلاح الكيماوي سلاح كسر عظم لا يمكن استعماله بالداخل لقدراته المرعبة، وهو مخصّص للاستعمال الخارجي عندما تتعرض سورية لعدوان، وبالتالي سورية جاهزة بدءاً من مواجهة العصابات وصولاً إلى أي حرب تفرض عليها، فقام الأمريكي وببغاءاته بالتعليق على تصريحات الخارجية السورية، لعله يلمس تردداً أو خوفاً سورياً، فكان تصريح وزير الإعلام بأن الكلام مفهوم وأُخذ بغير معناه ولن نسحب التصريح، (ويلي ما فهم يفهم)، تأتي هذه التطورات مع اقتراب واشنطن من الكشف عن مفاجآتها الكبرى.

 

 

الأمريكي والحرب..؟

 

 

أن تقوم واشنطن بشن حرب على سورية قبل العام المقبل أمر مستحيل، ولكن هناك في الإدارة الأمريكية من يتساءل: ماذا لو تصرفت دمشق على أنها ستتعرض لهجوم في العام المقبل، ستكون واشنطن بذلك دخلت بمغامرة غير محسوبة النتائج ومغامرة قاتلة جداً، أسوأ من (الضربة الاستباقية لمشروع العدوان على لبنان وأسر الجنود الصهاينة)، ولهذا يجب التصرف بعقل، وهذا ما يظهر جلياً في التخبّط الأمريكي، الذي لا يملك إرادة تحريك كل العصابات المسلحة في سورية دفعة واحدة.

 

 

التهديدات الصهيونية..!

 

 

التدخل العسكري الإسرائيلي وبغض النظر عن توازن القوى المرعب جداً أمر مستحيل تماماً، والسبب أن أي تدخل صهيوني سيقضي على المشروع الأمريكي من المحيط إلى الخليج، فواشنطن أذكى من أن تضع زعماء "الربيع العربي" وخنازير النفط في هذا الاختبار وفي هذا الوقت، ولا تملك الجرأة على تحويل الرئيس السوري خلال أيام إلى بطل قومي إسلامي أممي، وتسقط تضليلاً إعلامياً كلفها عشرات مليارات الدولارات وبالكاد حقق بعض النتائج، ويبقى الأهم أن الحرب مع سورية يمكن أن تبدأ بها إسرائيل، ولكن لا يوجد في العالم من يمكنه أن يوقفها إلا السوريين القادرين على خوض حرب استنزاف لسنتين، وبالتالي تصريحات الجانب الإسرائيلي (كلب ينبح ولا يعض)، ولكن التهديدات الصهيونية تعتمد بالذات على انهيار الجيش السوري في حال نجح الأمريكي بإشعال سورية طائفياً، أو في حال تجرأ الأمريكي على محاولة إشعال سورية طائفياً، ولو كان قرار الحرب الصهيوني بيد تل أبيب لقاموا بالرد على قذائف هاون استهدفت وزير حربهم، ولكن الجميع يراهن على إشعال سورية طائفياً، ويتناسى أن الحرب الشاملة أقل كلفة على السوريين من السماح بحرب طائفية، والأمريكي يدرك أن سورية لا تهدم المعبد في صراع داخلي لكنها تهدمه في صراع على مستوى المنطقة، وقد وصلت الرسالة!!.

 

 

مفاجآت واشنطن..؟

 

 

يمكن لواشنطن أن تضخ آلاف المسلحين، ويمكن لواشنطن أن تشعل مناطق طائفية، ويمكن لواشنطن إعادة السيطرة على أحياء في دمشق، واستنزاف القوات السورية، ويمكنها فعل الكثير إلا أمراً واحداً ستعجز واشنطن عن فعله، ولو كان بيدها داخل سورية 100 ألف مسلح، ولو تبدل الموقف الروسي والصيني، ولو تغيّرت موازين القوى، لا يمكن لواشنطن ومن المستحيل أن تستطيع "التحكم برد الفعل السوري على أي فعل تقوم به"؟!.

 

 

وقبل ساعات على موعد ساعة الصفر ما بين 25-26 من هذا الشهر حسب مصادر العصابات أو حسب المصادر الغربية نهاية هذا الشهر، تدرك واشنطن أن اللعب أصبح على حافة الهاوية، وتدرك أنها لا تملك قرار الميدان، وكما ندرك أن لديها مفاجآت، هي تدرك أن طريقها مسدود ولكن لا تدرك ماهية المفاجآت القادمة، فكل المفاجآت التي قدمها الجيش السوري جزء صغير مما يمكن أن يقوم به في حال فقد الأمريكي عقله، وعلى الأمريكي أن يتذكر جيداً كيف تمّ أسر الجنود الصهاينة في جنوب لبنان، وعليه أن يتذكر أن هناك دولاً عظمى غيّرت عقيدتها الإستراتيجية وأتاحت لنفسها توجيه ضربات استباقية أمنية وعسكرية للدفاع عن أمنها القومي، وهاهي القوات السورية تفاجئ الأمريكي بتوجيه ضربات استباقية لعصابات تعتبر العمود الفقري لساعة الصفر، وتعتقد واشنطن أن دمشق لا تعلم بها؟!.

 

 

الرسائل السورية المرعبة

 

 

إضافة إلى الرسائل الحازمة التي أطلقتها الخارجية السورية، جاءت رسائل ما بعد تفجير مبنى الأمن القومي المرعبة، وبحسب مصدر تركي مطلع، فإن الأتراك حين كانوا ينشرون الأكاذيب عبر وكالة أنباء الأناضول التي عوضاً عن نشر خبر تعيين رئيس أركان جديد للجيش السوري، نشرت الخبر على أنه إقالة وزير الدفاع الجديد وبأسلوب طائفي لا يعادله بالقذارة إلا تصريحات أردوغان، وكان التركي كمن يكذب على نفسه، وحين كذب التركي على نفسه كان الأمريكي يراقب بحذر رد الفعل السوري على الجريمة الإرهابية في مبنى الأمن القومي، ومثله الإسرائيلي في حين بقي التركي خارج السرب، ليصحو الجميع على سلسلة تعيينات مرعبة أكثر من المناورات الصاروخية السورية.

 

 

فلا يخفى على أحد أن الأمريكي والأوروبي والصهيوني وببغاوات أمريكا في المنطقة، يخيفهم في سورية إلى جانب الجيش والشعب بضعة قادة رجال، منذ بداية الأزمة أسماؤهم على الإعلام الأصفر، وطالتهم العقوبات الغربية والإشاعات، ويقول البعض إن هؤلاء الضباط تسبّبوا لواشنطن ليس فقط بالصداع بل بالجنون، وهم (فهد جاسم الفريج، علي عبد الله أيوب، علي مملوك، رستم غزالة، حافظ خلوف)، الآن هؤلاء الضباط وجهاً لوجه مع الأمريكي، والأمريكي بدأ بعضّ أصابعه ندماً على التفجير الإرهابي في مبنى الأمن القومي، كما قبله الإسرائيلي عض أصابعه ندماً على اغتيال القائد الشهيد عماد مغنية.

 

 

وعلى واشنطن أن تقرأ رسالة الخارجية السورية ورسالة تعيينات القادة السوريين جيداً، وكذلك عليها أن تقرأ معاني سحب مشروع القرار الروسي من مجلس الأمن، حيث إن روسيا قد يصل بها الأمر إلى أن تؤيد مشروع قرار غربي ضد سورية وتقول لواشنطن تفضلوا إلى الجحيم، ومن الممكن لروسيا أن تغيّر موقفها من سورية وتقول لواشنطن هذه هي أبواب جهنم مفتوحة لكم، ولكن لليوم مازالت روسيا تتمسك بالحل السياسي، ولأن موسكو تدرك أن الأمريكيين يعلمون جيداً بأن سورية ليست العراق ولا أفغانستان ولا ليبيا، وفي النهاية سيتصرفون بعقل، وعلى الأمريكي أن يتصرف بعقل لأن عدم التصرف بعقل سيفقده عقله، والأهم.. عليه أن يعلم أن سورية لا تراهن على العقل الأمريكي بل على العقل السوري، بل وعلى واشنطن أن تدرك أن صراعها مع سورية وليس مع روسيا!!.

 

جهينة نيوز

0 2012-07-28 | 22:27:39
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024