http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
في سوريا فقط المثقف "الإله" لا يعتذر وإن اعتذر الأمريكان!
عربي برس - أمجد اميرالاي

لم يعد للمثقف السوري "اليساري" المُعارض تلك الهالة, وإن شئتم "القدسيّة", التي كانت له قبل دخول سوريا في نفق الإرهاب المنظّم, وهي قدسية امتزجت بالشفقة والتعاطف بسبب الظلم الذي لحق بالمثقف –تحديداً المعارض- من قبل السلطة. فالهالة و"القدسية" التي كادت تكون ميزة للمثقف, منحه إياها المجتمع لاعتقاده(ربما) بضرورة الحفاظ على هيبته ومكانته باعتباره يمثل ضمير الشعب, سقطت سقوطاً مدوياً في امتحان الوطن.
كان لوقع أسماء: ميشيل كيلو, ياسين الحاج صالح, برهان غليون, صبحي الحديدي... الخ, في الأذن رنيناً خاصاً, فكثر هم الشباب السوريون المتابعون للشأن الثقافي الذين واكبوا النتاج الثقافي لبرهان غليون واعجبوا به إلى أن رفعوه لدرجة لم ينل مثيلها في الجامعات الفرنسية التي يدرّس فيها, بيد أن إطلالات بسيطة له في الفضائيات التي يعتبرها غالبية السوريين أنها تقتات على دمائهم مثل "الجزيرة" و"العربية" كانت كفيلة بتحطيم المكانة الرمزية لبرهان غليون في الوعي الجمعي لغالبية السوريين, فكيف ستكون الحال إذا ما كانت تلك الإطلالات مترافقة مع كونه رئيساً لمجلس "وطني" يطلب من لجنة المراقبين العرب(في ما مضى) البحث عن الدبابات في مداخل البنايات في حمص حيث يخبئها النظام السوري؟! وكان هذا الطلب وحده فضيحة مدوية شغلت الشارع السوري أياماً تندراً وتفكهاً تارة واستهزاء بغليون وسذاجته السياسية تارات أخرى.
كثيرة هي الأقلام التي تناولت برهان غليون في نسخته اللاوطنية, والمقالات التي تناولته نقداً وتشريحاً أصعب من أن تُحصى, لكن يبقى الكاتب السوري المتميّز نضال نعيسة من أكثر الكتّاب الذين واكبوا انحرافات غليون وموبقاته بحق الوطن والمواطن السوري وذلك في عدد من مقالاته التي نشرها في موقع فينكس, منها:"برهان غليون آخر كرازيات الشرق الأوسط" و"لماذا بق برهان غليون البحصة" و"اضحكوا على دبابات برهان غليون", ويمكن الإشارة هنا إلى ماكتبه المُعارض خليل الحسيني عن غليون, وقد كان الحسيني قيادياً في جبهة "الخلاص الوطني" سابقاً.
فيما لاحظ كتّاب آخرون غلبة الاثنيه التركمانية لدى غليون على وطنيته السوريّة, إذ سرعان ما أعلن ولاءه للعثمانيين الجدد, وصار مجرد قواد (والتعبير مُستقى من آلام السوريين في الفيسبوك) لدى حلف الأطلسي يستجديه قصف سوريا! فكان برهان غليون في هذا المطلب شأنه شأن معظم أبناء المستوطنات العثمانية المتواجدة في سورية.
"ميشيل كيلو: اخرس اخرس .. قُبحت من مثقف.. ثكلتك الكلمات" بهذه العبارة اختتمت الإعلامية السوريّة وفاء قسوم خاطرة لها دونتها في صفحتها عبر الفيسبوك, عقب سماعها لإحدى مداخلات ميشيل كيلو في إحدى قنوات الدم إثر تفجير إرهابي كان قد ضرب العاصمة, وبقدرة قادر علم كيلو(مثله مثل جورج
صبرة وبسام جعارة ورامي عبد الرحمن, في هكذا حالات) المقيم في باريس أن من قام بالتفجير هو النظام!
قبل وفاء قسوم كان أكثر من ناشط وكاتب سوري انتقد ميشيل كيلو في أكثر من مكان ومناسبة, لا بل إن أحد رفاق ميشيل في السجن وهو من الساحل السوري (سُجن ميشيل قرابة العامين في المرة الأولى أواخر سبعينات القرن الماضي فيما صديقه الراوي أمضى عقداً ونصفاً في المعتقل) يفيد "عربي برس" بأنه امتعض جداً لدى رؤيته صديقه كيلو عبر إحدى فضائيات الدم يعلن سروره وتشفيه بالتفجيرات التي تضرب دمشق, ليتساءل الصديق: "معقول؟! معقول الأستاذ ميشيل الرمز والصديق ينزل إلى مستوى الأحقاد الشخصيّة؟! هل يعقل أنه لا يرى مؤامرة محيقة بسوريا؟ هل يضمر حقداً أعمى بصره وبصيرته؟! أليس بمقدوره الترفع عن الأحقاد قليلاً؟", ويضيف صديق ميشيل كيلو: "كون حقيقة النظام السوري مجرماً لا يبيح للمثقف خاصة ميشيل أن يكون مثله إن لم يكن فاقه إجراماً! صُعقتُ عندما سمعت تصريحاته ورأيه.. تمنيتُ لو لم أره.. ".
لم يسلم ياسين الحاج صالح من نقد الآخرين له وتعبيرهم عن امتعاضهم من أحقاده التي انفجرت دفعة واحدة بحسب رأيهم, إلى أن صار يدّعي البعض (مُبالغاً) أن الحاج صالح يقود عصابة من مخبئه في حرم السفارة الأمريكية (بداية الأحداث في سوريا لجأ كل من ياسين الحاج صالح والسيدة رزان زيتونة وغيرهما إلى السفارة الأمريكية التي آمّنت لهم سكناً في شقة أحد دبلوماسييها, ومن هناك كان ينسجان أكاذيبهما بخصوص سلمية الثورة ويبثان أحقادهما, وفي مطلع الأزمة اختصّت رزان زيتونة في ذكر أرقام الضحايا بشكل يومي وتخييلي, من البدهي أنها لم تكن تذكر ضحايا الجيش والأمن ولا الضحايا إذا ما كانوا من الطائفة العلويّة!).
ياسين الحاج صالح هو من ألصق تهمة الطائفيّة بنفسه( فعلها صبحي الحديدي من قبله), مع انه لم يدع صراحة للجهاد ضد العلويين "الكفرة", لا بل سبق أن كتب مقالاً موارباً لايغني ولايسمن ويعاني من فوات تاريخي في معناه وزمنه, يفصل فيه الطائفة العلويّة عن النظام, لكنه لم يدن أي عملية قتل تمت على الهويّة ولا أي مجزرة جماعية قامت بها عصاباته(بحسب تعبير البعض), بدءاً من مجزرة جسر الشغور في 5 حزيران العام الماضي وصولاً إلى مجزرة كرم الزيتون التي قام بها "الثوار" منذ مايقرب الشهرين في حمص, وتجاهل طريقة استشهاد نضال جنود كلياً واصفاً المجرمين والقتلة بالثوار, في حين ذرف الدمع والحبر سخياً كُرمى لوفاة عامر مطر كون الأخير "ناشط" من داريا في ريف الشام, وألّف عنه القصص متهماً أن الجهات الأمنيّة سرقت أعضاء من جسده دون أن يفيد قراءه حاجة الأجهزة الأمنية لذلك, وفي صحف آل سعود لا أحد سيسأل .. لم يكن "المثقف" العنفي ياسين الحاج صالح وحده من تجاهل اغتيال عيسى عبود, أصغر مخترع في العالم, في حمص منذ أكثر من عام برصاص "الثوار" السلميين, بل جميع مثقفي المعارضات تجاهلوا هذا الحدث. عيسى عبود الذي لم يكن يبلغ من العمر 27 عاماً, ومن انجازاته الباهرة تحويل دماغ الدجاجة إلى وحدة تخزين تعادل 2500 قرص ليزري! .. مأساة عيسى عبود إنه لم يكن مجرماً, وإلا لكان رثاه "مثقفو" المعارضة.
مجزرة كرم الزيتون المذكورة آنفاً تاجر بها برهان غليون واتهم بها النظام, متجاهلاً أن مرتكبي تلك المجزرة هم من كتيبة الفاروق(البعض يكنيها تهكماً بكتيبة الخازوق) التي تحظى بدعمه ودعم الحاج صالح وميشيل كيلو وصبحي الحديدي, فيما الضحايا هم من الطائفة العلويّة المفترض أنهم "شبيحة" النظام وفق "أدبيات" المعارضة والمعارضين ذاتهم!
كان مجرد وجود عبد الرزاق عيد أو ياسين الحاج صالح أو ميشيل كيلو, بالرغم من نفورهم من بعضهم بعضاً واغتيابهم بعضهم بعضاً, في مقهى كمقهى الروضة وسط دمشق كفيلاً بتحويل الطاولة التي يجلس عليها أحدهم إلى ركن ثقافي أو منتدى سياسي مصغّر, ذلك قبل الأزمة, أما الآن فالمؤكد أن الصورة تغيرت, بدليل أن معظمهم هرب خارج سوريا, وبعضهم يختبئ في جحور الأمريكان, ومن تبقى من أمثالهم حذا حذوهم إما هرباً وإما اختفاء, ليس خشية من الأمن أو "الشبيحة" كما يدّعون, بل خشية أن يقذفهم الشارع الغاضب والمحتقن جرّاء أحقادهم وغلّهم. 
سبق لإبراهيم الأمين, أن انتقد –من بعد صحوة ضمير متأخرة نسبياً- المثقفين السوريين مجرياً مقارنة بين "ثورتهم" ومدى محاكاتها الباهتة لثورة حلف الناتو في ليبيا, لكنه لم يطلب منهم الاعتذار.. الاعتذار عن كل ما قاموا به من مهازل لا تليق بسمعة المثقف السوري.. الاعتذار من أُسر الضحايا.. الاعتذار من الشعب السوري عن أكاذيبهم التي أذهلت العالم وأحرجته في آن! الاعتذار عن مواقفهم المطالبة بتدخل الناتو... الاعتذار.. لكن مهلاً, ألم يقل صادق جلال العظم إن "ليس من شيم العمل السياسي العربي الاعتذار أمام الجمهور أو الاعتذار للشعب أو الاعتذار للقاعدة الشعبية أو ما شابه ذلك. في الواقع العكس هو الصحيح، بمعنى أن من شيم العمل السياسي العربي التستر والإنكار والتبرير والمكابرة وحتى المكابرة بالمحسوس."؟(16/10/2007, جريدة الأخبار).
نعم, المثقف السوري المُعارض سقط في امتحان الوطن.. المثقف الذي كاد يظن أو ظن نفسه "إلهاً", كشّر عن أنيابه ليغرزها في جسد بني قومه إرضاء لنزواته من دون أن يخطر في باله الاعتذار, في حين أن أسياده في واشنطن قد يعتذرون ولو بعد حين, كما اعتذروا عن فعلتهم في العراق!

0 2012-05-08 | 15:37:44
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024