http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
منيني : ماحصل في الثمانينات لم نتعلم منه والمهجرون من سورية كذبة
خاص دام برس – بهاء نصار خير

عبد الله منيني لدام برس :قطر مؤسسة اقتصادية تروج للربيع العربي والحالة الوطنية السورية ستدرس عبر التاريخ 

كلامه يدخل إلى العقل قبل القلب دونما استئذان, يعتمد على الحجة والمنطق والثقافة الواسعة, شاب جسد الحركة الشبابية بشكل فاعل على أرض الواقع, سعى ويسعى لبناء جيل شاب مؤثر ليس بالكلام فقط, فيجمع طاقات شباب سورية ليُطلقها في خدمة سورية المُستقبل, أسس لجنة بالتعاون مع الأستاذ رفيق لطف لتقديم وثائق تُدين الشخصيات التي ساهمت في سفك الدم السوري وتقديمهم للعدالة. لذلك يسرنا أن نستضيف هذه المرة رئيس منسقية شباب الأحزاب التي تضم الشباب من كل الأحزاب العربية, عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي المنضوي تحت قيادة الجبهة الوطنية التقدمية ومنسق الشأن الفلسطيني في الحزب ووكيل عمدة الإذاعة والإعلام في الحزب القيادة المركزية, وأمين سر مؤتمر الأحزاب العربية, الأستاذ عبد الله منيني. 
- نود أن نبتدئ حديثنا مع حضرتك بسؤال يتعلق بالدستور الجديد وإلغاء المادة الثامنة, فما هو مُستقبل حزب البعث العربي الاشتراكي بعد إلغاء المادة الثامنة؟ 
أولاً أود الحديث حول هذا الموضوع بصفتي مواطن عربي سوري, فأنا اعتز بفكر حزب البعث العربي الاشتراكي, واحترم كل الجهود التي قام ويقوم بها لتوحيد الصف العربي ونبذ التفرقة, ولولا هذا الفكر القومي العربي لما تعرض الحزب لكل تلك الهجمات الي سعت إلى تفتيته وإبعاده عن خطه الذي تأسس عليه. لذلك ليس خافياً على الجميع أن المستهدف من كل ذلك هو فكر حزب البعث, ولكن بالإضافة الهادفة لتفكيك وضرب فكر حزب البعث لدينا مشكلة أكبر, فنحن بصفتنا جيلاً شاباً نشأنا ووجدنا القليل من البعثيين والكثير من الحزبيين, وهنا المشكلة القاتلة التي استطاعت أن تُصيب جوهر حزب البعث في الصميم. أما فيما يتعلق بالمادة الثامنة, فهي مادة واضحة جداً وارتباطها بالجبهة الوطنية التقدمية ورد في الدستور القديم, والآن وبموجب الدستور الجديد الذي أقره السيد الرئيس بشار الأسد بتاريخ 27/2/2012 ألغيت المادة الثامنة, وبتنا الآن أمام استحقاق كبير, وهذا يعني أنه لم يعد هناك حزب قائد للدولة والمجتمع, ولم يعد هناك جبهة وطنية تقدمية, ونحن الآن أمام حالة من التعددية السياسية, فهناك أحزاب موجودة عددها تسعة أحزاب, وهناك أحزاب جديدة عددها ستة, ويوجد أحزاب جديدة قادمة في طريقها لرؤية النور في المستقبل القريب, ومن المتوقع أن نشهد تحالفات أو ائتلافات ما بين الأحزاب القديمة والجديدة على حد سواء, وأود هنا التمييز ما بين التحالف والائتلاف, فالتحالف هو الاجتماع على القواسم المشتركة الأكبر والحد الأعلى, أما الائتلاف فهو الاجتماع على الحد الأدنى, لذلك نحن أمام حالة سياسية جديدة. أما فيما يتعلق بحزب البعث ومستقبله فيمكننا استنباط مستقبله من خلال ثلاثة نقاط أساسية: أولاً الدستور الجديد أفقد حزب البعث الأحقية في أن يكون قائداً في الدولة والمجتمع, والنقطة الثانية وهي ما ورد على لسان المسؤولين السوريين وعلى رأسهم السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال بأننا مقبلين على مرحلة جديدة وسيكون هناك مؤتمر قطري يُشكل نقلة نوعية, والنقطة الثالثة هي الحراك الذي تابعناه من خلال لقاءنا مع أشخاص من حزب البعث والورشة الانتخابية التي كانت, والتي كان فيها سعي حثيث أن تأتي بالأفضل للمؤتمر القطري, واعتقد أن كل أوراق العمل التي قُدمت ستكون نموذجية لأنها أتت بعد إلغاء المادة الثامنة, أي أن القائمين على الإعداد للمؤتمر القطري وضعوا أمام أعينهم أنهم لم يعودوا حزباً قائداً للدولة والمجتمع, هذا يعني أنهم سيقدمون صيغة سياسية جديدة تتوافق مع مواد الدستور, وتستطيع الحفاظ على حزب البعث وجوهره وأهدافه. 
- هل سيكون هناك تسميات جديدة مثال على ذلك القيادة القطرية أو غيرها؟ 
لا أعتقد ذلك, فالقيادة القطرية هي مؤسسة حزبية, وهناك تسميات حزبية تُعد بمثابة شأن داخلي لا يحق لأحد أن يفرض تغييرها, والقيادة القطرية لحزب البعث في سورية كانت هي البوصلة التي توجه البعثيين في كل أقطار الوطن العربي وحتى في العالم إن صح التعبير. لذلك وفي تقديري فحزب البعث الآن أمام اختبار حقيقي, هل كان وجود حزب البعث مرتبط بمادة دستورية تجعله قائداً في الدولة والمجتمع, أم أنه سيستطيع أن يكون قائداً فعلياً للدولة والمجتمع من خلال ممارسات وقوانين تُساهم في بناء المجتمع, وتساهم في صنع سورية المستقبل, والدعوة للوحدة العربية التي احترمها جداً, أنا كسوري قومي اجتماعي أؤمن بالعروبة الحقيقية التي تبدأ بإنشاء جبهة عربية موحدة من خلال توحيد العالم العربي, كالأمة السورية, والخليج العربي, المغرب العربي, ومصر والسودان. لتؤدي بالنهاية إلى الوحدة العربية الحقيقية التي يُنادي بها حزب البعث العربي الاشتراكي, واعتقد الآن أن كل الأحزاب التي تدعوا إلى الوحدة هي أحزاب مرفوضة بالنسبة لأعدائنا , لأننا نشهد الآن مشروع سياسي حقيقي بمثابة سايكس بيكو2 لكنه أخطر من الأول الذي أتت ملامحه واضحة أتت استجابة للمؤتمر الصهيوني الأول عام 1897, أتت استجابة لوثيقة "كامبل" التاريخية التي وللأسف لا يتم تسليط الضوء عليها إعلامياً ثم ختمها مشروع "مارك سايكس وجورج بيكو" الذي ولد وعد بلفور الذي قسم فلسطين, لكننا الآن أمام مشروع لتقسيم الوطن العربي ل 56 كيان. والسودان مثال قريب جداً لتوصيف الأمور, ووضعها الآن خطير جداً أكثر مما نتخيل, يعيش حالة من الاقتتال الدائم. وليبيا الآن نراها تسير على نفس الطريق والخُطى. وهذا ما كانوا يرسمونه لسورية وتقسيمها لأربع دويلات. هذا يتطلب أن كل من يدعوا للوحدة العربية فرداً كان أو مؤسسةً أو حزباً أو فكراً فهذا مرفوض رفضاً تاماً, لأن المطلوب هو فرض سياسة فرق تسُد, وهذا للأسف هو طبيعة و فكر اليهود, وجميعنا يذكر حادثة تاريخية في كُتيب خرج إلى النور عام 1957أثناء العدوان على مصر اسمه "خنجر إسرائيل" حينها كاتب هندي كرانا جيا ترجمه لجمال عبد الناصر ووضع فيه المُخطط الصهيوني لحرب ال 67, وسُئل "موشي داين" حينها كيف ستُطبق خطة وزعت في الأسواق و تُباع على أبواب الجامعات, فكان جوابه بأن الشعب العربي لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم, فهنا تكمن المشكلة. 
- هناك سؤال نبتديه بقول للزعيم أنطون سعادة عندما قال " إن العبد الذليل لا يمكن أن يكون أمةً حرة لأنه يُذلها" كيف ينعكس هذا على واقع المعارضة التي نراها؟ 
أولاً هذا القول ينطبق تماماً على حالة معينة, وفي القول رأينا كلمتين ربطهما الزعيم سعادة عندما قال العبد الذليل, فكلمة عبد لوحدها إهانة في المُصطلح الفكري واستخدم كلمة ذليل أي عبد وذليل أيضاً, ولكن أريد أن أربط هذا القول بقول آخر وهو "إن لم تكونوا أحراراً من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم" وأجمل ما قال " أن الحرية لا تُعطى ولا تؤخذ فالحرية تُبنى" وهذا هو واقعنا الحالي, ما الحرية المطلوبة؟ نريد أن نبني حرية. المعارضة للأسف وأنا مُصر على كلمة احتفظ بها لنفسي دائماً, أنا لا أعترف بوجود مُعارضة سورية حقيقية, وأنا أعتبر الموجودين هم معترضين وليسوا معارضين, هم يعترضون على أي شيء لمُجرد إثبات الوجود. لأن مفهوم المعارضة الوطنية الحقيقية هو مفهوم أخلاقي سياسي يرتقي في المجتمع إلى حالة يستحق الاحترام والتقدير, والمُعارضة الحقيقية هي التي تملك رؤية تنسجم مع تطلُعات الشعب ولكن يجب أن تكون حريصة على سلامة وسيادة أي بلد تُمثله أكثر من أي نظام أو دولة حاكمة. الآن نحن أمام حالة من المعارضة أحسب أن تُدرس في التاريخ, بأنها كانت من أسوأ المعارضات التي خرجت للتاريخ ومن أغباها وأنا مُصر على هذه الكلمة. وهناك قاموس للمُفردات المُتناقضة التي وردت على لسان ما يُسمون بالمعارضين. فخرج منذ فترة قائد عصابات ما يُسمى الجيش الحر ليدعي إسقاط طائرة ويقول بالمقابل بأن المعارضة غير مُسلحة. لذلك ميزة هذه المعارضة بأنها أصبحت واضحة للجميع ولا تحتاج لوصف, لذلك كلمة مُعترضين أصدق وصف لها وتنطبق هذه الكلمة على مُعارضة الداخل أكثر من الخارج. 

 

- هناك الكثير من المبادرات وكان آخرها مُبادرة كوفي عنان؟ 
هذه المُبادرات التي حملها كوفي عنان وقبله لافروف والمبعوث الصيني, كانت تحمل نفس المبادرة التي أطلقتها سورية منذ بداية الأزمة, إطلاق الحوار يشمل كل الأطراف, الحفاظ على سيادة الوطن, رفض التدخل الخارجي, ووقف العنف الذي زادت وتيرته بشكل كبير من قِبل المجموعات الإرهابية. والآن الدولة تقوم بواجبها المطلوب, وأنا أقول بأنه عندما تُقصر الدولة بحماية أبنائها ومنشآتها وممتلكاتها, فسأنزل حينها إلى الشارع لأُنظم مظاهرة مرخصة لمُطالبة الدولة بحمايتي كمواطن كفل لي الدستور والقانون والتزم بدفع ضرائب كمواطن كي تضمن الدولة لي هذه الحماية التي أنعم بها, ويجب أن تعود بشكل ما أو بآخر. إذاً هذه المُبادرات هي استجابة للورقة السورية التي قدمتها سورية بأكثر من مناسبة لحل المُشكلة السورية, فالرؤية السورية لم تأتي سياسية فقط وإنما أتت منسجمة مع الواقع والتطلعات السياسية, وهي أعلم ببيت حالها, ولكن للأسف وجدنا المعارضة ترفض أي حوار, وهذا يدل على الارتباط الخارجي ولا يملكون أي قرار وطني مستقل حاضن للقرار العربي المستق إلى قرار عالمي غير مستقل لأنه مرتبط بالكيان الصهيوني . والمشكلة الحقيقية التي تعرضت لها سورية للأسف هو نقلها من قرار وطني مستقل إلى قرار عالمي مستقل يرتبط بالكيان الصهيوني وبالإرادة الأمريكية بشكل ما أو بآخر. 
- كيف تقرأ التصريحات التي ترد على لسان المسؤولين في هيئة التنسيق الوطنية وهيئة بناء الدولة السورية؟ 
طبعاً نحن نحترم بعض مواقفهم الإيجابية كرفضهم المشاركة في مؤتمر أصدقاء الإرهاب في تونس, وهذا موقف يُقدر للمعارضة السورية, ولكن أقول بأن لحظة الحقيقة تحتاج إلى وقفة عز حقيقية, وهل استطاعت المعارضة الداخلية القيام بإجراءات للوقوف وقفة عز؟ فأنا أقول لا, لم تقف هذه الوقفة أبداً. النقطة الثانية فإن ما يجري عدا عن ارتباط المعارضة بالخارج بشكل ما أو بآخر, وأنا لا أتهمها بالتبعية ولكن أتهمها بالانسجام مع التطلعات الخارجية, أو بناء أوهام ترتبط بوعود خارجية. النقطة الثالثة وهي أن المُعارضة لا تملك إرادة على الأرض ولذلك لا تستطيع أن تُقدم وعود تفشل جوهرها وقيمتها كمُعارضة وطنية لأنها لا تملك أي قرار على الأرض, ولا تستطيع أن تؤثر على مجموعة مهما كانت صغيرة أو كبيرة, لأن معارضة الداخل أو الخارج هي عبارة أشخاص معترضين وليسوا معارضين, لم يُبتوا لنا حتى الآن أنهم قادرين على قيادة زمام المبادرة. 
- هم يدعون أي هيئة التنسيق بأنه لا حوار إلا مع وقف العنف, كيف لك أن تصف لنا هذا الكلام؟ 
أود أن أقول شيء بسيط وهو بأننا نحن المواطنون نُريد بوقف العنف قبل الحوار ولكن نريد ثلاثة أشياء رئيسية من المعارضة, أولاً نُريد إدانة لمن يحمل السلاح في وجه الدولة لأنه أمر غير شرعي وغير قانوني في كل القوانين العالمية, النقطة الثانية نريد إدانة للتدخلات الخارجية في الشأن السوري والدعوات إلى فرض ممرات إنسانية أو قوات ردع عربية أو غيرها من التسميات, النقطة الثالثة وهي بأننا نريد من المعارضة أن تقدم لنا برنامجاً تكتيكياً واستراتيجياً, تكتيكياً تقول من خلاله ما هو السبيل لوقف العنف من جميع الأطراف, واستراتيجياً والمتمثل بخطة المعارضة في حال فشلنا بداية إلى أي حل سياسي وهذا مُستبعد لأن الحل السياسي الآن في أوجه عكس ما يُصوره الآخرون. والنقطة الرابعة ما هو برنامج المُعارضة بعد الخروج من الأزمة لحماية سورية وتطويرها لكي نشعر فعلاً بأن هذه المعارضة تريد المشاركة السياسية وليست مجرد حالة صوتية فعلية الهدف منها التشويش على إجراءات تخدم مصلحة سورية, والتأثير على إجراءات الإصلاح, علماً بأن جملة الإصلاحات التي حدثت وكان آخرها الدستور الجديد عرّت كل الدعوات التي كانت تتذرع بها المُعارضة لنسف كل الإرادات التي سعت إليها الإرادة السورية المتمثلة بالقيادة والشعب, ويجب أن تعلم المعارضة بأنها معارضة للسوريين وليست معارضة للقطريين والخليجيين, فنحن نريد معارضة سورية وليست معارضة خليجية أو غربية. 
- نشهد الآن تراجعاً في مواقف بعض الدول خاصة حول موضوع التدخل العسكري والتصريح الذي أتى على لسان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أوباما عندما قال بأنه لا يمكن أن يكون هناك أي تدخل عسكري في سورية في حين نرى المواقف الخليجية تزداد سعيراً. كيف لنا أن نُفسر هذا التباين في المواقف؟ 
أنا أقول بأنه لا يجب أن نتفاجئ بالمواقف القطرية الأخيرة لسبب واضح جداً وهو بأن قطر تقوم بدورها المُناط بها, فقطر عبارة عن مؤسسة مالية, اقتصادية, إعلامية, ولهذه المؤسسة الآن وفي هذه المرحلة دور ترويجي لما يُسمى بالربيع العربي. نقطة أخرى وهي أن قطر وخلال الاجتماع الذي عُقد في القاهرة لم تتبع من خلال كلمتها أو مُداخلتها للرد على كلمة وزير الخارجية الروسي لافروف أي نهج سياسي, بل جاء رداً مُبطناً وصفه المراقبون بحالة جنون تنتاب قطر. وما أثار حفيظة قطر أكثر هو الكلمة التي أدلى بها السيد سيرغي لافروف عندما قال بأن هذا الاجتماع يجب أن يكون مُخصصاً لفلسطين ويجب علينا أن لا ننسى فلسطين خلال هذه الجلبة أو المعركة إن صح التعبير, وهذا الكلام أظهر العرب على حقيقتهم وأين هم الآن من القضية الفلسطينية, والمؤسف أن يأتي وزير خارجية روسيا ليتحدث عن فلسطين في ظل صمت عربي مريب. لكنني أقول بأنه عندما خرجت سورية مُجبرة من جامعة الأعراب وجرى ما جرى في فلسطين, فشاء القدر أن يلعب لعبة الأحرف, فجرى اللعب في أحرف كلمة سورية, فأصبحت روسيا وباتت هي الناطقة باسم حقوق الشعب الفلسطيني في جامعة الدول العربية. وهناك نقطة مهمة جداً يجب التركيز عليها, وهي بأن قطر تعتبر رأس الحربة في قيادة المجموعات الإرهابية, لذلك لا تستطيع أن تظهر أمام من تدعمهم بأنها استسلمت, لذلك تسعى أكثر من قبل في نشر أكبر قدر من الدمار والتخريب قبل أن يُفرض الحل السياسي وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي. لكنني متفائل نوعاً ما خاصة عندما أرى مواقف بعض الدول الخليجية قد بدأت بالتغير وبدأت تتخذ خطوات أكثر واقعية, لكننا لا نلومهم فمن يعرف حقيقتهم لا يستطيع أن يُلقي باللوم عليهم, فهذه الدول عبارة عن مشيخات جرى إنشاؤها بعد اتفاقية "بايدن" عام 1951 أشرفت عليها بريطانيا, ووضعت عليها مشيخات لتحقيق أجنداتها في المنطقة وحتى هذه اللحظة ما زالت مرتبطة بها بشكل أو بآخر ولم تتحرر من تلك الاتفاقية. 
- كيف ترى المستقبل المنظور لقطر تلك الدولة التي من المؤسف أن يُقال عنها عربية؟ 
قطر هي مصطلح فقد تكون خطر ولكن استبدل حرف الخاء بحرف القاف فأصبحت قطر, و حالة صوتية آنية تزداد حسب الهدوء وحسب الصخب في المنطقة, تقوم بدور مؤسسة تدفع المال وتنفذ, في لا تملك إستراتيجية قطرية لتنفيذ آليات خارجية, وإنما تملك آلية قطرية لتنفيذ استراتيجيات خارجية دولية, وهذه هي ميزة هذه المؤسسة, ولكن الميزة الأهم أنها حالة قابلة للانفجار في أي وقت, فقطر مرهونة بمشروع وما إن ينتهي المشروع حتى تنتهي قطر, وهذا المشروع سقط عندما استطدم بالصخرة السورية منذ البداية. 
- الموقف الأردني في الآونة الأخيرة غير واضح المعالم, هل من الممكن أن نشهد أي تحرك من الأردن تجاه سورية تقوده الولايات المتحدة الأمريكية؟ 
أولاً هناك سؤال أود طرحه بداية, هل هناك أي إمكانية للتحرك من أي دولة؟ 
كل البوادر تقول بأن كل المحاولات لابتداع مناطق عازلة وممرات آمنة وأي مصطلحات أخرى حاولوا ابتداعها قد فشلت, فشلت في تركيا وفشلت على حدود لبنان وفشلت في العراق, وكما فشلت في تلك الدول ستفشل في الأردن, النقطة الثانية التي يجب أن نتكلم عنها عند الحديث عن الأردن هي الفصل ما بين الأردن كشعب والأردن كحكومة, فالشعب الأردني بمجمله أثبت فاعلية تتطلب منا توجيه التحية له, فاستطاع التمييز مابين المؤامرة والمُخطط المرسوم وبين ما يُسمى ثورات. والحراك الشعبي الأوروبي وحالة الغليان الشعبية بدأت في الأردن قبل أي مكان عربي آخر, وأنا أعتقد بأن القيادة في الأردن على الرغم من سلبياتها الكاملة تستطيع أن تقرأ الحدث السياسي ومقدار القوة والضعف بشكل جيد يجعلها ترضخ إلى قرار هام جداً قد يُعارض الأمريكيين بأنها لا تستطيع التدخل في الشأن السوري لأن هذا سينعكس عليها سلباً مئة بالمائة. وما أريد إضافته أيضاً هو بأنه لا حرب على سورية لأن في علم الحروب فالحرب دائماً هي بداية للوصول إلى حل سياسي في أي حالة من الأحوال, الآن نحن تخطينا موضوع الحرب بسبب إجراءات ومعطيات أثبتت قوة وصمود سورية, ووحدة الجيش ووحدة المجتمع, لذلك اتجهوا للخلاصة التي كان يُراد منها الحرب وهي الحل السياسي الفعلي, وهذه حقيقة يجب أن تعيها المعارضة بشكل كبير. 
- كثُر الحديث عن وجود لاجئين سوريين في الأردن وبأن الأردن يقوم بتزويدهم بالدعم الكامل. كيف تقرأ هذا الأمر؟ 
هذه كذبة كبيرة, فالعلاقات الأسرية ما بين سورية والأردن هي علاقات كبيرة جداً, فهناك آلاف العائلات التي ترتبط بعلاقات نسب فيما بينها بين سورية والأردن, لهذا السبب فمن الطبيعي أن نجد عدد كبير من السوريين في الأردن وأردنيين في سورية, ولكن جرى استغلال هذه الحالة بطريقة أو بأخرى. وأنا بهذه المناسبة أُقدر جهود الهجانة الأردنية, عندما قاموا بإلقاء القبض على عدد من المسلحين, الذين حاولوا التسلل إلى داخل الأراضي السورية. والتصريح الذي ورد على لسان وزير خارجية الأردن, عندما قال بأنهم لا يستطيعوا التقيد بالعقوبات العربية على سورية. إذاً فالأردن يعي تماماً حجمه الجغرافي وحجمها الجيوسياسي الحقيقي والذي لا يستطيع أن يتمرد على حجم كبير كسورية, مع احترامي لكل شيء واحترامي للشعب الأردني الذي أعتبر حجمه بحجم العالم, لكننا الآن نتكلم سياسة وتحليل وواقع, ومنذ أيام كان هناك موقف لخمسة وعشرين نائباً في البرلمان الأردني طالبوا بطرد كل من يدعي بأنه لاجئ سوري في الأردن, لذلك أعتقد أن أي محاولة لجعل الأردن نقطة ضعف هي محاولة فاشلة. 
- سمعنا منذ فترة تصريحات ذكرت وجود قواعد صواريخ نُشرت في الأردن. ألا يدعوا هذا إلى بناء صورة مستقبلية على الدور الذي من الممكن أن يلعبه الأردن بشكل أو بآخر؟ 
أنا لا أتفاجئ من هذا الشيء, فالأردن له علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا, والجيش الأردني يعتبر جيش بريطاني فهو يتلقى تدريباته في بريطانيا وغيرها, وهناك اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني, والعلم الصهيوني يُرفع وسط عمان, ولذلك وبالأمس كان هناك الوقفة مئة وأربعة للشعب الأردني ضد هذه السفارة, لذلك أكرر بأننا لا نتفاجئ من هكذا كلام لأنه هذا هو الدور الأردني الذي كنا ننتقده دائماً. لكننا نتمنى إلى الحضن العربي لأن قوته بأن يكون حليفاً للشعوب وأرادتها. ولكن علينا أن لا ننسى بأن حالة الفقر وغلاء المعيشة التي يعيشها الأردن تجعله غير مستقل بأي قرار يتخذه, وذلك للأسف عائد لتبعية الأردن بشكل ما أو بآخر إلى الغرب, لأنها لا تملك قوت يومها, وهناك مقولة "من مَلك خبزك مَلك رأيك", وهذا ما يميز سورية عن باقي الدول العربية الأخرى, فسورية تمتلك الخبز والرأي, ولكن من وجهة نظري ورؤيتي لسير الأحداث فالأردن غير مستعد إلى أن يكون رأس حربة في الهجوم على سورية إلا في حالة واحدة وهذا أمر مستبعد, وهو أن يكون هناك حرب شاملة في المنطقة. 
- بالانتقال إلى موضوع يثير كلاماً وتساؤلات كثيرة, وهو الواقع المعيشي الذي يعيشه المواطن السوري, فالبعض يصف الغلاء وحالة عدم الاستقرار بالأسعار هو بداية لانهيار الاقتصاد السوري كيف تقرأ هذا الأمر؟ 
أولاً يؤسفني هذا الموضوع, خاصة عندما نرى هذا الغلاء الغير طبيعي يكتسح السوق السورية. وعلى الرغم من أنني لست خبيراً في الاقتصاد, ولكني أستطيع القول أن من أهم الثغرات التي وقعت فيها سورية وجعلت الأزمة الاقتصادية تتفاقم, هو التخبط في الإجراءات والرؤى الاقتصادية التي كانت تضعها الحكومة السابقة. والتي انتقلت من نظام اقتصادي اشتراكي إلى نظام اقتصادي ليبرالي وبشكل كبير دون التمهيد لذلك الانتقال, خاصة أن الاقتصاد ومن وجهة نظري يحتاج إلى مراحل انتقالية وليس لمفعول المفاجئة أو الصدمة, وهذا كان عاملاً سلبياً أثر في الواقع الاقتصادي الحالي, و الذي أعتقد بأن نجاح أمن الاقتصاد هو عندما يتوافق مع معيشة المواطن وتأمين حياة كريمة له. لذلك و إن تناولنا الموضوع منذ بداية الأزمة لرأينا الاستهداف الكبير ومنذ البداية لليرة السورية, لأن من يتآمر على سورية يرى في سقوط الليرة السورية هو سقوط لمنظومة الدولة فعلياً, ولكن الليرة السورية صمدت, وحتى هذه اللحظة, ورأينا الهبوط في سعر صرف الدولار وبنسبة كبيرة لا تقل عن خمسة وعشرين بالمائة, وبناءً على هذا الكلام فباستطاعتي وصف الاقتصاد السوري بالقوي. ولكن ما يجعل الغلاء المعيشي يرتفع بهذا الشكل وينعكس للأسف على المواطن, هو أن لدينا قوة اقتصادية, ولكن لا أحسب أن لدينا دراسة نستطيع من خلالها الاستفادة من هذه القوة على الأرض. لذلك نوجه نداءً إلى المسؤولين بأن يكون هناك خطط لمعالجة هذا الغلاء لتأمين حياة كريمة للمواطن الذي وقف في وجه هذه الأزمة طيلة سنة كاملة, قدم خلالها الغالي والنفيس, و أدعوا لإعلان قانون طوارئ اقتصادي, مهمته إخضاع الاقتصاد السوري ورجالاته إلى قانون طوارئ, يُحاسب من يستهدف الليرة السورية ولقمة عيش المواطن, فشأن الشخص شأن الإرهابي الذي يقتل ويُخرب. وأطالب بفتوى شرعية من مجلس الإفتاء الأعلى يُحدد ما هي الرؤية الدينية لمن يشتري الدولار ويتخلى عن عملته الوطنية. وأتمنى أن يتوجع صبر المواطن بعدة إجراءات تُكافئ المواطن السوري الذي صبر وتحمل كل هذه الفترة, والذي لولاه لما كنا الآن بهذه القوة على الأرض. 
-

كيف تقرأ مهمة كوفي أنان الحالية, وهل من الممكن أن تلقى مهمته نفس المصير الذي لقيته مهمة الفريق مصطفى الدابي؟ 
كما نعلم بأن كوفي أنان ليس مبعوثاً لجامعة الدول العربية فقط وإنما هو مبعوث دولي وله نائب عربي وهو السيد ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين السابق, وأنا أعتقد بأن مهمة كوفي أنان قد نجحت, وهذا يعود لأن أنان يقرأ خريطة الأزمة بشكل موضوعي وهذا يُستدل عليه من خلال اللقاءات والزيارات التي قام بها قبل القدوم إلى سورية, والنقطة الثانية هو النقاط الست التي حملها كوفي أنان والتي بدورها لاقت الصدر المفتوح والترحيب الكبير لدى القيادة السورية, إذاً نجحت في رسم ملامح الخطة التي وضعها, ونجحت في نيل الموافقة من القيادة السورية على هذه الخطة. ومهمته تدل على أن أي تدخل عسكري في سورية أصبح منتهي تماماً. لكن السؤال ومكمن الخطورة هو هل ستنجح هذه المبادرة من خلال دعم عالمي لها يتوافق مع ما اتفق عليه مع القيادة السورية. 
- أثناء لقاء كوفي أنان مع بعض قوى المعارضة السورية, رفضوا الحوار مع السلطة إلا وفق شروطهم, ألا يعكس هذا الشيء حالة من الدفع باتجاه عدم الحل ووضع العصي في العجلات ؟ 
موقف المعارضة هذا يعني أن من يؤثر على المُعارضة لا يُريد لهذه المهمة أن تنجح, لذلك نحن الآن أمام حالة أشبهها بانفصام الشخصية الدولية, فهناك إرادة للخروج من المأزق السورية, ولكن هناك شخصية أخرى لا تُريد النجاح لهذه المهمة لأنها تُريد أن يستمر هذا القتل والتدمير في سورية لأن هذه الفرصة لن تتكرر بالنسبة لهم. 
- بالعودة قليلاً إلى موضوع الجبهة الوطنية التقدمية ومستقبلها, فلقد رأينا ظهور أحزاب جديدة وهناك أحزاب أخرى سترى النور عما قريب, هل ستنضم تلك الأحزاب إلى الجبهة الوطنية أم أنه سيكون لها استقلاليتها التامة ويُلغى مفهوم الجبهة كلياً؟ 
من أسوء الأمور التي مرت علينا خلال هذه الأزمة, هي الهجوم على تاريخنا, والتاريخ ليس مادة تُدرس, فالتاريخ لغة, والذي يُتقن لغة التاريخ, يُتقن لغة المستقبل, وأنطون سعادة يقول " الشعب الذي لا يتعلم من تاريخه, محكوم عليه أن يُعيده", وما جرى في الثمانينيات نُعيده الآن لأننا لم نتعلم من تلك التجربة, وهذا أمر يؤلمنا ولكن يجب الحديث عنه. فما السبب في تنامي هذا الفكر الظلامي في المجتمع السوري؟ أين الإسلام التنويري الذي يؤمن بالآخر ويؤمن بالمذاهب والطوائف؟ هذه الحالة لم نتعلمها في فترة الثمانينيات فوقعنا في فخها. وخلال الأزمة رأينا هجوماً كبيراً على كثير من الأمور منها الدستور, وهذا خطأ فالدستور قام بدوره المنوط به خلال المرحلة السابقة, لكنه بحاجة إلى تطوير, والإصلاح ليس حالة آنية بل حالة مُستمرة, فكل يوم نحتاج للإصلاح لمواكبة تطورات العصر. كان هناك هجوم على الجبهة, لكن الجبهة الوطنية التقدمية قامت بدورها, فالجبهة في المنظور السياسي كانت صيغة سياسية راقية جداً, جمعت كل الأحزاب المعارضة والموالاة ضمن قيادة واحدة تضع مصلحة البلد أولاً. لكن الخطأ الذي وقعت به الجبهة هو الإعلام الذي لم يُسلط الضوء على فاعلية الجبهة وغيرها, لذلك نرى بعض المواطنين الذين لا يعرفوا الأحزاب الموجودة في سورية, مع علمهم بأحزاب موجودة في لبنان المجاور, فللأسف وجدنا هجوماً على الدستور القديم وهجوماً على الجبهة وهذا أمر مُعيب. أما بالنسبة لمُستقبل الجبهة, فدستورياً لم يعُد هناك جبهة وطنية تقدمية, ولكن هذا لا يمنع أن يستمر هذا التحالف تحت اسم جبهة وطنية تقدمية, ولكن غير محمية بدستور, وإنما عبارة عن إرادة سياسية اتفقت عليها تلك الأحزاب, وتستطيع أن تضم أحزاب جديدة. لذلك أعتقد أن الجبهة مدعوة لترتيب أوراقها بما يتناسب مع الصيغة السياسية الجديدة وأن تدعوا الأحزاب الجديدة والتي تتوافق مع برنامجها السياسي المستقبلي الاستراتيجي التكتيكي أن تنضم إلى الجبهة, وأنا أعتقد أن تشهد المرحلة القادمة عدة تكتلات مثل صيغة الجبهة الوطنية التقدمية, كائتلافات وتحالفات أو أي تسميات أخرى. 
- رأينا موقفاً مؤسفاً لحركة حماس التي فاجأت الجميع, فحتى هذه اللحظة لم نر أي موقف حتى وإن كان تنديداً بما يحدث على الأرض السورية, فما رأيك بهذا الموقف, وكيف تصفه من وجهة نظرك؟ 
إن أفضل طريقة للخروج من أي مأزق هو بيان التنديد ونحن لا نريد بيانات تنديد, هذه أولاً. ثانياً لا يمكن ربط كل فلسطين واختزالها بحركة حماس, فهذا إجحاف بحق الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية, واليوم نرى فصائل فلسطينية أخرى غير حماس تتبنى إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية. وللأسف فالقضية الفلسطينية الآن وقعت في نفق مُظلم, فقد ربطنا فلسطين ككل بعدة فصائل فلسطينية, النقطة الثانية هو تدجين تلك الفصائل الفلسطينية وظهر ذلك جلياً من خلال إشراك تلك الفصائل في العملية السياسية والسلطة, ورأينا كيف خرجت حماس من فضاء المُقاومة إلى قفص السلطة. النقطة الثالثة هي فصل قضية القدس عن قضية فلسطين ككل. النقطة الثالثة هي يهودية الدولة, وأنا كسوري قومي ولدينا مقولة خالدة نعتز بها وهي "كلنا مسلمون لله رب العالمين فمنا من أسلم بالقرآن ومنا من أسلم بالإنجيل ومنا من أسلم بالحكمة, وليس لنا عدو في ديننا وأرضنا إلا اليهود" والبعض يقول لنا أنكم تحاربون الدين اليهودي, فأنا أقول هم من وظفوا الدين في أجندة سياسية تستلب أرضي, إذا أنت عدوي طالما تحتل أرضي. ونرى الآن ما يجري في المسجد الأقصى من انتهاكات يندى لها الجبين, وهناك حاخام وزع بطاقات معايدة تحتوي صورة منذ حوالي الشهرين لمدينة القدس دون وجود للمسجد الأقصى فيها, كل هذه الأمور في جهة والإخوة الفلسطينيين للأسف في جهة أخرى, تخلوا عن المقاومة وجروا خلف اتفاقيات سلام. لكن الشعب العربي الآن مُنتظر لعودة حركة حماس خاصة بعد ما يجري في القدس. 
- هناك مواقف دينية صادرة عما يُسمون برجال الدين للأسف تدعوا للقتل وهدر دماء السوريين, وحتى الآن ورغم نزيف الدماء المتواصل يبدوا أنهم لم يشبعوا ويُروى ظمأهم, فأين هم من فلسطين الآن؟ 
للعلم بأن أهم لجنة شعبية تعمل من أجل القدس تُسمى مؤسسة القدس الدولية, وهي مؤسسة أطلقت بعد دخول شارون إلى المسجد الأقصى وانطلاق انتفاضة الحجارة يترأسُها الآن الشيخ يوسف القرضاوي. التي تملك فروع كبيرة حول العالم وتملك أموال كبيرة جداً, وقبل أن نسأل حماس نسأل القرضاوي أين أنت مما يجري في القدس وأنت رئيس لمؤسسة القدس الدولية, أين اتحاد علماء المسلمين لما يجري في القدس من انتهاك سافر, أين الدول العربية التي أُشعلت بالثورات, أين كل الأحزاب التي هاجمت سورية, ولكن يبدوا أن كل ما شهدناه مما يُسمى ثورات هي فورات عربية تُبعدنا عن فلسطين فإن لم تكن بوصلة الثورة هي فلسطين فهي فورة, وكم فلسطين أصبحت بعيدة بعد هذه الفورات, والتيار الإسلامي الذي أتى نتيجة هذه الفورات بديموقراطية مقوننة على قياسهم ابتعد تماماً عن فلسطين. 
- كيف ترى مستقبل الحوار في سورية بحكم أنه باب لحل الأزمة السورية في ظل رفض بعض الجهات المعارضة في سورية للحوار إلا في شروط محددة, ومتى سنشهد عقد مؤتمر حوار وطني؟ 
أولاً أنا ضد كلمة مؤتمر للحوار, فأنا مع هيئة وطنية للحوار تبقى مستمرة إلى أبد الآبدين, فنحن بحاجة دائمة للحوار, ويجب أن لا نسقط الحوار في أزمة مُعينة, وهناك في سورية جهة واحدة ترفض الحوار وهي هيئة التنسيق وهي لا تُمثل كل أطياف المعارضة السورية, ولا تُمثل الشعب السوري والدليل على ذلك أنها لا تستطيع التأثير على أي شخص أو مجموعة على الأرض السورية, وكما قال السيد الرئيس " الحوار لا يختص بفئات جديدة وهيئات, هناك فئات كبيرة من الشعب لا مع هنا ولا مع هناك هذه التي بحاجة للحوار", وحول مستقبل الحوار فأنا أقول بأنه إذا لم ينجح الحوار فيجب أن ينجح الحوار وهذه معادلة طردية, فلا خيار أمامنا إلا الحوار, ولا مجال للتفكير بفشل الحوار, فهو المرحلة القادمة بغض النظر على من سيلتحق بالحوار, وسيكون قطار بخاري بصناعة سورية بطريق سوري وخط مسير سوري, ومن أراد أن يلتحق بهذا القطار سيصل معنا إلى المرحلة الأخيرة ونحتفل, ومن يريد أن يتخلى عن هذا التاريخ سيلعنه التاريخ, لأن الحوار قائم لا محالة وهذه التصريحات ستؤخر الحوار ولكنها لن تُعطله. 
- الإمارات العربية المتحدة قدمت مذكرة للانتربول الدولي, وطالبت فيها بمحاكمة القرضاوي ومنعه من دخول أراضي الإمارات العربية المتحدة, ونحن ورغم كل التحريض على سفك الدماء لم نُحرك ساكنين ونتخذ خطوات للمطالبة بمن حرض وكان سبباً في هدر الدماء. كيف تقرأ هذا التقصير؟ 
هناك مبادرات شعبية سأنقلها إلى الحكومة السورية, وقد قمت أنا والأستاذ رفيق لطف وبعض الإخوة أسسنا لجنة لتقديم الوثائق التي تُدين تلك الشخصيات ووسائل الإعلام التي كانت مُساهمة بشكل أو بآخر على التحريض, وقد قمت بالاتصال مع شخصيات حقوقية عربية ودولية للتنسيق معهم وسيكون هناك اجتماع قريب في دمشق نشكل من خلالها هيئة حقوق مُشتركة, ترفع قضايا في كل الدول التي تستضيف تلك الشخصيات وتحميها. أما بالنسبة لمُعالجة هذا الموضوع حكومياً فأنا أعتقد بأن النظام القضائي مُقصر تماماً بهذا الشأن ولا أعرف ما سبب هذا التقصير, ولكن الذي أعرفه أنه من الواجب على الحكومة أن تُشعر المواطن أنها قادرة على الدفاع عنه, ومُحاسبة كل من أخطأ بحق هذا الشعب. فأنا أتمنى أن تقوم سورية برفع مُذكرات جلب بحق تلك الشخصيات وخاصة السورية ومحاكمتها بتهمة الخيانة العُظمى, وهناك مادة في قانون العقوبات السوري رقمها 264 تقول بأن كل من يُطالب بالتدخل الخارجي أو يُساهم فيه يُحاكم بتهمة الخيانة العظمى. 
- هل أنت مع الحل الأمني أم الحل السياسي للأزمة الحاصلة في سورية؟ 
أنا مع أن يكون الحل وطنياً, أي أن يشمل السياسة والأمن في قالب وطني مُتكامل, فالحالة الأمنية هي حالة مُستمرة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار, ونحن بحاجة الآن لتسليط الضوء على عمل لجنة التحقيق المستقلة, وإلى أين وصلت وماذا أنجزت, فهذا أمر ضروري للمواطنين أن يعرفوا كيف تسير الأمور. 
- كيف تقرأ المرحلة المقبلة خاصة بعد كلمة لافروف في اجتماع وزراء الخارجية العرب والتي أثارت حفيظة الكثيرين؟ 
الآن هم يُعلقون آمالاً كبيرة على مؤتمر أصدقاء الإرهاب الثاني في تركيا, وهم يُحاولون تشكيل لوبي عالمي جديد يكون قوة ضاغطة لفرض أجندات خاصة في سورية, والتأثير على المهمات التي يقوم بها كوفي أنان وغيره, والضغط على روسيا والصين يُشابه فيما شابه فترة الحرب على العراق. ولكن ليثق الجميع بأن سورية ليست العراق, سيكون هناك ضغط متواصل ولكن لن يؤثروا علينا في ذلك, لأن الضغط الاقتصادي الحالي هو أقصى ما يستطيعون فعله. قد يعترفون بمجلس اسطنبول كما اعترفت به دول أوروبا, ولكن أريد التنويه لنقطة غفل عنها البعض وهي النص الذي ورد أثناء الاعتراف بالمجلس والنص كان يعتبر مجلس اسطنبول ممثلاً شرعياً للشعب السوري, أي اعترفوا به كمعارض ولكنهم لم يستعملوا كلمة وحيداً, إذاً هناك سلطة تُمثل شعب وهناك مجلس يُمثل معارضة, أي أنه لم يكن اعترافاً كما ظن البعض. سيكون هناك ضغط كبير في مؤتمر تركيا, وسيكون هذا بمثابة ضخ الماء في الأرواح التي أحبطت منهم نتيجة ما حدث في حمص, وما تعرضت له المجموعات المسلحة من ضربات موجعة في بابا عمرو تحديداً والتي أسقطت آخر محاولة لمشروع البنغازيات في سورية. ولكن كل هذا الضغط والمؤتمرات المتواصلة لن تؤثر طالما نحن مُتماسكين من الداخل ونملك الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها شعبنا الكبير. 
- ذكرت بأنه من الممكن أن نشهد اعترافاً بمجلس اسطنبول خلال المؤتمر القادم الذي سيُعقد في تركيا, ما هي تبعات هذا الموضوع برأيك؟ 
هذا الاعتراف يبقى حبراً على ورق, لا يُقدم ولا يؤخر, وإنما يعطي دعماً سياسياً لذلك الطرف, لإعطائه حق بالتفاوض كما أنه طرف قائم يمتلك زمام الأرض, وإعطاء هذا المجلس الذي لا يُشكل شيء قوة توازي قوة الدولة, لذلك يكون الحوار والتفاوض بالنسبة لهم مُتكافئ. وسيُعطون قوة إضافية لقطر خلال المؤتمر بحكم أنها رأس الحربة في الهجوم على سورية, وأعتقد حينها بأنهم سيقولون بما أن قطر هي رئيسة اللجنة العربية فما المانع بأن تكون رئيسة أي مبادرة جديدة لاستهداف سورية, ولكن كل ذلك لن يُقدم ولن يؤخر, لأن التوازنات العالمية اختلفت وستختلف, و سيعيدون حساباتهم في المستقبل ويسحبوا الاعتراف بذلك المجلس, لأننا أقوياء وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد "هم يملكون الفضاء ونحن نملك الأرض" وهذه الرسالة واضحة جداً فمن يملك الأرض يملك الفضاء, فالفضاء يحتاج إلى أرض يُطل عليها. 
bahaa@dampress.net 
facebook.com/bahaa.khair

0 2012-03-15 | 02:36:09
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024