من المستبعد أن يوجد منا من لم يلاحظ إحدى اللافتات الغريبة الموقعة بعبارة (كفرنبل المحتلة) ، فأضواء قنوات التضليل الإعلامي تلقى كثيراً على تظاهرات هذه المدينة التابعة لمعرة النعمان و ربما لن نعرف لماذا حتى نتفحص بعض هذه اللافتات بدقة أكثر!
بدايةً ، ليس من الصعب أن نجد في مدينة تعداد سكانها 30 ألفاً بضعة مئات من المتطرفين أو المغرر بهم أو أولئك الباحثين عن بعض النقود مقابل المشاركة في التظاهرات ، و لكن بكل الأحوال لا يمكن مقارنة هؤلاء بالملايين التي خرجت في معظم المدن السورية تأييداً للرئيس و الدولة.
ربما لاحظ البعض أن معظم اللافتات مكتوبة بطرق متشابهة من ناحية الخط و الطريقة الهزلية ، فهي معدة مسبقاً للتأثير على الرأي العام المحلي و العالمي عبر إيصال رسالة واضحة عن مطالب المتظاهرين بشكل غير مباشر و مباشر أحياناً.
أما مروجو هذه الشعارات لا يجدون حرجاً في استخدام كلمات أو رسومات بذيئة أو متهجمة على أهالي المدن الذين لم يلبوا نداء الفوضى مثل مدينة حلب ، و ربما تعطي اللافتة الأولى تفسيراً واضحاً عمن قام بالانتقام من أهالي حلب و حرمانهم من الأمن الذي كانوا ينعمون به.
و كمثال آخر نجد لافتة مكتوبة بالإنكليزية تقول و بكل وقاحة : "السفيرة سوزان رايس: نحن نرحب بصداقة بلادك" !
قد لا تكون المشكلة في رفع مثل هذه اللافتة بقدر ما أن من يرفعونها لا يعرفون ماذا تقول و لا الهدف الحقيقي لمن أعطاهم إياها و نشر صورهم في الإعلام الغربي ، نلاحظ أيضاً ظهور أعداد كبيرة من اللافتات المكتوبة بالإنكليزية في هذه المدينة أكثر من أي منطقة أخرى.
أما اللافتة الثالثة تهدف إلى تلميع صورة أمراء و حكام الخليج ، و قد رأينا منذ فترة قصيرة تمثيليات تشكيل كتيبتين مما يسمونه الجيش الحر واحدة باسم الأمير القطري و أخرى باسم الملك السعودي و كأن هذين الاثنين هما رمز الحرية و الديمقراطية في الشرق الأوسط !
أما الرابعة فهي تعبر بكل صراحة و وضوح عن مطالب الثورة المزعومة و هي احتلال بلادهم عسكرياً...
ختاماً ، و فيما يتعلق بكلمة باختتام الشعارات بكلمة (محتلة) ، فهذا ليس إلا لعباً بالكلمات لإيصال صورة غير صحيحة إلى الإعلام ، فليس وجود جيش و شرطة البلاد في بقعة ما من هذه البلاد احتلالاً لها، و إنما عقول هؤلاء المتظاهرين هي التي تم احتلالها ..!