http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف وجهات نظر وجهات نظر
من عالم البرزخ يقول لكم أبي: هل عرب أنتم؟!
*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*
من " رسالة الى أبي في يوم رحيله, ومن أبي الى الكهنة", مروراً " بأبجدية الرجال أنت يا أبي وشهم أتى", الى " والساعة أشدّ وأمرّ يا أبي".
..اليوم الخامس عشر من كانون الأول لعام ألفين وأحد عشر, اكتملت دورة الزمن ثلاث سنوات يا أبي, رحلت يا أبي عن هذه الدنيا, وما زال لغز الأمّة بلا حل, اقتادوه دون صلاة الى بلاط  سلاطين الحياة, مكبّلاً بشال أحمر حريري يا أبي, ونحن ما زلنا في أول تسطير كلمة حق في "شيكات" أبت أن تكون في حقيقتها حق, لأنّها مرفوضة بفعل الآخر الدخيل, في أن تصرف على مذبح القدس والحريّة, رحلت يا أبي والأمّة ما زالت تتخبّط في غيّها, وربيعها العربي تساوره الشكوك, ولكنك كغيرك من الشيوخ والرجالات والآباء, أبقيت فينا الأمل, لكي نعيد صياغة الحاضر من جديد , ونستذكر الماضي, ونأخذ العبر لكي نستشرف المستقبل المشرّف, بل نستولوجيا المستقبل وما ورائه, بعد أن لعنت اللغة العربية  أهلها, واستحلفتهم بالله الواحد القهّار, الاّ ينطقوا حروفها, كونها تشعر أنّ عاراً يلازمها لصمت أصحابها.
أبي يا حامل مشكاة الغيب بظلمة عينيك, ترنّم من لغة الأحزان..فروحي عربية, ترنّم للغة القرآن.. فروحي عربية, تعب الطين يا أبي..سيرحل هذا الطين قريباً... تعب الطين ...سيرحل الطين...
 أبي من قبره يقول لكم: هل عرب أنتم؟! هو في شك كان في حياته..وما زال في شك في مماته, رغم سكوت نفسه.
 هل عرب أنتم؟! "والحمدان"  على الشرّفة في الدوحة, يستعرضان أعراض عراياكم.. ويوزعوهنّ.. كلحم الضأن لجيش شهود العيان... شهود الردّه... قتلتنا الردّه... قتلتنا الردّه ... هل عرب أنتم؟! أبي يشك في ذلك.
أبي أخبرك... بأنّ لجان تنسيق الثورات العربية – القطرية.. يزنى فيها كل يوم ألف ألف مره.... حتّى عندليبهم الأسود أوباما... صار يواقعها برضاها ومعه ثلّه زناة ليل.
أبي  لحظة وفاتك, كنت في عمّان... فبكيت على أبوابها... فخداي تشقّق لحمهما... من أمواس بكاء ذلك الليل... وفي الطريق الى اربد, وقاربت الساعة لتدل على موعد صلاة الفجر, فنسيت على أبواب اربد عيوني, وغسلت الوجه الحزين, بماء الصبح, حتّى وصلت سما الروسان, فأقمت الصلاة في مسجد القرية, وذهبت للمقبرة لأداعب تراب لحدك .
أبي ... بلادي من بعدك صارت كأكياس الحنطه وصناديق الشاي المهرّبة ...أبي ...أبكي بلادي وان جارت عليّ..أبكيها كحانوت تعرض فيه ثياب الموتى...أبي...بلادي يتناهشها الجميع...ويجلس فوق نفسها غلمان مخلّدون, كأنّهم بيض مكنون...أبي...أبي أتدري أنّ الكل اذا ما ركب الكرسيّ يكشّر في الناس كعنزه؟
أبي... علّمتني أنّ حروف التاريخ مزورة, حين تكون بدون دماء...أبي ...علّمتني أنّ التاريخ البشري, بدون الحب..عويلاً ونكاحاً في الصحراء...أبي...أنا أبكي بالقلب, لأنّ الثورة يزنى فيها... والزاني هراء خواء خراء... والقلب تموت أمانيه.
أبي ...رماح بني " الحمدان" في الدوحة, تعتقد أنها تفتك فينا " بالجزيرة" ... أبي أبكي الجميع .. أمواتاً وأحياءً في بلادي... والحزن ثقيل ثقيل في الليل يا أبي - ويحه من ليل طويل.
في رحيلك يا أعزّ الرجال لساني يقول :
بيني وبينك موعد ولقاء,وظننت أني السابق المعطاء
فسبقتني هذا شموخك دائماً,لا تسبق الألف العزيزالباء
يا صاحبي تفنى النجوم وتنطفي,ويظلّ بعد زوالها اللأّلآ
كان النضال وكنت بين رموزه ,ارثاً عظيماً سقته عقيدة عصماء
كالنجم غبت ونحن أكثر حاجةً,لسناك حين تكاثفت ظلماء
لهفي عليك ( أبتاه ) وقلًت,صار الرجال وفرّخ الجبناء   
انّ عمالقة الحوار الحجري وأبطال ( المولوتوف ), هؤلاء الذين كنت تقصّ عليّ قصصهم, هاماتهم فوق كل الهامات يا أبي, والحقيقة كل الحقيقة, ومريض القلب يا أبي تجرحه الحقيقة حيث تقول:
في رحيل الرجال ... أعزّ الرجال, أنّ الحق كلمة مضرّجة بالدم, حروفها وطن وقضية وعدالة... بندقية, رصاصة, ثورة مكتملة العناصر في فضآت وطن مسلوب, رحلت يا أغلى الرجال والسكاكين المسمومة, ما زالت مغروسة في خواصرنا, كأمّة تكالبت عليها الأمم, تحاول جاهدةً اغتصاب ارادتنا, كي تجعلنا, كنخّاس يعمل على بيع الحجارة الكريمة, في سوق النخاسة, لبناء مداميك الأنهزام والأنعتاق من رسالتنا,... ويحه من نخّاس لئيم!!.
أذكر يا أبي كيف تجمّعت في عينيك, ومنذ صغري فوعيّ على الحياة بتعبيراتها المختلفة, كل تفاصيل المعادلة الوطنية القومية الأسلامية الحرّة ..., ما زلت وأمي واخوتي وكل من عرفك نبكيك, كلّ بطريقته ونهجه, رغم مرور ثلاثة أعوام على رحيلك, في مثل هذا اليوم, وكان فجر يوم أثنين حيث الأعمال الصالحة ترفع الى الله في عليائه ومجده, ... حتّى عيون النعش المركون في زاوية المسجد, في قريتنا سما الروسان, تبكيك ومداميك قبرك وترابه وصراره تبكيك, ....قبل شهر ونصف, عدت يا أبي من رحلة حج, لبيت الله العتيق, هي الثالثة في حياتي, ففي كل نسك من مناسك الحج شعرت بك, وأنّك كنت هنا عندما حججت وأمي قبل أكثر من ثلاثين عاماً, ونويت حجّاً رابعاً, في العام القادم يا أبي, ان بقيت حيّاً أرزق, لأستذكرك في كل نسك من جديد, أزماناً وأزماناً عديدة, وقبل يومين رأيت نفسي أحج رابعةً اللّهم آمين.
انّ العروبة والأسلام والمبادىء, غدت جسوراً دنّستها, خطابات ونظريات وسلوكيات, هؤلاء الراقصون على جراحنا, وكأني بها ثكالى تبكي حالتها وتصاحب جلاّدها, لأنّه لا حول لها ولا قوّة, فاستجارتها يا أبي بأولئك المتسلقين, واختبائهم ورائها يطابق قول الشاعر:
المستجير يعمر عندّ شدّته     كالمستجير من الرمضاء بالنار
أبي يا قومي, لم يتناثر كما تناثر غيره من العرب, بين الأسطورة والخرافة والطوباوية والميتافيزيقيا واليقين, وبقي على حبه وعهده للقدس التي دافع عنها, وعن أسوارها مع غيره من أحرار العرب, فلسطين التي خدم فيها وعاش, من شمالها المحتل الى جنوبها المحتل, وعلى القدس أرضنا ليس الاّ كرامة تحرث, مع لحم أطفالها وشيوخها وشبابها, ووجع لنسائها وفتياتها,لا يقال ولا يترجم على مذبح الحريّة, يا قوم!
فتية صغار يا أبي, قصّوا فينا لسان العرب لأبن منظور من جديد, بعد أنّ حرّفه علماء النحو واللغة بايعاز من الغير, قصّوه فينا ذات رطانة, وعلّمونا أنّ ( سلام ) - بكسر السين - هو الحجر, وأنّه بكل تحولاته اللغوية وبجميع اللغات يعني الحجر, فحمداً لله وشكراً يا أبي, للفتية هناك في فلسطين المحتلة, التي قاتلت فيها من شمالها المحتل الى جنوبها المحتل, ومن شرقها المحتل الى غربها المحتل, هؤلاء الفتية يا أبي, الذين آعادونا الى لسان العرب, وهل بقي للعرب من لسان يا أبي في زمن ربيعهم؟! فالأمّة كلّها في غيبوبة عميقة ( كوما ) من المستوى المليون ويزيد, والأمّة كلّها في حالة موت سريري, فأي أمّة هذه يا أبي, خصوماتها خصومات طفولية.
السلام(بفتح السين) الذي نسعى اليه يا أبي, يأتي ببندقية وسلام ( بكسر السين ), لا يأتي بالجلوس على موائد التفاوض والمباحثات, والسلام ( بكسر السين ) هي الحجارة العريضة الصلبة, فحمداً لله وشكراً يا أبي, لفتية صغار أدركوا لغة القرآن العظيم منذ المهد بفطرتهم, ودون أن يدرسوا ويتدارسوا لسان العرب, الفتية الصغار يا أبي, آعادوا صلب المعاني العربية من جديد على كرامتنا.
حجر يا أبي, تشع قداسته وطهارته, تتشظّى لتضيء عالماً روحيّاً مجيداً متعطشاً, نحو الكرامة والحرية, أردّد يا أبي: من وحي التشظّي, ومن قداسة الحجر المشع نسأل: لماذا يكشف الشهداء وجوههم؟! لماذا لا يغسّل الشهداء؟! لماذا يكفّن الشهداء بالرايات؟! الأله سلام, وسلام ( بكسر السين ) يعني حجر ! والشهداء يكشفون وجوههم في مدينة الحجر, والكهنة الدهانيق يا أبي ما زالوا يردّدون رجع الصدى, وزواج هؤلاء الكهنة هو اغتصاب مقنّن عليه, امضاء شاهدي عيان دوليين واقليميين ومحليين ! .
أبي أيّها الحيّ الميت, المسجى في قبره, وبجانب قبره مغروسة شجرة سرو, فرفقاً يا جذرالشجر من جديد بعظام أبي! أنا على العهد ما دمت حيّاً, فكما كنت ان شاء الله باراً بك في حياتك والله يشهد, أبرّك وأنت في عالم البرزخ- أي عالم هو؟ ففي دبر كل صلاة في كل يوم, أتلو سورة الحمد على روحك الطاهرة, وأدعو لك ولوالدتي الحيّة بالرحمة, وأجعل في معظم الوقت  أطفالي - بناتي الثلاث - ( مريم , والتوأم شهد وهناء ) يترحمون عليك بلغتهم, فهنّ رؤياك ذات منام في ليل بعد صلاة, وقبل أن تحمل زوجي بهنّ بأعوام, انّهنّ رؤياك يا أبي يا أعزّ الرجال.
حتّى صغيري شهم يا أبي والذي بلغ من العمر عام ونصف حتّى اللحظة, الذي تمّت مدته في رحم زوجي, وأوحى الله يا أبي إلى الملك بالرحم أن يخرجه, فأخرجه على ريشة من جناحه قبل أوانه بشهرين فتم سبعة أشهر, لا سنّ له يقطع حتّى الآن, سوى ستّة, ولا يد يبطش بها, ولا قدم تسعى بقوّة, ولا لسان ينطق به سوى: (باه ماه داه), يترحم عليك بطريقته ولغته, وأجعله ينظر إلى صورتك في بهو منزلي, والدمع كثيراً من الأحيان يذرف من عينيّ, وكم تمنيت أن تراه وتداعبه, وتشم رائحة الطفولة فيه يا أبي, يا أبجدية الرجال الرجال.
صديقتي أمال تميم يا أبي, فتاة غزّة المحتلة, خئولتها من سوريا المستهدفة, ووالدها الشهيد من غزّة, وشقيقها الوحيد - أستشهد -, قتله سفلة وأذناب الأطراف الخارجية, في الحدث السوري, تردد في رسائلها اليّ دوماً: سيدي أنا هنا حيث يكمن صمتي وتراتيله, ...أنا أنثى تختصر كل النساء, فأرد عليها يا أبي: إلى التي في غزّة المحتلة, ...يا أيتها الأنثى التي تختصر كل نساء الأرض بأنوثتها, لا تكمني حيث يكمن صمتك وتراتيله, وانطلقي نحو نستولوجيا آفاق المستقبل, فما زال شيئ يستحق الحياة على الأرض.
فترد والأمل يتجدد في نفسها: شكراً من أعالي السماء إلى بوطن الأرض... لك الورد منثور!.
فقلت لها: تمشين على سجّادة منسوجةً, من الورد الأحمر المنثور تحت قدميك حافيةً, لتنتقمي من أولئك القادمين من وراء البحار, ومن كل أصقاع الدنيا ليسكنوا فلسطين العربية المسلمة, فلسطين فتاتنا العذراء, التي أفقدها العرب عذريتها مراراً وتكراراً – رغم ترقيعنا لها, لجهلهم وظلمهم لأنفسهم, هي ليست ككل الفتيات, فقالت يا أبي وفي قولها دموع وأمل: مسائك طهر يليق بقلبك, ونقاء حرفك, عجباً مما سطّرت هنا, أقسم بمن خلق الروح ونفخ فيها: انّ لروحك متعة وطهر, وان لحرفك أعذوبة, ... سيدي أبجديتنا أنت, يا لروعتك اللامتناهية.
أبي الحبيب الحي الميت – كلما داعب لسني نطقه, لأبيات أردّدها ازاء الشام, أبكي بحرقة في قلبي يا أبي, ودموع بكائي في نياط قلبي تقول:-
يا شام يا شام ياظلاًّ على هدبي   يا درجة المجد في تاريخنا العربي
هل تذكرينا فيك فتاة قد سكنت    من أهل عمّان من آل ومن حسـب
سمراء تطرق باب العلم والأدب
يا غوطة الشام هل تنسين بسمتها   وتحت ظلالك كم أغفت على تعب
أبي الحبيب الحي الميت- لساني ينطق:-
خرجنا من السجن شم الأنوف     كما تخرج الأسد من غابـــها
نمر على شفرات السيــــوف       ونأت المنية من بابــــــــــــها
ونحتقر الحادثات الصغـــار       اذا اعترضتنا بأتعابـــــــــــــها
ونأبى الحياة اذا دنّســــــت         بعسف الطغاة وارهابــــــــــها
وما الأرض الاّ لنا وحدنـا     ولكنهم غالطونا بـــــــــــــــــــــها
أبي الحبيب الحي الميت - أقول لك:-
عشت ايماني وحبي أمميا   ومسيري فوق درب عربيا
ليس منّا من فرّقـــــــــــا              ليس منّا من مزّقــا
ليس منّا من يسكب النار      في أرهارنا كي تحرقــــا
فمهما علت أصوات الحزن على الجرحى والشهداء, والرجال الرجال يا أبي, مهما كان ذلك, فسوف تزداد حمم البركان وهجاً, فالقضية لا تتقزّم ولا تتحجّم, فهي الوطن والمواطن الأنسان, وهي الأرض والسماء والحجر, وهي قصة العصر يا أبي, فالى رحمة الله, وشآبيب رحمته, لندعوه أن تتنزّل على قبرك الى قيام الساعة, ... والساعة أشد وأمرّ يا أبي .
www.roussanlegal.0pi.com

مرسل للموقع من الكاتب

0 2011-12-26 | 22:21:32
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024