http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف فريـش فريـش
الأزمة الاقتصادية تدفع الباكستانيين لقتل أطفالهم
الأزمة الاقتصادية تدفع الباكستانيين لقتل أطفالهم

 بعدما عثر على الصغيرين في مكب للنفايات في كراتشي، راح عامل المشرحة يغسل وللمرة الأخيرة جثتي المولودين الجديدين قبل أن يواريا الثرى، وهذان ليسا سوى عينة من مئات جرائم قتل الأطفال التي تخلفها الأزمة الاقتصادية في باكستان.

وهو يشير إلى الجثتين الصغيرتين اللتين يغسلهما أحد زملائه العاملين في مشرحة مؤسسة إيدهي في كراتشي، يؤكد محمد سليم أنهما "ما كانا ليعيشان أكثر من يوم أو اثنين" على أبعد تقدير.

وترتفع نسب جرائم قتل الرضع في باكستان، الدولة المسلمة المحافظة، إذ ان ولادة الأطفال خارج إطار الزواج أمر مدان في حين قد تصل عقوبة الزنى إلى الإعدام.

في العام 2010، وصل عدد الأطفال الذين تم التخلي عنهم أو الذين قتلوا إلى 1210 أطفال، مقابل 999 في العام 2009، و 890 في العام 2008، بحسب بيانات المؤسسة التي شيدها المحسن الباكستاني الكبير عبد الستار إيدهي في كراتشي، أكبر مدن جنوب البلاد. وتحاول هذه المؤسسة التصدي لهذا التوجه الذي تأتي غالبية ضحاياه من الرضع الذين لم يبلغوا بعد أسبوعهم الأول.

لكن هذه الأرقام ليست سوى بيانات جزئية تعبر فقط عما تم إحصاؤه في المدن الأساسية في البلاد، مستثنية بالتالي غالبية المجتمع الريفي.

وتلفت مؤسسة "إيدهي" إلى أنه وخلال شهر كانون الأول الأخير، عثرت على 40 رضيعا مقتولا في مكبات النفايات وقنوات تصريف المياه.

وتكثر الروايات البائسة في مكاتب المؤسسة. ومن بين أمثلة أخرى، يشير مدير المؤسسة أنور كاظمي إلى ذاك الطفل الذي خنق وقد بلغ يومه السادس قبل أن يتم إحراقه، كما يذكر أيضا صغيرا آخرا وجد أمام مسجد وقد رجم حتى الموت.

أمام مراكز المؤسسة، وضع ملصق كتب عليه "لا تقتلوهم. أودعوهم هنا"... وقد جهزت هذه المراكز بأسرة للأطفال لهذا الغرض.

ويأسف عبد الستار إيدهي مؤسس هذه المنظمة غير الحكومية لواقع أن "الناس يتخلصون من الأطفال لأنهم يعتبرونهم غير شرعيين. لكن هؤلاء (الصغار) هم وقبل كل شيء كائنات بريئة لا تطلب سوى الحب".

وتمتلك المؤسسة في ضواحي المدينة مدفنا توزعت فيه أضرحة صغيرة لا تحمل أي أسماء. ويوضح حارسه خير محمد "اشترينا قطعة الأرض هذه بعدما فاضت الأخيرة بمئات الجثث".

ويلفت أنور كاظمي إلى أن 90 بالمئة من الأطفال الذين يتم العثور عليهم جثثا هامدة هم من الفتيات. ويشرح أن "جرائم قتل البنات ارتفعت بشكل كبير"، وذلك على خلفية المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها السكان والتي ضاعفت من حدتها الفيضانات الهائلة التي اجتاحت البلاد خلال الصيف الماضي.

وفي باكستان، تعتبر الفتيات عبئا ثقيلا بالنسبة إلى العائلات. فالنساء بغالبيتهن لا يعملن فيصبحن بالتالي عالة على ذويهن ومن ثم على أزواجهن.

إلى ذلك، قد تضطر العائلات إلى إنفاق أكثر من مليون روبيه (حوالى 8900 يورو) لإيجاد زوج لبناتها وفقا لما هو سائد.

في كل عام، يصل عدد الأطفال الذين يودعون في الأسرة (400 سرير) التي تخصصها لهم مؤسسة إيدهي في كافة أرجاء البلاد إلى مئتي طفل. كذلك تشير المؤسسة إلى تلقيها آلاف طلبات التبني من قبل أزواج حرموا من نعمة الأطفال.

إلى ذلك، يحظر الإجهاض في باكستان باستثناء الحالات التي يهدد فيها الحمل حياة الأم. لكن البعض يرون بأن تشريع الإجهاض قد يؤدي إلى الحد من عدد جرائم قتل الرضع كما قد ينقذ حياة النساء اللواتي يقضين في الشوارع أثناء وضعهن أطفالهن.

في باكستان، تصل عقوبة القتل نظريا إلى الإعدام. أما التخلي عن طفل فقد تصل عقوبته إلى السجن لمدة سبع سنوات، في حين تحاسب عمليات الدفن السرية بالسجن لمدة سنتين. لكنه نادرا ما تطبق هذه التشريعات.

ويلفت المحامي عبد الرشيد إلى أن "غالبية مراكز الشرطة في البلاد لا تسجل قضايا جرائم قتل الأطفال في سجلاتها. فكيف الأمر بالنسبة إلى التحقيق حولها".

المصدر:ميدل ايست أونلاين

0 2011-01-15 | 20:25:57
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024