http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف فريـش فريـش
"مرة 1 مسلم و1 مسيحي".. كتاب جريء لقبطي يرصد الحالة الطائفية في مصر
"مرة 1 مسلم و1 مسيحي".. كتاب جريء لقبطي يرصد الحالة الطائفية في مصر
"ليس سهلاً أن تسخر من طائفيتك.. فقد ينقلب الأمر إلى مزاح بايخ.. أو يتحول إلى كارثة حلت فوق رأسك.. فأنت عندما تتحدث عن الدين والتدين.. والمصريين.. المسلمين والمسيحيين.. فأنت تقف على حد السيف.. فاحذر".
هذه مقدمة ثقيلة لعرض كتاب ساخر في الأساس.. ولكنها سخرية من الواقع، بطريقة تدفع إلى التفكير الإيجابي في سبل إزالة أسباب الاحتقان وعوامل التوتر بين عنصري أمة واحدة، في بلد عربي كبير مثل مصر.
الكتاب هو "مرة 1 مسلم و1 مسيحي .. كتاب سينمائي ساخر .. صنع في مصر"، كما أطلق عليه مؤلفه محب سمير، وهو صحافي قبطي شاب يعدّ هذا العمل هو الأول له. الكتاب الصادر عن دار صفصافة للنشر، يلقي على الجميع قنبلة الوعي بالمشكلة وأبعادها، معتمداً على أسلوب ساخر لاذع، به الكثير من الصدمة والضحك كالبكاء.. قنبلة لا تميت ولكنها قد تجعل الناس تفيق.
بسلاسة تجذب القارئ ببساطة وعمق معاً، لا يُفوّت المؤلف مشهدا أو حالة في الشارع المصري بين "واحد مسلم وواحد مسيحي" إلا ورصده.. كأنه بالفعل حمل كاميرا فيديو صغيرة دون أن يراه أحد وأخذ يتجول في الشارع والمكاتب ووسائل المواصلات وأماكن تجمع الفئات المختلفة من المسلمين والمسيحيين في مصر.. فخرج كتابه صادقا، صادما، يضع الصورة كاملة بين يديك في 130 صفحة من الحجم المتوسط.
وإذا كان الكتاب ساخرا، فإنه في النهاية يطرح أسئلة ويقدم أمثلة من الواقع، في محاولة للفت الانتباه إلى أن البعض يسقط في فخ الطائفية، ربما من حيث لا يدري.
لغة الكتاب العامية استطاعت رسم المشاهد بحرفية عالية، من دون الاضطرار إلى استخدام مصطلحات ثقيلة، بل وصل به الأمر إلى السخرية من الإكليشيهات اللغوية في بعض الجمل مثل "هلم جرش" ومرة "هلم جرب"، ويقصد اللعب على تعبير "هلم جرا".. وهو ما تكرر في استخدامه لجملة " هكذا دواليك" فهي في لغة محب سمير " هكذا دواليب"، وغيرها من الإفيهات اللغوية التى تدل على أنه بالفعل يتعمد ذلك.
في المشهد التالي يرصد المؤلف علاقة "المسيحي" في مصر بالشرطة. فعندما تقع مشكلة ولو بسيطة بين "واحد مسلم وواحد مسيحي" يتم الضغط على الطرفين بالتنازل عن المحضر "ولو ماتصالحتوش هاتتحولوا أمن دولة"، ليشعر الطرف المسلم أن الحكومة تقف في صف المسيحيين، في نفس الوقت الذي يرى فيه "شريكه في المصيبة الواحدة" وهو المسيحي أن "حقه ضايع في البلد دي"..
ويؤكد المؤلف تلك النظرة في التفرقة في التعامل الأمنى بين المواطنين لدرجة تأكيده أن البعض يروج لفكرة أن "أمن الدولة هو اللي حامي المسيحيين في مصر".
المؤلف محب سمير يشير إلى طبيعة الأسئلة التى يسألها الشخص عن الآخر.. فالمسيحي أسئلته قليلة في هذه الأمور "لأن كل حاجة باينة وحافظينها ليلي نهارى.. من المناهج الدراسية والقنوات الفضائية.. وعبر الأثير.. لكن المسلمين بقي.. فالسؤال بييجي لما تطلب معاه..ممكن لما تيجي السيرة.. أو حتى فجأة لما يشوف مشهد معين ماقدرش يفسره للعالم دي".
لتتوالى الأسئلة الغريبة، مرورا بأشهر الشائعات المنتشرة عن المسيحيين في مصر بين المسلمين، لاسيما البسطاء منهم، مثل "ليه المسيحيين بيطفوا النور في الكنيسة ليلة رأس السنة"، وهو سؤال يحير أغلب المسلمين في مصر .. ويعتقد المؤلف "أنه مافيش مسيحي في مصر ماحدش زنقه في السؤال ده" .. وأن أغلب المسلمين متأكدين من صحة تلك الشائعة "أمال ليه بيوقفوا لهم أمن كتير قدام الكنيسة يومها؟"..
الكتاب ليس مجرد سخرية من حوارات وأفكار عبثية وتكفيرية من جانب الإثنين .. مسلمين ومسيحيين. بل هو في حقيقة الأمر رصد حي لأدق تفاصيل تلك العلاقة، بطريقة لم نعهدها من قبل، مما يجعل الكتاب يعد مرجعا أنثربولوجيا عميقا، بخلاف ثراء المادة والتفاصيل عن طبيعة العلاقة بين المسلم والمسيحي في مصر.. بعيدا عن الشعارات الرنانة التي تتغنى بالوحدة الوطنية.
هنا يقول الكاتب: "لو أنت مسلم.. فأنت مسلم.. أو موحد بالله.. أو من أمة محمد.. وهكذا.. لكن المسيحيين بقى.. فغير أنهم مسيحيون.. فهم برضه أقباط.. نصارى.. أهل الذمة.. وأهل الكتاب في مقولة أخرى "وكفاتسة".. وأربعة ريشة.. وفيه ناس بتقول عليهم "كريست" وقريبتها "CH".. ودول طبعاً مستوردين.. وأخيراً فيه ناس لسه بتقول عليهم "خواجات" لا مؤاخذة.. ودى من بقايا الاستعمار باين عليها".. ويبدأ في تحليل تلك "الألقاب" التي تلتصق بمسيحيي مصر دون غيرهم.. مشيرا إلى أن أصل كوفتس هو كلمة "Coptic" أو أقباط.. بينما "أربعة ريشة" تعود إلى علامة الصليب، خصوصاً أن المسيحيين في مصر يتميزون برسم الصليب كوشم في المعصم".
 عن المال والدين، يقول المؤلف إن البعض يردد "ده انتوا متحكمين في نص اقتصاد مصر"... فحسب اعتقاد كثير من المسلمين في مصر أن المسيحيين أغنياء والكنيسة تصرف على الفقراء القليلين منهم .. ولكن محب يقول لمن يعتقد ذلك "لا يا أساتذة .. ابسلوتلي (مطلقا).. الكلام ده مش حقيقي.. والمسيحيين في مصر مش كلهم ساويرس وغبور يعني.. وروح الصعيد وانت تشوف العجب العجاب.. أوعى تفتكر أن المسيحيين في مصر كلهم راكبين عربيات وعندهم محلات ذهب وعصير قصب في رمسيس..دول الغلابة أكتر من اللي في تاهيتي يابا".
ويعيب محب على المسيحيين في مصر حالة الانطواء والانكفاء التى اختاروها لأنفسهم.. فهناك دائما في الجامعات "شارع النصارى" ويرصد أمثلة لذلك، ففي جامعة القاهرة هناك "شارع دقة" وفي عين شمس شارع" ch"" ..ويقول "لكن اللي تستغرب له فعلا أنك تلاقي الأمن في الجامعة ..أي جامعة .. بيتعامل مع المسيحيين على اعتبار أنهم "جماعة" برضه .. والطلبة المسيحيين بيتعاملوا مع الموضوع بنفس حس طلبة الإخوان .. وعارفين أو حاسين على الأقل .. أن العين عليهم .. رغم أنهم أصلا خيبانين .. ومش بيعملوا أي حاجة .. ولا ليهم حتى في المظاهرات والاحتجاجات اللي بتحصل من الطلبة".
أخطر ما في الكتاب، هي الأسئلة التى وضعها المؤلف في منتصف كتابه، تحت عنوان" 38 إشمعنى في دينك يا مصر".. أسئلة ليس شرطا أن تبحث لها عن إجابات.. رغم أنك بمجرد قراءتها ستسأل نفسك معه" أه صحيح إشمعنى" .. فمثلا يقول " اشمعنى المسلمين بيبقي عندهم فضول يدخلوا "كنيسة".. لكن المسيحيين مش بيحبوا يدخلوا مساجد من أصله؟".. وأيضا "اشمعنى في حصة الدين في المدرسة الطلبة المسيحيين هما اللي بيخرجوا من الفصل .. والمسلمين بياخدوا الحصة في مكانهم؟" و "اشمعنى وزير البيئة في مصر دايما يبقي مسيحي .. وأي وزير تاني مسلم ؟" .. وأخيرا "اشمعنى في مصر" مروة الشربيني" اللي اتقتلت في المانيا يقولوا عليها "شهيدة" .. وبتوع "نجع حمادي" اللي اتقتلوا برضه بيقولوا عليهم "ضحايا" ؟..
ويتطرق المؤلف أيضا بجرأة يحسد عليها، لطبيعة العلاقة بين الولد والبنت مختلفي الديانة.. بدءا من علاقات المراهقة في المدرسة .. والشائكة في الجامعة.. والقاتلة في مرحلة النضج.
ويغوص في العلاقة الخاصة بين واحد مسلم وواحدة مسيحية .. أو العكس .. مؤكدا أن هناك أسئلة تدور داخل الغرف المغلقة حول ما هو حرام وحلال في الجنس في الديانتين.
إنها أسئلة وحكايات من الواقع وعنه، تكشف عن خلل يقع فيه البعض، بسبب نقص المعرفة، أو التعصب، أو السقوط في فخ الطائفية.. من دون أن يدري.
المصدر: العربية نت
0 2010-12-23 | 18:31:01
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024