في يوم السلام العالمي في الأول من أيلول شهدت مدينة أنطاكية أضخم مظاهرة في تاريخها منذ عام 1978، فقد نزل حوالي خمسين ألف متظاهر، بحسب المنظمين، إلى شارع "إينونو" وهتفوا ضد سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وضد الهجمة الامبريالية ضدها. ونادى عدد كبير منهم بحياة الرئيس الأسد مرددين باللغة العربية: الله، سورية، بشَّار وبس.. وقد دعت إلى المظاهرة منظمات مجتمع مدني وأحزاب معارضة، منها حزب الشعب الجمهوري، حزب العمل التركي، حزب الحرية والتضامن، حزب الكادحين، نقابة المعلمين، اتحاد العمال الثوريين، نقابة الموظفين الحكوميين وسواها من المنظمات التي أسست ملتقى حمل اسم "لا للهجمة الامبريالية على سورية". وأحاطت أجهزة الأمن مكان المظاهرة باجراءات أمنية مشددة، ومنعت الكثير من الشبان من ادخال العلم السوري أو صور الرئيس بشار الأسد، مما اضطر بعضهم لاخفائها داخل أحذيتهم وبوسائل أخرى.
كما تحضرت الصحف الموالية للحكومة للمظاهرة فأفردت صحيفة "صباح" خبراً بعنوان هو "عملية أسدية تخريبية في أنطاكية". وقالت فيه: "الأسديون يجتمعون في أنطاكية وعشرون ألف مظلوم يتألمون في قبورهم".. وزعمت الصحيفة أن المظاهرة غير مرخصة وأن مدير الأمن أبدى سماحة (!) للمتظاهرين للتعبير عن رأيهم. في حين أن منظمي المظاهرة أكدوا لمراسل عربي برس أنهم حصلوا على الترخيص لمظاهرتهم منذ فترة طويلة.
أما صحيفة "يني شفق" فقد استبقت المظاهرة بخبر تحدث عن اكتشاف مؤامرة حاكتها سورية وحزب الشعب الجمهوري ومجموعة أيدنلك (حزب العمل التركي ووسائل إعلامه: صحيفة "أيدنلك"، وقناة "أولوسال") لتشويه سمعة اللاجئين السوريين في تركيا، وقالت أن المتآمرين يوصون المواطنين بعدم تأجير بيوتهم للاجئين. وعادت قناة TRT الحكومية فأكدت في نشرتها الإخبارية على هذه المؤامرة.
يذكر أن أنطاكية، وعموم لواء اسكندرون (هاتاي)، قد شهدت الكثير من مظاهر الاحتجاج على السياسة الرسمية التركية بخصوص سورية، ففي بلدة عين الجاموس (اسمها بعد التتريك: يشيل بينار) تم تنظيم مهرجان خطابي تحت شعار "صرخة من أجل السلام" شارك فيه على مدى يومين عدد كبير من نواب حزب الشعب الجمهوري ومن السياسيين والصحافيين وحضور بلغ عدده خمسة عشر ألف شخص تقريباً. وفي بلدة "الدرسونية" تم تنظيم مهرجان خطابي آخر. وخرجت مظاهرة أخرى سيارة في 26 آب، واعتصام لحزب العمل التركي في 24 آب، إضافة لمظاهرات واعتصامات صغيرة ومتفرقة لحزب الحرية والتضامن. ومن المقرر أن تخرج مظاهرة أخرى، منتظر لها أن تكون الأكبر حتى الآن، في الخامس عشر من شهر ايلول الجاري.
عربي برس