كلمات

كتبت لمى توفيق عباس : ترحموا فهذا أبو الفقراء

لمى توفيق عباس


لازلت أذكر هذه القصة جيداً وأنا أتناقش مع والدي رحمه الله أثناء سفرنا إلى جبلة وكنت شابة صغيرة حينها , عند مرورنا بدير عطية وأنا أنظر معجبة ببنائها وتنظيمها وحدائقها وحضارتها العمرانية الراقية وغناها (( في نفس الطريق يابنيتي وكان حينها القائد الخالد مسافراً براًإلى اللاذقية , مرَّ بدير عطية , فلفت نظره كل ماتكلمت عنه , وعندما سأل مااسم هذه المنطقة ( وكان سؤاله حينها مقصودا وسؤال العارف ) فقالوا له إنها دير عطية وأبو سليم مديرمكتبك وابن هذه المنطقة قد خصص لها إمكانيات كبيرة ومصاريف ووو واهتم بها ودعمها لتصبح على هذه الشاكلة , كانوا يقولون حق ويريدون به باطل , ابتسم سيدنا قدس الله روحه ابتسامة العارف بالله وبالضمائر , وقال لهم : أحسن صنيعا وبورك أبو سليم , لو أن كل مسؤول ومتنفذ وقادر في حكومتي يفعل كما فعل أبو سليم لكانت قرانا ومناطقنا ومدننا جنة من جنان الأرض ونافسنا أوروبا في حضارتها العمرانية , هو استخدم شيئاً من امكانياته واستغلها في خدمة أبناء منطقته ووفرها لها وساعدهم فكانت هذه النتيجة وماسمعتُ عن واحد جاع في دير عطية ( قدّس الله روحك ياسيدي ) كم أهنأ وأغبط وأنا أسترجع كل الذاكرة الحية التي تخصنا معك أيها المسؤول كائناً من كنت وماأكثركم وماأقلَّ نفعكم , وماأقبح صنيعكم لو سخّرت جزء من إمكانياتك وصلاحياتك في خدمة ذوي قديسونا الشهداء , والمصابين والجرحى من رجال الله , والفقراء , من أبناء حيك أو قريتك أو منطقتك أو مدينتك , ووضعتهم نصب عينيك لما جاع واحدا في هذا الوطن ومااحتاج سوى رحمة خالقه

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=6&id=7060