عيادة زنوبيا

الوسواس القهري يصيب نحو 3 % من سكان العالم

سانا


يشكو بعض الأشخاص من سلوكيات غير عقلانية وأفكار مزعجة تراودهم بشكل مستمر كغسل اليدين لمدة طويلة أو التأكد من إغلاق الباب عدة مرات أو الخوف من لمس أي شيء خوفا من العدوى أو العودة للبيت عدة مرات خوفا من نسيان شيء كإطفاء الأضواء أو إغلاق جرة الغاز ويسمي الأطباء هذه الحالات بالوسواس القهري. ويحدث الوسواس القهري حسب اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية وعضو الجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب الدكتور نضال حسين مسعود لدى 2 إلى 3 بالمئة من البشر ويبدأ عموما بالظهور في العشرينات من العمر وفي بعض الحالات مبكرا في عمر السنتين أو متأخرا في عمر 35 فما بعد. ويشير الاختصاصي إلى عدم وجود سبب واحد مسؤول عن حدوث هذا المرض بل عدة أسباب تتمثل بعوامل بيولوجية مثل نقص مادة السيروتونين في الدماغ أو وجود أمراض مناعية أو عوامل وراثية فأقارب مريض الوسواس لديهم احتمال حدوث هذا المرض من 3 إلى 7 أضعاف مقارنة بعامة الناس إضافة لعوامل سلوكية ترتبط بأحداث مقلقة وعوامل شخصية ونفسية واجتماعية. ويذكر الدكتور مسعود أن 70 بالمئة من مرضى الوسواس القهري لديهم أيضا اكتئاب و25 بالمئة رهاب اجتماعي و 5 إلى 7 بالمئة يعانون من اضطرابات صوتية أو حركية. ويرى الدكتور مسعود أن اختلاف الحالة من مريض لآخر تسبب تأخر تشخيص المرض فعندما يعمد الشخص لكثرة غسل يديه يشكو من تقشر في الجلد والتهابه لذلك يذهب لاختصاصي أمراض جلدية مهملا الحالة النفسية التي دفعته لغسل يديه بشكل متكرر فيما يزور مريض آخر طبيب الأمراض الداخلية للتأكد إذا كان لديه عدوى أو لا أو طبيب جراحة تجميلية خوفا من تشوه بالشكل أو طبيب الأسنان حيث يؤدي تنظيف الأسنان الزائد القهري إلى التهاب في اللثة. ويبين أن الأعراض عموما عند الصغار والكبار متشابهة وأكثرها الخوف من التلوث والعدوى والشك كالمريض الذي يأتي إلى الحلاق حاملا معه منشفة وشفرة خاصة به ومرعوبا من إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي وهناك مرضى يرتبون المنزل بشكل معين ويشعرون بالقلق والغضب الشديد إذا تغير ترتيب البيت وبعضهم تصيبهم أفكار غريبة وخاصة عن الجنس. ويشخص الوسواس القهري وفقا للدكتور نضال عندما تراود الشخص أفكار متكررة ومزعجة وتأخذ أكثر من ساعة في اليوم ويتبعها أو لا يتبعها أعمال قهرية كغسل اليدين أو التأكد من شيء عدة مرات لافتا إلى أنه في بعض الحالات لا يوجد لدى المريض بصيرة في مرضه فلا يعترف أنه مريض ولا يقبل العلاج وفي هذه الحالات يكون علاجه صعبا أو مستحيلا. ويشير إلى أن المرض يبدأ لدى أكثر من 50 بالمئة بشكل مفاجئ أو بعد حمل أو مشاكل جنسية أو وفاة قريب لكن المريض يبقي المرض سرا وأحيانا لعدة سنوات قبل طلب العلاج الذي يحسن حالته لكن في حال ترافقه باكتئاب وأعراض مستمرة فإن ذلك يجعل العلاج صعبا ويبقى أيضا خطر إقدام المريض على الانتحار أو المحاولة أو التفكير به موجودا. وبخصوص علاج المرض يلفت الطبيب نضال إلى أن العلاج بالأدوية هو الأنجح ويحسن حالة المريض ويعطي نتيجة جيدة عند 70 بالمئة من المرضى شريطة المواظبة عليه لعدة أسابيع ويتمثل غالبا بالأدوية التي تزيد من نسبة السيروتونين بالدماغ حيث تحملها جيدة وأعراضها الجانبية قليلة إضافة للعلاج السلوكي الذي له تأثير إيجابي والمعالجة النفسية المساعدة للمريض على فهم أعراضه والتخفيف من حدتها شريطة أن تشمل باقي أفراد العائلة الذين يعانون مع مريضهم.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=18&id=5404