الموقف اليوم

المعارضة الداخلية السورية: المرحلة الجديدة للتعاون والشراكة

المنار


حتى الآن ما تزال الآراء متضاربة حول تقبل أو عدم تقبل نتائج الانتخابات، فما اظهرته وسائل الإعلام العاملة على الأراضي السورية واللبنانية من إقبال جماهيري سوري على الانتخابات يوم الثالث من حزيران ، وما ظهر في الساحات السورية من فرح واحتفالات عشية إعلان النتائج على ما يبدو لم يكفِ البعض لإقناعه بما قد أعلنه الشعب السوري فليست مسرحية كام يقول البعض من الخارج وليست سيناريو فاشل كما يدّعي آخرون أيضا في الخارج السوري من غرب وعرب ، حيث كان رأيهم واضحا ، اما الاكثرية من معارضة الداخل وما يطلق عليهم بالمعارضة الوطنية أثبتوا تمسكهم بالحل السياسي فقبلوا النتائج منتقلين نحو مرحلة جديدة. موقع قناة المنار التقى كل من السيد طارق الأحمد عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي, إضافة للسيد محمود مرعي أمين عام هيئة العمل الوطني الديموقراطي التي تم تأسيسها حديثا في سورية وضمت عددا من معارضين كانوا سابقا في الضفة الخارجية للمعارضة ضمن ما يسمى "المجلس الوطني المعارض" أو "الائتلاف السوري المعارض" إضافة لشخصيات سورية معارضة لم تغادر الوطن ، الهيئة لم تدعو لمقاطعة الانتخابات رغم أنها لم تشارك معتبرة المشاركة حرية فردية لكل مواطن ، وتعاملت مع العملية الانتخابية على اساس سياسة ان ليس لديهم مرشح ، ولا نواب في البرلمان السوري ، وباعتبارها غير مرخصة بعد. مرعي لم يخفِ انتقادات الهيئة للسلطة وقانون الانتخابات وحتى الدستور ، لكنه اعتبر أن المرحلة القادمة بعد فور الرئيس بشار الأسد في الانتخابات هي الاهم ، ومرحلة جديدة برغم انه ما زالت هيئة العمل الوطني تعتبر نفسها معارضة, فقال مرعي " إن الرئيس بشار الأسد في هذه المرحلة عليه أن يعمل لإنجاح الحل السياسي ومن اجل إنجاح المناخ المناسب لذلك" ، إضافة إلى اعتباره ان المرحلة هي مرحلة شراكة بين السلطة والمعارضة. هذا ودعا أمين عام هيئة العمل الوطني الديموقراطي إلى مؤتمر شامل في دمشق يعقد بين السلطة والمعارضة "من اجل الخروج من الحالة الكارثية التي تعاني منها سورية" كما قال. ورغم ان المرحلة جديدة إلا أن السيد محمود مرعي ما زال مصرا على مصطلح "التفاوض مع النظام"، مضيفا في حدثه كلاما يذكر فيه الدعوة "للإفراج عن المعتقلين" وإطلاق سراح المخطوفين ، وعودة المهجرين ، وإيصال المساعدات الازمة للسكان ، كما انه تحدث أيضا عن ضرورة إخراج جميع المقاتلين الغرباء من سورية مؤكدا رفضه القاطع للمفاوضات مع الأجانب ، خاصة الشيشان ومن مثلهم من مجموعات إرهابية ، مستطردا انه إذا لزم الامر فسوف يعملون على محاربتهم في حال لم يخرجوا من سورية واستمروا في ضرب البنى التحتية ونشر الخراب ، كما اكد على نقطة هامة وهي أن سورية لكل السوريين بغض النظر عن الاعتبارات الاثنية والطائفية أو الدينية ، داعيا "لوقف القتل" في البلاد. وكما أضاف مرعي "النظام لم يكن على صح ولا المعارضة كانت أيضا على صح, الجميع أخطأ بحق سورية على الجميع ان يجلسوا على طاولة التفاوض من اجل أن تكون سورية افضل سورية دولة مدنية تعددية تداولية" وكل ذلك برايه يحتاج إلى تعديلات دستورية وقوانين جديدة ، مؤكدا على ان الحل سوري – سوري بيد السوري. الأستاذ طارق الاحمد بدوره تحدث عن المرحلة ما بعد الانتخابات قائلا أنه على القوى السياسية التي تتحدث عن الشعب إذا كانت شاعرة بنبض هذا الشعب وتعبر عنه" كما اعتبر أن ما جرى في الانتخابات كان مفاجئا للجميع له شخصيا ولكثير من المراقبين أيضا ، وقال الأحمد "ان الشعب السوري قد أرسل رسالة مركبة وغاية في الدقة وهي كناية عن كل ما اعتمل في صدوره على مدار الاعوام الثلاث الماضية نتيجة ضغط عير مسبوق على أي من الشعوب" ، كما اعتبر هذه العملية عبارة عن استفتاء على بقاء الدولة ، واستفتى على سيادته كشعب ، "خاصة ان هناك قوى في الخارج تحاول ان تنهج سيادته وفي الداخل أيضا هناك قوى تتعامل بخفة مع سيادته ، مفسرا الأحمد هذا الزحف الشعبي على أنه قول الشعب لكلمته "هو صاحب السيادة". كما وجه طارق الاحمد انتقادات لجميع من يرفض او يشكك في الانتخابات داعيا الجميع للعمل على مرحلة جديدة. إذن ستبقى المرحلة القادمة مفتوحة الباب أمام الحل السياسي كما يرغب جميع من في الداخل السوري ومد الايدي على ما يبدو ينتظر القسم الرئاسي للشروع بالحوار الوطني السوري – السوري ، ومحاربة الإرهاب على الأرض السورية لم تتوقف وستنتهي بطرد آخر إرهابي على يد الجيش السوري بقيادة الرئيس الأسد والتعاون مع كافة القوى الوطنية السورية.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=19&id=432