عيادة زنوبيا

مستحضرات إنقاص الوزن الموجودة بالسوق غير آمنة

سانا


كشفت دراسة أجريت في جامعة دمشق أن المستحضرات العشبية المستخدمة لغايات إنقاص الوزن في السوق المحلية “غير آمنة وتحوي مواد كيميائية ممنوعة من الاستخدام لتأثيراتها الخطرة على الصحة فضلا عن إحداثها تداخلات دوائية”. وبينت الدراسة التي أجرتها الطالبة رهام حمادي لنيل درجة الماجستير في المراقبة الدوائية بكلية الصيدلية تحت إشراف وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر المارديني أنه “لا توجد دراسات سريرية تدعم فعالية معظم المواد النباتية التي تحويها المستحضرات العشبية المستخدمة بقصد إنقاص الوزن” بينما التي تدعمها الدراسات السريرية فإن الكمية المطلوبة منها لإحداث التأثير الدوائي اللازم أكبر بكثير من المدون على عبوات المستحضرات. وأشارت الدراسة إلى أن “بعض المستحضرات تحوي أكثر من مادة نباتية ما يحدث تداخلات خطيرة ويتضمن بعضها الآخر أعشابا يحذر من استخدامها عالميا في خسارة الوزن لكونها تسبب آثارا سيئة على المستهلكين كالأعشاب الصينية والهندية”. وأوصت الدراسة التي حملت عنوان “التحري الكيفي والكمي للمواد الدوائية غير المعنونة المضافة لبعض المستحضرات العشبية المستخدمة للتنحيف غير النظامية الموجودة في السوق المحلية” القائمين على مخابر الرقابة الدوائية ووزارة الصحة والهيئات المعنية بضرورة منع تداول مثل هذه المستحضرات لما تنطوي عليه من مخاطر على صحة المستهلك الذي يعتقد أنه يتناول مواد طبيعية. وشددت على “ضرورة توعية مستهلكي هذه المستحضرات العشبية بحقيقة تركيبها الكيميائي حيث إن منع تداولها قد لا يكون كافيا ذلك أن المصدر الرئيسي والأساسي لها هو مواقع الانترنت” وأهمية متابعة العمل على المستحضرات العشبية التي تستخدم لغايات أخرى غير التنحيف كمستحضرات خفض السكر وعلاج الضعف الجنسي وغيرها لإمكانية وجود الغش فيها. وفي حديث لـ سانا عزت الطالبة حمادي اهمية اختيار البحث إلى “إقبال الناس الكبير على مستحضرات التنحيف لعلاج البدانة ولا سيما مع ارتفاع معدلات الأخيرة عالميا والمضاعفات الخطرة المرتبطة بها كارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين الدماغية والأمراض الأخرى” ظنا منهم أن المعالجة العشبية فعالة وآمنة وتأثيراتها الجانبية أقل من المستحضرات الدوائية لكونها من مصادر طبيعية. وقالت إن “هذه المستحضرات غير خاضعة للرقابة لكونها تصنف كمتممات غذائية لا تتطلب التسجيل في معظم الدول أو إظهار الفعالية والأمان للمنظمات الصحية وهي معرضة لعمليات تعديل في مكوناتها” وهو ما دفعها لدراسة هذه المستحضرات بهدف معرفة مكوناتها وفعاليتها والمواد المضافة إلى صيغتها في حال ثبت وجود تعديل على هذه المستحضرات. وأضافت إن “جميع المستحضرات التي شملتها الدراسة أضيفت إليها مادة أو أكثر من المواد الدوائية حيث لوحظ وجود مادتي الكافئين والفورسيمايد في 17 مستحضرا ومادة فينول فتالئين في 13 مستحضرا وفلوكسيتين في 5 مستحضرات إضافة إلى مادة سيبوترامين في 9 مستحضرات وأورليستات في 22 مستحضرا مع وجود مشاركة لهذه المواد ضمن المستحضر الواحد”. كما لوحظ أيضا اختلاف المواد الدوائية المضافة لهذه المستحضرات باختلاف العبوات المحللة لنفس المستحضر فكل عبوة تحوي مواد مختلفة عن غيرها وبكميات مختلفة. وحول المواد التي أثبت وجودها في المستحضرات بينت حمادي أن كافئين الأكثر استخداما لأغراض التنحيف لا يجب أن يزيد استهلاكها اليومي على 300 ملغ ومادة فورسيمايد تتميز بسرعة التأثير وقوتها وتستخدم بشكل غير مصرح به في إنقاص الوزن ومادة فينول فتالئين منعت من الاستخدام بسبب تأثيرها المسرطن. ومن المواد ايضا مادة فلوكسيتين التي تؤثر على الشهية وتؤدي لقطعها ومادة سيبوترامين التي استخدمت لفترة لإنقاص الشهية والإحساس بالشبع ثم منعت من الاستخدام نتيجة ارتباطها بالعديد من الحوادث القلبية الوعائية إضافة إلى مادة أورليستات وهي الدواء الصنعي الوحيد الموافق عليه لعلاج البدانة حاليا ومتوافر في الأسواق العالمية. ويذكر أن معدل انتشار البدانة ازداد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة حيث اعلنت وباء عالميا منذ عام 1997.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=18&id=3443