أتيتك كما لم أكن يوما , أتيتك ألبس جراحي كفنا , بكبرياء لبوة طالتها نصال الغدروتأبى الهزيمة , أتيتك أغتسل بموجك , أتيمم بروحك , وأتوجهك قبلتي بذاكرة سطرتها الشمس يوما ورواها القمر , أحتضنك وأشهدك على من اغتال طمأنينتنا , من اجتث من أرواحنا ا السلام وألقى عوضا عنه البارود والنار . أتيتك وأنا المسافرة دوما مابين الحروف والسطور , لألقي بقلمي على عتباتك بعد أن شاخ حبره , وهطل غمامه حزنا ودهشة وألما , وأستودعك ماعزّ علي يوما أن أستبقيه عند أحد أتيتك كما لم آتيك يوما , تصلني قبل أن أصلك وتغدق علي عتبك , وترميني في جزر اتسع قاعها , لاشط لها , ولاوسيلة للنجاة . لطالما توسلتك دفئا في صقيع أيامي , وتواليت على سنيني جمرا , كنت آتيك مدججة بالقصيد , بأحلام عاشقة طال بها الانتظار , فتسافر عبر مراكبك لمدن نسيت اسمائها كما نسيت عناوينها , أنثى تمتهن مراقصتك على سياج من نور ونار , وترتديك أغنية ولحنا , أما اليوم فقد أتيتك ثكلى , أحمل بين حناياي حزن بردى وياسمين شآمي تلون بشقائق النعمان . ايه يابحر , ومايسكن بين الألف والراء (وطن مثخن بالجراح ) وطفلة اغتالوا بسمتها في صباح العيد , فكانت هديتها أشلاء والدها ثيابا ترتديها ,ونحيب أمها أغنية ترددها , ويتم أخوتها ذاكرة تمتطيهاو ستنفقها يوما على ضفاف الحرية . ايه يابحر ومابين سطحك والقاع تاريخ يهذي وأطلال ضلت وجهتها , وملائكة نكرت الذات فغدت شياطين , مابين سطحك والقاع لونوا طهرك واستباحوا عذريتك ومن ثم تقبلوا فيك العزاء. من بعدك يدرك ألمنا , ومن غيرك ياسر الوجود سيطفأ اشتعالنا , هل سندركهم ؟؟أم ستسبقنا هزائمنا وحقدهم ؟؟؟ هل ستتبرأ منا ؟؟ أم ستلقي علينا تحية الغياب ؟؟؟ هل سنتجرأ يوما أن نلوذ بك ؟؟؟ ومن سيقبل اعتذارنا بعد اليوم يابحر ؟ اللاذقية ....مساء الجمعة 11,30 |
||||||||
|