محليات

عن مواجع “أم الشهداء”محافظة طرطوس .. من لهذا الوجع في غياب المتابعة ؟

تلفزيون الخبر


منذ أيام، وعلى مرأى ومسمع موظفي كراج طرطوس وعناصر أمنه، هدد مواطن بالانتحار في قلب الكراج. نشب خلاف بين ركاب خط الدريكيش في محافظة طرطوس، سببه الرئيسي قيام سائقي الخط، دون استثناء، بوضع أربعة ركاب في كل مقعد مخصص لثلاثة ركاب، في مشهد يعطي صورة مبسطة عن معاناة المحافظة الصغيرة، أم الشهداء، من واقع خدمي سيء بالمجمل، ويتكرر السؤال..أين المحافظ ومجلس المحافظة عما يحدث يومياً فيه؟ كراج طرطوس.. خارج سلطة المحافظة يعرف كل الداخلين إلى الكراج الجديد، كما يسمى، أنهم وبمجرد اختيارهم الانطلاق منه إلى قراهم البعيدة، وضعوا أنفسهم تحت رحمة السائقين وقوانينهم التي لم تستطع آلاف القرارات التي أصدرتها المحافظة ولم تتجاوز الورق الذي كتبت عليه، إجبار أي منهم على تغيير ما أصبح من “عادات وتقاليد الكراج”. “الركوب أربعات” مبدأ ثابت لاتهزه ريح وباء منتشر خطير كالكورونا، ولا ظروف الحر أو غيره، والأعذارجاهزة دائماً، فحتى قبل موجة الغلاء الأخيرة كانت “ما بتوفي” مع السائقين. تبادل الخطوط بين سائقي الخطوط بغية استيفاء أجرة زائدة ومضاعفة في بعض الأحيان، إخفاء السرفيس في مكان بعيد ريثما يتمكن السائق الموجود في الموقف من تعبئة سيارته أربعات بحجة عدم وجود سرافيس. كل هذه التجاوزات وغيرها تتم على مرأى من المحافظة وموظفيها العاملين في الكراج، وأحياناً “برعاية منهم”، على حد وصف أحد الركاب المنتظرين. ومن بين جمهرة من الركاب المنتظرين المتعبين، المتأهبين لخوض معركة الحصول على مقعد في السرفيس الذي طال انتظاره، قد تجد أن نصفهم تقريباً، يأس من مقاومة الفساد في هذه المنظومة،في غياب اي رقابة أو سلطة رادعة. حكاية الوجع في ريف طرطوس.. لا تنتهي للريف في محافظة طرطوس حكايات لا تنتهي مع الواقع الخدمي السيء، حيث عانى لسنوات طويلة من تمييز حقيقي في عدد ساعات التقنين الكهربائي، ورداءة الشبكة، حتى في القرى الأكثر قرباً من مركز المدينة. أما المياه، فرغم سخاء السماء بالمطر على المحافظة الساحلية، هناك قرى كثيرة تعاني من العطش صيفاً ويتحكم بمصادر مياهها الصالحة للشرب مجموعة من الموظفين، الذين يقررون ما إذا كانت هذه القرية أوتلك تستحق الشرب، بناء على علاقات شخصية، أو وجود منزل لمسؤول ما فيها، أو “سخاء” سكانها على جيوبهم. أما الطرقات الجبلية السيئة، فأصبح الحديث عنها كأسطوانة مكرورة لا يستمع إليها أحد، قرى كثيرة من تلك التي تستطيع أن تشكل قبلة سياحية تُنعش اقتصاد المحافظة برمتها، طرقات الوصول إليها مهملة ومنسية، بصورة تعكس قلة التدبير وسوء التخطيط، ولم يبقَ ما يساعد على السير فيها سوى مجموعة من صور شهدائها تعمل كشارات ضوء للعابرين. ولعل قصة طريق “كفرفو” التي سبق ونشر تلفزيون الخبر حكايتها الطويلة الموجعة عدة مرات، مع وعود لا تنتهي من المحافظة بتزفيت الطريق الذي لا يتجاوز عشرات الأمتار، هي واحدة من عشرات مشابهة في ريف طرطوس، طرقات تحتاج إلى تزفييت تقول المحافظة في كل مرة أنه لا توجد اعتمادات لها طوال سنوات! طرطوس في المرتبة الثانية بعدد الشكاوي الخدمية مسؤول قسم الشكاوي في تلفزيون الخبر، أوضح أن “معظم مايرد من شكاوٍ سواء عبر الاتصال الهاتفي، أو على بريد الصفحة الرسمية للتلفزيون، هي من محافظة طرطوس، حيث تأتي في المرتبة الثانية بعدد الشكاوي بعد محافظتي ريف دمشق وحمص، اللتين تتساويان تقريباً وتتصدران المشهد، وذلك اعتباراً من أول عام 2020. وأشار إلى أنه “على الرغم من طرح هذه الشكاوي جميعها، إلا أن كثيراً منها لم يُحلّ، رغم وعود المسؤولين”. وبين أن “الشكاوي توزعت بين الانقطاع الطويل لمياه الشرب عن ريف المحافظة، إلى جانب مشاكل النقل بين المناطق والقرى، وعدم الإلتزام بالتسعيرة من قبل السائقين، ومشاكل انقطاع الخطوط الهاتفية والكهرباء”. أين محافظ طرطوس ؟ في استطلاع بسيط لآراء مجموعة من الطراطسة، مختلفي المشارب، والمستوى التعليمي والثقافي، أكد معظمهم أنه لا يعرف المحافظ ولن يعرف شكله حتى إذا رآه ، ولم يلتق به في الشارع، ولو مصادفة، على مدى السنوات الست التي قضاها محافظاً لأكثر المدن أمناً. وعلى الرغم من الصور التي تنتشر بين الفينة والأخرى للمحافظ، وهو يقوم بواجبه بالتعزية بأحد شهداء المدينة، إلا أن علاقته بالإعلام تتوقف عند هذا الحد، ولم يصدف مرة أن اتصل، أو رد على اتصال من أجل شكوى أو متابعة لقضية. ويضرب بعض من التقاهم تلفزيون الخبر، مثالاً عن محافظة جارة لطرطوس، يتواجد محافظها في كل شأن من شؤون المحافظة، وعند كل طارئ، وفي الشارع أثناء أزمات الغاز والخبز، ويتابع الشكاوي من خلال مديري المناطق، ويقدم الإجابات عليها بشكل دائم. يرى أهالي طرطوس، وهم محقون، أن محافظتهم الصغيرة التي يكاد لا يخلو فيها منزل من شهيد، أو جريح أو جندي في الجيش، تستحق العناية والاهتمام بشؤونها بجدية أكبر، فرغم صغر مساحتها مقارنة بباقي المحافظات، فهي محافظة سياحية من الدرجة الأولى، في جميع مناطقها الساحلية والجبلية”. ويتساءلون بشكل دائم عن سبب إبقاء الأوضاع على ماهي عليه، إلا التقصير، في حين أن خير محافظتهم سينعكس على سوريا كلها لو توافرت الإرادة وقام كل بواجبه كما يجب

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=16&id=26466