كلمات

أمي....أصبحتُ اليوم على شهقات من عكازتي


لمى توفيق عباس

 

 

أصبحتُ اليوم على شهقات من عكازتي (تنكزني ) للقيام، ودموع تنهمر من ذاكرة أرواح وأشياء ترافقنا مع كل تفصيل من تفاصيل الحياة الصغيرة التي لا ترحمنا في كل خطوة وخلجة، ومنديل أمي الحريري الأبيض الذي استوطن رأسي منذ فترة , وكأنني في اعتماري إياه، قد ارتديت كل أمان الكون الذي افتقدته منذ بدء هذه الحرب اللعينة علينا، وأسمع صوتها الحنون يأتيني بين الحين والآخر، يزودني بتلك العزيمة والقوة، ما من مخلوق ومهما بلغت درجت قرابته أو حميميته يستطيع بكل إمكانياته أن يعوضك عن حضن الأم وحنانها، وأعود بذاكرتي إلى الوراء يوم رحيلها، تزيد روحي من استحضارها وأعلم كم أنا بأمس الحاجة إليها، وكم أفتقدها.
وااااااااياما
ومن سواك لي , وأنا الوحيدة مهما كثر الأحبة بدونك , وأنا العصية على غيابك المؤمنة بوجهك ( كعبتي ) التي مابرح وجهي يحج إليها
واااااااااأميرة
وبوجه روسيل حفيدتي أراك كل لحظة وأتفانى في حبها وخدمتها لأنني أعانق روحك بها , تنام كما أنت , تحب كما أنت , عزيزة النفس كما أنت , حنونة وليس سواها من يحن علي ويحبني كما أحببتني
وااااااااااحبيبتي
كنت والوطن عكازتيّ , فهل عرفت الآن لما روحي مقعدة
الرحمة لمن تركتهم بعدك أماه , يشقون في فراقك لهم والإشتياق , أعلم أنك في مكان آخر تنظرين الآن وتبتسمين ابتسامة الرضا
ترجمت حبي وتقديسي لك باستمرار العمل على كل ماأحببتِ, جاهدتُ في أن أكون بارة بكِ وبأخوتي ووطني وبكل وصاياكِ , عسى أن يكون هذا البر شفيعاً لي عند رب العالمين , وأقسم بروحك الطاهرة وحتى آخر شهقة سيبقى وجهك ورضاك منارتي ماحييت .....
قدس الله روحك الطاهرة ياوليفتي
في ذكرى غيابك العاشرة مئة عام كبرت ومازالت روحي تحبو صوب

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=6&id=24654