فريـش

“خرابات بيوت” و”خائنون”.. كيف كسرت الحروب الإعلامية صورة بعض فناني الجيل الذهبي لدى السوريين؟

تلفزيون الخبر


في ظل تراجع في نوعيتها وجماهيريتها وانخفاض أداء الممثلين، يعيش السوريون “دراما” سورية من نوع آخر عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، عنوانها خيانات الأزواج والأصدقاء، وفضائح الطلاق والمؤامرات، في صورة تعكس واقعاً مأزوماً، كسر الصورة الجميلة لجيل ذهبي من فناني الصف الأول في أذهان السوريين الذين بات عليهم أن يعتادوا جميع أنواع الخيبات. منذ عدة أشهر، اعتاد السوريون بين كل فترة وأخرى انتشار فضيحة ما تخص أحد الفنانين الذين طالما أحبوهم، وساهمت الدراما السورية في إضفاء هالة معينة على أسمائهم، وبنفس الطريقة التي امتلأت بها المسلسلات السورية في السنوات الأخيرة بقصص الخيانة والكراهية، عاش أبطالها ذات التفاصيل على الملأ دون أن يكون تمثيلاً هذه المرة. قابل معظم السوريين هذه الفضائح بالسخرية والتهكم، مع التأسف على زمن “جميل” ولى بشخوصه وأيامه، يقول ابراهيم، شاب أربعيني، “لم نعد نستغرب شيئاً، ولا يمكن فصل الأزمة الاجتماعية التي نعيشها جميعاً عن حالة هؤلاء الفنانين، مع أننا لم نكن نتمنى أن تنكسر صورهم الجميلة في مخيلتنا، اذ لطالما أحببناهم واحترمناهم، لكن يبدو أنه علينا أن نعتاد الخيبات”. تنوعت الفضائح التي طالت فنانين سوريين بين خيانات زوجية، كان أشهرها اتهام الفنانة ديمة بياعة لصديقتها السابقة “نسرين طافش” بوقوفها وراء طلاقها من الفنان “تيم حسن”، في عدة مناسبات ولقاءات إعلامية، لتطل مؤخراً الفنانة ديمة الجندي وتوجه نفس التهمة لطافش، ويتلقف رواد “فيسبوك” القصة وتغدو مثاراً واسعاً للسخرية من الفنانات الثلاث، وأخريات تقول الإشاعات أنهن تعرضن لنفس الموقف. كما شهد المتابعون خلافاً واضح المعالم بين الفنانين باسم ياخور وأيمن رضا، في برنامج “أكلناها”، وهما اللذان شكلا طيلة سنوات ثنائياً فنياً كوميدياً محبوباً ومُتابعاً سورياً وعربياً، منها “عيلة 6نجوم” وعدة أجزاء من “بقعة ضوء”، لتبدأ بوادر الخلاف بينهما بعد الجزء الثالث، ويتناوبا بطولة العمل المتابع بشدة. وانتقل الخلاف إلى مواقع التواصل الاجتماعي لينتهي بتوجيه أيمن رضا كلمات بذيئة لباسم ياخور. يقول “حازم”، المتابع للأعمال الدرامية السورية في عصرها الذهبي: “ما يحدث بين الفنانين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي مثير للخيبة والاشمئزاز، فهل يحاولون صنع نجومية من نوع جديد يشابه السمة العامة لزمن اللااللاحترام احترام واللا محبة؟”. بدورهما الفنانتان أمل عرفة وشكران مرتجى نقلتا صورة مشابهة لحالة رضا وياخور، حين وجه باسم لشكران وعبر نفس البرنامج “أكلناها” سؤالاً عمن تعتبرها الأكثر حضوراً أمل عرفة أم الفنانة اللبنانية “ماغي أبو غصن”، فتهربت من الإجابة ، وردت أمل برسالة عتب عبر صفحتها الشخصية في “فيسبوك” أيضاً، ملمحة إلى محاولة شكران استرضاء “جمال سنان” صاحب شركة الإنتاج الفني وزوج ماغي أبو غصن. ولأمل عرفة وشكران مرتجى كذلك تاريخ فني مشترك وحافل، كان أبرزه مسلسل “دنيا” الذي شهد متابعة وجماهيرية عالية طيلة سنوات، إضافة إلى عدد من الأعمال المشتركة الأخرى. ويلقي الكثير من المتابعين اللوم على “باسم ياخور” وبرنامجه الذي تعمد فيه إثارة هذه الفضائح وكشف مستور العلاقات في الوسط الفني السوري، فتقول كاترين: “يبني باسم ياخور جماهيرية لبرنامجه عن طريق هذه الفضائح، فغالباً ما يتبعها ضجة كبيرة، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعل البرنامج متابعاً بشكل أكبر”. واعتبرت سهام (موظفة ومتابعة للدراما السورية)، أنه ” لم يعد لدى الفنانين السوريين ما يفعلونه سوى الشجار المعلن، فالأعمال في أدنى مستوياتها قياساً بسنوات بداية الألفينات، واختفت المنافسة المهنية لتحل مكانها المنافسة على الشكل والجمال والأزواج”. وتابعت سهام ” لا أعلم ما الغرض من وراء نشر ديمة بياعة صورها مع زوجها وهما يقبلان بعضهما، أعتقد شخصياً أن تحاول أن تظهر سعادتها الزوجية مقابل حياة طليقها وسعادته مع المذيعة وفاء الكيلاني، ومن جهة أخرى محاولة للاستمرار بالحضور على الشاشات بطريقة درامية جديدة”. كما اعتاد السوريون على دراما “الطلاقات” المتكررة لبعض الفنانين وأخبار الانفصال والعودة، و”كأن همنا الوحيد بات هل تطلقت إمارات رزق وحسام جنيد هذا العام، وهل خان تيم حسن ديمة بياعة قبل الطلاق فعلاً”، تضيف سهام. نوع آخر من الفضائح التي كسرت صورة بعض الفنانين والممثلين السوريين، ارتبطت بعمليات التجميل والبوتوكس والنفخ التي أصبحت في أعلى مستوياتها بينهم، إضافة إلى اتجاه بعض نجوم الصف الأول إلى أعمال تجارية ، بهدف تحقيق المكاسب على حساب المستوى والنوعية. وتعلق منال، معلمة “لا أستطيع تخيل نسرين طافش التي ارتبطت بذهني بصورة الفتاة البريئة العاشقة في أهل الغرام والانتظار وغيره، وهي الآن “خرابة بيوت” لاهم لها سوى سرقة أزواج زميلاتها الفنانات، أو تيم حسن في أدوار “عبود” وشخصيته في “زمن العار” و”أسعد الوراق”، وهو يمثل شخصية سخيفة عنترية لا عمق فيها مثل “جبل شيخ الجبل”. خلاف آخر تابعه السوريون بين الفنانة “سلافة معمار” وزميلها قصي الخولي على خلفية تشبيهه لها والممثلة اللبنانية نادين نجيم بالسيارات حين طلب منه المقارنة بينهما في إحدى البرامج التلفزيونية. بالإضافة إلى تهربه من الاعتراف بتفوق معمار ونجوميتها أمام “نجيم” التي جاءت من عالم ملكات الجمال إلى التمثيل والدراما معتمدة هي وغيرها من الممثلات اللبنانيات المشابهات على وجود نجم سوري إلى جانبهن في بطولة الأعمال الدرامية. وأمام جميع هذه المعارك الإعلامية والفيسبوكية، يقف السوري ساخراً ومتسلياً بضعة أيام بقصص النجوم الذين أحبهم يوماً، ليعود إلى هموم حياته اليومية المتكاثرة، غير ناسٍ بأن “الزمن الرديء لا يستثني أحداً، ومعظم ما كان يلمع في الماضي لم يكن ذهباً”، كما يعتبر متابعون.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=11&id=22898