وجهات نظر

العشائر العربية ومستقبل شرق الفرات

الميادين


لم تكن تلك المظالم خافية على “قسد” وواجهتها السياسية مجلس سوريا الديمقراطية ” مسد” وهي تنظم ملتقى العشائر السورية في عين عيسى في ريف الرقة الشمالي تحت شعار ” العشائر السورية تحمي المجتمع السوري وتصون عقده الاجتماعي”.على العكس بدت محاولات الاتّكاء على المكوّن العشائري أكثر إلحاحاً بعد الانتهاء من “داعش” والانتقال جدياً إلى بحث مستقبل المنطقة في ظل بروز دور أميركي للدفع بمشاركة كردية فاعلة في اللجنة الدستورية. من بلدة الشحيل إلى أبو حمام وسفيرة فوقاني وغيرها من قرى وبلدات ريف دير الزور أخذت تتبلور ملامح انتفاضة شعبية لأبناء العشائر العربية ضد قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بالقوات الأميركية. تحمل التجمّعات الغاضبة التي وثّقتها كاميرات الموبايلات وصفحات التواصل الاجتماعي مطالب ظاهرها مطلبي خدمي ، من تأهيل البنىى التحتية والحصول على حصص من واردات النفط ، إلى أخرى سياسية واضحة نقلها ممثلو العشائر الى إجتماعات مع قادة الجيش الأميركي في حقل العمر النفطي ، منها: تأسيس مجلس محلي وتسلّم أهالي المنطقة إدارة شؤونهم ووقف التجنيد في صفوف “قسد ” ووقف الاعتقالات بحجّة الانتماء ل “داعش” وإطلاق سراح مئات المُعتقلين. لم تكن تلك المظالم خافية على “قسد” وواجهتها السياسية مجلس سوريا الديمقراطية ” مسد” وهي تنظم ملتقى العشائر السورية في عين عيسى في ريف الرقة الشمالي تحت شعار ” العشائر السورية تحمي المجتمع السوري وتصون عقده الاجتماعي”.على العكس بدت محاولات الاتّكاء على المكوّن العشائري أكثر إلحاحاً بعد الانتهاء من “داعش” والانتقال جدياً إلى بحث مستقبل المنطقة في ظل بروز دور أميركي للدفع بمشاركة كردية فاعلة في اللجنة الدستورية.. والواضح أن محاولة استمالة العشائر والمكوّن العربي بصفة عامة إلى المشروع السياسي لـ “مسد “يزداد إلحاحاً خصوصاً مع الثقل العشائري العربي في المنطقة الشرقية دير الزور والرقة والحسكة ، وهي المنطقة التي تقع فعلياً تحت سيطرة “قسد” وضمن مشروعها للإدارات الذاتية. وحتى ضمن الحسكة التي يشكّل العرب مع السريان والآشوريين أكثر من 70 في المائة من سكانها. مؤشّرات تفسّر لدرجة كبيرة في الاحتفال الاستعراضي بالعشائر في ملتقى “عين عيسى ” الذي لم يخرج عن البرنامج السياسي لمجلس سوريا الديمقراطية ، مع العِلم أن بنوداً كثيرة أوردها البيان الختامي للملتقى تنسجم في خطوطها العريضة مع كثير مما تدعو إليه دمشق ” وحدة سوريا أرضاً وشعباً واستقلالها.. وحق الشعب السوري باستعادة كافة المناطق المحتلة عفرين وجرابلس وأعزاز والجولان بالوسائل المتاحة والمشروعة”، لكن العقدة تبقى في ملفات خلافية ومحل تفاوض أساساً وأبرزها ” استمرار دعم قوات سوريا الديمقراطية كجزء أساسي من الحل في سوريا..ودعم الإدارات الذاتية والمدنية شمال وشرق سوري”. لم يتأخّر رد دمشق على ملتقى “عين عيسى” إذ رأت الخارجية السورية فيه “التقاء العمالة والخيانة والارتهان” ، وأكّدت في بيان لها ” أن قبول التنظيمات الميليشياوية بما يُمليه عليها المنظّمون الحقيقيون لمثل هذه المسرحيات من أميركيين وغيره لن يجلب لها إلا الخزي والعار” . موقف سياسي استبقته عشائر وشخصيات سورية في الحسكة مدعومة من الدولة بعقد “الملتقى الوطني لمناهضة المشروع الأميركي والانفصالي”، لم يبتعد الخطاب السياسي في صلابته عن بيان الخارجية السورية . بيان ختامي شكّل ردّاً حادّاً على مشروع ” مسد” ومن بين بنوده ” رفض كل الدعوات والمشاريع التآمرية التي تستهدف عزل محافظة الحسكة” و “التعبئة لمواجهة كل الخطط الانفصالية تحت مسمّيات الفيدرالية واللامركزية” و”دعوة الأخوة السوريين الكرد لتفعيل دورهم في منع أي مشروع يهدّد وحدة سوريا…”. الملتقى شارك فيه الآلاف أيضاً في رمزية كبيرة للزمان في ظل استحقاقات ضاغطة لحسم ملف شرقي الفرات رغم تعقيداته الاقليمية والدولية ، وللمكان كون المجتمعين اختاروا الحسكة على مقربة من مؤسّسات الإدارة الذاتية. الالتفات للبُعد العشائري لم يكن جديداً في الأزمة السورية بكل تفاصيلها ،إذ سبقت الملتقيات الحالية عشرات الملتقيات والاجتماعات ، أوسعها ” اجتماع القبائل والعشائر السورية والنخب الوطنية في أثريا بحلب” في 25 كانون الثاني 2019 بحضور ناهز عشرة آلاف شخص تمحورت عناوينه الرئيسية حول “سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، وسوريا وطن واحد سيّد مستقل وأبناء الجزيرة متمسكون بوطنهم ودولتهم وجيشهم وقيادتهم “. كما دخلت تركيا عبر شخصيات محسوبة عليها في دعم تشكيل ” المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية المعارضة”. في كانون الأول 2018 . تشكيل تبنّى بدوره الخطاب التركي بكل تفاصيله بما فيه دعم عملية عسكرية تركية ضد الوحدات الكردية وإقامة منطقة آمنة .

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=21376